بوابة الوفد:
2025-11-07@04:37:36 GMT

أب يقتلع أظافر ابنته ويعذبها حتى الموت

تاريخ النشر: 6th, November 2025 GMT

فى قرية النخاس التابعة لمركز الزقازيق بمحافظة الشرقية، كانت رائحة التراب المبلل تعبق فى الأجواء مع أول ضوء للفجر، لكن هذا الصباح لم يكن عاديًا.

القرية التى اعتادت الهدوء استيقظت على همسٍ خافت: «الراجل قتل بنته»، سرت الكلمات بين البيوت مثل نارٍ تشتعل فى الهشيم، لا أحد يصدق، ولا أحد قادر على الفهم، كيف يمدّ أب يده على ابنته الوحيدة، وكيف يتحول الحنان إلى وحشية؟

تجلس الأم «نهى جميل» 42 عامًا، فى بيت عائلتها المتواضع بقرية البقلى التابعة لقرية كفر يوسف سلامة بمركز الزقازيق، حيث تعيش مع أمها وشقيقها وزوجته.

تحتمى بذكرياتها القديمة، تحتضن صورة ابنتها «جنا» أو كما كانت تُنادى فى المدرسة «جيهان» والدموع تنهمر فى صمتٍ موجع،

تقول بصوتٍ مبحوح: «مافيش أب يعمل كده فى ضناه، جنا كانت حياتى كلها، وبعدها ما بقاش ليا حياة».

يحكى المُعلم التربوى «وجيه مصطفى»، جارهم فى القرية، أن الأم كانت قد تزوجت من عبد الهادى، رجل من قرية النخاس، تاجر ولديه مزرعة مواشى، قبل نحو 12 عامًا، بعد تجربة زواج سابقة لها لم تُكلَّل بالنجاح.

كان الزوج وقتها متزوجًا من أخرى وله منها أربعة أولاد وبنت، ومنذ بداية زواجه بنهى، لم تهدأ حياتهما يومًا، فكل يوم له غضبة جديدة، وكل شهر له خصام.

ست سنوات فقط عاشا تحت سقفٍ واحدٍ، ثم رحلت نهى إلى بيت أسرتها فى البقلى، تحمل على ذراعيها طفلتها الصغيرة، قضت 5 سنوات هناك، تعمل فى الأراضى الزراعية لتطعم ابنتها، والناس فى القرية يعرفونها بالكد والاجتهاد، كانت تأخذ نفقة شهرية لا تتجاوز خمسمائة جنيه من بنك ناصر، بالكاد تسد الرمق.

لكن قبل شهرين فقط، بدأت المأساة تتحرّك نحو نهايتها، جاءت جنا لأمها تبكي: «يا ماما، البنات فى الشارع بيعايرونى، بيقولولى انتى عايشة من غير أب».

كلمات الطفلة كسرت قلب الأم، فوافقت على العودة إلى بيت الزوجية بعد محاولات صلح متكررة من بعض الأقارب، قالت لنفسها: «يمكن الزمن هداه، ويمكن اتغير»، لكنها لم تكن تعلم أن الانتقام كان ينتظرها هناك.

منذ أن عادت، رفض الأب أن يعيد جنا إلى مدرستها، وقال لزوجته بغلظة: «مش هتتعلم، هتشتغل معايا فى الأرض، يمكن تتعلم الأدب»، الأب أجبر الطفلة على العمل فى المزرعة معه، تسقى الزرع وتجنى الثمار، وهى لم تكمل الحادية عشرة من عمرها.

كان يعاملها كأنها مذنبة فى جريمة لم ترتكبها، وكان يرى فى عينيها ملامح أمها التى تركته، فصب عليها غضبه كله.

يحكى وجيه مصطفى، أن الأب كان دائم الصراخ فى وجه الطفلة، يضربها على أقل هفوة، حتى سمع الجيران صراخها ذات ليلة، ثم صمت كل شيء فجأة، يقول: «كنا بنقول يمكن بيأدبها، محدش كان متخيل إنه بيعذبها بالشكل ده».

بعد أسبوعين من العودة، اختفت جنا عن أنظار أمها تمامًا، كلما سألت عنها، كان يرفض السماح برؤيتها، ويهددها إن اقتربت.

حتى جاء اليوم الأسود، حين بلغوها أن ابنتها فى المستشفى، ركضت نهى، وقلبها يسبقها، لكنها وصلت لتجد جثمان صغيرتها ملفوفًا فى ملاءة بيضاء، وجسدها يحمل آثار حروق وخلع أظافر وجروح غائرة، صرخت الأم وانهارت وقالت: حرمنى من بنتى، جنا ماتت مظلومة.

القرية كلها انقلبت إلى مأتم، وجيه يقف أمام بيته مبهوتًا، النساء يبكين، والرجال يتهامسون بذهول يتسائلون «إزاى أب يعمل كده فى بنته».

فى البقلى، ما زالت الأم تجلس كل مساء أمام باب بيتها، تحدّق فى الطريق المؤدى إلى النخاس وكأنها تنتظر عودة ابنتها من بعيد، تقول بصوتٍ متهدج: كنت فاكرة إن الرجوع هيكون بداية جديدة، لكن رجعنى عشان ينتقم، انتقم فيّ بنتى.

ومع كل غروب، يهب نسيم خفيف من جهة الحقول، يحمل فى طيّاته صدى بكاءٍ قديم، كأن القرية كلها تردد همسًا واحدًا: جنا البنت اللى احترقت فى صمت.

 

 

المصدر: بوابة الوفد

إقرأ أيضاً:

القسام: مشاهد الاحتلال لاستخراج جثة كانت تضليلا

صراحة نيوز-قالت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الاسلامية حماس، ان مشاهد العدو لعملية استخراج جثة كانت تضليلا من أمن المقاومة انطلى على العدو فحاول تشويه المقاومة

وتابعت : سنسلم جثة أسير إسرائيلي تم العثور عليها بحي الشجاعية شرق مدينة غزة عند الساعة 9 مساء بتوقيت غزة

واضافت : العدو راقب استخراج جثث قتلاه عبر مسيرات وأضاف تلك المواقع لبنك أهدافه ثم استهدفها بعد وقف إطلاق النار

مقالات مشابهة

  • برفقة ابنته .. تامر حسني يشارك جمهوره رحلته إلى فرنسا
  • دنيا عبد العزيز: بشوف بنتي بتبوس صور ماما فبعيط
  • القسام: مشاهد الاحتلال لاستخراج جثة كانت تضليلا
  • محافظ المنيا يفتتح معرض “من قلب القرية”
  • محافظ المنيا يفتتح معرض من قلب القرية لدعم أصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة
  • حبس اب متهم بضرب ابنته حتى الموت بالشرقية
  • مسلسل لينك الحلقة 17.. مكالمات غامضة تٌحرك بكر وانكشاف سر زوج ابنته
  • أسرة مواطنة: «الاتحاد» تزيّن احتفالنا بيوم العلم
  • تنمروا على ابنتها لقصر قامتها.. سيدة تحرر محضرا ضد مسئولي مدرسة بالتجمع