اللواء الغماري رمز العزة وباني القوة
تاريخ النشر: 3rd, November 2025 GMT
(وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ).. لقد أصيبت اليمن بخطب جسيم ومصاب عظيم لفقدها المناضل الجسور رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة اليمنية اللواء محمد عبدالكريم الغماري المعروف بجهاده واجتهاده ونصره لفلسطين حين امتدت اليه يد الغدر الصهيونية اليهودية.
أثنى عليه قائد المسيرة القرآنية السيد العلم عبدالملك بن بدر الدين الحوثي حفظه الله فذكر بشجاعته الحيدرية وقوة إيمانه برسالته المحمدية فتجلى عند ذلك للسامعين علو مكانه.
م__ ما مثله أبدا في الناس من رجل ملقن الكفر درسا صادق المثل
ح__ حاز الشجاعة ارثا من ابيه ومن مولى البرايا أمير المؤمنين علي
م__ من اشرف الناس أخلاقا ومعرفة واسرع الناس اشراقا إلى العمل
د__ دار الحروب بوجه باسم طلق ولا يداخله شيء من الوجل
ا__ أجرى الصواريخ في نحر اليهود وكم غذى الغماري غمار الحرب بالأسل.
ب__ باني بنا المجد في ارض السعيدة من يلقى الحروب بوجه الفارس البطل.
ن__ نال المكارم حتى صار مرتفعا بين الخلائق في خل ومرتحل.
ع__ عال المكانة بالأخلاق مرتفعا مثل السحاب العارض الهطل.
ب__ باني المكارم في كل العباد وفي ارض اليمانيين خير الأمة الأول.
د__ دار المعارك ليث صائل وله كف يجود بها كالعارض الهطل.
ا__ الفارس البطل المغوار همته نيل الشهادة وهي فوز عند كل ولي
ك__ كم كان يسعى لاعلاء الشريعة وكم احيا فرائضها في السهل والجبل.
ر__ رباه فانصر كتابا أنت منزله لنا هدى وانصر الأنصار يا امل.
ي__ يابن الرسول ويا نعم الشهيد ومن صارت فضائله في الناس كالمثل.
م__ ما مثلكم أبدا في العصر من رجل ** إلا الذي يصدق الرحمن بالعمل.
لقد كان الشهيد الغماري رحمه الله متحليا بالأخلاق الفاضلة والشجاعة النادرة والإيمان الراسخ والكلمة الصادقة التي تخلق الوعي وتغذي الروح المعنوية ففاز بالشهادة في سبيل الله ومن اجل الدفاع عن المستضعفين في فلسطين فنال أعلى المراتب، وظفر بأعلى المكاسب. فقد جاء في الحديث النبوي الشريف: “للشهيد عند الله ست خصال: يغفر له في أول دفقة من دمه ويرى مقعده من الجنة ويجار من عذاب القبر ويأمن من الفزع الأكبر، ويحلى حلة الإيمان، ويزوج من الحور العين، ويشفع في سبعين من أهل بيته” [رواه الإمام الترمذي].
وقد جاء في القرآن العظيم: (وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لا تَشْعُرُونَ). فالشهيد ينتقل الى حياة كريمة ونعيم مقيم.
لقد كان للشهيد إسهام كبير في تصنيع الأسلحة وتطويرها. وتصنيع الأسلحة وتطويرها دفاعا عن الأمة يمثل بابا من أبواب الجنة. فقد جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: “تدخلون بالسهم الواحد ثلاثة الجنة: صانعه يحتسب في صنعته الخير والرامي به ومنبله” أي: الذي يناول السهام الرامي. والحديث صريح ان للصانع أجراً عظيماً يدخل الجنة بسبب صناعته وذلك يشمل في عصرنا كل من يصنع أو يطور الأسلحة والعتاد العسكري فردية كانت أو جماعية. فكل من يسهم في صناعة الدبابات والطائرات المسيرة والسفن الحربية والصواريخ فائقة الصوت وأنظمة الدفاع الجوية يشمله الحديث، لأن في تصنيع السلاح واعداده حماية الأعراض والأموال والأوطان والعقيدة الإسلامية من العدوان. وهو وسيلة لتحقيق الأمر الإلهي: (وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ) ووسيلة للدفاع عن المستضعفين وأداة لنصرة المظلومين الذين لا يقدرون على الدفاع عن انفسهم: (وَمَا لَكُمْ لا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ).
لقد كان الشهيد يرحمه الله يدرك ان الدولة عندما تملك السلاح والقوة تملك قرارها وسيادتها واستقلالها وبتصنيع السلاح تملك كرامتها ولا تكون تابعة أو خاضعة لغيرها.
ان العالم اليوم يدرك ما يحصل من ذل واستضعاف للدول التي لا تصنع السلاح. كيف أصبحت عاجزة ينهب أعداؤها ثرواتها ويدنسون مقدساتها ويقتلون أبناءها دون ان تملك قوة تستطيع بها رد عدوان المعتدي. فهي لا تملك قرارها وهذا خطر عظيم يصيب الأمة. فالأمة التي تتكاسل عن تصنيع السلاح تكون عاجزة عن الرد وعن الدفاع عن المستضعفين.
ولهذا يقول الحق سبحانه وتعالى: (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ * الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّـهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّـهِ كَثِيرًا). فالآية تبين ان الذي يحرز السلاح ويقاتل يمنع ذلك هدم المساجد واغتصابها.
