أكد الرئيس الروسي أن موسكو لا تحمل "نوايا عدائية" تجاه أوروبا، وأنها مستعدة لبحث مخاوف الدول الأوروبية الأمنية في إطار تفاهمات متبادلة.

أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الخميس، أن موسكو مستعدة لوقف العمليات العسكرية في أوكرانيا فور انسحاب القوات الأوكرانية من المناطق التي تطالب بها روسيا في الشرق، مؤكداً أن "هذا الشرط يمثل الأساس لأي خطوة للتهدئة".

وفي خطاب ألقاه خلال قمة منظمة معاهدة الأمن الجماعي (CSTO) في بيشكيك، قرغيزستان، أشار بوتين إلى أن الخطوط العريضة لمسودة خطة السلام التي ناقشتها الولايات المتحدة وأوكرانيا يمكن أن تشكل قاعدة لاتفاق مستقبلي، رغم عدم التوصل إلى صيغة نهائية حتى الآن.

وأوضح بوتين أن موسكو ترى أن مسودة خطة السلام تعكس بعض مواقفها، لكنه شدد على ضرورة إعادة صياغتها بلغة دبلوماسية واضحة.

مفاوضات مرتقبة وزيارة أمريكية إلى موسكو

وكشف بوتين أن وفداً أمريكياً سيصل إلى موسكو الأسبوع المقبل لاستكمال المباحثات، مشيراً إلى أن كل بند من بنود المقترح يحتاج إلى جلسة نقاش جادة، وأضاف أنه لا يزال بالإمكان تعزيز مسار الحوار مع واشنطن حول قضايا الاستقرار الاستراتيجي.

وخلال كلمته، أكد الرئيس الروسي أن موسكو لا تحمل "نوايا عدائية" تجاه أوروبا، وأنها مستعدة لبحث مخاوف الدول الأوروبية الأمنية في إطار تفاهمات متبادلة.

واعتبر بوتين أن القيادة الأوكرانية الحالية "لا يمكن الوثوق بها" لتوقيع أي وثائق ملزمة، معتبراً أنها ارتكبت "خطأً استراتيجياً" بسبب مخاوفها من الانتخابات الرئاسية.

وأشار إلى أن وقف القتال يبقى مرهوناً بقرار أوكرانيا الانسحاب الكامل من مناطق دونباس، مؤكداً أن روسيا "ستحقق أهدافها عسكرياً إذا لم يتحقق ذلك سياسياً".

Related الاتحاد الأوروبي يحدد العناصر الرئيسية للتكتل من أجل سلام دائم في أوكرانيا تقارير عن قبول أوكرانيا بوقف الحرب والبيت الأبيض: القضايا العالقة قابلة للحل.. هل حانت لحظة القرار؟"Europe Today": برنامج يورونيوز الجديد يناقش الخطة الأوروبية المضادة لمقترح ترامب حول أوكرانيا خطة ترامب للسلام

قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الثلاثاء، إن مبعوثه الخاص ستيف ويتكوف سيتوجّه إلى موسكو الأسبوع المقبل للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وقد يرافقه صهره جاريد كوشنر.

وأوضح خلال حديثه للصحفيين على متن طائرة الرئاسة أثناء توجهه إلى فلوريدا: "أودّ أن أرى الحرب تنتهي، ولن نعرف ذلك قريبًا، لكننا نُحرز تقدماً".

وكان الرئيس الأميركي قد حدّد سابقًا يوم الخميس مهلة نهائية للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لقبول خطة السلام المقترحة، لكنه تراجع عن ذلك لاحقًا. وردًا على سؤال حول إمكانية تحديد موعد جديد، قال: "أتعرِفون ما هي المهلة بالنسبة لي؟ عندما تنتهي".

في المقابل، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن موسكو قد ترفض الخطة الأميركية المعدّلة إذا كانت شروطها "مختلفة جوهريًا" عن التفاهم الذي جرى التوصل إليه خلال قمة ترامب–بوتين في ألاسكا قبل أشهر.

