مناوي يحذر من تقسيم السودان والجيش يتصدى لمسيّرات الدعم السريع
تاريخ النشر: 8th, November 2025 GMT
حذر حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي من أن أي هدنة في السودان لا تشمل حماية المدنيين ومحاسبة مرتكبي الجرائم "تعني تقسيم السودان"، مطالبا في الوقت ذاته بانسحاب من وصفهم بـ"الجنجويد والمرتزقة" -في إشارة إلى قوات الدعم السريع– من المناطق السكنية والمستشفيات والمدن.
كما دعا مناوي في تغريدة على منصة إكس إلى الإفراج عن المختطفين، بمن فيهم الأطفال والنساء، وتأمين عودة النازحين.
وتأتي هذه الدعوة في وقت عرضت فيه الإدارة الأميركية على طرفي الحرب هدنة لأغراض إنسانية على لسان مسعد بولس كبير مستشاري الرئيس الأميركي للشؤون الأفريقية والعربية.
الإنسانية لا تتجزأ: الهدنة يجب أن تسبق إنسحاب الجنجويد والمرتزقة من المناطق السكنية والمستشفيات والمدن، والإفراج عن المختطفين، بمن فيهم الأطفال والنساء، وتأمين عودة النازحين. لمن تكون هدنة دون حماية المدنيين ومحاسبة مرتكبي الجرائم؟ اي هدنة بغير ذلك ، تعني تقسيم السودان .
— Mini Minawi | مني اركو مناوي (@ArkoMinawi) November 8, 2025
وفي سياق متصل، أعلن مدير المكتب التنفيذي بمفوضية العون الإنساني في ولاية الخرطوم الفاضل مبارك أن أكثر من 10 آلاف نازح وصلوا إلى ولاية الخرطوم نتيجة الهجمات التي شنتها قوات الدعم السريع على مناطق بولايتي شمال دارفور وشمال كردفان.
وأشار المسؤول المحلي إلى أن سلطات ولاية الخرطوم تمكنت بالتعاون مع المجتمع المحلي من توفير دور إيواء مناسبة في 4 مناطق، وقدّمت بعض المساعدات الغذائية للنازحين.
وناشد مبارك المنظمات الإنسانية المتخصصة بضرورة تقديم عون عاجل لهؤلاء النازحين، خاصة ما يعينهم على مواجهة فصل الشتاء الذي بدأ في السودان، بالإضافة إلى مواد النظافة والأدوية.
نزوح وتنكيلمن جهته، قال معتصم أحمد صالح وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية السوداني إن قوات الدعم السريع لا تزال ترتكب الجرائم بشكل ممنهج في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور.
إعلانوأضاف في مؤتمر صحفي بشأن النزوح من ولاية شمال دارفور أن 50 ألف نازح من الفاشر وصلوا إلى محلية الدبة في الولاية الشمالية رغم قيام قوات الدعم السريع بمنع مئات آلاف المواطنين من الخروج من الفاشر والتنكيل بهم.
وأوضح أن ما سماها الجرائم التي ارتكبتها قوات الدعم السريع تؤكد أنه لا مجال لها في الحياة السياسية في السودان.
بدوره حذر أحمد بابكر آدم مندوب ولايات كردفان لدى مفوضية العمل الطوعي والإنساني من تفاقم الأوضاع الإنسانية للنازحين الذين فروا إلى الخرطوم بعد سيطرة قوات الدعم السريع على مناطقهم في كردفان.
وأضاف للجزيرة أن مئات الأسر وصلت إلى الخرطوم وهي في حالة عوز دون امتلاك أي مقومات للعيش، موضحا أن الأسر النازحة من كردفان تعيش مع أقاربها في العاصمة والمساعدات الحالية لا تكفي لتغطية الاحتياجات الأساسية.
إسقاط مسيّرةميدانيا، أسقط الجيش السوداني اليوم السبت طائرة مسيرة تابعة للدعم السريع في مدينة الأبيض بولاية شمال كردفان جنوبي البلاد.
ونقلت وكالة الأناضول عن شهود عيان أن المضادات الجوية التابعة للفرقة الخامسة مشاة في مدينة الأبيض أسقطت الطائرة المسيرة صباح اليوم.
وتناقل ناشطون مقاطع مصورة تظهر لحظات التصدي للمسيّرة، وسط هتاف المواطنين، ولم يصدر تعليق فوري من طرفي القتال بشأن الحادثة.
وتأتي هذه الحادثة بعد يوم واحد من تصدي مضادات الجيش السوداني لسرب مسيّرات استهدف مدينتي أم درمان غربي الخرطوم، وعطبرة بولاية نهر النيل شمالي البلاد، وفقا لشهود عيان.
وتتهم السلطات السودانية قوات الدعم السريع بتنفيذ هجمات بطائرات مسيرة على منشآت مدنية، في حين أقر قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) في 29 أكتوبر/تشرين الأول 2025 بحدوث "تجاوزات"، وادعى فتح تحقيق بشأنها.
ويشهد السودان حربا بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ أبريل/نيسان 2023 أدت إلى مقتل عشرات الآلاف ونزوح نحو 13 مليون شخص، فضلا عن تفاقم أزمة إنسانية توصف بأنها من الأسوأ عالميا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات قوات الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
الدعم السريع تقصف كردفان وخبراء أمميون يتهمونها بارتكاب فظائع
قصفت قوات الدعم السريع، اليوم الجمعة، جنوب وشمال كردفان بعد ساعات من هجمات بالمسيّرات على عطبرة وأم درمان، على الرغم من إعلانها موافقتها على هدنة إنسانية مؤقتة، في حين اتهمها خبراء أمميون بارتكاب فظائع بحق المدنيين في الفاشر بشمال دارفور غربي السودان.
