ترامب مسؤول عن معاناة الأطفال.. بيل غيتس يكشف تداعيات إغلاق أكبر وكالة مساعدات في العالم
تاريخ النشر: 5th, December 2025 GMT
يشير تقرير "حراس الأهداف" إلى أن 4.8 مليون طفل دون سن الخامسة قد يلقون حتفهم هذا العام نتيجة نقص الوصول إلى الخدمات الصحية الأساسية، وهو أعلى رقم يُسجّل منذ سنوات طويلة.
انتقد بيل غيتس، الملياردير ومؤسس "مايكروسوفت"، قرار إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تفكيك الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID)، معتبراً أن الخطوة كانت "خطأ كارثياً" أدى إلى ارتفاع غير مسبوق في وفيات الأطفال حول العالم خلال العام الجاري.
ووفقاً لتقرير "حراس الأهداف" السنوي الصادر عن مؤسسة غيتس، والذي يرصد التقدم المحرز نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، من المتوقع أن يشهد العام الجاري وفاة نحو 200 ألف طفل إضافي تحت سن الخامسة مقارنة بعام 2024.
تخفيضات واسعة في المساعدات الصحية العالميةوأوضح التقرير أن الزيادة في وفيات الأطفال مرتبطة بشكل مباشر بتراجع المساعدات الصحية العالمية بنسبة 27% من قبل الدول المانحة والدول ذات الدخل المرتفع، وفي مقدمتها الولايات المتحدة.
وكانت إدارة ترامب قد أغلقت هذا العام مكاتب الوكالة الأميركية للتنمية الدولية في إطار خطة شاملة لخفض القوى العاملة الحكومية، ما أدى إلى تعطيل مئات البرامج الإنسانية والتنموية حول العالم.
غيتس، الذي حذّر منذ شهور من تداعيات هذه التخفيضات، قال في تصريح لصحيفة وول ستريت جورنال إن العواقب كانت متوقعة، مضيفاً: "الآثار المدمرة لهذه التخفيضات يمكن تجنبها بالكامل، ولم يفت الأوان بعد لعكسها".
وأشار إلى أن تعويض النقص في التمويل قد يستغرق سنوات، مضيفاً: "نحن مقبلون على خمس سنوات صعبة للغاية، وفي أفضل الحالات سنتمكن فقط من تثبيت معدلات الوفيات عند مستوياتها الحالية".
وفي تعليق مضاد، قال متحدث باسم البيت الأبيض إن إدارة ترامب تعمل على ضمان أن تكون البرامج الممولة من أموال دافعي الضرائب متماشية مع المصالح الأميركية، مؤكداً أن "الدول الشريكة ترغب بأن تصبح قادرة على الاعتماد على نفسها في تلبية احتياجات شعوبها".
Related روسيا وبيلاروس ترحّبان بإغلاق الوكالة الأمريكية للتنمية وسط مخاوف الجماعات الحقوقيةهل مولت الوكالة الأمريكية للتنمية لقب "شخصية العام" لزيلينسكي؟حكم قضائي يوقف خطة ترامب لإجازة 2,200 موظف في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية 4.8 مليون طفل مهددون بالوفاة هذا العاميشير تقرير "حراس الأهداف" إلى أن 4.8 مليون طفل دون سن الخامسة قد يلقون حتفهم هذا العام نتيجة نقص الوصول إلى الخدمات الصحية الأساسية، وهو أعلى رقم يُسجّل منذ سنوات طويلة.
وكان الرئيس ترامب قد أصدر فور توليه منصبه في يناير الماضي أمراً تنفيذياً بتجميد جميع المساعدات الخارجية لمدة 90 يوماً، أعقبته إجراءات تدريجية لإغلاق الوكالة الأميركية للتنمية الدولية.
وشملت هذه الإجراءات تسريح آلاف الموظفين، وإلغاء 80% من برامج الوكالة، وإغلاق موقعها الإلكتروني، إلى أن تم دمجها بالكامل ضمن وزارة الخارجية.
وتُعد USAID أكبر وكالة للمساعدات الخارجية في العالم، وقد لعبت منذ تأسيسها عام 1961 دوراً محورياً في دعم الدول النامية وتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الحرب في أوكرانيا إسرائيل دونالد ترامب تكنولوجيا حزب الله الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الحرب في أوكرانيا إسرائيل دونالد ترامب تكنولوجيا حزب الله بيل غيتس دونالد ترامب المساعدات الإنسانية ـ إغاثة أطفال الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الحرب في أوكرانيا إسرائيل دونالد ترامب تكنولوجيا حزب الله إسبانيا روسيا فلاديمير بوتين الهند لبنان سوريا للتنمیة الدولیة هذا العام إلى أن
إقرأ أيضاً:
حياة آلاف الأطفال في غزة مهددة بالخطر وسط معاناة من الجوع والمرض
مع دخول فصل الشتاء، أطلقت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) تحذيرات متصاعدة بشأن الوضعين الغذائي والصحي للأطفال في قطاع غزة، مشيرة إلى أن نحو 9,300 طفل دون الخامسة يعانون من سوء تغذية حاد حتى شهر أكتوبر الماضي. وبينما يشتد البرد وتتساقط الأمطار، يتفاقم الخطر على حياة آلاف الأطفال الذين يعيشون في مخيمات مكتظّة أو داخل بيوت مدمّرة تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة.
في جولة ميدانية داخل عدة مناطق بالقطاع، تبدو المأساة أكبر بكثير مما تصفه الأرقام. شهادات الأهالي تكشف عمق الألم والعجز، وتوضح كيف تحوّل الشتاء إلى "عدوّ إضافي" يهاجم أجساد الأطفال الضعيفة.