تشكيك أوروبي بجدية موسكو

أوروبياً، لا يزال التشكيك قائمًا بشأن نوايا روسيا، إذ قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، خلال اجتماع افتراضي لـ"تحالف الراغبين"، قبل أيام إن موسكو "تفتقر بوضوح إلى الإرادة لوقف إطلاق النار"، داعيًا إلى مواصلة الضغط عليها.

وأضاف ماكرون: "الشرط المطلق لتحقيق سلام جيد هو وجود ضمانات أمنية قوية جدًا، وليست مجرد وعود على الورق. لقد نالت أوكرانيا نصيبها من الوعود التي انهارت أمام الاعتداءات الروسية المتكررة، ولذلك فإن الضمانات الصلبة ضرورة".

وشارك في الاجتماع، إلى جانب زيلينسكي ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، وذلك للمرة الأولى.

رئيس أركان الدفاع الفرنسي الجنرال فابيان ماندون (يسار) والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (ثاني من اليسار) يحضران مؤتمرا بالفيديو لـ"تحالف الراغبين" بشأن أوكرانيا في قصر الإليزيه POOL/Copyright 2025 The AP. All rights reserved

وفي ختام الاجتماع، قال مكتب ستارمر في بيان إن الحاضرين رحّبوا بجهود ترامب "لإنهاء الحرب، وأكدوا أن أي حل يجب أن يشمل أوكرانيا بالكامل، ويحفظ سيادتها، ويتوافق مع ميثاق الأمم المتحدة، ويضمن أمنها على المدى الطويل".

بدوره قال عضو البرلمان الأوروبي من إستونيا، ريهو تيراس (حزب الشعب الأوروبي)، في تصريحات لبرنامج "أوروبا اليوم" الصباحي عبر قناة "يورونيوز" في ستراسبورغ: "الأميركيون يصدقون كل ما يقوله بوتين".

ووصف تيراس خطة السلام المكونة من 28 نقطة التي تروّج لها الإدارة الأميركية بأنها "خطة روسية تهدف إلى إجبار أوكرانيا على الاستسلام"، معتبراً أن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، "على وشك منح بوتين كل شيء خلال أسبوع واحد فقط".

وأضاف: "أنا مندهش للغاية من أن دونالد ترامب يعمل كصبي مأمور لخطة بوتين الاستسلامية".

وفي يوم الأربعاء، حذرت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، من ستراسبورغ، من أن "قواعد اللعبة الروسية للعدوان لم تتغير"، مشيرة إلى أن أوكرانيا قد تكون مجرد البداية.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة

المصدر: euronews

كلمات دلالية: إسرائيل دونالد ترامب لبنان الصحة الصين سفر إسرائيل دونالد ترامب لبنان الصحة الصين سفر فولوديمير زيلينسكي الغزو الروسي لأوكرانيا فلاديمير بوتين إسرائيل دونالد ترامب لبنان الصحة الصين سفر سياحة اشتباكات دراسة بحث علمي حركة حماس سوريا الرئیس الروسی خطة السلام أن موسکو إلى أن

إقرأ أيضاً:

بوتين في قيرغيزستان.. ترامب يرسل مبعوثه إلى موسكو

صرّح الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بأن أوكرانيا يجب أن تتوصل إلى اتفاق مع روسيا لحل النزاع المستمر، مشيراً إلى أن “روسيا تتفوق على أوكرانيا من حيث العدد والحجم العسكري”.

وأضاف في تصريح صحفي يوم الأربعاء: “قد تستمر هذه الحرب لسنوات، روسيا لديها عدد أكبر بكثير من الناس والجنود. أعتقد أن التوصل إلى اتفاق مع أوكرانيا أمر جيد، وبصراحة مفيد للطرفين، لأن أوكرانيا مجموعة سكانية أصغر بكثير”.

