"وكالات": شهدت أسعار النفط تحركات متباينة تزامنا مع ارتفاع السعر الرسمي للخام محليا، في وقت تتجه فيه الأسواق العالمية نحو مزيد من الحذر وسط توقعات بزيادة المعروض خلال العامين المقبلين، وتواصل مؤشرات الطاقة والسلع التأثر بعوامل جيوسياسية واقتصادية متشابكة، بينما تلقي تطورات الحرب الروسية الأوكرانية وتوقعات الفائض المستقبلي بظلالها على مسار الأسعار في الأسواق الدولية.

تراجع عالمي وسط توقعات فائض

وبلغ سعر نفط عُمان الرسمي اليوم تسليم شهر يناير القادم 63 دولارًا أمريكيًّا و29 سنتًا. وشهد سعر نفط عُمان اليوم ارتفاعًا بلغ 61 سنتًا مقارنة بسعر يوم الاثنين والبالغ 62 دولارًا أمريكيًّا و68 سنتًا. تجدر الإشارة إلى أنَّ المعدل الشهري لسعر النفط الخام العُماني تسليم شهر نوفمبر الجاري بلغ 70 دولارًا أمريكيًّا وسنتًا واحدًا للبرميل، مرتفعًا 68 سنتًا مقارنةً بسعر تسليم شهر أكتوبر الماضي.

على الصعيد العالمي انخفضت أسعار النفط اليوم حيث طغت توقعات بتخمة في المعروض خلال 2026 على مخاوف استمرار تأثر الخام الروسي بالعقوبات في ظل عدم حسم المحادثات الرامية لإنهاء الحرب الأوكرانية.

ونزلت العقود الآجلة لخام برنت 27 سنتا أو 0.4 بالمائة إلى 63.10 دولار للبرميل. وهبط خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 23 سنتا أو 0.4 بالمائة ليسجل 58.61 دولار.

وارتفع كلا الخامين القياسيين بنسبة 1.3 بالمائة الاثنين مع تزايد الشكوك حول اتفاق سلام ينهي الحرب الروسية الأوكرانية مما قلل من التوقعات بتدفق إمدادات الخام الروسي دون قيود.

ورغم قلق المتعاملين بشأن الشحنات الروسية، فإن التوقعات العامة لتوازنات العرض والطلب للعام المقبل تميل إلى حدوث وفرة في العرض.

وقالت بريانكا ساشديفا، كبيرة محللي السوق لدى فيليب نوفا، في مذكرة اليوم "على المدى القصير، يتمثل الخطر الرئيسي في زيادة المعروض، وتبدو مستويات الأسعار الحالية ضعيفة". وبسبب العقوبات الجديدة المفروضة على شركتي النفط الروسيتين روسنفت ولوك أويل، والقواعد التي تمنع بيع المنتجات النفطية المكررة من الخام الروسي إلى أوروبا، قلصت بعض شركات التكرير الهندية مشترياتها من الخام الروسي، خاصة شركة ريلاينس الخاصة.

وفي ظل محدودية خيارات المبيعات، تتطلع روسيا إلى زيادة الصادرات إلى الصين. وقال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك في منتدى أعمال صيني-روسي في بكين إن موسكو وبكين تناقشان سبل زيادة صادرات النفط الروسي إلى الصين.

ولا يزال محللو السوق يركزون بشكل عام على احتمال حدوث اختلالات أوسع في العرض والطلب.

وقال دويتشه بنك في مذكرة الاثنين إنه يتوقع فائضا في النفط الخام لعام 2026 لا يقل عن مليوني برميل يوميا مضيفا أنه لا يوجد مسار واضح للعودة إلى العجز حتى بحلول عام 2027. وقال المحلل مايكل هسويه "لا يزال المسار المستقبلي حتى عام 2026 مسارا هبوطيا".

أسواق الأسهم تتأثر بالبيانات الاقتصادية

على صعيد الأسواق العالمية جاء أداء الأسهم الأوروبية فاترا اليوم، إذ يتوخى المستثمرون الحذر قبل صدور بيانات اقتصادية أمريكية وسط تزايد التوقعات بخفض أسعار الفائدة في أكبر اقتصاد عالميا.

