صندوق النقد الدولي: الذهاب لاستثمار الهيدروجين في شمال إفريقيا مهم
تاريخ النشر: 3rd, September 2023 GMT
ليبيا – نشر صندوق النقد الدولي دراسة حملت عنوان “سراب الهيدروجين بشمال إفريقيا” لبيان تأثيرات تدفق مليارات الدولارات على قطاع الطاقة.
الدراسة التي تابعتها وترجمت الأبرز مما ورد فيها صحيفة المرصد أكد أن احتمال تدفق مليارات الدولارات على مشاريع الهيدروجين يهدد بإلهاء القادة عن الأزمات الداخلية ففي ظل تصاعد التوترات بشأن الهجرة غير الشرعية جددت الدول المطلة على الشمال والجنوب تعاونها.
وأضافت الدراسة أن هذا التعاون يصب في سياق قضايا الطاقة إذ تسعى الدول المصدرة للنفط والغاز مثل ليبيا لذلك فيما يحرص المستثمرون في خضم التحول العالمي في مجال الطاقات على ضخ مليارات الدولارات في عديد هذه البلدان لتحويل اكتشافات الوقود الأحفوري الجديدة لهيدروجين.
وبحسب الدراسة هذا العنصر الهيدروجيني هو المادة الخام الرئيسية لخلايا الوقود التي تستخدم التفاعلات الكيميائية لتوليد الكهرباء بشكل نظيف مع الماء باعتباره المنتج الثانوي الرئيسي ما يعني محاولة تجاوز التحديات التكنولوجية الكبيرة المقبلة.
ووفقا للدراسة من المتوقع أن يرتفع الطلب على الغاز في أوروبا وأماكن أخرى من العالم على نطاق واسع مع سعي المركبات والمصانع ومستخدمي الطاقة الآخرين إلى الحد من انبعاثات الغازات المسببة للانحباس الحراري العالمي.
وبينت الدراسة أن الفرصة المحيرة لتنمية اقتصاد دول حافة الجنوب تهدد بالتحول لمجرد سراب آخر لأن الضجيج المحيط بالهيدروجين قد يستمر في صرف انتباه قادة المنطقة عن معالجة القضايا الاجتماعية المحلية الصعبة التي تقف وراء أزمة الهجرة غير الشرعية.
وتوقعت الدراسة أن تتسبب العائدات المتأتية من صادرات الهيدروجين إلى أوروبا في حال جعل هذه التكنولوجيا قابلة للحياة في إدامة سلوك النخب السياسية والاقتصادية الساعية إلى الريع على حساب مواطنيها فالبوادر بدأت بزيارات زعماء إيطاليا وفرنسا وألمانيا إلى ليبيا.
وأضافت الدراسة إن هذه الزيارات والاتصالات رفيعة المستوى أتت لتوسيع التعاون في قضايا الطاقة فيما أسفرت عن وعود بمزيد من صادرات الوقود الأحفوري واستثمارات جديدة في مجال الاستخراج والنقل بما في ذلك خطوط الأنابيب.
وتابعت الدراسة إن من شأن مثل هذه الاستثمارات أن تضمن استمرار تدفق الوقود الأحفوري من الحافة الجنوبية شمالا إلى أوروبا في وقت برزت فيه انتقادات للأوروبيين فهم من خلال تركيزهم على الاقتصادات النامية يقضون على فرصها للطاقات المتجددة.
وأوضحت الدراسة إن التركيز الاقتصادي على الوقود الأحفوري والاستثمارات الرأسمالية المرتبطة به يعرض هذه الدول لخطر الأصول العالقة أو التهديد بفرض قيود صارمة على التجارة الوقودية ومواجهة تحديات أكبر على مستوى الاقتصاد الكلي والمال.
وأشارت الدراسة إلى مشاريع الهيدروجين الكبيرة واعدة بتوليد إيرادات تساعد في تلبية احتياجات مواطني المناطق الجنوبية المحاذية لأوروبا فالوصول إلى الطاقة الموثوقة والوفيرة يشكل لبنة أساسية في الاقتصادات الصناعية.
