(1)
وطني، أيها الباذخ في عطائك، والعالي في مقامك، العظيم في بهائك، كم أنت راقٍ في شموخك، عالٍ في سموّك، تشهد لك الدنيا بوقفاتك، وثباتك، وعظمتك، عشتَ عزيزا، وكريما، وسالما ما دامت السماوات والأرض، عَطِرا بذكرك، وشاهدا على زمنٍ باتت فيه القيم والمبادئ والأخلاق الدولية تتغيّر بتغيّر المواقف، وتتبدل بتبدل السياسات، بين مد وجزر، إلا أنت صمدت شامخا، وصلبا كجبل لا تهزه الريح، ولا تثنيه العواصف، ولا تبدله الأهواء، ولا تستفزه العواطف، لأنك -يا وطني- تاريخ ضارب بجذوره في أرض الثوابت الأخلاقية، والسياسات التي لا تنافق أحدا، ولا تستجدي الآخرين.
(2)
وطن بحجم السماء، يحمل أحلامه، وآماله، يجتاز بها الأزمنة، ويذهب بها بعيدا، حيث يولد فجر جديد، وتبدأ شمس أخرى بالسطوع، لترسل أشعتها الذهبية الدافئة على قلوب أناسه الطيبين، ويغسل وجهه بماء اليقين، ويعيد إنتاج الحضارات، ويشرع أحضانه لكل من يريد الخير، وينبذ كل تطرف، وإرهاب، وشذوذ عن القاعدة العمانية، فـ(الوسطية) هي شعاره، وخياره، والاعتدال هو ديدنه، وسراطه.
(3)
وفي وسط الضجيج الذي يلف العالم، والصراخ الذي يصم الآذان، يظل الصوت العماني ذا نبرة هادئة، متزنة، لا ينساق وراء العبث الكلامي، ولا ينجر خلف الاندفاع الإعلامي، ولا يتبنى التفاهات التي تسيطر على وسائل التواصل الاجتماعي، ولا يستمع إلا لصوت العقل، ومبدأ الرزانة، والمنطق، ورغم كل الاستفزازات التي تصدر من بعض الأفواه المنتنة من وسائل إعلام خارجية، وذباب لا يمتلك اللياقة، والتهذيب، يظل العماني بطبعه بعيدا عن الانزلاق في هذا المستنقع الرديء، لذلك تظل صورة الوطن، والشعب ناصعتين، كريمتين، بعيدتين عن الصغائر، والمعارك الكلامية، والإعلامية التي لا تسمن، ولا تغني من حقيقة.
(4)
وبصلابة العماني، يُبنى الوطن، وبقوة إيمانه تعلو المنارات، وبعزيمته تسمو المنجزات، وبثباته تسير قافلة الوطن إلى هدفها، دون مراوغة، أو تراخٍ، يقود ركبها صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق -حفظه الله- بحكمته، ورؤيته، نحو غايتها المنشودة، سائرا على هدي السلاطين العظام، وواضعا نصب عينيه مصلحة وطنه العزيز، وشعبه الكريم، مواصلا مسيرة العطاء التي لا تنتهي، والهبات التي لا تنقطع، ولذلك نقف فخرا ونحن نرى منجزات الدولة في كل مكان، وكل حين، ونستذكر مشاهد البناء، والنماء في ذكرى تأسيس الدولة البوسعيدية العظيمة.
وكل عام ووطني سلطنة عُمان، وقائدها، وشعبها في أمن، وسلام، ورفعة، وازدهار.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: التی لا
إقرأ أيضاً:
القاضي والسفير العماني يبحثان تعزيز التعاون البرلماني والاقتصادي
صراحة نيوز- التقى رئيس مجلس النواب مازن القاضي في مكتبه بدار مجلس النواب اليوم الثلاثاء، سفير سلطنة عُمان الشيخ فهد بن عبد الرحمن العجيلي، حيث جرى بحث سبل تعزيز العلاقات المشتركة بخاصة البرلمانية منها.
وأكد القاضي، متانة العلاقة الأردنية العُمانية التي أرساها جلالة الملك الحسين بن طلال، وجلالة السلطان قابوس بن سعيد طيب الله ثراهما، والتي تستمر اليوم في تعاون وثيق بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني وجلالة السلطان هيثم بن طارق آل سعيد.
وقال إن سياسة التوازن والاتزان طالما بقيت حاضرة في المشهد الأردني والعُماني، إذ يشترك البلدان في قيم الحوار والاعتدال والتسامح والكلمة الجامعة في المشهدين العربي والإسلامي.
وشدد القاضي والعجيلي على أهمية تعزيز التعاون الاقتصادي المشترك، ورفع مستوى التبادل التجاري بما يعكس عمق علاقات البلدين ويعود بالنفع لصالح الشعبين الشقيقين.
وقال السفير العماني، إن علاقات الأردن وعُمان تاريخية وراسخة، وإن مواقف البلدين بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني وأخيه جلالة السلطان هيثم بن طارق آل سعيد تذهب دوماً نحو دعم مصالح أمتينا العربية والإسلامية، لافتاً إلى مستوى التنسيق والتشاور الدائم بين القيادتين.