هل يمهّد أحدث مطار في كمبوديا لعصرٍ سياحي جديد؟
تاريخ النشر: 25th, October 2025 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- خلال يومٍ عالي الرطوبة في أوائل سبتمبر/أيلول، تجمع رهبان بأردية برتقالية اللون في صالة مغادرة أحدث مطارات كمبوديا، وهم يردّدون الترانيم على تمثال ذهبي يبلغ ارتفاعه 9 أمتار، أصبح يراقب المسافرين الآن أثناء الاستعداد للسفر للخارج.
لم تبدأ الطائرات بالهبوط في مطار تيكو الدولي بمدينة بنوم بنه إلا بعد مباركة تمثال بوذا الذي يبلغ وزنه 9 أطنان.
وفي 20 أكتوبر/تشرين الأول، قصّ رئيس الوزراء الكمبودي هون مانيت شريط الافتتاح الرسمي للمطار، وقال للصحفيين في الموقع: "هذا إنجاز جديد يعكس رؤية كمبوديا التطويرية طويلة المدى".
إلى جانب ذلك، تأمل حكومته أن يمتلئ المطار بالسيّاح.
رُغم معابدها وشواطئها المدرجة على قوائم منظمة اليونسكو، وأسعارها المعقولة، لا تجذب كمبوديا سوى حوالي 2.5 مليون زائر دولي سنويًا، وهو عدد ضئيل مقارنةً بالأفواج التي تصل إلى تايلاند وفيتنام، ويناهز عددها تباعًا، 32 مليون زائر و18 مليون زائر.
يهدف مطار تيكو الدولي، الذي يبعُد 29 كيلومترًا تقريبًا جنوب بنوم بنه، وقيل إنّ المشروع كلّف ملياري دولار، إلى تغيير هذا الواقع.
يُعتبر المطار البالغ مساحته 8 آلاف متر مربع بوابةً لعصرٍ جديدٍ من السياحة والاستثمار في جنوب كمبوديا الذي لا يحظى بالكثير من الزيارات.
في الداخل، يتسلّل الضوء الطبيعي عبر النوافذ الممتدة من الأرض وصولاً إلى السقف باتجاه أرضياتٍ خشبيةٍ فاتحة اللون ونباتات استوائية.
كما استوحي خط السقف المنحني الذي صمّمته شركة "Foster + Partners" البريطانية، من أغطية الرأس المزخرفة لراقصات "أبسارا" التقليديات.
وأكّد الشريك الرئيسي في الشركة، نيكولاي مالش، أنّ التصميم يُركز على الوضوح والحد من الارتباك، مضيفًا أنّ أقصى مسافةٍ للمشي في مبنى المطار يبلغ 500 متر فقط من منتصفه إلى نهايته.
إلى جانب الكفاءة، يهدف المبنى إلى أن يكون كمبوديًا بامتياز، فتعمل حواف السقف المُنحنية كنقاطٍ لتجميع مياه الأمطار أيضًا.
وقال تشارلز فان، مدير شركة كمبوديا للاستثمار في المطارات (من الشركات الرئيسية الداعمة للمطار ماليًا)، إنّه يأمل أن يكون المطار عامل جذب بحد ذاته بين المسافرين.
وأوضح لـ CNN: "نعتقد أن هذا المطار قادر على جذب الكثير من الزوار والسياح إلى كمبوديا، على غرار دبي (أو) لندن".
صنّفت الحكومة مطار تيكو الدولي كمشروع بنية تحتية حديث ومصدر فخر وطني، كما أنه يتمتع بأجهزة تعرّف على الوجه وحاصل على اعتمادات بيئية.
مطار تيكو ليس الإنجاز الوحيد الذي حققته كمبوديا في مجال المطارات، في الآونة الأخيرة.
تم بناء مطار سييم ريب-أنغكور الدولي (SAI) الذي افتُتح في العام 2023، بتكلفة مليار دولار، في إطار مبادرة الحزام والطريق الصينية (Belt and Road Initiative)، التي تهدف إلى ربط المزيد من دول العالم، وتوسيع نفوذ بكين، من خلال بنى تحتية صينية الصنع.
يُشكّل المطاران ركيزتين أساسيتين لخطة كبرى تُدعى "السياحة المقدسة 2025-2035" في كمبوديا، المعنية بتطوير السياحة الصحية، والزراعية، والمجتمعية.