وشددت الدراسة على وجوب قيام سلطات دول هذه المناطق باستعادة ثقة شبابها وأن تعالج القضايا الداخلية التي طال أمدها سواء كانت اجتماعية أو اقتصادية أو إقليمية لأن يأس الشباب من الحافة الجنوبية يدفعهم إلى المخاطرة بحياتهم عند عبور البحر الأبيض المتوسط.
وتطرقت الدراسة لميل الدول المصدرة للنفط مثل ليبيا إلى التمسك بالإعانات على الرغم من تكاليفها الاقتصادية والبيئية المرتفعة ففي الاقتصادات التي تتسم بقدر ضئيل من المساءلة السياسية يعكس هذا عقدا اجتماعيا دائما يقبل بموجبه المواطنون إعانات الدعم.
ورجحت الدراسة اكتفاء المواطنين بذلك ومشاهدة النخب السياسية والاقتصادية وهي تستولي على الإيرادات المتولدة عن الوقود الأحفوري والهيدروجين في وقت لا زالت فيه حالة عدم الثقة في السلطات واضحة للفساد الكبير فيها.
وأرجعت الدراسة غياب الفرص الاقتصادية لعدم وجود قطاع خاص ديناميكي فالبطالة أعلى بين الحاصلين على قدر أكبر من التعليم مقارنة بالأقل فيما يزاحم إرث اقتصادي تديره الدولة بمؤسسات كبيرة مملوكة لها شركات مستقلة خالقا ظروفا مواتية لاقتصاد غير رسمي مواز.
وحذرت الدراسة من تفشي الفساد وعدم المساواة المفضيان لتقويض التماسك الاجتماعي بشكل خطير في وقت قد يساعد فيد احتمال تصدير الهيدروجين في تحسين أرصدة الصناديق الخارجية والبحث عن الريع على حساب جوانب أخرى.
واستدركت الدراسة بالإشارة إلى عدم توفير قطاع الطاقة الموجه نحو التصدير أنواع الوظائف المحتاج إليها الشباب ممن يمثلون غالبية السكان ما يبرز الحاجة لتنفيذ إصلاحات تتجاوز قطاع الطاقة وإعادة هيكلة أوسع نطاقا لإزالة عوائق حائلة دون خلق فرص عمل لائقة للشباب.
وواصلت الدراسة توضيح ما ورد فيها بالإشارة إلى أهمية القيام بذلك لمساعدة الشباب على التغلب على شعورهم المتزايد باليأس مستدركة بالإشارة إلى صعوبة القيام بكل هذه الإصلاحات الهيكيلة في ظل واسع من انعدام الثقة.
وأضافت الدراسة أن تسلسل الإصلاح قد يؤدي لبناء الثقة شريطة التزام نخب الساسة والإدارة والدول الصديقة بالأقوال قبل إدخال تغييرات تؤثر على السكان على نطاق أوسع فيما سيساعد هذا في التخلص من إعانات دعم الشركات الناجمة عن احتكارات الاستيراد.
وتابعت الدراسة أن هذا سيسهم أيضا في تعزيز المنافسة العادلة من خلال الحد من إساءة استخدام المراكز المهيمنة من قبل الشركات المملوكة للدولة أو المحسوبية فيما ستسهم زيادة الشفافية في قطاع الطاقة والذهاب للشمسي منها في طمس التمييز بين المستهلكين والمنتجين.
وبينت الدراسة أن هذه قد يجعل المواطنين أكثر تقبلا لتطور أسعار السوق وآنذاك فقط قد يكون من الممكن أن تؤتي إعادة هيكلة سوق العمل وتثبيت سعر الصرف ثمارها مشددة على وجوب تعزيز التعاون الإقليمي بين الدول الواقعة على الحافة الجنوبية لأوروبا.
