التنمية في عُمان فلسفة جديرة بالاحتفاء
تاريخ النشر: 17th, November 2025 GMT
تحتفل سلطنة عُمان بعد غدٍ بيومها الوطني المجيد، وهي مناسبة تتسامى فيها المبادئ العظيمة الراسخة والقيم الأصيلة التي تقوم عليها التجربة العمانية في بناء الإنسان والحضارة، وتتجدد فيها معاني الفخر والاعتزاز بالمنجزات الباهرة والمكاسب المشهودة التي حققتها الدولة في مختلف مجالات الحياة.
ولعل ما يميز فلسفة التنمية في عُمان استنادها إلى رؤية عميقة، بعيدة المدى، جعلت من الإنسان محورها وغايتها الأسمى؛ حيث تمكن الإنسان العماني في لحظة تاريخية فارقة، من صنع التحول الحضاري ودفع قاطرة البناء والتنمية بإرادة تفت الصخر، وبفكر واعٍ مستنير يبتكر الحلول لمواجهة تحديات الحاضر وصياغة المستقبل؛ ومن هنا، فإن التنمية في عمان هي مشروع حضاري متكامل، يتجاوز حدود الخطط الاقتصادية والبنية الأساسية، فكان بناء الإنسان في مقدمة الأولويات، عبر تعزيز معرفته وصقل مهاراته وترسيخ هويته الوطنية.
وعلى مدى العقود الماضية، كشفت التجربة العُمانية عن مسار تنموي راسخ ومتدرج، أولى التعليم والتأهيل وبناء المؤسسات مكانة محورية باعتبارها الركائز الأساسية لأي نهضة مستدامة، مع التأكيد على تمكين الإنسان العُماني من المشاركة الفاعلة في وضع الخطط والبرامج التنموية، وتعزيز قدراته على الابتكار والإبداع، وتزويده بالمهارات التي تتطلبها تحولات الاقتصاد العالمي القائم على المعرفة والتقنيات المتقدمة.
لقد رسم جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله- مسار نهضة عمان المتجددة عبر رؤية شاملة تقوم على تحقيق التوازن بين الأبعاد الاقتصادية والإنسانية، من خلال سياسات إصلاحية استهدفت المواءمة بين تعزيز النمو واستدامة الموارد إلى جانب تحسين جودة الحياة وترسيخ العدالة الاجتماعية؛ وتجلت ثمار هذا النهج الحكيم في مشروعات الارتقاء بالخدمات الصحية والتعليمية والإسكانية، ورفع كفاءة البنية الأساسية في مختلف المحافظات وفق احتياجاتها الفعلية مع استثمار المزايا النسبية لكل محافظة، بما يساهم في خلق فرص العمل، ويضمن التوزيع العادل لمكاسب التنمية ويعزز الاستقرار.
وشكل البعد الانساني لمسيرة النهضة العمانية المكون الأساسي في فلسفة التنمية، حيث حافظت على التمسك بالقيم الأصيلة التي تشكل جوهر الهوية الوطنية، وترسخ الاعتدال والتسامح وصون كرامة الإنسان.
ورغم ما تحقق من نقلة نوعية في مختلف المسارات، إلا أن التطلعات لا تقف عن حد، فما تم التأسيس له على مستوى التشريع والإصلاحات الشاملة يوفر الأرضية الصلبة لمواصلة البناء التنموي وفق منظور عصري متقدم يواكب متطلبات المستقبل، ويحافظ على الهوية الوطنية أرضا وإنسانا.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
برلماني: الدولة تهتم بـ بناء الإنسان للمشاركة بفاعلية فى عملية التنمية الشاملة
أكد النائب عبد الفتاح يحيي، عضو مجلس النواب ، أن الاستثمار في الإنسان يمثل الركيزة الأساسية لبناء مجتمع أكثر تماسكًا وقدرة على تحقيق التنمية المستدامة، موضحا أن الاهتمام بالتعليم والصحة والحماية الاجتماعية ينعكس مباشرة على جودة حياة المواطنين ويدعم جهود الدولة في تحقيق نهضة تنموية شاملة.
وأشار “ يحيي” فى تصريح لـ “ صدى البلد” إلى أن الدولة ممثلة فى وزارة التضامن الإجتماعي، تبذل مجهودات جبارة في الاهتمام بالأسر المصرية، عبر العديد من المبادرات والبرامج وعلى رأسها برنامج تكافل وكرامة.
كما أوضح عضو النواب أن الدولة خلال السنوات الأخيرة وضعت بناء الوعى، وإعداد أجيال جديدة تترسخ لديها قيم الانتماء والولاء للدولة المصرية، على رأس أولوياتها وذلك للحفاظ على مقدرات الوطن والمشاركة بفاعلية فى عملية التنمية الشاملة .
يشار إلى أن شاركت المهندسة مرجريت صاروفيم، نائبة وزيرة التضامن الاجتماعي، في فعاليات الجلسة الحوارية «طول العمر الصحي عبر الأجيال.. السياسات والابتكارات والنمو الشامل»، والتي شهدها الدكتور خالد عبد الغفار نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان، والدكتور حسام أبو مرعى وزير صحة لاتفيا.
جاء ذلك ضمن أعمال النسخة الثالثة من المؤتمر العالمي للسكان والصحة والتنمية البشرية (PHDC’25)، برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، تحت شعار «تمكين الأفراد، تعزيز التقدم، إتاحة الفرص»، في العاصمة الإدارية الجديدة.
أدارت الجلسة الدكتورة سميرة التويجري، المدير العالمي للسكان والتنمية بالبنك الدولي، بمشاركة الدكتورة عبلة الألفي نائبة وزير الصحة والسكان، وإيريك أوشلان مدير مكتب منظمة العمل الدولية بالقاهرة، والدكتورة هالة يوسف ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان، والدكتور حاتم إسماعيل، والدكتورة ريتو سادنا من منظمة الصحة العالمية.
دعم الطفولة المبكرة..حجر الأساس لبناء الإنسان
وأكدت نائبة وزيرة التضامن الاجتماعي أن ملف كبار السن يمثل أحد أهم ملفات اقتصاد الرعاية، مشيرة إلى أن وزارة التضامن الاجتماعي تعمل على تعزيز مفهوم الشيخوخة الصحية والدمج المجتمعي، إلى جانب دعم الطفولة المبكرة؛ باعتبارها حجر الأساس لبناء الإنسان، حيث أن الاستثمار في الإنسان في جميع مراحله العمرية؛ هو الطريق نحو مجتمع أكثر تماسكًا وقدرة على تحقيق التنمية الشاملة، بما يضمن مستقبلًا أفضل لكل الأجيال.