لجريدة عمان:
2025-11-07@04:37:44 GMT

دعونا نحب الشتاء كأغنية فيروزية

تاريخ النشر: 6th, November 2025 GMT

على أريكة الماضي يجلس "ليو ساير" كاتب الأغاني الإنجليزي الشهير في بيته ليقول للعالم: "ليس هناك أفضل من الاستلقاء مع كتاب جيد والجلوس أمام النار في أمسيات الشتاء." لم يكن يعلم أن هذا الشتاء لن يأتي لاحقًا مثلما عرفه ليو، على دول ألفت طويلا هذا الالتقاء السنوي، فكل الأحوال المناخية قد تغيّرت بشكل مغاير عن صفحات الماضي.

الشيء الوحيد الذي لم يتغير هو نظرة الناس إلى الشتاء واشتياقهم إلى أجوائه الاستثنائية الباردة، وعلى الرغم من أن ملايين الناس يكرهون قدومه لأنهم لا يريدون أن يكونوا كسالى أو تتعطل أمور حياتهم عندما تُغلق أمام سيرهم الطرقات، فلا يستطيعون النفوذ من خلالها إلا بعد أن تقوم الحكومات بشق تلك الطرقات بآلات حديثة.

بالمقابل، الشتاء في عيون الجزء المحروم من العالم من أجواء الشتاء حلم يراودهم كثيرًا ويتمنّون لو أن برودة الطقس تنتقل إليهم، فقد أثقلت أجواء الصيف الحارة مجريات حياتهم، لذا فهم يتمنّون لو أن فصل الشتاء يزورهم مرة واحدة كل خمس أعوام وليس كل عام، إن أمنياتهم بقدوم الشتاء حتى وإن كان يفرض عليهم ضريبة أخرى للاستعداد له، إلا أن الصيف يثقل من فواتيره العالية نتيجة استخدام الطاقة الكهربائية.

إن اشتياق المحرومين للشتاء هو "شغف إنساني" من أجل العيش في طقس مختلف، لذا يظل "الشتاء بكل تفاصيله" أمنية سكان الدول الحارة في تجربة حياة أخرى في مناخ بارد.

عندما نتحدث عن فصول العام الأربعة، يقفز إلى أذهاننا ذكريات من الزمن البعيد، فاليوم يستأسد الصيف على مجريات حياتنا على مدى شهور العام، وأصبحت حرارة الصيف الملتهبة في خليجنا العربي والقارة السمراء والبلدان الإفريقية الأخرى تزداد بوتيرة متصاعدة، بينما تشهد القارة العجوز نوعًا من التغيّر في مناخها الذي اعتادت عليه منذ الأزل.

وفي نطاق الخليج، يعد سقوط الثلوج حلمًا يراود الكثير منا، فما إن ينتهي الصيف وتخفّ حدّته، نشعر بنوع من التحسّن في الأجواء، وكأن الربيع قد أتى إلينا ضاحكًا، لذا تخبرنا مشاعرنا بأن الشتاء عابر في طريقه إلينا حتى وإن لن يدوم طويلاً، لكنه يشعرنا بأن أجواء الخليج التي تغيّرت -كما تغيّر المناخ في العالم- عادت إلى كل المنتظرين والحالمين بأجواء لطيفة.

يقول الشاعر والكاتب الإيطالي بيترو أريتينو: "دعونا نحب الشتاء، فهو ربيع العبقرية."ونحن نؤكد بأننا نحبه كأغنيات فيروزية تذكّرنا بالشتاء والثلج والبرد.

في الشتاء تتغيّر الكثير من الأحاسيس والمشاعر والأفعال، لذا كان هذا الفصل بالذات من أكثر فصول السنة تناولًا في حديث الفلاسفة والعباقرة حول العالم الذين خرجوا لنا بالكثير من كلماتهم التي لا تُنسى، فيودور دوستويفسكي يقول: "الشتاء بارد على من لا يملكون الذكريات الدافئة.

