باحث أسري: الاعتداء على المسنين "نذير خطر" سببه تراجع دور الأب وتفشي "الجبن الاجتماعي"
تاريخ النشر: 3rd, November 2025 GMT
قال الدكتور شريف العماري، الباحث المتخصص في شؤون العلاقات الأسرية، إن واقعة الاعتداء المؤسف على المسن "عم غريب" في السويس تمثل نقطة تحول خطيرة، كونها ليست مجرد اعتداء فردي، بل هي "انعكاس لغياب التربية الأخلاقية وغياب دور الأب والمجتمع" في تعليم النشء قيمة توقير ذي الشيبة.
وأكد العماري أن الحادث كشف عن تحول مقلق في النسيج الاجتماعي، حيث أصبح الاعتداء يقع "في وضح النهار أمام كل هؤلاء"، بعدما كان المعتدي يترصد لضحاياه في أماكن بعيدة.
                
      
				
جذر المشكلة: تراجع دور الأب وغياب التربية
أشار الباحث إلى أن جذر المشكلة يكمن في "غياب التربية الأسرية"، وأن الولد الذي ارتكب الفعل "لم يُربّ على احترام الكبير". وكشف العماري أن السبب الرئيسي وراء هذا الانفلات الأخلاقي يرجع إلى "تراجع دور الأب في نواة الأسرة".
وشدد على أن الأب لم يعد قائمًا بدوره، مستنكرًا انشغال الآباء عن أبنائهم وتفضيلهم الجلوس على المقاهي، مؤكدًا أن "أول رجل بيعرفه الإنسان أبوه... فإذا أبوه رجل فعلاً عنده أخلاق وتربية، هيطلع البيت كله مظبوط".
الدين يوصي باحترام الشيبة والرد على المبررات
أكد العماري أن الدين الإسلامي أرسى مبادئ احترام الشيوخ، مستدلاً بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "ثلاثة لا يستخف بهن إلا منافق: ذو الشيبة في الإسلام، والعالم، والإمام المقسط"، مشيرًا إلى أن احترام المسن غير مرتبط بسلوكه، بل بـ "مجرد بلوغه هذا السن".
ووجّه الباحث اعتذارًا لـ"عم غريب"، مؤكداً أن توقيره وتقديره "على رأسنا من فوق".
وحول الروايات التي أثيرت حول أن المعتدي كان يخشى على عرضه بسبب وجود ابن لـ"عم غريب" يتعاطى المخدرات، أكد العماري أن هذه الروايات، وإن صحت، "لا تمثل مبررًا على الإطلاق للاعتداء على الأب المسن"، مشدداً على القاعدة الأخلاقية والدينية: "لا تزر وازرة وزر أخرى". واستشهد بأخلاق الإسلام في الحرب، موضحاً أن النبي صلى الله عليه وسلم أوصى "لا نعتدي على مُسِن ولا شيخًا كبيرًا ولا امرأة ولا طفل".
السلبية المجتمعية و"مرض" التصوير
وفي سياق التحليل الاجتماعي، أعرب العماري عن أسفه لانتشار "السلبية" في المجتمع، مؤكدًا أن الحادث كشف عن غياب الإيجابية. وتفهم الباحث الهاجس الذي يُسيطر على الآباء وهو الخوف على أبنائهم من التدخل، معقبًا أن الأهالي تقول لأبنائها: "ملكش دعوة، أنا عايزك تمشي جوه الحيطة".
وفي نقد لظاهرة تصوير الاعتداءات بدلاً من التدخل، أكد أن هذه الظاهرة، التي ظهرت في حوادث سابقة مثل نيرة أشرف، هي "مرض تفشى في المجتمع" يتمثل في عدم استحضار التصرف الإيجابي.
وانتقد الباحث حالة "اللامسؤولية تجاه الآخر والجُبن الاجتماعي"، مشيرًا إلى أن الخوف الأبوي المبالغ فيه يخلق جيلاً "يخشى المساعدة حتى لأقرب الناس".
واختتم العماري بوضع الحل، مشدداً على أن "الإيجابية المجتمعية واستحضار التصرف الإيجابي" أمران يجب غرسهما في الأبناء وفي أنفسنا لمواجهة هذا التآكل الأخلاقي. ودعا إلى العودة إلى المعادلة النبوية التي تضع أسس الحياة الناجحة: "إن لربك عليك حق، وإن لبدنك عليك حق، وإن لأهلك عليك حق، فأعطِ كل ذي حق حقه".
اقرأ المزيد..
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: النش تعاطي المخدرات سلامة رمضان المخدرات طلاق المجتمع حادث انقلاب العلاقات الأسرية النبي صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم رمضان عبدالمعز دور الأب
إقرأ أيضاً:
مفتشة آثار: بهذا المشروع قدّم الرئيس السيسي درسًا للعالم في كيفية احترام التاريخ وبناء المستقبل|فيديو
قالت الدكتورة هدى عثمان، مفتش آثار وعضو المكتب العلمي بمكتب وزير السياحة والآثار، إن احتفالية افتتاح المتحف المصري الكبير جاءت على مستوى يليق بعظمة الحضارة المصرية التي أبهرت البشرية منذ فجر التاريخ.
وأضافت أن الحفل لم يكن مجرد افتتاح لمشروع أثري ضخم، بل ملحمة فنية وثقافية عالمية تعكس روح مصر الحديثة وقدرتها على الجمع بين الأصالة والتجديد.
متحف يروي رحلة الزمانوأوضحت د. هدى خلال صباح الخير يا مصر أن تصميم المتحف وتجهيزاته الداخلية تقدم للزائر تجربة فريدة من نوعها، إذ يبدأ الزائر رحلته في قاعات العرض عبر رحلة زمنية متدرجة تمر بمراحل الحضارة المصرية، من العصور الملكية إلى تفاصيل الحياة الدينية والعبادة.
صرح معماري من ستة طوابق وسبعين قطعة فريدةأشارت مفتش الآثار إلى أن المتحف يتميز بارتفاعه الكبير الذي يصل إلى ستة طوابق، ويضم في واجهته سبعين قطعة أثرية ضخمة تعكس عظمة الفن المصري القديم، حيث تُعرض التماثيل الملكية الضخمة بطريقة تفاعلية تسمح للزائر بعيش تجربة حضارية متكاملة.
قيادة واعية ورؤية حضاريةواختتمت د. هدى عثمان تصريحها بالتأكيد على أن الرئيس عبد الفتاح السيسي استطاع بهذا المشروع أن يقدم درسًا للعالم في كيفية احترام التاريخ وبناء المستقبل في آن واحد، مشيرة إلى أن المتحف المصري الكبير أصبح أيقونة ثقافية عالمية تعيد التأكيد على أن مصر ما زالت قلب الحضارة وذاكرة الإنسانية.