وأشار ترامب إلى أن التنازلات التي قد تقدمها موسكو قد تشمل وقف إطلاق النار ووقف أي تقدم عسكري إضافي، مؤكداً إحراز تقدم في المفاوضات بشأن تسوية الأزمة الأوكرانية، لكنه أوضح أنه “لا يوجد موعد نهائي محدد” للتوصل إلى الاتفاق، متوقعًا أن “تقبل كييف الاتفاق قريبًا”.

وفي خطوة عملية ضمن جهود التسوية، أعلن ترامب أنه سيوفد مبعوثه الخاص، ستيف ويتكوف، للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو، بمشاركة صهره جاريد كوشنر، مؤكدًا أن “هناك بضع نقاط خلاف متبقية فقط”.

وأضاف: “آمل أن أعقد لقاء قريب مع بوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عند إبرام الاتفاق أو بلوغ المراحل النهائية من المفاوضات، الأمر ليس سهلاً، لكن أعتقد أننا قريبون جداً من التوصل إلى اتفاق”.

كما أكد ترامب أن الصراع “يسير في اتجاه واحد”، وأن “بعض الأراضي قد تصبح روسية في نهاية المطاف”، مشيرًا إلى أن المناقشات الحدودية بين أوكرانيا وروسيا عملية معقدة.

وقال للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية: “الوضع يسير في اتجاه واحد. لذا، في النهاية، قد تحصل روسيا على هذه الأراضي خلال الشهرين المقبلين على أي حال، إنهم يتحدثون عن تقاسم الأراضي في كلا الاتجاهين ومحاولة تطهير الحدود، إنها عملية معقدة، هل تريدون القتال وخسارة 50-60 ألف شخص آخرين، أم تريدون فعل شيء الآن؟”

وأوضح ترامب أن روسيا “تقدم بالفعل تنازلات”، وقال: “تنازلهم الكبير هو أن يتوقفوا عن القتال، وأن لا يستولوا على أي أراضٍ أخرى”.

وفي سياق الخطة الأمريكية، ذكرت مصادر مطلعة أن النسخة المختصرة من خطة التسوية لا تتضمن مسألة التنازلات الإقليمية من جانب كييف، وفق ما نقلت صحيفة “بوليتيكو”.

في السياق، وقّع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وثيقة رسمية بعنوان “استراتيجية سياسة روسيا الوطنية حتى 2036″، تهدف إلى “ترسيخ اللغة والهوية الروسية” في أجزاء من أوكرانيا ضمتها موسكو منذ بدء الغزو في فبراير 2022.

وتدعو الوثيقة، التي ستدخل حيز التنفيذ في يناير، إلى “اتخاذ تدابير لضمان أن يكون 95 بالمئة من سكان أوكرانيا روسًا بحلول 2036″، وتعزيز الهوية المدنية الروسية، وترسيخ استخدام اللغة الروسية، والعمل ضد جهود الدول الأجنبية التي تسعى لزعزعة الوحدة بين الأعراق والطوائف.

وجاء في الوثيقة أن تأمين السيطرة على المناطق الشرقية من أوكرانيا “هيأ الظروف لاستعادة وحدة الأراضي التاريخية للدولة الروسية”.

وتعتبر روسيا الدفاع عن الناطقين بالروسية وإعادة توحيد المناطق التي تعتبرها تابعة لها تاريخياً جزءاً من “العملية العسكرية الخاصة” في أوكرانيا.

إلى ذلك، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن “تحالف الراغبين” سيشكل مجموعة عمل بقيادة فرنسا وبريطانيا لوضع قائمة الضمانات الأمنية لأوكرانيا، بمشاركة الولايات المتحدة وبدعم من تركيا التي تلعب دوراً محورياً في المجال البحري.

وقال ماكرون عقب محادثات التحالف: “قررنا أن ننشئ مجموعة العمل ابتداءً من الغد بقيادة فرنسا وبريطانيا وبالتعاون الوثيق مع تركيا، ولأول مرة بمشاركة الولايات المتحدة”.