وارتفع المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.1 بالمائة إلى 563.38 نقطة. وتباين أداء البورصات الإقليمية الرئيسية مع انخفاض المؤشر داكس الألماني 0.1 بالمائة وارتفاع المؤشر الفرنسي بالنسبة نفسها.

وتترقب الأسواق صدور تقرير مؤشر أسعار المنتجين وبيانات مبيعات التجزئة في الولايات المتحدة التي قد تلقي مزيدا من الضوء على قوة الاقتصاد الأمريكي.

وستكون هذه البيانات بين أولى البيانات التي ستصدر بعد أن تسبب الإغلاق الحكومي الأطول في تاريخ الولايات المتحدة في ضبابية بالنسبة للمستثمرين ومجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي).

وكان قطاع البنوك أكبر داعم للمؤشر الأوروبي، إذ ارتفع 0.4 بالمائة. وصعدت الأسهم المرتبطة بالسلع الأولية مثل شركات النفط والتعدين 0.7 بالمائة و0.6 بالمائة على الترتيب.

وتقدم سهم شركة كينجفيشر 4.3 بالمائة، ليكون بين أكبر الرابحين على المؤشر ستوكس 600، وذلك بعد أن رفعت شركة بيع مستلزمات تحسين المنازل بالتجزئة توقعاتها لأرباح العام بأكمله.

على صعيد متصل تخلى المؤشر الياباني عن معظم مكاسبه المبكرة واستقر تقريبا في نهاية تعاملات اليوم مع انخفاض سهم مجموعة سوفت بنك نحو 10 بالمائة بسبب المخاوف من المنافسة بين تشات جي.بي.تي التابع لشركة (أوبن إيه.آي) وجيميني من جوجل.

وارتفع المؤشر الياباني 0.07 بالمائة إلى 48659.52 نقطة بعد صعوده نحو 1.14 بالمائة. وانخفض المؤشر توبكس الأوسع نطاقا 0.21 بالمائة ليسجل 3290.89 نقطة.

وقال كازواكي شيمادا كبير الخبراء في شركة إيواي كوزمو للأوراق المالية "يشعر المستثمرون بالقلق من المنافسة بين تشات جي.بي.تي التابع لشركة أوبن إيه.آي، التي تستثمر فيها مجموعة سوفت بنك، وجيميني التابع لشركة جوجل".

والأسبوع الماضي أطلقت جوجل التابعة لألفابت أحدث إصداراتها من نموذج الذكاء الاصطناعي جيميني، مما رفع أسهمها إلى مستوى قياسي.

وقال شيمادا: "عادة ما تتحرك كبرى الشركات اليابانية المرتبطة بالذكاء الاصطناعي في نفس الاتجاه، لكن مجموعة سوفت بنك تراجعت اليوم لسبب خاص بها".

ونزل سهم مجموعة سوفت بنك 9.95 بالمائة عند الإغلاق ليخصم 338 نقطة من المؤشر الياباني. وارتفع المؤشر عند الإغلاق 33.64 نقطة.

وارتفع سهم أدفانتست لتصنيع معدات اختبار الرقائق 4.18 بالمائة، وزاد سهم طوكيو إلكترون لصناعة معدات تصنيع الرقائق 3.05 بالمائة، مما يعكس الأداء القوي لأسهم شركات التكنولوجيا في وول ستريت.

وأغلقت مؤشرات الأسهم الرئيسية في وول ستريت على ارتفاع الاثنين للجلسة الثانية وسط توقعات بأن يخفض مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي) أسعار الفائدة الشهر المقبل. وقاد مؤشر ناسداك، الذي يهيمن عليه قطاع التكنولوجيا، هذا الارتفاع مدفوعا بالأداء القوي لأسهم الذكاء الاصطناعي.

وكانت البورصة اليابانية مغلقة الاثنين بسبب عطلة رسمية.

وفي تعاملات اليوم، ارتفع 122 سهما وانخفض 99 على المؤشر الياباني.