فقد قال مصدر عسكري للجزيرة، إن قوات الدعم السريع والحركة الشعبية شمال، قصفتا مدينة الدلنج جنوب كردفان.
وأضاف المصدر، أن مسيّرة للدعم السريع قصفت عدة مواقع في الأُبيض شمالي كردفان.
ويأتي هذا القصف بعد أن تحدثت تقارير في الأيام القليلة الماضية عن بدء قوات الدعم السريع بحشد قوات لمهاجمة مناطق في كردفان عقب سيطرتها على مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور (غرب).
وفي السياق، حذر مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك اليوم من أن هناك مؤشرات واضحة على استعدادات لتكثيف الأعمال القتالية بولاية جنوب كردفان جنوبي السودان.
ويسيطر الجيش السوداني على معظم ولاية جنوب كردفان ومدن كبرى في شمال كردفان مثل الأُبيض، ومدن في غرب كردفان مثل بابنوسة، في حين تسيطر الدعم السريع على مدن بشمال كردفان مثل بارا، والنهود في غرب كردفان، والدبيبات في جنوب كردفان.
وفي وقت سابق اليوم، قال مصدر عسكري للجزيرة، إن مسيّرات تابعة لقوات الدعم السريع استهدفت مدينة عطبرة شمالي السودان.
كما أفاد المصدر العسكري، أن المضاداتِ الأرضية تصدت لطائرات مسيّرة تابعة للدعم السريع في مناطق متفرّقة في شمال أم درمان، وسط دوي انفجارات عنيفة شمال المدينة نتيجة سلسلة من الهجمات المتزامنة مع أصوات المضادات الأرضية.
فظائع في الفاشر
في غضون ذلك، قال خبراء أمميون اليوم إنهم مفزوعون إزاء تقارير واردة عن فظائع جماعية وعمليات قتل غير مشروعة وعنف جنسي في الفاشر بالسودان.
واتهم الخبراء قوات الدعم السريع بارتكاب فظائع جماعية والتسبب في أزمة إنسانية كارثية بعد سيطرتها أخيرا على المدينة، وأكدوا أن ملايين الأشخاص لا يزالون محرومين من الحماية أو المساعدة الكافية، وأن السودان يشهد واحدة من أسوأ أزمات النزوح في العالم.
إعلانوعبر الخبراء الأمميون عن قلقهم إزاء استهداف العاملين في مجال المساعدات الإنسانية مما يجعل الوصول إلى الرعاية المنقذة للحياة أكثر صعوبة.
وذكروا أنهم مروَّعون من حجم وبشاعة الجرائم المبلغ عنها في الفاشر التي تتسم بمستويات منهجية وواسعة النطاق.
تدفق النازحين
على الصعيد الإنساني، أعلن مكتب منظمة أطباء بلا حدود في السودان أن محاولات الفرار من الفاشر مستمرة إذ وصل، أمس الخميس، 300 شخص إلى طويلة بشمال دارفور.
وأكدت المكتب -في بيان- أن فرقه الطبية رصدت ارتفاعا حادا في معدلات سوء التغذية بين الأطفال والبالغين على حد سواء داخل مخيمات النزوح حيث يعاني قاطنوها من نقص شديد في المياه والغذاء والمأوى والخدمات الأساسية الأخرى.
وجدد المكتب دعوته لقوات الدعم السريع بالسماح للمدنيين بالمرور الآمن، محذرا من تقارير تفيد بوجود أشخاص لا يزالون عالقين أو محتجزين مقابل فدية في محيط مدينة الفاشر.
وقبل 10 أيام، سيطرت قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر بعد أن حاصرتها لنحو 17 شهرا، وتواجه هذه القوات اتهامات بارتكاب جرائم خطرة شملت قتل مئات المدنيين.
وأفاد مراسل الجزيرة من مدينة طينة على الحدود التشادية السودانية باستمرار تدفق اللاجئين السودانيين الفارين من مدينة الفاشر.
ونقل المراسل عن منظمات الإغاثة العاملة في تلك المنطقة أنها تترقب وصول عشرات آلاف اللاجئين بعد أيام من فرارهم من المدينة مشيا على الأقدام.
ولفتت هذه المنظمات إلى أن بين هؤلاء مصابين وجرحى بفعل المعارك التي سجلت في تلك المنطقة، ويعاني كثيرون منهم من سوء التغذية الحاد.
من جانبه، قال وزير التنمية الاجتماعية بولاية الخرطوم صديق فريني، إن أكثر من 10 آلاف نازح وصلوا إلى الخرطوم بعد الهجمات الأخيرة لقوات الدعم السريع على مناطق في شمال دارفور وشمال كردفان.
وأضاف فريني في تصريحات للجزيرة، أن بعض النازحين ساروا على أقدامهم نحو 5 أيام حتى تمكنوا من الوصول إلى مناطق آمنة، مشيرا إلى أن هؤلاء يحتاجون الآن إلى دعم نفسي عاجل بجانب توفير مواد غذائية ومواد إيواء.
ويشهد السودان منذ أبريل/نيسان 2023، حربا بين الجيش وقوات الدعم السريع، أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف وتشريد نحو 13 مليون شخص.