لكنني أظنه أبرد على من يمتلكونها دون أصحابها.

" أما المؤرخة الأمريكية إليزابيث كامدن فتقول: "قد يبدو أن كل شيء ينام في الشتاء، ولكنه في الواقع وقت للتجديد والتأمل."

ويشاطرها في ذلك الفنان تيري جيليميتس بقوله: "مرحبًا بالشتاء. فجرك المتأخر وأنفاسك الباردة تجعلني كسولًا، لكني أحبك رغم ذلك."

أجواء الشتاء مختلفة عن بقية فصول العام، في زمن الطفولة كانت لنا طقوسنا اليومية مع الشتاء، ابتداءً من ساعات النوم الطويلة التي تبدأ مبكرًا في ساعات الليل، وفي الصباح الجلوس بالقرب من "موقد النار" في الساعات الباردة، وملابسنا الثقيلة، وأحيانًا تزكمنا نسمات الهواء الباردة وقطرات المطر، والهدوء الذي يملأ أماكن العيش، وأشياء أخرى كثيرة.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

من الجوع إلى الفخامة.. القصة وراء أغلى أرز في العالم

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- فيما يحمل بين يديه صندوقًا أسود أنيقًا منقوشًا عليه بالذهب عبارة "أفضل أرز في العالم"، ثمة ملامح شك تعلو وجه الشيف الياباني كينيتشي فوجيموتو.

ويقول الشيف المُقيم في هونغ كونغ وصاحب مطعم "سوشي فوجيموتو" وهو يشير إلى قدر الأرز الذي يغلي داخل مطبخه:"غالبًا ما تكون هذه المنتجات تجارية جدًا وغير جيدة بالضرورة".

وبعد أكثر من 20 عامًا من الخبرة تحت إشراف أساتذة سوشي حائزين على نجوم ميشلان، واجه الشيف عددًا لا يحصى من أنواع الأرز. لكنه لم يرَ شيئًا مثل هذا من قبل.

فلا يكتفي صناّع أرز "Kinmemai Premium" بالقول إنه أفضل أرز في العالم، بل إنّ موسوعة غينيس للأرقام القياسية اعتمدته في العام 2016، كأغلى أرز في العالم.

هذا العام، بيعت علب أرز Kinmemai Premium بسعر 10،800 ين ياباني (73.40 دولارًا أمريكيًا) للعلبة الواحدة.Credit: Maggie Hiufu Wong/CNN

لكن هل يرقى حقا إلى مستوى هذا الادعاء؟ 

استعانت CNN بفوجيموتو للمساعدة على الإجابة على هذا السؤال.

بالنسبة لأيّ شيف ياباني، يعتبر أن الاختبار المهم للأرز يتمثّل بشطف حبيبات الأرز ونقعها، قبل وضعها داخل قدر من الحديد زهري اللون مملوءًا بالماء، وتسخينها.

ويشرح فوجيموتو:"الأرز يُعتبر غذاء الروح في اليابان؛ بالنسة للسوشي، يُعد الأرز الجزء الأهم، إذ أنّ 80% من جودة السوشي تأتي من الأرز و20% فقط من السمك".

والآن، بدأ العدّ التنازلي للحظة الحقيقة. ويعلّق فوجيموتو: "سنعرف خلال 15 دقيقة".

هذا الأرز ينتج منه ألف صندوق فقط سنويًا صورة لحقل أرز ياباني التقطت بين العامين 1900 و1920.Credit: Keystone-France/Gamma-Keystone/Getty Images

يُعد الأرز غذاءً مقدّسًا وأساسيّاً في اليابان منذ حوالي 3,000 عام.

واليوم، يوجد أكثر من 300 نوع تُزرع عادة في أنحاء البلاد، مع تطوير أنواع جديدة باستمرار.

