محمد بن شمباس: لا حل عسكري للأزمة في السودان .. ويجب وقف إطلاق النار
تاريخ النشر: 7th, November 2025 GMT
قال رئيس الآلية الأفريقية رفيعة المستوى المعنية بحل الأزمة السودانية، محمد بن شمباس، إن الأزمة في السودان ما زالت مستمرة ومقلقة للغاية، وأن البلاد تشهد كارثة إنسانية غير مسبوقة، كما أن أكثر من 12 مليون سوداني نزحوا من منازلهم، بينما يعاني من تبقوا داخل السودان من نقص حاد في الغذاء والمأوى، مؤكداً أن الأطفال باتوا غير قادرين على الذهاب إلى المدارس، وأن الأسابيع الأربعة الماضية شهدت تدهوراً شديداً في الأوضاع الإنسانية، خاصة في مدينة الفاشر.
وأضاف "شمباش"، خلال لقاء خاص على شاشة "القاهرة الإخبارية"، أن ما تشهده دارفور من أعمال قتل وانتهاكات بحق المدنيين يشكل جريمة ضد الإنسانية وانتهاكاً صارخاً للقانون الدولي، مشيراً إلى أن هناك مقاطع مصورة تُظهر إطلاق النار على المدنيين والسجناء، وهو ما يستوجب تحقيقات عاجلة ومحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم، موضحا أنه "لا يوجد حل عسكري للأزمة السودانية"، داعياً جميع الأطراف المتحاربة إلى العودة للحوار.
وأشار رئيس الآلية الأفريقية رفيعة المستوى المعنية بحل الأزمة السودانية إلى أن الاتحاد الأفريقي، بالتنسيق مع مصر والإمارات والسعودية والولايات المتحدة، يدفع باتجاه التوصل إلى حل سياسي يضمن دخول المساعدات الإنسانية إلى جميع المناطق المنكوبة، كما أن استخدام الطائرات المسيّرة من قبل قوات الدعم السريع يُعد تصعيداً غير مقبول ويقوّض فرص التهدئة، موضحاً أن هذا السلوك يعكس غياب الإرادة الحقيقية لوقف إطلاق النار رغم الدعوات المتكررة من الاتحاد الأفريقي والمجتمع الدولي.
وحول إعلان قوات الدعم السريع موافقتها على هدنة إنسانية جديدة، قال بن شمباس: "إذا كانت هذه الموافقة حقيقية، فنحن نرحب بها، لأنها ستتيح وصول المساعدات إلى المتضررين، لكن لا معنى لوقف إطلاق النار في الوقت الذي تتواصل فيه الهجمات بالمسيرات"، فالمفهوم الخاطئ لدى أطراف النزاع حول إمكانية الحسم العسكري هو ما يفاقم الأزمة، مؤكداً أن استمرار القتال يزيد من معاناة الشعب السوداني، وأن الوقت قد حان للقبول بوقف فوري لإطلاق النار من أجل السماح بدخول المساعدات الإنسانية وإنقاذ الأرواح.
وفيما يتعلق بموقف القوات المسلحة السودانية وتصريحاتها بشأن "الحسم العسكري"، أكد بن شمباس أن الاتحاد الأفريقي يتفق مع الأمم المتحدة ودول الآلية الرباعية على أن الحل في السودان يجب أن يكون سياسياً عبر الحوار الشامل، لا عبر السلاح، كما أنه على جميع الأطراف السودانية القبول بوقف إطلاق النار بشكل كامل، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية دون عوائق، مؤكداً أن الشعب السوداني "قد عانى الأمرّين، وأن إنقاذه مسؤولية جماعية لا تحتمل التأجيل
وأوضح أن خريطة الطريق التي تم التوافق عليها تدعو إلى وقف القتال فوراً، وفتح ممرات آمنة للمساعدات الإنسانية، وإشراك المدنيين السودانيين في العملية السياسية لتحديد مستقبل البلاد، لابد من التحقيق في جميع انتهاكات حقوق الإنسان التي وقعت في السودان، ومحاسبة المسؤولين عنها، لأن الإفلات من العقاب لن يؤدي إلا إلى استمرار دوامة العنف. نحن في الاتحاد الأفريقي نؤمن بأن الحوار هو السبيل الوحيد لإنهاء هذه الحرب وإنقاذ السودان من الانهيار."
