المشاش.. ملتقى تراثي وسياحي بمقشن يُجسّد حياة البادية ويدعم السياحة الصحراوية
تاريخ النشر: 28th, November 2025 GMT
مقشن ــ عادل بن سعيد اليافعي
عاشت نيابة "المشاش" بولاية مُقشن بمحافظة ظفار فعاليات ملتقى "المشاش التراثي والسياحي"، والذي يعد حدثًا يُنتظر أن يعزّز حضور المقومات الطبيعية والثقافية لمناطق البادية والربع الخالي، ويضيف قيمة نوعية للموسم السياحي في المحافظة.
وتضمن الملتقى برنامجًا حافلًا بالأنشطة، من أبرزها انطلاق قافلة "اكتشف المشاش"، التي تأخذ الزوار في جولة تعريفية بين الكثبان الرملية والمواقع الطبيعية التي تشتهر بها المنطقة، كما تشهد ساحة الفعاليات عروضًا تراثية تُجسّد حياة البادية، إضافة إلى معرض للحرف التقليدية يعرض إبداعات الحرفيين المحليين ومنتجاتهم المرتبطة بالبيئة الصحراوية.
حظي الملتقى بدعم وإشراف عدد من الجهات الرسمية، بما يعكس التوجه نحو تعزيز السياحة في المناطق الصحراوية وتهيئة البنية الأساسية لفتح آفاق اقتصادية جديدة أمام المجتمع المحلي. ويأتي اختيار نيابة "المشاش" تحديدًا لما تمتاز به من مقومات طبيعية وحضارية تضعها في قلب خارطة السياحة الصحراوية بسلطنة عُمان.
وأكد محمد بن عامر بن الشاوي جداد نائب والي مقشن بنيابة "المشاش"، أن تنظيم هذا الملتقى يتزامن مع احتفالات البلاد باليوم الوطني، رافعًا أسمى التهاني للمقام السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق ــ حفظه الله ورعاه ــ وللشعب العُماني كافة. وأوضح نائب والي مقشن أن مناطق الرمال والربع الخالي شهدتا اهتمامًا متواصلًا من جلالة السلطان والحكومة من خلال إنشاء الطرق وربط النيابات وتنفيذ مشاريع تطويرية مستمرة، مشيرًا إلى أن الأوامر السامية بإنشاء وحدات سكنية في هذه المناطق أسهمت في تعزيز الاستقرار وبثّ روح التفاؤل بين الأهالي.
وأشار إلى وجود حراك تنموي كبير ينعكس إيجابًا على المواطنين وأصحاب الأنشطة التجارية والمشاريع القائمة، ويعزز نشر ثقافة السياحة الصحراوية، مؤكدًا أن ملتقى "المشاش" حظي باهتمام من مكتب محافظ ظفار ودعم من وزارة التراث والسياحة وبلدية ظفار عبر تنفيذ العديد من البرامج والفعاليات الشبابية والتراثية وإقامة الأمسيات الشعرية.
وأضاف نائب الوالي أن البرنامج المخصص لاستقبال الزوار هذا العام سيكون متكاملًا، مع تنظيم فعاليات إضافية في وادي المشاش بحضور المهندس سعيد تبوك مدير عام النقل بمحافظة ظفار، مؤكدًا أن تعاون الجهات الحكومية والشركات الراعية أسهم في تهيئة الظروف لإنجاح الملتقى.
من جانبه أعرب مروان بن عبدالحكيم الغساني مدير الترويج السياحي بالمديرية في ظفار عن تقديره للجهود المبذولة من مختلف الجهات الحكومية والخاصة في دعم ومساندة إقامة مثل هذه الفعاليات التي تهدف إلى دعم المجتمع المحلي وتعزيز الجوانب التنموية، وتسهم بدورها في تسليط الضوء على ما تزخر به ولاية مقشن عمومًا ونيابة المشاش بشكل خاص من مقومات تراثية وسياحية مميزة، وإبراز جمال الطبيعة والفنون والحرف التقليدية والتراثية. كما أكد الغساني أن الوزارة توظف تنظيم هذه الفعاليات، وخاصة التي تتزامن مع فترة الإجازات، لتوجيه الحركة السياحية إليها، مما ينعكس بشكل مباشر على تحقيق العديد من الأهداف المرجوة منها المردود
المالي والاقتصادي على المستوى
المحلي.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
ملتقى جلوب البيئي بمسندم ينمي وعي الطلبة بالبحث العلمي والاستدامة البيئية
شهدت المديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة مسندم الملتقى السابع لبرنامج جلوب البيئي بمشاركة مجموعة من مدارس المحافظة وبحضور عدد من المشرفين والمعلمين والطلبة المهتمين بمجالات البيئة والعلوم، ويأتي ذلك في إطار حرص وزارة التربية والتعليم على تعزيز الوعي البيئي وترسيخ مفاهيم البحث العلمي لدى الطلبة. وجاء تنظيم الملتقى تأكيدًا على أهمية برنامج جلوب البيئي (GLOBE) الذي يعد أحد البرامج الدولية الرائدة في مجال التعليم البيئي القائم على البحث العلمي والملاحظة الميدانية، ويهدف إلى تنمية مهارات الطلبة في جمع البيانات وتحليلها وربطها بالظواهر البيئية المحلية والعالمية، كما يسهم البرنامج في تعزيز التفكير العلمي والابتكار ويغرس في نفوس الطلبة قيم المسؤولية تجاه البيئة والمحافظة على مواردها.
