مادورو يتعهد بالمقاومة وكوبا تحذر من جنون أميركي
تاريخ النشر: 26th, November 2025 GMT
جدد الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو تعهده بالدفاع عن سيادة بلاده في مواجهة ما وصفها بـ"التهديدات الإمبريالية لليمين المتطرف" مع تصاعد احتمالات شن الولايات المتحدة هجمات عسكرية على البلاد، بينما اتهمت كوبا الولايات المتحدة بالسعي إلى إسقاط حكومة مادورو بالقوة.
وأكد مادورو -خلال تجمع جماهيري حاشد دعت إليه قيادة الحزب الاشتراكي الحاكم دعما للرئيس ورفضا للتهديدات الأميركية، أمس الثلاثاء- أن الشعب الفنزويلي "سيدافع عن سيادة بلاده ضد أي اعتداء" وأن "النصر سيكون حليف الأمة".
وأضاف أن الولايات المتحدة لن تتمكن من السيطرة على بلاده "مهما فعلت ومهما كانت الكيفية"، مؤكدا أن فنزويلا "لا تُقهر".
وأوضح مادورو -في تصريح متلفز الثلاثاء- أن بلاده تواجه "هجوما متعدد الأطراف" من واشنطن، في ظل التحركات العسكرية واسعة النطاق التي تنفذها الولايات المتحدة في منطقة الكاريبي.
وأضاف الرئيس الفنزويلي: "لن يتمكنوا من هزيمة فنزويلا، وكما فشلوا من قبل، لن ينجحوا أبدا في ذلك مرة أخرى".
"خطوة خطيرة للغاية"
من جانبها، اتهمت كوبا الولايات المتحدة بالسعي إلى إسقاط حكومة مادورو بالقوة، معتبرة أن التحركات العسكرية الأميركية في المنطقة تمثل "تهديدا مبالغا فيه وعدوانيا".
وقال وزير الخارجية الكوبي برونو رودريغيز -في بيان- إن أي محاولة لإطاحة حكومة فنزويلا ستكون "خطوة خطيرة للغاية وغير مسؤولة"، وتشكل "انتهاكا صارخا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة".
وكانت مصادر أميركية مطلعة قالت الأسبوع الماضي إن واشنطن عقدت خلال الأيام الماضية سلسلة اجتماعات رفيعة المستوى في البيت الأبيض، لمناقشة خيارات عمليات عسكرية محتملة ضد فنزويلا، بما فيها التدخل العسكري المباشر، والسعي للإطاحة بمادورو، رغم تصريحات متكررة للرئيس الأميركي دونالد ترامب ينفي فيها سعيه لتغيير النظام في كاراكاس.
إعلانوفي مقابل ذلك، أكد مادورو أن إدارة ترامب "تعمل لإسقاطه"، مشددا على أن الفنزويليين والجيش "سيقاومون أي محاولة للتدخل الخارجي".
وحذّر وزير الخارجية الكوبي من أن استمرار هذا المسار "قد يؤدي إلى عدد لا يحصى من الضحايا ويفجر سيناريوهات عنف وفوضى غير قابلة للتصور"، مناشدا الشعب الأميركي "وضع حد لما وصفه بالجنون".
حشد عسكري أميركي
يذكر أن واشنطن كانت قد أرسلت تعزيزات عسكرية إلى المنطقة شملت طائرات مقاتلة من طراز "إف-35" وسفنا حربية وغواصة نووية بعد ضربات نفذتها القوات الأميركية خلال الشهرين الماضيين ضد قوارب قبالة سواحل فنزويلا.
كما دخلت حاملة الطائرات "جيرالد فورد" قبل أيام إلى منطقة أميركا اللاتينية وعلى متنها أكثر من 75 طائرة وما يزيد على 5 آلاف جندي.
وفي أغسطس/آب الماضي، أصدر الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمرا تنفيذيا يقضي بزيادة استخدام الجيش بدعوى مكافحة عصابات المخدرات في أميركا اللاتينية.