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: رئيس الآلية الأفريقية الأزمة السودانية محمد بن شمباس الاتحاد الأفریقی إطلاق النار فی السودان
إقرأ أيضاً:
قرقاش: ندين الفظائع في السودان
أكد أنور قرقاش المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات ، أن أبو ظبي تدين الفظائع التي وقعت في مدينة الفاشر وكل الفظائع الأخرى التي ارتكبت في السودان من جميع الأطراف.
وأفاد أنور قرقاش بأن هناك "حملات إعلامية" و"أخبارا زائفة" تحاول تصوير موقف الإمارات بصورة مختلفة عن جوهره الداعي إلى إيقاف الحرب والتحول نحو حكومة مدنية في السودان.
وصرح قرقاش خلال مشاركته في الاجتماعات السنوية لحكومة دولة الإمارات 2025: "تُعتبر الإمارات أحد أكبر المانحين للسودان لكننا نعاني من مشكلة في إيصال المساعدات وهذا أمر مهم للغاية".
وتابع المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات قائلا: "الإمارات تدين بوضوح جميع الفظائع التي وقعت في مدينة الفاشر وكل الفظائع الناجمة عن هذه الحرب الأهلية الوحشية حتى الادعاءات والمزاعم بشأن استخدام الجيش السوداني للأسلحة الكيميائية ضد المدنيين السودانيين".
ودعا قرقاش إلى التحقيق في هذه الأحداث وفرض العدالة فيها على الجميع.
وأضاف: "من المهم جدا أن يتم التعامل مع هذه الأوضاع الإنسانية المتردية فورا وأعتقد أن الدعوة إلى وقف إطلاق النار أو هدنة إنسانية لمدة 3 أشهر أصبحت أكثر أهمية ويجب الدفع بقوة في هذا الاتجاه من جانب المجتمع الدولي".
وذكر أن الإمارات تعتبر الجيش السوداني وقوات الدعم السريع طرفين متحاربين إلى جانب ما يقارب 30 مليشيا أخرى، لافتا إلى أن الصورة في السودان "معقدة جدا".
ولفت قرقاش قائلا: "نحن قلقون حيال وحدة السودان وكنتيجة لذلك كان لدينا وثيقة مهمة في سبتمبر الماضي تم التوصل إليها من قبل المجموعة الرباعية التي تضم الولايات المتحدة والسعودية ومصر والإمارات، وأعتقد أن هذا البيان هو اليوم سبيلنا لإيجاد حل في السودان".
وأشار إلى أن الوثيقة تؤكد على "أهمية وقف إطلاق النار لمدة 3 أشهر على شكل هدنة إنسانية وتطالب الطرفين المتحاربين بالتقارب والتفاوض وتدعو إلى إطلاق عملية سياسية انتقالية في غضون تسعة أشهر للوصول إلى حكم مدني".
وتساءل قرقاش عن السبب الذي قد يدفع أي طرف لرفض وقف إطلاق نار فوري في ظل الأوضاع الإنسانية المتردية وعن سبب رفض أي طرف الذهاب نحو حكم مدني في ظل حرب لا يمكن أن ينتصر فيها أي طرف، موضحا أن الشعب السوداني أسقط حكما عسكريا عام 2019 ولا يفكر بإعادة تصنيع حكم ديكتاتوري مشابه.
وأردف بالقول: "هذا هو موقف الإمارات ولكن للأسف كما قلت سابقا، في ظل وجود أخبار كاذبة وحملات إعلامية وما شابه، هناك محاولات لتصوير موقفنا بشكل مختلف".
ولفت قائلا: "لكن هذا ما نريده: نريد التفاوض والتحول نحو الحكم المدني والأهم من ذلك نريد وقف إطلاق النار ويجب أن نحمي ما جاء في بيان المجموعة الرباعية".
وفي ما يخص سياسة الإمارات المتبعة منذ سنوات بشأن "تصفير" المشاكل، قال قرقاش، "أعتقد أن سياسة تصفير المشاكل وتعزيز العمل الدبلوماسي مستمرة في الإمارات"، لافتا أنه توجه طبيعي من جانب الإمارات لجعل الاقتصاد والتكنولوجيا أولوية.
وشدد قرقاش على أن الأساس في سياسة الإمارات هو تصفير المشاكل وتغليب الدبلوماسية وتعزيز أفق التعاون وبناء الجسور.