صدى البلد:
2025-12-14@22:27:58 GMT

د.هبة النجار تكتب: مصر.. وطن السلام

تاريخ النشر: 29th, October 2025 GMT

لم تكن مصر  يومًا دولةَ أطماعٍ أو مغانم، بل كانت وما زالت أمَّ النبلاء، وحاضنةَ الرسالات، وصانعةَ المواقف التي تُعيد للعالم اتزانه وإنسانيته.

وفي وقتٍ تعالت فيه أصواتُ السلاح، وتغيبت الحكمةُ خلفَ غبارِ الصراع، ظلُّت  مصرُ – أرضُ الأنبياء ومهدُ الحضارات – منارةً للسلام، وضميرًا للعدل، وصوتًا للإنسان حين يضيع صوته بين طبول الحرب.


فالسلامُ في وجدان أبناء الكنانة هو عقيدةٌ راسخةٌ تنبع من إيمانٍ عميقٍ بأن العدل هو الأصل، وأن الكرامةَ الإنسانية لا تُجزَّأ، وأن القوةَ الحقيقية تكمن في الرحمة لا في البطش.

ومنذ أن تَولّى فخامةُ الرئيس عبد الفتاح السيسي مسؤولية القيادة، اتّخذ من السلام منهجًا ومن الإنسانية مبدأً؛ فكانت مصر تحت رايته صوتَ العقل حين يصمت الآخرون، ودرعَ الضعفاء حين يخذلهم العالم.
قاد فخامته معارك الدبلوماسية بثباتٍ ورؤيةٍ رصينة، جاعلا من الحقِّ بوصلةً، ومن الكلمةِ سلاحًا، ومن التنمية طريقًا لسلامٍ دائمٍ تُعمَّر به الأوطان وتُصان به الكرامة.

وفي مواقفه الثابتة تجاه القضية الفلسطينية، وقف الرئيسُ السيسي موقفَ النبلاء، رافضًا سلامَ الاضطرار أو تهجيرَ شعبٍ من أرضه، مؤكّدًا أن السلامَ الحقَّ لا يُبنى على جثث الأبرياء، ولا يزدهر في ظلِّ احتلالٍ أو قهر.
وقال فخامته من قلب القاهرة: إن السلام العادل هو وحده الذي يحفظ الكرامة ويعيد الحقوق إلى أصحابِها، ويمنح الشعوب أمنها في أرضها.

وهكذا، ظلت مصر – بقيادتها الحكيمة – منارةً للإنسانية وصاحبةَ الكلمة الوازنة، لا تنحازُ إلا إلى العدل، ولا تنطقُ إلا بالحق، ولا تسعى إلا إلى ما يُعلي من شأن الإنسان وكرامته.
إن أبناء هذه الأرض الطيبة هم جنودُ السلام الحقيقيون؛ يُطفئون نيران الكراهية، ويغرسون الأمل، ويصنعون بالرحمة مجدًا لا تصنعه المدافع.

إنها مصر وسيظل صوت مصر – ما بقي الليلُ والنهار – صوتَ السلام في عالمٍ مضطرب، وصوتَ العدل في زمنٍ تباينت فيه الاتجاهات والمسارات. 
فمن أرضها المباركة، خرج نداء السلام إلى العالم أجمع عبر تاريخها وحاضرها، وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

وفي نهاية هذا المقال: أدعو الله أن يأتي يوما نرى فيه أطفال غزة يمرحون ويلعبون مثل أطفال  الدنيا، يلوحون 
للسلام بأغصان الزيتون، ويتنفسون تراب الوطن، ويرسمون بأيديهم الصغيرة، فجر سلام جديد.
﴿وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَىٰ دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ﴾

طباعة شارك أرضُ الأنبياء مهدُ الحضارات الرئيس عبد الفتاح السيسي

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: أرض الأنبياء مهد الحضارات الرئيس عبد الفتاح السيسي

إقرأ أيضاً:

د. هبة عيد تكتب: نعيب زماننا والعيب فينا

نعيب زماننا والعيب فينا.. جملة تبدو للوهلة الأولى شكوى عابرة، لكنها في الحقيقة مفتاح لفهم الكثير من الفوضى التي نعيشها. نحن نميل دائمًا لأن نُخرج أنفسنا من دائرة المسؤولية، فنلوم الزمن والناس والظروف، ونتجاهل أن كثيرًا مما نُعاتب عليه الأيام هو في الأصل صدى لقرارات صنعناها نحن، ولمواقف سكتنا عنها، ولوجوه عرفنا زيفها ولم نواجهها.

