ماذا تريد واشنطن من إسرائيل؟ تساؤل أثير مؤخرا حيث تشهد العلاقات بين الدولتين في الآونة الأخيرة نشاطا دبلوماسيا لافتا يتجسد في سلسلة من الزيارات المتبادلة على مستوى رفيع ما أثار تساؤلات حول خلفية هذه التحركات المكثفة وأهدافها حاليا ومستقبلا. وكان قد زار إسرائيل مؤخرا الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" وعدد من أبرز الشخصيات في الإدارة الأمريكية أبرزهم نائب الرئيس "جيه دى فانس"، ووزير الخارجية " ماركو روبيو"، ومبعوثا الرئيس الأمريكى "ستيف ويتكوف"، و"جاريد كوشنر" في استكمال لسلسلة اللقاءات والمباحثات رفيعة المستوى التى تجمع الطرفين.
ولا شك أن هذا الزيارات المتتابعة تعكس بوضوح اهتمام واشنطن بتعزيز قنوات التواصل المباشر مع الكيان الصهيوني في مرحلة حساسة تشهد فيها المنطقة تحولات سياسية وأمنية متسارعة. كما أن هذا الحراك الأمريكى المكثف تجاه إسرائيل يثير تساؤلات عديدة في الأوساط السياسية والإعلامية حول ما تطلبه الولايات المتحدة الأمريكية من إسرائيل بشأن قطاع غزة والمنطقة، وما تسعى لمتابعة تنفيذه بدقة عبر كبار مسؤوليها في مشهد يوصل رسالة مفادها: أنه "لامجال للخطأ أو التصرف الفردى غير المنسق".
إن تكثيف الزيارات الأمريكية رفيعة المستوى إلى إسرائيل في الفترة الأخيرة يعكس التعقيدات العميقة والتحديات الكبيرة التي تواجه كلا من أمريكا و إسرائيل وحركة حماس على حد سواء. كما أن هذه الزيارات غير المسبوقة تعكس الاهتمام الأمريكى المباشر بمسار تنفيذ خطة "دونالد ترامب" المكونة من عشرين نقطة للأمن والدبلوماسية في قطاع غزة. وفى الوقت الذى تطلب فيه أمريكا من إسرائيل التحلي بالصبر الاستراتيجي ومواصلة التعاون مع الشركاء الدوليين ضمن إطار "خطة ترامب" ذات العشرين نقطة، تواصل إسرائيل التعاون لكنها تظل قلقة من الانتهاكات المستمرة من قبل حماس.
وعلى الرغم من أن بعض التقارير الإسرائيلية قد أشار إلى تقليص صلاحيات إسرائيل الأمنية على الأرض إلا أن هذا لا يعكس توترا أو خلافا جوهريا بين البلدين. بل يأتى ضمن تقييم دقيق لكيفية الحفاظ على الأمن دون تفكيك الاتفاق. وكان نائب الرئيس الأمريكى " فانس" قد طالب إسرائيل بأن تمنح الفرصة لتثبيت وقف إطلاق النار. أما فيما يتعلق بالضفة الغربية فإن المنطقة تواجه تحديات متزايدة ليس فقط بسبب نشاطات حركة حماس، بل أيضا بسبب خلايا تعمل لصالح النظام الإيراني، الأمر الذى يزيد من خطورة انتشار الأسلحة في أيدى جماعات مسلحة متعددة.
أما الضفة الغربية فقد تتفجر الأوضاع في أى وقت. وهنا تستوحي حماس والجهاد ما حدث في السابع من أكتوبر. وكان " ترامب" قد صرح في أعقاب تصويت أولى للكنيست الإسرائيلى بضم الضفة الغربية بأن هذا الضم لن يحدث، وهو ما كرره كل من وزير الخارجية الأمريكي ونائب الرئيس الأمريكى في إسرائيل، وأوضح ترامب أنه تعهد للدول العربية بعدم ضم الضفة. أما عن غزة فالتوقعات تشير إلى أن القطاع سيظل ساحة حرب منخفضة إلى متوسطة الشدة نظرا لارتباط حماس بالجهاد، وعدم قدرتها على التخلي عن السلاح. وأكد نائب الرئيس الأمريكى أن الغرب بحاجة لفهم الهوية الدينية والأيديولوجية والاستراتيجية لحماس لتحقيق أي نجاح في التعامل معها.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الرئیس الأمریکى أن هذا
إقرأ أيضاً:
حماس تُطالب الوسطاء بالضغط على إسرائيل
أعلنت حركة "حماس" الفلسطينية، أن تسليم "كتائب القسام"، 3 جثامين للجنود الإسرائيليين يأتي في سياق التزام الحركة الثابت بإكمال مسار التبادل، وبذل كل الجهد لتسليم كل الجثامين بأسرع وقت.
وطالب المتحدث باسم "حماس"، حازم قاسم، في تصريحات له، الوسطاء بالضغط على إسرائيل لتطبيق استحقاق اتفاق وقف الحرب على قطاع غزة.
وأعلن مكتب نتنياهو، في وقت سابق اليوم، تسليمه من الصليب الأحمر جثث 3 رهائن لدى حركة حماس في قطاع غزة.
وكانت كتائب "القسام"، الجناح العسكري لحركة حماس الفلسطينية، أكدت "جاهزية طواقمها للعمل على استخراج جثث الأسرى الإسرائييليين داخل الخط الأصفر في وقت متزامن وفي كل الأماكن في إطار إنهاء هذا الملف".
وطالبت "القسام"، في بيان لها، "الوسطاء واللجنة الدولية للصليب الأحمر بتوفير وتجهيز المعدات والطواقم اللازمة للعمل على انتشال كافة الجثث في وقت متزامن".