في المقابل، أعلن الرئيس نيكولاس مادورو حشد قوات يبلغ قوامها 4.5 ملايين شخص استعدادا لصد أي هجوم.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
تهديد مُفرط وعدواني.. كوبا تتهم الولايات المتحدة بأنها تريد الإطاحة بحكومة فنزويلا بالعنف
في خضم التوترات بين الولايات المتحدة وفنزويلا، اتهمت كوبا واشنطن بالسعي للإطاحة بحكومة نيكولاس مادورو بالقوة، واصفةً الوجود العسكري الأمريكي المتزايد في المنطقة بأنه "تهديد مفرط وعدواني".
وصرح وزير الخارجية الكوبي برونو رودريغيز قائلاً: "إن إطاحة الولايات المتحدة بحكومة الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو ستكون بالغة الخطورة وغير مسؤولة، وستشكل انتهاكًا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة".
من جانب آخر، في تصعيد دبلوماسي لافت، شنّ وزير الخارجية الفنزويلي إيفان خيل هجوماً حاداً على نظيره الإسرائيلي جدعون ساعر، واصفاً إياه بـ "مجرم حرب ومرتكب إبادة جماعية"، في رد قوي على تصريحات إسرائيلية اتهمت كاراكاس بالتورط في زعزعة استقرار القارة اللاتينية.
وجاء هذا الرد بعد خطاب ألقاه ساعر أمام مجلسي النواب والشيوخ في باراغواي، زعم فيه أن فنزويلا "تسببت في أزمة لاجئين بالمنطقة" وأنها "حلقة اتصال بين حزب الله اللبناني وحماس واليمن". وهي اتهامات اعتبرتها كاراكاس امتداداً لحملة سياسية إسرائيلية تهدف – بحسب مراقبين – إلى الضغط على الدول التي تتخذ مواقف داعمة للحقوق الفلسطينية.
خيل نشر رده عبر منصة تلغرام، موجهاً كلاماً شديد اللهجة لساعر، قائلاً:
"ما يجب عليك فعله ليس ذكر فنزويلا، بل الاستعداد للمثول أمام القضاء على الجرائم المرتكبة ضد الفلسطينيين."
وأضاف أن "اسم فنزويلا أكبر من أن يخرج من فمك القذر ومن يديك الملطختين بدماء الأبرياء"، مؤكداً أن بلاده ستظل تدافع عن سيادتها وحقوق الإنسان والقانون الدولي، في وقت تمثل فيه إسرائيل – كما قال – نموذجاً نقيضاً لتلك القيم.
وأكد الوزير الفنزويلي أن الخطابات الإسرائيلية "لا تهم فنزويلا ولا تؤثر عليها"، مشدداً على أن ما يعني بلاده هو "المساءلة الدولية العادلة" التي ستطال المسؤولين عن الانتهاكات بحق الشعب الفلسطيني عاجلاً أم آجلاً.
التوتر بين تل أبيب وكاراكاس ليس جديداً؛ إذ تتبنى فنزويلا منذ سنوات موقفاً داعماً للقضية الفلسطينية، وسبق أن جدّدت هذا الدعم في الذكرى الـ77 للنكبة، داعيةً المجتمع الدولي إلى إدانة ما وصفته بـ"تصرفات السلطات الإسرائيلية" ضد المدنيين الفلسطينيين.
زيارة ساعر إلى باراغواي – وهي أول زيارة رسمية له – تأتي في إطار جولة تشمل الأرجنتين لاحقاً، ويصاحبه فيها وفد من رجال الأعمال لبحث ملفات اقتصادية ومشاريع استثمارية. غير أن تصريحات الوزير الإسرائيلي، التي ألقيت على هامش زيارته، أطلقت موجة انتقادات في أمريكا اللاتينية، وزادت من حدة التوتر مع دولة تُعد من أكثر الدول الجهرية في دعمها للفلسطينيين ورفضها للسياسات الإسرائيلية.