مسيّرات الدعم السريع تهاجم الدمازين وتزايد أعداد النازحين من الفاشر
تاريخ النشر: 8th, November 2025 GMT
هاجمت مسيرات لقوات الدعم السريع -اليوم السبت- مدينة الدمازين بولاية النيل الأزرق بعد ساعات من استهدافها مدينة الأبيض بشمال كردفان، في وقت تتزايد فيه أعداد النازحين الفارين من مدينة الفاشر عاصمة شمال دارفور.
فقد قال مصدر أمني للجزيرة إن المضادات الأرضية للجيش السوداني تصدت لمسيرات انقضاضية في مدينة الدمازين جنوبي البلاد.
وفي وقت سابق اليوم، قال مصدر بالجيش السوداني للجزيرة إن وحدات الدفاع الجوي أسقطت مسيرة بعيدة المدى في مدينة الأُبيّض عاصمة ولاية شمال كردفان.
وأشار المصدر إلى أن المسيرة كانت تستخدم في قصف المناطق المأهولة بالسكان في الأبيض، مما تسبب في وقوع خسائر كبيرة في ممتلكات المدنيين خلال الأيام الماضية.
وكانت مسيرة للدعم السريع استهدفت أمس مدينة الأبيض، كما قصفت هذه القوات قوات الحركة الشعبية شمال مدينة الدلنج، أبرز مدن جنوبي كردفان، مما أسفر عن مقتل 6 أشخاص، وفقا لمجموعة "محامو الطوارئ"، وهي مجموعة حقوقية معنية برصد انتهاكات حقوق الإنسان في السودان.
وتأتي الهجمات على مدن في منطقة كردفان وسط تحذيرات أممية من تصاعد القتال في المنطقة.
وكانت تقارير تحدثت في الأيام القليلة الماضية عن بدء قوات الدعم السريع بحشد قوات لمهاجمة مناطق في كردفان عقب سيطرتها على مدينة الفاشر.
وضع النازحين
في غضون ذلك، قال وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية السوداني معتصم أحمد صالح اليوم إن 50 ألف نازح من الفاشر وصلوا إلى محلية الدبة في الولاية الشمالية.
وأضاف صالح أن قوات الدعم السريع لا تزال ترتكب الجرائم بشكل ممنهج في مدينة الفاشر، وتمنع مئات آلاف المواطنين من الخروج من المدينة وتنكل بهم.
وقد تفقد رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان اليوم النازحين في مخيم العفاض شرقي مدينة الدبة بالولاية الشمالية، حيث وصل الآلاف من نازحي الفاشر للمنطقة.
إعلانوتفقد البرهان العيادات الطبية الميدانية في المخيم، واستمع لاحتياجات النازحين من لجنة الطوارئ والخدمات التابعة لمحلية الدبة، وتعهد بتوفير الاحتياجات للمخيم خاصة الطبية والغذائية.
بدوره، حذر أحمد بابكر آدم مندوب ولايات كردفان لدى مفوضية العمل الطوعي والإنساني من تفاقم الأوضاع الإنسانية للنازحين الذين فروا إلى الخرطوم بعد سيطرة قوات الدعم السريع على مناطقهم في كردفان.
وأضاف آدم -في تصريحات للجزيرة- أن نحو 16 ألف نازح وصلوا إلى ولاية الخرطوم خلال الأيام الماضية، مشيرا إلى أن معظمهم يقيمون في منازل أقاربهم، وسط أوضاع إنسانية صعبة.
وأوضح أن المساعدات المتوفرة لا تغطي سوى جزء محدود من الاحتياجات اليومية لمئات الأسر النازحة إلى الخرطوم.
في السياق، قال حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي إن أي هدنة دون حماية المدنيين ومحاسبة مرتكبي الجرائم تعني تقسيم السودان.
وفي إشارة إلى قوات الدعم السريع، دعا مناوي من سماهم الجنجويد والمرتزقة إلى الانسحاب من المناطق السكنية والمستشفيات والإفراج عن المختطفين، بمن فيهم الأطفال والنساء، وتأمين عودة النازحين.
قتل واعتقال
في الأثناء، قال مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في السودان اليوم إن مدينة الفاشر شهدت تصعيدا في الهجمات الوحشية على مدى الأيام الـ10 الماضية، ودعا إلى التحرك لحماية المدنيين فيها.
وأضاف المكتب -في بيان- أن الفاشر مدينة يغمرها الحزن، وأن المدنيين يعيشون فظائع على نطاق لا يمكن تصوره، وفق تعبيره.
وأكد المكتب الأممي أن مئات قتلوا في الفاشر، بينهم نساء وأطفال وجرحى لجؤوا إلى المستشفيات، مشيرا إلى أنه كثيرا ما يتم ارتكاب هجمات وحشية على أساس عرقي بالمدينة.
وذكر البيان أن آلاف الأشخاص اعتقلوا في الفاشر، بينهم كوادر طبية وصحفيون، وقال إنه لا توجد طرق آمنة لمغادرة المدينة، وإن هناك أخطارا جسيمة تهدد من بقوا محاصرين في المدينة.
وطالب مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في السودان بمرور آمن، وحماية المدنيين بالفاشر، وضمان وصول المساعدات دون عوائق.
