شيخ أزهري: زيارة الآثار ليست حرامًا.. والإسلام دين حضارة لا يهدم التاريخ
تاريخ النشر: 1st, November 2025 GMT
في رد حاسم على ما يُثار من جدل حول مشروعية زيارة الآثار والاهتمام بها، فند الشيخ أشرف عبد الجواد، أحد علماء الأزهر الشريف، المزاعم التي يروجها البعض عن حرمة الاحتفاظ بالآثار أو زيارتها، مؤكدًا أن الإسلام دين حضارة لا جهل، وأنه لم يحرّم الفن أو التاريخ، بل دعا إلى التأمل في الإبداع الإنساني الذي يعكس قدرة الخالق.
وأوضح العالم الأزهري، خلال لقائه في برنامج "علامة استفهام" الذي يقدمه الإعلامي مصعب العباسي، أن الإسلام جاء لهدم عبادة الأصنام لا هدم التماثيل الأثرية، مشيرًا إلى أن النبي محمد ﷺ عندما دخل مكة المكرمة، أزال الأصنام التي كانت تُعبد من دون الله، لكنه لم يأتِ لتحريم الفنون أو طمس معالم التاريخ الإنساني.
وأشار الشيخ عبد الجواد، إلى أن التماثيل والآثار في عصرنا الحديث لا تُعبد، وإنما تُعدّ رموزًا للحضارة والهوية الإنسانية، موضحًا أن الإنسان حين يشاهد تمثالًا فرعونيًا أو أثرًا قديمًا، يُبهره إبداع الفنان المصري القديم ودقته، وهذا الإعجاب بالإنجاز الفني لا علاقة له بالعبادة.
وقال موضحًا: «اللي بيقول إن التماثيل شرك، ده مش فاهم معنى الحضارة… إحنا لما بنشوف تمثال أو معبد، بنشوف عقل الإنسان المصري القديم، مش بنعبده».
وأضاف العالم الأزهري، أن الإسلام دين علم وتفكر، ودعا إلى النظر في الكون وآثار الأمم السابقة، كما ورد في قوله تعالى: «قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلُ». وأكد أن دراسة التاريخ والحضارات القديمة تُنمّي الإيمان بعظمة الخالق الذي ألهم الإنسان الإبداع والعمران.
وفي ختام حديثه، شدّد الشيخ عبد الجواد على أن الفخر بالحضارة المصرية واجب وطني وديني، معتبرًا أن الاعتزاز بآثار الفراعنة ليس عبادة للأصنام، بل تقدير لإنجازات الأجداد الذين قدّموا للعالم دروسًا في الفن والهندسة والعلوم، قائلاً: «الآثار دي شاهد على عبقرية المصري القديم ومصدر فخر لكل مصري، ومفيش تعارض بين الدين والحضارة، لأن الإسلام نفسه حضارة راقية وإنسانية».
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: شيخ ازهرى زيارة الاثار ليست حرام والإسلام دين حضارة يهدم التاريخ أن الإسلام
إقرأ أيضاً:
النائب أحمد تركي: الإسلام لا يعادي العلم ولا الحضارة.. والحملة ضد الآثار تشويه للوعي
صرح الشيخ أحمد تركي، عضو مجلس الشيوخ وأحد علماء وزارة الأوقاف، مؤكدا أن الحملة التي يشنها البعض على مواقع التواصل الاجتماعي ضد الآثار المصرية ، بزعم وثنيتها ليست سوى محاولة يائسة للنيل من مصر وحضارتها وتاريخها العريق.
وأوضح الشيخ تركي، في منشور مطول عبر صفحته الرسمية على "فيسبوك" ، أن مثل هذه المزاعم الموجهة تكررت في كل مرة تحقق فيها الدولة المصرية إنجازا كبيرا، معتبرا أن الهدف منها هو تشويه الوعي الجمعي للمجتمع وبث الشك في رموزه الحضارية، مشددا على أن الآثار المصرية ليست أصناما للعبادة، بل شواهد خالدة على إبداع الإنسان المصري الذي سخر العلم والإيمان في بناء حضارته.
وأضاف أن القرآن الكريم نفسه فرق بوضوح بين التماثيل التي كانت تعبد من دون الله وبين المعالم الحضارية التي أقامتها الأمم السابقة، حيث تناول قصص عاد وثمود وسبأ وفرعون بوصفها حضارات سابقة تستحق التأمل والعظة لا الهدم أو الطمس، مستشهدا بآيات تدعو إلى السير في الأرض والنظر في آثار من سبقونا لاستخلاص الدروس والعبر.
وبين تركي، أن الصحابة رضوان الله عليهم عندما دخلوا مصر والعراق والشام وفارس لم يهدموا آثار تلك الشعوب، لأن الإسلام لا يعادي العلم ولا الحضارة، بل يعترف بقيمة العمل الإنساني ويعتبر الحفاظ على منجزات الأمم السابقة احتراما لتاريخ الإنسان وامتثالا لتعاليم القرآن.
وأشار إلى أن المصريين القدماء كانوا من أكثر الشعوب تدينا، وأن حضارتهم قامت على الإيمان العميق بالحياة الآخرة وبالجزاء بعد الموت، مؤكدا أن هذه المفاهيم الدينية الواضحة لا يمكن وصفها بالوثنية.
واستشهد بما ذكره المؤرخ الإغريقي هيرودوت، حين قال إن المصريين "أشد البشر تدينا"، كما نقل عن علماء المصريات ما يؤكد أن المعتقدات المصرية القديمة تضمنت قيما توحيدية ظهرت في الصلوات والأدعية، التي رفعها المصري القديم إلى الإله الواحد.
كما استعرض تركي ، أبحاث الدكتور نديم عبد الشافي السيار، أستاذ علم المصريات، الذي أوضح وجود تقارب لغوي وديني بين المصرية القديمة والعربية، حيث تعود جذور كلمات مثل "دين"، و"صوم"، و"حج"، و"حنف"، و"كعبة" إلى مفردات مصرية قديمة تعبر عن معان إيمانية وروحية عميقة.
وأضاف أن المصري القديم كان يتوضأ قبل الصلاة، ويسجد لله الواحد الأحد، ويؤدي صلواته في خشوع تام، وهو ما يتقاطع مع جوهر العبادة في الإسلام.
وتابع الشيخ أحمد تركي قائلا: “إن من يصف الآثار المصرية بالوثنية لم يقرأ القرآن الكريم جيدا ولم يعرف تاريخ أمته، فالمصريون القدماء عبدوا الله على طريقتهم، وبنوا حضارتهم بإيمان عميق، أما الوثنية الحقيقية فهي أن يعبد الإنسان المال أو الشهرة، وأن يهاجم وطنه من أجل مصالح ضيقة أو أجندات خفية.”