وارتفع سهم إيساي للأدوية 7.4 بالمائة وكان أكبر الرابحين. وانخفض سهم شركة طوكيو للطاقة الكهربية 6.41 بالمائة بعد أن موافقة السلطات على إعادة تشغيل جزئية لمحطتها كاشيوازاكي-كاريوا للطاقة النووية، والتي ستكون أول إعادة تشغيل لمنشأة تابعة لشركة طوكيو للطاقة الكهربائية منذ أن دمر تسونامي في مارس 2011 مفاعل فوكوشيما داييتشي.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

النفط قد يهبط إلى 30 دولاراً بحلول 2027 وسط تخمة المعروض”

صراحة نيوز- دخلت توقعات بنك “جي بي مورغان” الأميركي مرحلة أكثر تشاؤماً بشأن مستقبل أسعار النفط خلال السنوات المقبلة، مرجحاً هبوط خام برنت إلى نحو 30 دولاراً للبرميل بحلول 2027 بفعل وفرة المعروض واحتمالات إغراق السوق، وفق تقرير حديث نقلته وكالة “رويترز”.

ويتوقع البنك أن يبلغ سعر خام برنت نحو 57 دولاراً في 2027، مقابل 53 دولاراً لخام غرب تكساس الوسيط، فيما أبقى على تقديراته لأسعار عام 2026 دون تغيير عند 58 دولاراً لبرنت و54 دولاراً لغرب تكساس.

ورغم هذه النظرة المتشائمة، يتوقع البنك استمرار نمو الطلب العالمي على النفط؛ إذ سيزيد بنحو 0.9 مليون برميل يومياً في 2025 ليصل إلى 105.5 ملايين برميل يومياً، مع زيادات مماثلة خلال 2026، ثم ارتفاع أكبر في 2027 بمقدار 1.2 مليون برميل يومياً.

وبحسب المذكرة، يُرجّح “جي بي مورغان” أن يتجاوز المعروض العالمي مستوى الطلب خلال السنوات المقبلة، مع نمو الإمدادات بمعدل يعادل ثلاثة أضعاف نمو الطلب في 2025 و2026، قبل أن يتباطأ إلى نحو ثُلث هذا المعدل في 2027. ويقدّر البنك أن نصف هذه الزيادة سيأتي من المنتجين خارج تحالف “أوبك+” عبر مشاريع بحرية ضخمة واستمرار صعود النفط الصخري.

وتأتي هذه التطورات في ظل رفع “أوبك+” لإنتاجها منذ أبريل/نيسان الماضي، إلى جانب زيادات كبيرة من منتجين رئيسيين مثل الولايات المتحدة والبرازيل، ما عمّق المخاوف من تخمة المعروض وضغط على الأسعار.

ورغم ذلك، يرى البنك أن استمرار نمو الطلب ضمن نطاق يتراوح بين 0.8 و1.3 مليون برميل يومياً قد يُساهم في الحفاظ على توازن السوق خلال العامين المقبلين، بشرط ثبات إنتاج “أوبك+” دون تغييرات كبيرة.

ويؤكد “جي بي مورغان” أن تباطؤ الطلب مقابل زيادة المعروض سيبقى العامل الأكثر تأثيراً في اتجاه الأسعار، ما يعزز احتمالات هبوط النفط إلى مستويات متدنية لم يشهدها السوق منذ سنوات.

مقالات مشابهة

  • النفط قد يهبط إلى 30 دولاراً بحلول 2027 وسط تخمة المعروض”
  • أسعار النفط تتراجع مع توقعات بوقف القتال في أوكرانيا
  • انخفاض أسعار النفط عالميا
  • انخفاض أسعار النفط واستقرار الذهب عالميا
  • انخفاض أسعار النفط و استقرار الذهب عالميا
  • أسعار النفط تتعافى.. «الخام» يصل إلى 62.75 دولار
  • استقرار أسعار النفط عالمياً بعد تراجعه لأدنى مستوى في شهر
  • اسعار النفط تتراجع مع مخاوف من عودة الامدادات الروسية
  • أسباب تراجع أسعار النفط عالميا.. هئية البترول توضح
  • ارتفاع طفيف بأسعار النفط وسط بوادر تسوية