الإفتاء: المودة والرحمة أساس الحياة الزوجية وتفاصيلها لا تتعدى جدران البيت
تاريخ النشر: 25th, October 2025 GMT
أكدت دار الإفتاء المصرية أن العلاقة الزوجية الناجحة لا تقوم فقط على معرفة الحقوق والواجبات بين الزوجين، بل على أساس أعمق يتمثل في السكن والمودة والرحمة، باعتبارها الركائز الإنسانية التي تبنى عليها الأسرة المستقرة والسعيدة.
وأوضحت الدار عبر صفحتها الرسمية على موقع فيسبوك، ضمن حملتها التوعوية بعنوان "اعرف الصح"، أن إدراك كل طرف لمسؤولياته أمر ضروري، لكن الأهم أن تكون تلك المسؤوليات محاطة بروح من المحبة والاحترام والإنسانية، لأن هذه القيم هي التي تدفع الزوجين إلى العطاء المتبادل والتسامح وتجاوز الخلافات.
وشددت دار الإفتاء على أن الحياة الأسرية لها خصوصيتها، وأن تفاصيلها يجب أن تظل داخل جدران البيت، مؤكدة أن الخلافات الزوجية ينبغي أن تُحل بين الزوجين دون تدخل خارجي، إلا إذا عجز الطرفان عن الوصول إلى حل.
كما دعت الدار إلى ضرورة أن يلعب الأهل دورًا إيجابيًا في دعم الأبناء المتزوجين من خلال النصح والتوجيه الواعي، ومساعدتهم على اكتساب الخبرة في التعامل مع المواقف الحياتية المختلفة، بما يضمن استمرار المودة والاستقرار داخل الأسرة.
وفي وقت سابق أوضحت دار الإفتاء المصرية في بيان صادر عنها حكم إخفاء متعلقات الآخرين بغرض المزاح، بعد أن ورد إليها سؤال حول تصرف بعض الأصدقاء الذين يقومون بإخفاء أغراض زملائهم بدافع الضحك وإعداد ما يعرف بـ"المقالب".
وأكدت الدار أن المزاح في أصله مباح ومطلوب إذا كان يهدف إلى إدخال السرور على القلوب دون أذى أو ضرر، مشيرة إلى أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يمزح مع أهله وأصحابه والأطفال بطريقة لطيفة لا تسبب ضيقًا لأحد، مستشهدة بحديث أنس بن مالك رضي الله عنه حين قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «يَا ذَا الْأُذُنَيْنِ»، موضحة أن هذا من مزاح النبي الشريف الذي اتسم بالرحمة والرقي.
وأضافت دار الإفتاء أن المزاح المحرم هو ما يتضمن ترويع الآخرين أو إلحاق الأذى بهم، سواء بأخذ متاعهم أو إخفائه على سبيل اللعب، مشيرة إلى ما ورد في مسند الإمام أحمد من أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم نهى عن إخافة المسلم، حيث قال: «لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يُرَوِّعَ مُسْلِمًا».
كما ورد عنه صلى الله عليه وآله وسلم قوله: «لَا يَأْخُذَنَّ أَحَدُكُمْ مَتَاعَ أَخِيهِ لَاعِبًا، وَلَا جَادًّا»، مما يدل على أن أخذ ممتلكات الآخرين ولو على سبيل المزاح يعد سلوكًا غير جائز شرعًا.
وبين عدد من العلماء هذا الحكم، فقال الإمام ابن حجر الهيتمي في كتابه "تحفة المحتاج" إن أخذ متاع الغير على سبيل المزاح حرام، لأنه يسبب الفزع لصاحبه، فيما أكد الإمام الشوكاني في "نيل الأوطار" أن المزاح الذي يؤدي إلى ترويع المسلم لا يجوز مطلقًا، ولو كان بنية الدعابة.
وأشار الإمام المناوي في "فيض القدير" إلى أن إدخال الخوف أو الفزع في قلب المسلم بأي وسيلة يعد أمرًا محرمًا، لأن المسلم الحق هو من سلم الناس من لسانه ويده.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: دار الإفتاء الحياة الزوجية المودة والرحمة اعرف الصح فيسبوك الخلافات الزوجية العلاقات الأسرية صلى الله علیه وآله وسلم دار الإفتاء على سبیل
إقرأ أيضاً:
هل تجب إعادة الصلاة لمن تكلم أثناء خطبة الجمعة؟.. الإفتاء تجيب
قالت دار الإفتاء إن الفقهاء اختلفوا فى حكم الإنصات والاستماع لخطبة الجمعة، إلَّا أنَّهم أجمعوا على أنَّ من تكلم ولغا لم يعد الجمعة وصلاته صحيحة شرعًا ولكن ثوابها ناقص، نقل هذا الإجماع الإمام أبو الحسن ابن القطان في "الإقناع في مسائل الإجماع" (1/ 164، ط. مكتبة الفاروق الحديثة) فقال: [وقد أجمعوا على أنَّ من تكلم ولغا لم يعد الجمعة] اهـ.
ولا معارضة بين الحكم بصحة صلاة من تكلم وبين ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حديثه: «وَمَنْ تَكَلَّمَ فَلَا جُمُعَةَ لَهُ» أخرجه الإمام أحمد؛ لأنَّ معنى "لَا جُمُعَةَ لَهُ" أي: كاملة الثواب، ولا يُراد به: بطلان جمعة من تكلم.
قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في "فتح الباري" (2/ 533، ط. دار السلام) في معنى الحديث: [قال العلماء معناه: "لَا جُمُعَةَ لَهُ" كاملة؛ للإجماع على إسقاط فرض الوقت عنه] اهـ
الأداب الشرعية التي ينبغي التحلي بها أثناء خطبة الجمعة
كشفت دار الإفتاء المصرية عن الآداب الشرعية التي ينبغي التحلي بها أثناء خطبة الجمعة.
وقالت عبر موقعها الرسمى إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حدد لنا آدابًا شرعية ينبغي على المُصلِّي أن يتحلى بها، منها: الإنصات والاستماع في أثناء الخطبة؛ لكونهما سببًا في مغفرة الذنوب والآثام بينه وبين الجمعة الأخرى، فعن سلمان الفارسي رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الجُمُعَةِ، وَتَطَهَّرَ بِمَا اسْتَطَاعَ مِنْ طُهْرٍ، ثُمَّ ادَّهَنَ أَوْ مَسَّ مِنْ طِيبٍ، ثُمَّ رَاحَ فَلَمْ يُفَرِّقْ بَيْنَ اثْنَيْنِ، فَصَلَّى مَا كُتِبَ لَهُ، ثُمَّ إِذَا خَرَجَ الإِمَامُ أَنْصَتَ، غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الجُمُعَةِ الأُخْرَى» متفق عليه -واللفظ للإمام البخاري.
ومعنى الإنصات: هو السكوت، ومعنى الاستماع: هو شغل الآذان بالسماع والإصغاء للمتكلم.
قال الإمام النووي في "روضة الطالبين وعمدة المفتين" (2/ 28، ط. المكتب الإسلامي-بيروت) فيما ينبغي على المأمومين فعله أثناء الخطبة: [ينبغي للقوم أن يقبلوا بوجوههم إلى الإمام، وينصتوا، ويسمعوا. والإنصات: هو السكوت. والاستماع: هو شغل السمع بالسماع] اهـ.
ومن مقتضيات الإنصات والاستماع للخطبة عدم الكلام.