فى زمنٍ تكثر فيه الأصوات، وتتزاحم فيه الآراء، ويكاد الإنسان يضيع وسط دوامات المظاهر والتقليد، تظل القاعدة الأهم والأبسط هى: كن أنت.
لا تنجرف خلف آراء الناس، ولا تجعل بوصلتك تدور وفق اتجاهات الآخرين. فالحياة لا تُقاس بمدى رضا الناس عنك، بل بمدى صدقك مع نفسك، وثباتك على مبادئك وقيمك.
تمسك بمبادئك، واثبت على الحق والعدل، مهما اشتدت عليك الأزمات وتكالبت الظروف والأفواه.
لن تسلم من النقد، ولن تفلت من ألسنة الناس، فهكذا الدنيا منذ الأزل.
سنعود دائمًا إلى قصة جحا، عندما حاول إرضاء الجميع، فاستمع إلى كل رأى متناقض، حتى انتهى به الأمر أن يحمل الحمار على ظهره هو وابنه! ورغم ذلك اتهمه الناس بالجنون. تلك هى الطبيعة البشرية؛ لا تُرضيهم مهما فعلت.
لذا، انفض غبار الماضى بكل ما فيه من أحزانٍ ومآسٍ، واستنشق هواء المستقبل. ابنِ قصرك من الحكمة على أسسٍ من القيم، والكرامة، واحترام الذات.
لا تفرّط فى نفسك، ولا تستسلم لليأس. فالحياة لا تعطى الكسالى، ولا تفتح أبوابها للمتشائمين.
تعثر مرة، ومرتين، وثلاثًا، لكن لا تتوقف. انهض واستمر، لأن الطريق إلى القمة لا يُفرش بالورود، بل يُشقّ بالصبر والإصرار.
قد تُظلم، وقد تُبتلى فى أعزّ ما تملك، لكن تذكر أن رحمة الله أوسع من كل محنة.
سيتحطم الابتلاء على صخرة الصبر، وسينكسر على قوة التوحيد والثقة بالله.
فالبلاء لا يدوم، لكنه يأتى ليختبر صدق إيمانك، ومقدار حبك لله.
قد يأخذ حقك من لا يستحق، وقد يسطو على جهدك من لم يشاركك الطريق، لكن لا تحزن، فالله عادلٌ لا ينسى.
كل ما زرعته من خيرٍ سيؤتى ثماره يومًا ما، وإن تأخر الحصاد.
واعتبر جهدك شهادةً مودعة فى بنك الدنيا، ستصرفها يومًا فى الوقت الذى يختاره الله، وإن لم تصرف هنا، فسيضاعفها الله لك هناك، فى موضعٍ أنقى وأبقى، حيث لا يضيع الأجر ولا ينفد الفضل.
لا تشغل بالك إلا بالسعى والعبادة، ووازن بين دنياك وآخرتك، حتى لا تخرج من الدنيا خالى الوفاض.
لقد جاءت رسالات الله منذ آدم عليه السلام، وانتهت برسالة سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم، تحمل جميعها ذات المعانى: أن الخير والشر موجودان، وأن الثواب والعقاب حق، وأن الرزق والأجر بيد الله وحده.
وما علينا إلا أن نسعى، بإخلاصٍ وثباتٍ وصبر، واثقين أن الله لا يخذل من صدق فى نيّته، وأحسن فى عمله.
فكن أنت، لا نسخة من أحد.
كن كما يريدك الله، لا كما يريدك الناس.
وستجد أن الطريق -مهما طال- سينتهى بك إلى نورٍ لا ينطفئ.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: كن أنت حمادة بكر في الصميم
إقرأ أيضاً:
عبد الله مشرف: عادل إمام ومحمود عبد العزيز بيحبوا الناس كلها
أكد الفنان القدير عبد الله مشرف أن الفنان الكبير عادل إمام من الشخصيات التي تحب الجميع، موضحًا أنه استمتع كثيرًا بالعمل معه، واصفًا تجربته إلى جانبه بأنها من أجمل محطات مشواره الفني.
وقال "مشرف" خلال حوار تليفزيوني ببرنامج “كلام الناس” والمذاع عبر قناة “ام بي سي مصر” تقديم الإعلامية ياسمين عز: “عادل إمام بيحب كل الناس، ومافيش حد اسمه مش بيحبه، وأنا اتبسط جدًا بالشغل معاه، لأنه فنان كبير وبيقدر كل اللي حواليه”.
مشاركته في فيلم الكيفوأضاف أنه استمتع أيضًا بمشاركته في فيلم "الكيف"، مشيرًا إلى أن الراحل محمود عبد العزيز كان يتمتع بحب كبير لكل الناس، قائلاً: “اتبسط جدًا في فيلم الكيف، ومحمود عبد العزيز كان بيحب الناس كلها، ويرحب بالجميع، وكلنا كنا بنحبه وبنقدّره”.
وتحدث الفنان الكبير عن علاقته بالفن، مؤكدًا أنه لا يمكن أن يعتزل، قائلاً:
“مافيش حاجة اسمها اعتزال للفنان، لأن الفنان دايمًا شغال، وليه إنه يشتغل ويحب شغله، وأنا بحب كل حاجة في الفن، والفن على طول في خيالي وفي حبي وفي فني”.
وأوضح "مشرف" أنه لا يفرّق بين الأدوار التي يقدمها، سواء كانت شريرة أو طيبة، مؤكدًا: “ما اشتغلتش حاجة اسمها ما بحبهاش، أنا بحب كل الأدوار اللي قدمتها، وكل دور كنت بعيش فيه وبحبه، سواء شر أو طيبة”.
الأعمال الفنية القديمةوأضاف أنه يحب متابعة الأعمال القديمة، قائلاً: “دايمًا بحب أتفرج على حاجات زمان، ولما تيجي بسعد بيها، وبحب أتفرج على كل الأفلام القديمة عادي، كلها ليها طعمها الجميل”.
واختتم الفنان عبد الله مشرف حديثه قائلًا: “لما بقابل الفنانين بالصدفة، بنسلم على بعض ونرحب ببعض بكل محبة، والحمد لله صحتي كويسة وبشكر ربنا على نعمة الصحة”.