دخل آلاف الموظفين في البنوك وشركات التأمين بتونس، الإثنين، في إضراب عام متواصل ليومين، بدعوة من الجامعة العامة للبنوك والمؤسسات المالية التابعة للاتحاد العام التونسي للشغل، للمطالبة بزيادة الأجور وتحسين الظروف الاجتماعية.

وقالت الجامعة إن نسبة المشاركة في الإضراب تجاوزت 80%، فيما عاينت "عربي21" استجابة واسعة في العاصمة تونس وبقية المحافظات، إذ أغلقت معظم فروع البنوك وشركات التأمين أبوابها باستثناء عدد محدود من الفروع التي واصلت العمل.



وبالتزامن، أعلن البنك المركزي التونسي عن إجراءات استثنائية لضمان استمرارية العمليات البنكية، من بينها تأمين الدفع الإلكتروني والسحب النقدي وتزويد الفروع بالأوراق النقدية وضمان نقل الأموال وإنجاز العمليات المالية الضرورية في الحسابات.

وقال الكاتب العام للجامعة العامة للبنوك والمؤسسات المالية وشركات التأمين، أحمد الجزيري، إن "الإضراب ناجح ومطلبنا واضح: الزيادة في الأجور"، مضيفاً أن الحوار مع سلطة الإشراف انقطع فجأة "من دون أي توضيحات"، رغم مراسلة وزيرة المالية وجميع الجهات المعنية. وأكد الجزيري أن النقابة "تمد يدها للحوار في أي وقت تتم دعوتها إليه"، لكنه ندد بما وصفه بـ"الضغوط والتهديدات التي يتعرض لها بعض الزملاء لثنيهم عن المشاركة في الإضراب".

وتجمع مئات الموظفين في بطحاء محمد علي أمام مقر اتحاد الشغل، رافعين شعارات تطالب بحقهم في الزيادات وتحسين أوضاعهم الاجتماعية.

في المقابل، اعتبر المجلس البنكي والمالي أن "الإضراب غير مبرر"، مؤكداً التزامه بالزيادة في الأجور في إطار أحكام قانون المالية لسنة 2026، ومشيراً إلى أن "الفصل 15 من القانون القادم سيكرّس تحسين ظروف عمل موظفي القطاع ودعم قدرتهم الشرائية".


الإضراب العام خيار مطروح
وفي خضم الإضراب، لوّح الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل، نور الدين الطبوبي، بإمكانية اللجوء إلى إضراب عام يشمل مختلف القطاعات، قائلاً: "كل شيء وارد في ظل انسداد أفق الحوار الاجتماعي وتدهور المقدرة الشرائية والتضييق على الحريات النقابية والسياسية".

وأكد الطبوبي خلال كلمته أمام تجمع موظفي البنوك أن "الاتحاد مستعدّ للدفاع عن الحق النقابي والحريات واستقلال القضاء"، مشدداً على أن "الشعب التونسي لا يُستهان به"، وداعياً إلى وحدة وطنية في مواجهة ما وصفه بـ"ثقافة الانتقام والتشفي" السائدة في المشهد العام.

وأشار إلى أن عدة قطاعات حيوية، منها التعليم والنقل والصحة، تخوض إضرابات متتالية للمطالبة بإعادة فتح المفاوضات الاجتماعية المجمدة منذ فترة طويلة. وقال: "الحوار الاجتماعي والسياسي مسدودان بالكامل، ونحن في الصفوف الأولى للدفاع عن الحريات واستقلال القضاء والإعلام".

وفي رده على سؤال "عربي21" حول الوضع السياسي، قال الطبوبي إن "السلطة تتّجه لضرب كل ما هو سياسي ومدني"، مؤكداً أن الاتحاد "لن يصمت لأننا مواطنون قبل أن نكون نقابيين".

وتأتي تصريحات الطبوبي في ظل توتر متصاعد بين اتحاد الشغل وسلطة الرئيس قيس سعيد، خصوصاً بعد احتجاجات لأنصاره أمام مقر الاتحاد في أيلول/ سبتمبر الماضي، والتي وصفتها المنظمة بـ"عصابات إجرامية"، في حين دافع الرئيس عنها باعتبارها "احتجاجات شعبية سلمية".

وكانت السلطات قد علّقت أخيراً نشاط عدد من الجمعيات السياسية والمدنية، وسط تسريبات تشير إلى احتمال استهداف الاتحاد بقرارات مماثلة، ما أثار مخاوف من مزيد من التصعيد بين المنظمة النقابية والسلطة.







المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية التونسي اتحاد الشغل تونس اتحاد الشغل قيس سعي د المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

إضراب كباتن “كريم” احتجاجاً على التسعيرة والبلوكات العشوائية في عمّان

صراحة نيوز- رصد

بدأ اليوم الأحد إضراب عام لكباتن تطبيق “كريم” لنقل الركاب، احتجاجاً على ما وصفوه بدمج التطبيقات وفرض “بلوكات” عشوائية، بالإضافة إلى التسعيرة غير العادلة وقلة الطلبات.

وأشار الكباتن عبر حساباتهم إلى انطلاق فعاليات الإضراب بوقفة سلمية عند الساعة العاشرة صباحاً أمام مكتب الشركة، قبل التوجه إلى هيئة تنظيم النقل البري في العاصمة عمّان.

مقالات مشابهة

  • مرشح الوفد بمطروح «سلومة موز الفردى» يكثف جولاته الانتخابية ويطرح برنامجًا تنمويًا شاملًا
  • سلطنة عُمان تستضيف اجتماعًا لمجلس الخدمات المالية الإسلامية
  • إضراب بقطاع البنوك التونسية وسط تصاعد التوترات الاقتصادية
  • سلطنة عُمان تستضيف الاجتماع الـ 66 للجنة الفنية لمجلس الخدمات المالية الإسلامية
  • الرقابة المالية: أقساط التأمين تقترب من 68 مليار جنيه خلال 7 أشهر
  • قطاع الخدمات في غزة.. انهيار اقتصادي وشلل شامل بعد الحرب
  • كاتس يهدد بتصعيد عسكري شامل ضد حزب الله: لن نسمح بأي تهديد لشمال إسرائيل
  • إضراب كباتن “كريم” احتجاجاً على التسعيرة والبلوكات العشوائية في عمّان
  • الآلاف يتظاهرون في عرابة بالداخل تنديدًا باستفحال الجريمة