بالنسبة لكمبوديا، تُبشّر المدرجات الجديدة بالمزيد من الترابط.
تربط الرحلات الجوية الآن بنوم بنه ببانكوك، وبكين، وهانوي، وسنغافورة، وكوالالمبور، مع استعداد الخطوط الجوية التركية والاتحاد للطيران لإضافة رحلات مباشرة من إسطنبول وأبوظبي هذا الخريف، ما سيُسهّل الوصول إلى كمبوديا بالنسبة للزوار الآتين من أوروبا والشرق الأوسط.
لكن لا تبدو كل الأمور مُبشّرة في توقعات السفر بكمبوديا.
أُقيم حفل الافتتاح الكبير للمطار بعد أربعة أيام فقط من إصدار كوريا الجنوبية تحذير سفر نادر، "الرمز الأسود"، بشأن زيارة أجزاء من كمبوديا، عقب وفاة طالب كوري يُزعم أنّه تعرض للتعذيب في مركز لعمليات الاحتيال الهاتفية.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: الطيران عمارة كمبوديا مطارات
إقرأ أيضاً:
بعد ساعات من إعلان إعادة تشغيله .. الدعم السريع يقصف مطار الخرطوم مجدداً
البلاد (الخرطوم)
عاودت طائرات مسيّرة تابعة لقوات الدعم السريع استهداف مطار الخرطوم أمس (الأربعاء)، بعد ساعات فقط من إعلان هيئة الطيران المدني السودانية عن استئناف الرحلات الداخلية عبر المطار المغلق منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، في تصعيد يهدد بعرقلة الجهود الرامية لإعادة الحياة إلى العاصمة التي أنهكها النزاع.
ونقلت صحيفة “الراكوبة نيوز” عن شهود عيان أن ألسنة اللهب تصاعدت من داخل المطار عقب تعرضه لقصف جديد بطائرات مسيّرة، فيما شوهدت أعمدة الدخان الكثيف تغطي أجزاء من جنوب ووسط الخرطوم. وأفادت التقارير بوقوع حرائق داخل مرافق المطار، دون تأكيد رسمي لحجم الأضرار أو الخسائر البشرية.
وقال مصدر عسكري: إن مضادات الجيش تصدت للطائرات المسيرة التي حلقت فوق المطار، مؤكداً أن الدفاعات الجوية تمكنت من إسقاط بعضها. يأتي هذا التطور بعد يوم واحد فقط من هجوم مماثل استهدف المنطقة نفسها، عشية الموعد المقرر لإعادة تشغيل المطار رسمياً.
وكانت هيئة الطيران المدني قد أعلنت الاثنين الماضي أن مطار الخرطوم سيُعاد افتتاحه الأربعاء لتسيير رحلات داخلية بشكل تدريجي، بعد استكمال الترتيبات الفنية والتشغيلية، في خطوة اعتُبرت رمزية لإعادة الثقة في قدرة العاصمة على التعافي الجزئي من آثار الحرب. إلا أن هجوم على مدى يومين أعاد المخاوف من انهيار تلك الجهود، خصوصاً أن المطار يُعد أحد أكثر المرافق الحيوية تضرراً منذ اندلاع القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل 2023، والذي خلّف دماراً واسعاً في البنية التحتية وقطع الإمدادات عن معظم أحياء الخرطوم.
ووفق شهود ميدانيين، فقد سُمعت أصوات انفجارات متتالية بين الساعة الرابعة والسادسة صباحاً بالتوقيت المحلي في محيط المطار، بالتزامن مع تحليق مكثف للطائرات المسيرة في أجواء وسط وجنوب الخرطوم. كما أفاد سكان في شمال أم درمان، التي تضم منشآت عسكرية كبيرة، بأنهم رصدوا هجمات مشابهة بالطائرات المسيرة فجر الثلاثاء.
وتأتي هذه التطورات في وقت لا تزال فيه الأمم المتحدة تحذر من تداعيات النزاع المستمر؛ إذ أكدت تقاريرها الأخيرة أن الاشتباكات في السودان أجبرت أكثر من أربعة آلاف شخص على النزوح خلال أسبوع واحد فقط، في ظل أوضاع إنسانية وصحية متدهورة.
رفع كفاءة طريق المطار استعدادًا لاستقبال ضيوف المتحف المصرى الكبير | شاهد