المغنيسيوم.. المعدن الذي يحتل صدارة المكملات الغذائية بين الفوائد والدعاية
تاريخ النشر: 26th, October 2025 GMT
وُصف بأنه معدن العصر، إذ يتناول ملايين الأشخاص حول العالم مكملات المغنيسيوم لأسباب متعددة، تتراوح بين تحسين النوم، ودعم الهضم، وتهدئة الجهاز العصبي المرهق. لكن السؤال يبقى: هل هذه المكملات فعلاً تحقق ما يُروَّج له؟
تشهد صناعة المكملات الغذائية نموا سريعا، إذ تُقدَّر قيمة سوق المغنيسيوم العالمي بنحو 3.
في مصنع صغير في يوركشاير ديلز شمال إنجلترا، يُوزن عمال يرتدون بزّات واقية سيترات المغنيسيوم، وهو مركب يُحضَّر بخلط المعدن بحمض الستريك، قبل تعبئته وتصديره إلى مختلف أنحاء العالم، من بريطانيا إلى أستراليا وآسيا والخليج.
وقال المدير الإداري لشركة Lonsdale Health، أندرو غورينغ، إنّ: "المغنيسيوم من أكثر منتجاتنا مبيعا، ونحن نرسله إلى كل أنحاء العالم"؛ ويرجع غورينغ شعبية المكمل إلى تأثير وسائل التواصل الاجتماعي والمؤثرين، الذين ساهموا في تعزيز الطلب على منتجات المغنيسيوم، مستفيدين من اهتمام الناس بالنوم، والهضم، والصحة النفسية والطاقة.
من جهتها، أخصائية التغذية المتخصصة في صحة الجهاز الهضمي، كيرستن جاكسون، أكّدت أنّ: "الترويج الإعلامي قد يُضخم الفوائد"، مشيرة إلى أن "المغنيسيوم معدن أساسي، يشارك في أكثر من 300 عملية حيوية داخل الجسم، منها دعم الأعصاب، وضبط ضغط الدم، وتنظيم السكر في الدم، ونقل الكالسيوم والبوتاسيوم بين الخلايا".
وأبرزت جاكسون: "المغنيسيوم مهم لأدمغتنا ولصحة مزاجنا، لكنه لا يحقق تأثيره إلا إذا كان هناك نقص فعلي في الجسم، وهو أمر يصعب تحديده لأن الجزء الأكبر منه يُخزن في العظام والأنسجة".
ورغم ذلك، أكّد كثيرون أنّ: "المكمل أحدث فرقا في حياتهم". وأكّدت أخصائية اتصالات بريطانية، فـكاتي كوران، بالقول إنها استعادت نومها بعد أسبوعين من تناول غليسينات المغنيسيوم يوميا، ما ساعدها على تهدئة الأفكار المتسارعة وتحسين النشاط اليومي.
لكن الأطباء يحذرون من اعتبار التجارب الفردية دليلا علميا، مؤكدين أن الفائدة الحقيقية تظهر فقط عند وجود نقص حقيقي في المغنيسيوم.
إلى ذلك، امتلأت وسائل التواصل الاجتماعي بتوصيات مدفوعة عن المكملات، غالباً من مؤثرين يروّجون لأنواع مختلفة من المغنيسيوم:
الغليسينات والثيريونات لدعم الدماغ والنوم وتخفيف التوتر.
الكلوريد لتخفيف تقلصات العضلات والآلام قبل الدورة الشهرية.
السيترات والأكسيد لتحسين الهضم وعلاج الإمساك.
إلا أن كريستين ستافريديس، وهي أخصائية التغذية، تحذر من المبالغة، قائلة: "العديد من الادعاءات لا تدعمها أدلة علمية كافية، وحتى المكمل الفعّال لن يظهر أثره إلا عند وجود نقص حقيقي".
أيضا، تشير إلى تداخل المكملات مع بعضها البعض، مثل تأثير الزنك على امتصاص المغنيسيوم، ما يجعل الاعتماد على حبة واحدة أمراً غير مضمون النتائج.
وأوردت الخبيرة على أهمية النظام الغذائي الصحي، إذ تُعد البذور، والمكسرات، والحبوب الكاملة، والخضراوات، والفواكه مصادر طبيعية ممتازة للمغنيسيوم، إلى جانب عناصر غذائية أخرى ضرورية.
وحذّرت جاكسون من الإفراط في تناول المكملات، خصوصا لمرضى الكلى، لأن الجرعات العالية قد تسبب فرط مغنيسيوم الدم، وهي حالة نادرة لكنها خطيرة قد تهدد الحياة.