وأوضحت الدراسة إن إحياء هذا التعاون من شأنه أن يساعد في خلق سوق أكبر وأكثر جاذبية للاستثمارات الجديدة على غرار التنمية في الاتحاد الأوروبي فمن الممكن أن يساعد اجتماع دول شمال أفريقيا في إعادة التفاوض على صفقات تجارية أفضل مع شركائهم الأوروبين وغيرهم.
ودعت الدراسة لعدم التشبث بسراب تحصيل الريع المحتمل من صادرات الهيدروجين ووجوب قيام قادة الدول المطلة على الجنوب إيلاء مزيد من الاهتمام لبناء الثقة في الداخل وتوفير الفرص للشباب المعرضة حياتهم للخطر.
ترجمة المرصد – خاص
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: الوقود الأحفوری قطاع الطاقة الدراسة أن الدراسة إن
إقرأ أيضاً:
استثمارات الصين الخارجية بالطاقة المتجددة تتجاوز الوقود الأحفوري
تجاوزت الاستثمارات الصينية الخارجية في مصادر الطاقة المتجددة الوقود الأحفوري لأول مرة منذ أن بدأت بكين في دعم مشاريع الطاقة الأجنبية في أوائل العقد الأول من القرن الـ21.
ويؤدي هذا التحول إلى تأثيرات دولية واسعة النطاق على كل شيء، بدءا من تغير المناخ وحتى الجغرافيا السياسية، كما يسلط الضوء على هيمنة الصين المتزايدة في تكنولوجيات الطاقة المتجددة وسلاسل توريد المعادن والتقنيات التي تدعمها.
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4ليس فقط لإنتاج الطاقة.. الصين تغطي الجبال بالألواح الشمسيةlist 2 of 4كم الطاقة الشمسية الواصل لسطح الأرض أصبح أكبر من قبلlist 3 of 4سطوة الطبيعة.. الغبار يغطي جبال حوض تاريم الصينيlist 4 of 4هل السيارات الكهربائية حل جذري لتغير المناخ؟end of listتاريخيا، هيمنت محطات الطاقة العاملة بالفحم على مبادرة الحزام والطريق الصينية المدعومة من الدولة وبرنامجها السابق. ولكن بين عامي 2022 و2023 اتجهت 68% من استثمارات الصين في الطاقة الخارجية إلى مشاريع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وفقا لتحليل جديد صادر عن مركز سياسات التنمية العالمية بجامعة بوسطن.
وفي الفترة من عام 2000 إلى عام 2021، لم تتجاوز نسبة الاستثمارات الصينية في الطاقة الخارجية 13%.
وضخّ برنامج الاستثمار الخارجي الصيني المدعوم من الدولة مئات المليارات من الدولارات في مشاريع البنية التحتية والطاقة في أميركا اللاتينية وأفريقيا وجنوب شرق آسيا وأماكن أخرى.
وتركزت استثمارات الصين الخارجية في طاقة الرياح والطاقة الشمسية بشكل رئيسي في دول في آسيا والأميركتين، بينما لم تتدفق إلا 4% منها إلى الدول الأفريقية، وفقا لدييغو مورو الباحث المشارك في التحليل وعالم البيانات في جامعة بوسطن.
إعلانيشير التحليل إلى أن الصين التزمت بتعهدها لعام 2021 بعدم تمويل محطات طاقة جديدة تعمل بالفحم في الخارج، رغم عدم وجود ما يشير إلى إلغاء استثمارات طاقة الفحم الجاري تنفيذها اعتبارا من عام 2021. وقال الباحثون إن هذه الاستثمارات "لا تزال قيد التنفيذ وستُصدر ثاني أكسيد الكربون لعقود قادمة".
ويقول الباحثون "لا يُمثل هذا التحول طفرة ملحوظة في قطاع الطاقة المتجددة، إذ لا يزال حجم التمويل محدودا نسبيا". فقد مُوِّلت 3 غيغاواتات فقط من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح بين عامي 2022 و2023. وبالمقارنة، بلغ متوسط استثمارات الصين السنوية في الطاقة الخارجية بين عامي 2013 و2019 نحو 16 غيغاواتا.