ومن أكثر ما نشكو منه اليوم هو النفاق… ذلك الوجه الذي يتلوّن كالماء، ينساب في كل اتجاه، ويبحث عن المنافع لا عن المبادئ. نراه في بعض المكاتب، في العلاقات، في المجاملات، وفي المواقف التي تتبدّل بسرعة البرق. نرى من يبتسم اليوم لمن كان بالأمس موضع سخرية، ومن يرفع راية الولاء لمن تولّى فقط لأن "المشهد تغيّر". ونسمع دائمًا ما يشبه المسرحية القديمة: "عاش الملك… مات الملك".

مواقف تتغير لا بدافع فهم جديد، ولا ضوء ظهر، بل بدافع المصلحة الخالصة، التي ما إن تتبدّل حتى يتبدّل معها وجه أصحابها.

والأغرب… أن كثيرًا ممن يمارسون هذا التلوّن هم أوّل من يهاجم النفاق في كلامهم! ينتقدونه في المجالس، ويشجبونه في أحاديثهم، وكأنهم غير معنيين به، وكأن العيب في الزمن نفسه لا فيهم.

لكن…ورغم هذا كله، ورغم ضجيج الوجوه المتعددة، فإن الخير لم يغِب. الخير ما زال موجودًا، يلمع في النفوس التي لم يفسدها التقلّب، وفي القلوب التي ترفض الكذب مهما كان مغريًا، وفي الذين لا يغيرون مبادئهم بتغيّر الناس. الخير ما زال في أمة محمد ﷺ، باقٍ كما وعد الله ورسوله، حتى وإن خفتَ صوته أمام ضوضاء المصالح.

هناك من يختار الثبات، حتى لو سار وحده. هناك من يرفض أن يقف مع "الناس الخطأ" حتى لو كان صفهم أطول. هناك من يعرف أن الحق أحيانًا يحتاج إلى من يحمله، لا إلى من يُصفّق له.

ونحن حين نلوم الزمن، ننسى أن الزمن لا فعل له… الزمن لا يتآمر، ولا يخطط، ولا يتلوّن. الناس هي التي تتغير، والقلوب هي التي تنقلب، والمواقف هي التي تضعف أو تقوى.
وما الزمن إلا مرآة… تعيد لنا ما وضعناه أمامها.

ولو امتلك كل واحد منا شجاعة الاعتراف، لبدأ التغيير من أقرب نقطة: من الداخل. من تلك المساحة التي لا يراها أحد إلا الله والضمير.

حينها نكتشف أن كثيرًا مما نشتكي منه اليوم ليس خطأ الدنيا، بل خطأ التهاون، وخطأ الصمت، وخطأ المجاملة في مواقف كان يجب أن نقول فيها "لا". ونكتشف أيضًا… أن الخير أقوى مما نظن، لكنه فقط أقل صخبًا.

ولأن الصدق لا يعلو صوته، لكنه لا يسقط… يبقى أثره، ويبقى معه وعدٌ جميل بأن الحق لا يضيع ما دام له أهل يحملونه.

وفي النهاية، لا توجد كلمات تختم هذه الحقيقة أجمل من أبيات الإمام الشافعي التي صاغ بها خلاصة الحكمة كلها:

نعيبُ زمانَنا والعيبُ فينا
وما لزمانِنا عيبٌ سِوانا
ونهجو ذا الزمانَ بغيرِ ذنبٍ
ولو نطقَ الزمانُ لنا هجانا

طباعة شارك شكوى عابرة الحقيقة الفوضى المسؤولية قرارات

مقالات مشابهة

  • نجاة عبد الرحمن تكتب: حرب الهوية 2
  • بحرية الاحتلال تعتقل 4 صيادين في بحر خانيونس
  • بحرية العدو الاسرائيلي تعتقل صيادين اثنين من بحر خانيونس
  • الرئيس التركي: مناقشة خطة السلام بين أوكرانيا وروسيا مع ترامب بعد لقائه بوتين
  • الرئيس التركي: السلام بين روسيا وأوكرانيا ليس ببعيد
  • د. هبة عيد تكتب: نعيب زماننا والعيب فينا
  • الرئيس عباس: سنعقد انتخاباتنا البرلمانية والرئاسية خلال سنة بعد انتهاء الحرب
  • أسماء وفيات حادث تسرب غاز المدفأة في الزرقاء
  • عاجل | وفاة 4 أشخاص بحادث تسرّب غاز في سحاب
  • تعلن محكمة حجة الابتدائية بأن على/ هيثم روكان النجار الحضور إلى المحكمة