في النهاية، يظل المغنيسيوم معدنا أساسيا لصحة الجسم والعقل، لكنه ليس الحل السحري الذي تروّج له الحملات الدعائية، وفقا للدراسات، بل جزء من نظام متكامل يعتمد على الغذاء الصحي، والنوم الكافي، ونمط الحياة المتوازن.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحة طب وصحة طب وصحة المكملات النظام الغذائي النظام الغذائي مرضى الكلى المكملات المزيد في صحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة سياسة سياسة صحة صحة صحة صحة صحة صحة صحة صحة صحة صحة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
انخفاض أسعار الذهب يجذب صائدي الصفقات في الأسواق العالمية
شهدت أسعار الذهب العالمية تحولا بارزا خلال الأسبوع الأخير، إذ أدى الهبوط الحاد في قيمتها إلى سباق محتدم بين المستثمرين والأفراد لاقتناص الفرص، وذلك بعدما تكبد المعدن النفيس أكبر خسارة أسبوعية منذ أكثر من عقد، ما أشعل موجة شرائية واسعة يقودها ما يعرف بـصائدي الصفقات في مختلف الأسواق العالمية.
وأفاد تقرير لوكالة بلومبرج، اليوم الأحد بأن ثقة المستثمرين والأفراد في المعدن الأصفر لم تتأثر بالتراجع الحاد، بل تحوّل الهبوط المفاجئ إلى حافز قوي لموجة شراء جديدة، إذ شهدت متاجر الذهب في آسيا والولايات المتحدة وأوروبا إقبالا كثيفا من المتعاملين، في وقت يرى فيه محللون أن التصحيح الأخير قد يمهد لانطلاقة جديدة في مسار الصعود.
وسجّل الذهب، بعد ارتفاع قياسي تجاوز 4380 دولارا للأوقية مطلع الأسبوع الماضي، تراجعا بنحو 6.3% لينهي تداولات الأسبوع عند 4113.05 دولارا للأوقية، خاسرا نحو 138.77 دولارا في أسبوع واحد في أكبر انخفاض أسبوعي منذ عام 2013 نتيجة عمليات جني أرباح مكثفة من صناديق التحوط ومخاوف من تضخم المراكز الشرائية.
وقالت نيكي شيلز، رئيسة قسم الأبحاث في شركة MKS Pamp SA لتكرير المعادن الثمينة، إن الذهب شهد تصحيحاً طبيعياً بعد فترة من المبالغة في الشرا، موضحة أن الأسواق الصاعدة تحتاج أحياناً إلى فترات استراحة قصيرة لتصحيح الاتجاه واستعادة التوازن.
وفي السياق ذاته، أشار مارك ليفرت، المتعامل في شركة Heraeus Precious Metals، إلى أن المعدن الأصفر كان في منطقة تشبع شرائي مفرط قبل الهبوط الأخير، لافتا إلى أن عمليات جني الأرباح من قبل صناديق التحوط كانت المحرك الرئيسي للانخفاض.
وفي المقابل، قال بيت والدن، نائب الرئيس التنفيذي لشركة BullionStar في سنغافورة، إن شركته شهدت أكثر أيامها ازدحاما على الإطلاق، مضيفا أن الكثيرين رأوا في تراجع الأسعار فرصة مغرية للشراء.
وفي الولايات المتحدة، أفادت شركة Money Metals Exchange LLC بأن الطلب تجاوز قدرتها التشغيلية نتيجة الإقبال الكبير من المستثمرين الأفراد الباحثين عن الصفقات.
وعلى صعيد آخر، استقطب مؤتمر المعادن الثمينة السنوي في مدينة كيوتو اليابانية نحو ألف من كبار المتعاملين والمحللين وخبراء الذهب من مختلف أنحاء العالم، في وقت تشهد فيه الأسواق حالة من التفاؤل الحذر إزاء آفاق المعدن النفيس خلال المرحلة المقبلة.
ويرى محللو بنك جي بي مورجان، أن التراجع الحالي يمثل "تصحيحا مؤقتا" في مسار صعودي طويل الأجل، متوقعين أن يظل الطلب على الذهب قويا من جانب البنوك المركزية والمستثمرين الفعليين، وأن تتجاوز الأسعار مستوى 5000 دولار للأوقية بحلول الربع الأخير من عام 2026.
ويؤكد محللون أن استمرار تقلبات الأسواق المالية وارتفاع مستويات الديون العالمية وتنامي التوترات الجيوسياسية سيُبقي الذهب ملاذا آمنا مفضلا لدى المستثمرين، رغم التذبذبات السعرية المتوقعة على المدى القصير.
اقرأ أيضاًسعر الذهب في قطر اليوم الأحد 26 أكتوبر 2025
ارتفاع سعر الذهب في الكويت اليوم الأحد 26 أكتوبر 2025
انخفاض في سعر الذهب وسط توقف محلات الصاغة عن العمل