وفي حين هيمنت طاقة الفحم على تلك الاستثمارات السابقة، جاءت مشاريع الطاقة الكهرومائية والغاز في المرتبتين الثانية والثالثة.
وتواصل الصين محليا ريادتها العالمية في تطوير محطات توليد الطاقة الجديدة العاملة بالفحم. ففي العام الماضي، بدأ بناء 94 غيغاواتا من الطاقة العاملة بالفحم في الصين، مقارنةً بـ7.4 غيغاواتا في بقية أنحاء العالم مجتمعةً، وفقا لتقرير "مراقبة الطاقة العالمية".
وفي عام 2013، أعلن الرئيس الصيني شي جين بينغ عن مبادرة الحزام والطريق. ويشكل هذا البرنامج استمرارا لسياسة "الخروج" التي تنتهجها الصين منذ أوائل العقد الأول من القرن الـ21، وقد أطلق عليه مؤخرا اسم مبادرة التنمية العالمية الصينية.
ورغم أن هذه البرامج منحت بكين نفوذا جيوسياسيا غير مسبوق على أكثر من 150 دولة حول العالم، فإنها أثارت انتقادات شديدة بسبب الأضرار البيئية وحقوق الإنسان المرتبطة بالموانئ والمناجم والسكك الحديدية والطرق السريعة وغيرها من المشاريع التي تمولها وتبنيها الشركات الصينية.
إعلانانتقد دعاة حماية البيئة الصين، أكبر مُصدر لغازات الاحتباس الحراري في العالم حاليا، لتمويلها عشرات محطات الطاقة العاملة بالفحم في الدول النامية، مما يُقيد هذه الدول فعليا بأنواع الطاقة الكثيفة الكربون لعقود قادمة.
وفي عام 2023، نفثت محطات الطاقة الممولة من الصين في الخارج كمية من تلوث الكربون تُعادل تقريبا الكمية التي نفثتها ماليزيا، وفقا لتحليل جامعة بوسطن.
وتزعم بكين وحلفاؤها أن هذه الاستثمارات جلبت القدرة على الوصول إلى الطاقة والنمو الاقتصادي لبعض أفقر شعوب العالم، وهم أشخاص لم يساهموا إلا قليلا في ظاهرة الاحتباس الحراري العالمي.
مع ذلك، دفعت هذه الانتقادات شي إلى التعهد في عام 2021 بوقف تمويل وبناء محطات طاقة جديدة تعمل بالفحم في الخارج. ويشير تحليل جامعة بوسطن الجديد إلى أن بكين التزمت حتى الآن بهذا الوعد في سياق المشاريع الممولة من الدولة.
ويرى محللون أن تحول الصين نحو الاستثمارات الخارجية المنخفضة الكربون يُعد خطوة إستراتيجية. فمع تباطؤ الاقتصاد المحلي وفائض تقنيات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، تسعى بكين إلى أسواق خارجية جديدة لاستيعاب صادراتها من الطاقة المتجددة.
مع ذلك، هناك دلائل تشير إلى أن بكين قد تزيد استثماراتها الخارجية في طاقة الرياح والطاقة الشمسية، إذ تعهدت عام 2024 بمبلغ 51 مليار دولار خلال المنتدى الصيني الأفريقي لدعم التنمية الأفريقية وبناء 30 مشروعا للطاقة المنخفضة الكربون على مدى السنوات الثلاث المقبلة.
وسعت الصين إلى ترسيخ مكانتها بوصفها قائدا عالميا في مجال تغير المناخ، حيث صرح الرئيس الصيني مؤخرا لقادة عالميين في مؤتمر للأمم المتحدة بأن الصين قد بنت "أكبر وأسرع نظام للطاقة المتجددة نموا في العالم، بالإضافة إلى أكبر وأكمل سلسلة صناعية للطاقة الجديدة". وحثّ الحكومات الأخرى على دعم التدفق الحر "للتقنيات والمنتجات الخضراء العالية الجودة"، وخاصة للدول النامية.
إعلان