فغياب القوة والسلاح مما يجعل الأمة عاجزة عن استرداد الأرض المغتصبة في فلسطين والحق المستلب فيها.
فالأمة التي تترك تصنيع السلاح وحمله يفرض عليها التبعية السياسية والعسكرية وتتحول إلى أمة مستهلكة للسلاح تابعة للدول المصنعة فتخضع لشروطها السياسية وتقيد أرادتها وتسير عليها القوى الطاغية، بما يؤدي إلى استعباد الناس وقهرهم وسرقة أرضهم وسفك دمائهم.
فكان الشهيد رحمه الله يشعر بذلك وأن تصنيع السلاح فرض عين على الدولة الإسلامية، فساهم في مجال التصنيع العسكري وساهم في الدفاع عن فلسطين. ولهذا استهدفه الأعداء فظفر بالشهادة بعد ان ترك ارثا خالدا للقوات المسلحة اليمنية فنال العزة والكرامة وخاب الأعداء وخسروا.
فالقوة التي تردع الأعداء وتحمي الحقوق يتحقق بها العزة والكرامة للامة: (وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ).
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
احرصوا على التآلف العائلي فإنه هيبة ودواء!!
دائماً ما تلفت انتباهي العائلات المتآلفة، ومنذ كنت طفلة، وأنا أعشق لمة العائلة، وكنت أحسب أن كل الناس هكذا، خاصة أنني نشأت بين أهل أمي وأبي، وكلا العائلتين مترابطة حتى مع الجيران وليس الأقارب فقط؛ ثم كبرت وتوالت بي السنين؛ فصرت ألاحظ أن هذه ليست قاعدة كما كنت أحسبها، بل هناك عائلات متفككة، متشاحنة، متباغضة، فرقتهم أسباب تافهة أو مصالح دنيوية طغت على كل القيم حتى أبعدتهم عن إلقاء السلام على بعضهم والعياذ بالله!! ولو تأملنا الحياة وظروفها وصروفها لعرفنا أن الاختلافات واردة بشكل يومي، وأنه لا تكاد عائلة أو بيت يخلو منها، لكن امتداد هذه الاختلافات ووصولها حد الخلافات وبقاءها مدة طويلة يوسع الفجوات، ويقسي القلوب أحياناً، ويصنع التبريرات ويخلق الأسباب غير المنطقية، التي قد تستمر سنوات!! وما من أحد منا إلا ويعرف عائلة متماسكة متحابة صنعت لنفسها بين الناس قيمة وهيبة وقوة، وليس معنى ذلك أنهم متوافقون مئة بالمئة، إنما هم حريصون ألا يظهروا بالمظهر الذي لا يليق بهم أمام الله ثم الناس؛ فمن المهم أن يراهم أبناؤهم وبناتهم في صورة راقية تعكس وعيهم واحترامهم لبعضهم؛ حتى يحذوا حذوهم فليس أطيب من حياة عامرة بذكر الله، ثم بالعلاقات الطيبة مع الأهل والجيران والأصدقاء، العلاقات الطيبة الودودة بين الأهل صيدلية لجودة الحياة!! في منظوري أن علاقات الود والاحترام والإخلاص بين الأهل إنما هي جرعات طاقة ووقود؛ لمواجهة أعباء الحياة وظروفها المختلفة!! والواقع يؤكد أن الأبناء والبنات الذين ينشؤون في كنف عائلات تقدس الترابط والتآلف العائلي، وتقيم وزناً لاحترام العلاقات العائلية هم الأكثر نضجاً وأدباً واحتراماً للآخرين، وتفاعلاً إيجابياً مع أنفسهم ومجتمعهم، والعكس صحيح؛ فكلما كانت الأسرة ذات علاقات هشة مفككة لا يقوم فيها التعامل على التقدير والاحترام، كلما كان الناشئون فيها على نفس المنهج، وكأننا بذلك نربي جيلاً بعد جيل على ذات النهج!! فحبذا حفظ قيمة الأهل والترفع عن الإساءة لهم أو نقدهم أمام الصغار أو حتى الكبار؛ حفظاً لهيبة المتحدث!! فما أشده من عار أن يذكر الأب، أو الأم أخاه، أو أخته، أو أحداً مقرباً له حق عليه بالسوء أو يناقش خلافاً معهم على مسمع ومرأى من الأبناء!! ما أجمل أن يسمع الأبناء الذكريات الجميلة التي جمعت الأهل ببعضهم وهم تحت سقف واحد أخوة وأهل!! ما بالنا إذا غضبنا ننسى كل جميل، قاتل الله الغضب الذي حذر منه الرسول- عليه الصلاة والسلام- مراراً وتكراراً؛ ففي الحديث الصحيح أن رجلاً قال: يا رسول الله أوصني، قال: له لا تغضب، وكرر الرجل الطلب، وكرر الرسول الوصية (لا تغضب) لأن الغضب تدمير شامل للنفس والعلاقات وفرصة لأهل النميمة يصطادون في مياهه العكرة!! الغضب جامع للشر كله!! نعوذ بالله منه، اللهم ارزقنا الحلم والعلم وراحة البال ومتعنا بالصحة، وأسعدنا مع أهلنا وأحبابنا ودمتم. (اللهم زد بلادنا عزاً ومجداً وزدنا بها عشقاً وفخراً).