شتاء بلا مأوى ولا بطانيات جافة
في مدينة حمد بمواصي خانيونس تجلس ختام شعبان (35 عامًا)، أمّ لخمسة أطفال، قرب خيمتها الممزّقة وهي تهدهد رضيعها إبراهيم، الذي وُلد خلال الحرب ويعاني التهابًا رئويًا. تقول: "غرقت الخيمة بالكامل ونحن نيام، أطفالي كانوا يرتجفون طوال الليل، ولا نملك بطانية جافة. قال الطبيب إن إبراهيم يحتاج إلى تدفئة وعلاج، لكن المستشفى لا يملك شيئًا، زوجي ما زال معتقلًا لدى سجون الاحتلال، منذ بداية الحرب وانا اصارع برفقة أولادي من اجل البقاء” وفي المخيم ذاته، تقف تساهيل علام (32 عامًا) تحمل طفلها (عام ونصف) في طابور طويل أمام نقطة طبية: "فقد ابني وزنه بشكل مخيف. بطنه منتفخ وضلوعه بارزة. جئت مرات كثيرة، لكن الحليب العلاجي غير متوفر. أشعر أنني أراقبه يذبل أمامي".
جوعٌ يفتك بالأطفال وأمهات يبحثن عن لقمة
تصف أم محمد الهنداوي (37 عامًا) واقعها في مخيم عشوائي بدير البلح: "نطبخ على الحطب، المساعدات الإنسانية شحيحه جدًا، طفلتي تبكي من الجوع ثم تنام من التعب. المستشفى أخبرنا أنها تعاني سوء تغذية حاد لكن العلاج غير موجود. البرد قارس ليلًا، والأطفال بحاجة إلى عناية كبيرة"، ويضيف زوجها وهو يمسك بعلبة حليب شبه فارغة: "هذه آخر علبة منذ أسبوعين. نخفف الحليب بالماء رغم خطورته. الطفلة ضعيفة لدرجة أنها لا تستطيع رفع رأسها". وتبيّن أم محمد أن سوء التغذية تسبب في تأخر نمو ابنتها: "كان ينبغي أن تمشي منذ أشهر لكنها لا تستطيع الوقوف. قال الطبيب إن نقص الغذاء أوقف نموها. أسعار البيض واللحوم مرتفعة ولا نملك شراءها”.
أمراض تتفشّى ومستشفيات عاجزة
في غرفة صفّية مدمّرة تحوّلت إلى مأوى في شمال غزة، يقول أحمد حامد (41 عامًا) والد أربعة أطفال: "الرطوبة خانقة والمطر يتسرب من السقف. أصيب أطفالي بإسهال وحمى. قال الأطباء إن ضعف المناعة بسبب قلة الطعام. أعطونا دواء واحدًا نتشاركه جميعًا”. وتضيف زوجته: "ليلًا يصبح البرد كالسكاكين. ابني الأوسط يعاني ضيق تنفّس وسوء تغذية. أخاف أن يموت وهو نائم”. أرقام رسمية تكشف حجم الكارثة بحسب اليونيسف، أُدخل في مايو 2025 نحو 5,119 طفلًا (6 أشهر-5 سنوات) للعلاج من سوء التغذية في غزة، بينهم 636 طفلًا يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم.
ومنذ مطلع 2025 حتى نهاية مايو، بلغ عدد من أُدخلوا للعلاج 16,736 طفلًا بمعدل 112 طفلًا يوميًا. كما حذّرت اليونيسف وبرنامج الأغذية العالمي من أن نحو 71 ألف طفل وأكثر من 17 ألف أم بحاجة إلى علاج عاجل، فيما يقدَّر أن أكثر من 320 ألف طفل دون الخامسة باتوا معرّضين لخطر سوء التغذية الحاد.
الأونروا: الوضع الإنساني في غزة ما زال مأساويًا
رغم وقف إطلاق النار، ما زال الوضع الإنساني في قطاع غزة مأساويًا، وفقًا للأونروا، التي أشارت إلى أن دخول الموظفين الدوليين والمساعدات ما زال محظورًا من قبل السلطات الإسرائيلية، بينما تُركت نحو 6 آلاف شاحنة غذائية متكدسة عند المعابر. وتعتمد أكثر من 90% من الأسر في القطاع على المساعدات، ويكتفي كثيرون بوجبة واحدة يوميًا، في وقت يدخل القطاع نحو 170 شاحنة فقط يوميًا، أي أقل بكثير من الحاجة الفعلية. فيما تستقبل العيادات يوميًا 15 ألف مريض، وسط ارتفاع معدلات سوء التغذية لتصل إلى 90%.
الشتاء تهديد إضافي يرفع مخاطر الوفاة تؤكد اليونيسف أن الشتاء يزيد انتشار الإسهال والالتهابات التنفسية، وهي أمراض قاتلة للأطفال المصابين بسوء التغذية، مع العجز شبه الكامل للمستشفيات عن توفير العلاج.
مع استمرار الظروف الراهنة، تتعاظم الكارثة يومًا بعد يوم. كل وجبة مفقودة وكل ليلة باردة تترك أثرًا لا يُمحى في حياة الأطفال. في غزة، يقف الأطفال - الأكثر هشاشة - في خط المواجهة الأول أمام الجوع والبرد والمرض، فيما يحاصرهم نقص الغذاء وانهيار النظام الصحي وانقطاع سبل العلاج.