وكان خبراء أمميون اتهموا أمس قوات الدعم السريع بارتكاب فظائع جماعية والتسبب في أزمة إنسانية كارثية بعد سيطرتها أخيرا على المدينة.
ويشهد السودان منذ أبريل/نيسان 2023، حربا بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف وتشريد نحو 13 مليون شخص.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات قوات الدعم السریع مدینة الفاشر
إقرأ أيضاً:
فزع أممي إزاء فظائع الدعم السريع بالفاشر
أعرب خبراء الأمم المتحدة في مجال حقوق الإنسان اليوم الجمعة، عن قلقهم البالغ إزاء تقارير تحدثت عن ارتكاب قوات الدعم السريع فظائع واسعة النطاق في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور.
وأشار الخبراء إلى أن ملايين الأشخاص ما زالوا محرومين من الحماية أو المساعدة الكافية، في وقت يواجه فيه السودان واحدة من أسوأ أزمات النزوح في العالم، حيث يوجد 8.6 ملايين نازح داخلي وأكثر من 3 ملايين لاجئ بالدول المجاورة.
وبعد حصار دام 540 يوما، أفادت تقارير بأن قوات الدعم السريع سيطرت على مدينة الفاشر في 23 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وارتكبت فظائع جماعية وتسببت في أزمة إنسانية كارثية.
كما عبر الخبراء عن قلقهم العميق إزاء التقارير التي تفيد بقتل جرحى بينهم نساء وفتيات، داخل المستشفى السعودي للولادة، حيث سجل مقتل 460 مريضا ومرافقا خلال عطلة نهاية الأسبوع عندما دخلت قوات الدعم السريع إلى الفاشر، إضافة إلى منشآت أخرى في حييّ الدرجة الأولى والمطار كانت تُستخدم كمراكز طبية.
قتل واغتصابوأفاد الخبراء الأمميون أن أكثر من 6 آلاف امرأة حامل لا يزلن محرومات من الخدمات الطبية أو خدمات الصحة الإنجابية، بما في ذلك الناجيات من الاغتصاب، وأعلنوا عن قلقهم إزاء استهداف العاملين في مجال المساعدات الإنسانية، مما يجعل الوصول إلى الرعاية المنقذة للحياة وتقديم المساعدة الإنسانية أكثر صعوبة.
وقال الخبراء "إننا مروّعون من حجم وبشاعة الجرائم المبلغ عنها في الفاشر، بما في ذلك مستويات واسعة النطاق ومنهجية وسادية من العنف الجنسي تُستخدم عمدا كإستراتيجية للهيمنة والإذلال وتهدف إلى تدمير المجتمعات".
وأضافوا "لقد هالنا بوجه خاص ما يرد من التقارير التي تفيد بتعرض نساء للاغتصاب أمام أقاربهن واحتجازهن لأيام في ظروف قاسية ترقى إلى مستوى التعذيب والمعاملة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة".
إعلانوأشار الخبراء إلى إفادات شهود عيان تفيد بأن قوات الدعم السريع قامت عند دخولها إلى ملاجئ النازحين قرب جامعة الفاشر باختيار نساء وفتيات تحت تهديد السلاح، واغتصاب جماعي لما لا يقل عن 25 منهن، ثم قامت بإجبار ما لا يقل عن 100 أسرة نازحة على الفرار وسط إطلاق النار، كما جرى ترهيب كبار السن.
مسن سوداني وصف الوضع في الفاشر بـ "يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه.. لا يفرقوا بين طفل وامرأة ومسن"#الفاشر #السودان #الجزيرة_مباشر pic.twitter.com/YTh8Ob1jox
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) November 5, 2025
ضرب واختطافوأوضحت التقارير أن الفارين تعرضوا لتفتيش جسدي مهين، وأعمال ترقى إلى الإخفاء القسري والاختطاف مقابل فدية، كما تعرّضت النساء اللاتي حاولن الفرار لاعتداءات جنسية إضافية، ولا يزال العديد من الناجيات من العنف في عداد المفقودين دون الحصول على الرعاية الطبية أو النفسية الاجتماعية.
كما أفادت باعتراض مجموعات بأكملها على طريق طويلة، وتعرضها للضرب والإساءات ذات الطابع العنصري، وقال الخبراء "نحن نشعر بالفزع من التقارير الموثوقة التي تشير إلى تنفيذ إعدامات ميدانية على أساس عرقي بحق مدنيين في الفاشر على أيدي قوات الدعم السريع".
وتابعوا موضحين أن هذه الأفعال "محظورة" بموجب القانون الدولي وتشكل جرائم حرب وقد ترقى أيضا إلى جرائم ضد الإنسانية، ودعوا إلى ضرورة أن تتوقف فورا وأن تخضع لتحقيقات سريعة ومستقلة.
كما أشاروا إلى أن هذه الجرائم تذكّر بحملات قوات الدعم السريع العسكرية السابقة في زمزم والجنينة وأردمتا، حيث قُتل آلاف الأشخاص وتعرضت النساء للاغتصاب المنهجي، وقالوا إن "الاستهداف المتعمّد للسودانيين المنتمين إلى جماعات الفور والمساليت والزغاوة، بما في ذلك عن طريق العنف الجنسي، يجري بوضوح بنيّة ترهيبهم وتهجيرهم وتدميرهم كليا أو جزئيا".