الأسبوع:
2025-11-03@03:54:55 GMT

"المتحف الكبير".. مصر تواصل كتابة التاريخ

تاريخ النشر: 2nd, November 2025 GMT

'المتحف الكبير'.. مصر تواصل كتابة التاريخ

"وقَفَ الخَلقُ يَنظُرونَ جَميعًا// كَيفَ أَبني قَواعِدَ المَجدِ وَحدي.. وَبُناةُ الأَهرامِ في سالِفِ الدَهرِ// كَفَوني الكَلامَ عِندَ التَحَدّي".. هكذا لخص شاعر النيل حافظ إبراهيم عظمة الحضارة المصرية عبر التاريخ، وهو ما نشهد إحدى صفحاته الناصعة مع الافتتاح الرائع في الأول من نوفمبر الجاري للمتحف المصري الكبير، والذي يُعد المشروع الأعظم عالميًا في القرن الحادي والعشرين حتى تاريخه، والذي أقيم على مساحة (500) ألف متر مربع، ويعرض نحو (100) ألف قطعة أثرية، أبرزها قاعات الملك الذهبي "توت عنخ آمون".

ولا شك أن "المتحف الكبير" يجسد حقيقة راسخة لا تقبل الجدل، مفادها أن التاريخ يقف تلميذًا أمام عظمة الحضارة المصرية القديمة، ففي مصر القديمة تأسست أول جامعة في تاريخ العالم في منطقة عين شمس الحالية قبل نحو (5) آلاف عام قبل الميلاد، وهي جامعة أون (هليوبوليس).

وفي مصر أيضًا، تأسست أقدم دولة مركزية في التاريخ وعاصمتها "ممفيس" إثر قيام الملك مينا (نارمر) بتوحيد القطرين (مملكتي الشمال والجنوب) تقريبًا (3200) سنة قبل الميلاد وتأسسيس عصر الأسرات بقيام الأسرة الأولى ومعها ظهرت حضارة قوية ودولة مستقرة ومنظمة. فيما أقام الملك العظيم تحتمس الثالث (1481- 1425 ق.م) أول امبراطورية في التاريخ.

كما كانت مصر أول من عرفت الكتابة، حيث اخترع المصريون القدماء الحروف الهيروغليفية التي مكنتهم من تسجيل تاريخهم وأحداثهم، كما كانوا أول من استخدموا الورق في الكتابة باستخدام نبات البردي الشهير. كذلك، وضعوا أسس العلوم الرياضية والهندسية التي استُخدمت في بناء منشآتهم الضخمة، ويشهد على ذلك بناء الأهرامات (إحدى عجائب الدنيا التي ما زالت حاضرة إلى اليوم) والمعابد المنتشرة في ربوع مصر من صعيدها إلى دلتاها.

أما عن الري والزراعة، فحدث ولا حرج، فقد روضوا نهر النيل (شريان الحياة) وتعاملوا مع أحواله من الفيضان إلى الجفاف بميزان دقيق من ذهب، واخترعوا "ري الحياض"، وهو عبارة عن شبكة من الحواجز الترابية التي تحبس المياه في أحواض محددة لتنزل ببطء إلى الأراضي الزراعية، كما استخدموا الروث والأسمدة العضوية لزيادة خصوبة التربة، مع اختراع بعض الآلات مثل: (الفأس- المحراث- الشادوف)، مع تصميم أول القوارب الخشبية، فضلًا عن براعتهم الكبرى في الطب والجراحة والتحنيط وحفظ الموتى.. والقائمة تطول.

ولأن "الجين المصري الحضاري" متأصل عبر الزمن، لم يكتف المصريون بأعظم وأقدم المشروعات والشواهد والآثار في العصور القديمة، بل قدموا للعالم أعظم مشروع في القرن التاسع عشر، ألا وهو حفر قناة السويس التي أُفتتحت في عام 1869م بعد عشر سنوات كاملة من العمل الدؤوب ليتم الربط العبقري بين البحرين المتوسط والأحمر لتقليل المسافة ما بين الشرق والغرب لنحو (50- 70%).

أما في القرن العشرين وفي عهد الزعيم خالد الذكر جمال عبد الناصر، فقد قدمت مصر للعالم أعظم مشروع هندسي في القرن العشرين "السد العالي"، والذي بدأ تشييده عام 1960، وتم افتتاحه رسميًا عام 1971م، وهو المشروع الذي حمى مصر من خطر الفيضانات وقام بتوليد الكهرباء، ما أسهم في تسيير حركة التنمية بشكل لافت.. عمار يا مصر.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: فی القرن

إقرأ أيضاً:

المصريون في تواصل مع أجدادهم| أستاذ مصريات يكشف لـ “صدى البلد” عن عادات وكلمات نستخدمها من الحضارة القديمة

يؤكد الكاتب والباحث في الآثار المصرية الدكتور شريف شعبان أن الحضارة المصرية القديمة لم تكن مجرد صفحات في كتب التاريخ، بل هي جذور ممتدة في حاضر المصريين، ما زالت تؤثر في أسلوب حياتهم وثقافتهم وفنونهم وحتى لغتهم اليومية.