وأضاف أن الأيام المقبلة ستشهد مناقشة مساهمة كل طرف بالتفصيل، ووضع اللمسات الأخيرة على الضمانات الأمنية.

وأكد الرئيس الفرنسي أن “الشرط الرئيسي للسلام الجيد هو وجود مجموعة من ضمانات الأمن الموثوقة والمتينة حقاً، لا وعود على الورق”، مشيراً إلى أن الهدف الأساسي لتحالف الدول الداعمة هو تحقيق ضمانات أمنية قوية وملموسة لأوكرانيا.

بوتين يجري محادثات مع نظيره القيرغيزي جباروف لتعزيز التعاون الاقتصادي والأمني

وصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، صباح الأربعاء، إلى بيشكيك عاصمة قيرغيزستان، في زيارة رسمية تستمر يومين، حيث التقى نظيره القيرغيزي صدر جباروف لإجراء محادثات مشتركة حول تعزيز التعاون بين البلدين.

وأكد بوتين أن العلاقات الروسية–القيرغيزية “تتطور بنجاح بروح معاهدة الصداقة والتعاون”، مشيراً إلى أن روسيا تتابع عن كثب زيادة حجم التبادل التجاري مع قيرغيزستان، والذي وصل إلى مستويات قياسية العام الماضي، إضافة إلى ارتفاع الاستثمارات الروسية في الجمهورية إلى نحو ملياري دولار.

كما أشاد بوتين بدور القاعدة العسكرية الروسية المشتركة في قيرغيزستان في ضمان الاستقرار الإقليمي، مؤكداً أهمية التعاون الأمني المشترك، والتنسيق في المنظمات الدولية، وكذلك تطوير التعاون في مجال الطاقة النووية السلمية.

وأشار الرئيس الروسي إلى المشاريع التعليمية المشتركة، بما في ذلك بناء 9 مدارس ثانوية تعتمد اللغة الروسية لغةً للتدريس، على أن تُفتتح الثلاث الأولى في سبتمبر 2027، مشدداً على أن موسكو تعتبر قرغيزستان بقيادة جباروف شريكاً موثوقاً.

وتم خلال الزيارة الاتفاق على بيان مشترك يحدد المهام الرئيسية لتعزيز التعاون بين روسيا وقيرغيزستان، كما دعا بوتين الرئيس جباروف لحضور اللقاء غير الرسمي لقادة رابطة الدول المستقلة في سان بطرسبرغ، المقرر في ديسمبر المقبل.

ويضم الوفد الروسي المرافق بوتين كبار المسؤولين، من بينهم المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، ومساعد الرئيس يوري أوشاكوف، ونائب رئيس ديوان الرئاسة مكسيم أوريشكين، والرئيس التنفيذي لشركة “روساتوم” أليكسي ليخاتشوف.

مقالات مشابهة

  • بوتين: روسيا ستوقف القتال إذا انسحبت أوكرانيا من أراضٍ نطالب
  • ماكرون سيطلب من شي الضغط على موسكو لوقف إطلاق النار في أوكرانيا
  • بوتين: مسودة خطة سلام أوكرانيا قد تشكل أساسا لاتفاق
  • بوتين: سنوقف القتال إذا انسحبت أوكرانيا من دونباس
  • بوتين: روسيا ستوقف القتال إذا انسحبت أوكرانيا من أراض تطالب بها موسكو
  • بوتين يُعلّق على خطة ترامب بشأن أوكرانيا ويوضح الموعد المتوقع لوصول وفد أمريكي إلى موسكو
  • بوتين في قيرغيزستان.. ترامب يرسل مبعوثه إلى موسكو
  • ترامب: وجهت مبعوثي ستيف ويتكوف للقاء الرئيس بوتين في موسكو وهناك تقدم هائل لتحقيق السلام
  • عاجل. ترامب يعلن أن مبعوثه ويتكوف سيلتقي بوتين في موسكو للبحث في حرب أوكرانيا