وقد اكتسبت الأطباق والمشروبات المصنوعة من الأرز الياباني، مثل السوشي وكعكات الموتشي والساكي، شهرةً عالمية خلال العقود الأخيرة. بيد أنّ صادرات الأرز الياباني لم تحقّق مستوى النجاح ذاته.

في العام 2016، يُقرّر كيجي سايكا، الرئيس الحالي لشركة Toyo Rice Corporation، البالغ من العمر 91 عامًا، أن يتولّى بنفسه مهمة الترويج لهذا الغذاء الأساسي.

وتعد الشركة التي تتخذ من مدينة واكاياما مقرًا لها منتجة لآلات طحن الأرز، بالإضافة إلى بيعها أرز "Kinmemai"، ويعني اسمه حرفيًا "أرز البراعم الذهبية"، وهو نوع يُقدّر لقيمته الغذائية العالية ومذاقه المميز.

كيجي سايكا، رئيس شركة Toyo Rice Corporation البالغ من العمر 91 عامًا.Credit: Mai Takiguchi/CNN

يقول سايكا لـCNN في مكتب الشركة بطوكيو:"شعرت أنّ على اليابان أن تُظهر للعالم بشكل أفضل مدى روعة الأرز الياباني".

أما التحدي فتمثّل في كيف يمكن رفع مكانة الأرز الياباني عالميًا من دون إنفاق ضخم على التسويق؟

ويروي سايكا أنّه "في تلك اللحظة خطرت لي فكرة موسوعة غينيس للأرقام القياسية. كان علينا أن نفعل شيئًا لم يسبق لأحد القيام به".

وبثقةٍ تامة بأنه قد صنع أشهى أرز في العالم، طرح سايكا بالعام ذاته Kinmemai Premium في الأسواق، بسعر مذهل بلغ 9,496 ينًا يابانيًا للعلبة التي تزن 840 غرامًا، أي ما يعادل نحو 109 دولارات أمريكية للكيلوغرام الواحد في العام 2016.

ويضيف: "في وقت كان سعر الأرز العادي يتراوح بين 300 إلى 400 ين (1.95 و2.60 دولارًا) للكيلوغرام، تساءلت عمّا إذا كان أحد سيشتريه فعلًا. لكن المدهش أنّ الطلبات بدأت تتزايد".

يقوم طاهٍ بخلط الأرز البني مع الخل في مطعم السوشي التابع لشركة Toyo Rice Corporation.Credit: Mai Takiguchi/CNN

ما بدأ كمحاولة لمرة واحدة أصبح منذ ذلك الحين إصدارًا سنويًا، بفضل الطلب المستمر.
ففي هذا العام، طُرحت صناديق كينميمي بريميوم في الأسواق بسعر 10,800 ين (أي حوالي 73.4 دولارًا أمريكيًا للصندوق الواحد).

ومع إنتاج 1,000 صندوق فقط، نفدت الكمية بسرعة بعد إطلاقها في 22 أغسطس/ آب.

مقالات مشابهة

  • «عودة الصيف من جديد».. كشف حالة الطقس غدًا الجمعة في القاهرة والمحافظات
  • من الجوع إلى الفخامة.. القصة وراء أغلى أرز في العالم
  • الأرصاد يحذر سكان 7 محافظات بينها صنعاء مما سيحدث في الساعات القادمة
  • تحذيرات للأرصاد من موجة برد قارس تضرب المرتفعات والمحافظات الجبلية خلال الساعات القادمة
  • حالة الطقس : استمرار الأجواء باردة إلى شديدة البرودة
  • السير: حملة الشتاء لم تشمل حجز المركبات
  • 19 ديسمبر.. «تييستو» يشعل أجواء أهرامات الجيزة في ليلة إلكترونية استثنائية
  • خبر سار لعشاق الأجواء الباردة… هذا ما ينتظرنا نهاية الأسبوع!
  • إدارة السير تفحص 153 ألف مركبة في حملة الشتاء دون حجز رخص