ويشير شعبان - في تصريحات خاصة لـ “صدى البلد” - إلى أن المصريين المعاصرين يعيشون حالة من التواصل غير المنقطع مع أجدادهم القدماء، من خلال عادات وتقاليد ومفردات لغوية ومظاهر فنية لا تزال شاهدة على عظمة أول حضارة في التاريخ.

ومع افتتاح المتحف المصري الكبير اليوم، الذي يعد أضخم صرح أثري في العالم، يرى شعبان أن هذا الحدث يمثل جسرًا جديدًا بين الماضي والحاضر، إذ يضم المتحف بين جدرانه أسرار الفراعنة وكنوز حضارتهم الخالدة، ليعيد إلى الواجهة ذلك الارتباط العميق بين المصريين وهويتهم التاريخية الممتدة منذ آلاف السنين.

ومن هذا المنطلق، تحدث الدكتور شريف شعبان عن أبرز ملامح تأثير الحضارة المصرية القديمة في حياة المصريين المعاصرة، مؤكدًا أن هذا التأثير ما زال حاضرًا في الفن واللغة والعادات وحتى في تفاصيل الحياة اليومية.

شريف شعبان: تأثير الحضارة المصرية القديمة ما زال حاضرًا في تفاصيل حياتنا اليومية

وأكد الكاتب والباحث في الآثار المصرية شريف شعبان أن الحضارة المصرية القديمة ما زالت تلقي بظلالها على مختلف جوانب الحياة المعاصرة، سواء في الفن أو الثقافة أو اللغة أو العادات والتقاليد، مشيرًا إلى أن المصريين ما زالوا يعيشون تحت تأثير إرث أجدادهم حتى اليوم.

وأضاف شعبان في تصريحات خاصة: "الحضارة المصرية القديمة مؤثرة في حياتنا الحالية بشكل كبير، في الفن والثقافة واللغة وحتى في أسماء الشهور القبطية، والكلام العامي اللي بنتكلمه النهارده متأثر باللغة المصرية القديمة.”

وأضاف أن العديد من العادات الاجتماعية الحالية تمتد جذورها إلى العصور القديمة، موضحًا:"إحنا لحد النهارده بنمارس تقاليد فرعونية زي الأربعين الخاصة بالمتوفى، وعيد شم النسيم اللي هو أقدم عيد في التاريخ، ولسه بنحتفل بيه كل ربيع.”

وتابع الباحث في علم المصريات، أن المصري القديم كان رائدًا في مجالات عدة، قائلاً: "عندنا أقدم المهندسين في التاريخ، مثل المهندس والمعماري والوزير إيمحوتب، أول من استخدم الحجر في البناء، واللي شيد الهرم المدرج في سقارة.”

وأشار إلى أن المرأة المصرية القديمة كان لها حضور فاعل في المجتمع، مؤكدًا: “كان عندنا أقدم طبيبة في التاريخ في الأسرة الثالثة، وكمان أول ملكة حكمت في التاريخ وهي الملكة مريت نيت، وده دليل على المكانة اللي حصلت عليها المرأة المصرية من آلاف السنين.”

واختتم شعبان تصريحاته، قائلاً: “المصري القديم عرف الموسيقى واستخدم آلات زي العود والمزدوج وغيرها من الآلات اللي لسه بنستخدمها لحد دلوقتي، إحنا في الحقيقة مكملين حضارتنا، لأن تأثيرها باقٍ في كل تفاصيل حياتنا، من الفن والهندسة للعمارة والموسيقى”.

طباعة شارك الحضارة المصرية القديمة المتحف المصري الكبير الفراعنة تقاليد فرعونية الشهور القبطية

مقالات مشابهة

  • يوسف القعيد: الرئيس السيسي بيكتب التاريخ بصدق.. فيديو
  • «الفرعون المصري» لا يتوقف.. صلاح يعادل رقم روني ويواصل كتابة التاريخ في إنجلترا
  • خطيئة القرن التي ترفض بريطانيا الاعتذار عنها.. 108 أعوام على وعد بلفور
  • صحف فرنسية: مصر تفتح أبواب المتحف المصري الكبير.. صرح حضاري يعيد كتابة التاريخ
  • المصريون في تواصل مع أجدادهم| أستاذ مصريات يكشف لـ “صدى البلد” عن عادات وكلمات نستخدمها من الحضارة القديمة
  • أحمد موسى: التاريخ يتوقف أمام أهم حدث في القرن الـ 21 وهو افتتاح المتحف المصري الكبير
  • هنا جودة لـ صدى البلد : فخورة برؤية مصر تواصل كتابة التاريخ من بوابة المتحف الكبير
  • «في حب مصر».. فاينانشال تايمز: هوس أبدي بمصر القديمة
  • الوجبات الأخيرة التي كان يأكلها الملك توت عنخ آمون (شاهد)