وأكدت الدكتورة عذاري بنت مسعود الشحية المشرفة العامة للبرنامج بمحافظة مسندم أن البرنامج يمثل منصة تعليمية عالمية تتيح لطلبة المدارس التواصل مع طلبة من مختلف دول العالم من خلال الأبحاث البيئية المشتركة، مشيرة إلى أن الملتقى السابع يُعد تتويجًا لجهود المدارس المشاركة في تنفيذ الأنشطة الميدانية والتجارب العلمية خلال العام الدراسي، وأضافت: نسعى من خلال هذا البرنامج إلى بناء جيل واعٍ بيئيًا يمتلك مهارات البحث والتحليل ويكون شريكًا فاعلًا في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
من جانبه أوضح مصطفى أبو طالب المشرف على البرنامج (طلبة) أن المشاركة في البرنامج ساعدت الطلبة على ربط المناهج الدراسية بالواقع العملي من خلال الملحوظات البيئية والتجارب الميدانية، مما عزز لديهم مهارات التفكير النقدي والعمل الجماعي، مضيفًا: لاحظنا تطورًا كبيرًا في قدرات الطلبة على طرح الفرضيات وتحليل البيانات البيئية، وهو ما يعكس الأثر الإيجابي للبرنامج على العملية التعليمية.
أما فاطمة بنت علي الشحية المشرفة على البرنامج (طالبات) فقد أشادت بجهود الطالبات في إعداد مشروعات بحثية متميزة تناولت قضايا بيئية محلية مثل جودة المياه ونوعية التربة، وأضافت أن البرنامج منح الطالبات فرصة لاكتشاف قدراتهن البحثية وأكسبهن الثقة في عرض نتائج أعمالهن العلمية أمام زميلاتهن.
وفي حديثه عن تجربته، قال الطالب محمد بن صهيب الشحي: إن مشاركته في البرنامج كانت تجربة تعليمية فريدة مكنته من فهم العلاقة بين الإنسان والبيئة بشكل أعمق، مضيفًا: تعلمنا كيف نجمع البيانات ونقارنها مع المناطق الأخرى حول العالم مما جعلنا ندرك أهمية المحافظة على بيئتنا المحلية. وأشار زميله محمد بن حمد الشحي إلى أن العمل الميداني ضمن البرنامج جعله أكثر وعيًا بالتغيرات المناخية وتأثيرها على الحياة اليومية، مؤكدًا أن المشاركة في مثل هذه البرامج تنمّي روح المسؤولية والانتماء الوطني.
أما الطالبة خواطر بنت محمد الظهورية فقد عبّرت عن فخرها بالمشاركة قائلة: شعرت بأننا جزء من مجتمع علمي عالمي يعمل من أجل كوكب الأرض، وهذا ألهمني للتفكير في مستقبل دراسي مرتبط بالعلوم البيئية. فيما أوضحت الطالبة ميار بنت علي الشحية أن البرنامج ساعدها على تطوير مهاراتها في البحث والعرض العلمي، مشيرة إلى أن الأنشطة الميدانية جعلت التعلم أكثر متعة وتفاعلًا.
وفي ختام الملتقى تم استعراض مجموعة من المشروعات البيئية المتميزة التي نفذها الطلبة وتكريم المدارس والمشاركين المتميزين في البرنامج.
الجدير بالذكر أن الملتقى السابع لبرنامج جلوب البيئي بمحافظة مسندم يأتي استمرارًا لمسيرة الإنجازات التي حققها البرنامج في دعم التعليم القائم على الاستقصاء والبحث وتعزيز دور الطلبة كشركاء فاعلين في حماية البيئة وتحقيق التنمية المستدامة في سلطنة عُمان.