دخل لبنان مرحلة انتظار عودة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان بعدما إكتملت ردود النواب الراغبين بالرد على سؤاليه حول مواصفات رئيس الجمهورية والبرنامج الاصلاحي الممكن تنفيذه، وقد باتت معروفة الكتل التي ارسلت الردود وتلك الرافضة او التي تعاملت بسلبية مع الرسالة الفرنسية ومع مبادرة رئيس المجلس نبيه بري الحوارية التي اطلقها في مناسبة تغييب الامام موسى الصدر ورفيقيه.

وقد كان آخر تأكيد من الرافضين امس موقف رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، الذي شن حملة عنيفة على محور الممانعة وحزب الله تحديداً مؤكداّ استمرار المعارة عل مواقفها، ومنتقدا المبادرة الفرنسية التي وصف مسعاها للحوار بأنه صفقة.
وكان البارز امس قول البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي في قداس الاحد : «ان الحوار المدعوّون إليه نوّاب الأمّة، إذا حصل برغم التجاذبات بين القبول والرفض، إنّما يقتضي أوّلًا المجيء إليه بدون أحكام مسبقة وإرادة فرض أفكارهم ومشاريعهم ووجهة نظرهم من دون أي إعتبار للآخرين؛ ويقتضي ثانياً روح التجرّد من المصالح الشخصيّة والفئويّة، ويقتضي ثالثاً اعتماد الدستور واعتباره الطريق الوحيد الواجب سلوكه؛ ويقتضي رابعاً الصراحة والإقرار بالأخطاء الشخصيّة والبحث عن الحقيقة الموضوعيّة التي تحرّر وتوحّد. إلى عناية الله وأنوار روحه القدّوس نكل مسيرة وطننا وشعبنا، راجين الوصول إلى ميناء الأمان.
ودعا رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل الى مواجهة حزب الله بكل الوسائل السلمية، عبر المؤسسات وغيرها من سياسية وشعبية.
وكتبت" النهار": قد يصح وصف الخطاب الناري الذي القاه جعجع في ذكرى "شهداء المقاومة اللبنانية" في معراب انه الخطاب الأشد تصعيدا ضد حزب الله و"فريق الممانعة" منذ حقبة 14 اذار وهو الامر الذي لخصه بوصف هذا الفريق بانه "فريق اجرامي بامتياز". واعلن تبعا لذلك ان "حوارهم هو حوار مجرمين". وضع جعجع حدا حاسما لا جدل فيه مناهضا بقوة لدعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري الى الحوار من دون ان يوفر اطلاق الرسائل في اتجاهات مختلفة، سواء في غمزه من قناة "المستقلين المحايدين" او في انتقاده الحاد لفرنسا او في حضه القوي للمعارضة على التماسك والتوسع والصمود في مواجهة "الفريق الاجرامي" الذي استحضر في اتهامه بالاغتيالات كل جرائم الاغتيالات متوقفا مرات عند اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ليخاطب "حزب الله" مباشرة قائلا "لن تاكلنا بالحوار" .
والواقع ان خطاب جعجع لم يكن مفاجئا في رفع سقف الموقف "القواتي" تحديدا والمعارض عموما من الحوار، ولكن منسوب التصعيد ضد "فريق الممانعة" و"حزب الله" على وجه الخصوص في ملف الاغتيالات تجاوز التقديرات الاستباقية انطلاقا من جريمة مقتل الياس الحصروني في عين ابل الذي شكل محورا أساسيا في المضمون السياسي الاعم لهجوم جعجع وربطه ما بين الاغتيالات والضغوط والممارسات السياسية لهذا الفريق، بحيث يتوقع ان يستتبع خطابه هذا تصلب أوسع لدى القوى المعارضة عشية عودة الموفد الفرنسي جان ايف لودريان الى بيروت المتوقعة في 11 أيلول الحالي. وبذلك ستتجه الأمور نحو اتساع الانقسام على نحو اكبر واعمق من السابق بحيث ستلاقي مهمة لودريان كما دعوة بري المصير إياه .
وسبق خطاب جعجع موقف للبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي اثار جدلا اذ بدا موقفا مرنا ومشجعا ضمنا من الحوار الذي كان اعتبر سابقا انه يتمثل بالتصويت والانتخاب، ولو انه شدد في موقفه المحدث على حوار بلا شروط والتزام ثابت بالدستور.
ولم تلاق المعارضة بايجابية موقف الراعي الجديد. وقالت مصادرها لـ «الديار»: «بغض النظر عن موقف بكركي الذي نرفض تحميله اكثر مما يحتمل، ما دام البطريرك اصر على تطبيق بنود الدستور، موقفنا ثابت وجازم وهو رفض الجلوس مع حزب الله حول طاولة واحدة لمحاولة اقناعنا بمرشحه، ونحن ماضون في المواجهة حتى الرمق الاخير». وكان جعجع ردد في خطابه امس اكثر من مرة عبارة «عبعبدا ما بفوتوا».
وكتبت" نداء الوطن": «عا بعبدا ما بيفوتوا»، هذه العبارة كررها رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع مراراً في الكلمة التي ألقاها أمس في قداس «ذكرى شهداء المقاومة اللبنانية» في معراب. والدلالة المباشرة لهذه العبارة، هي أن طريق الاستحقاق الرئاسي لن يكون سالكاً أقله في أيلول الحالي حيث يصل قريباً الى لبنان الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان. وكتبت" اللواء": بين دعوة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الى تلبية دعوة الرئيس نبيه بري الى الحوار في المجلس النيابي، ومسارعة حزب «القوات اللبنانية» الى اعلان موقف تصعيدي، تدخل الساحة الداخلية، والمسيحية على وجه التحديد في مخاض جديد يكرّس الانقسام، وربما يمدّد الأزمة.
وذهب رئيس الحزب سمير جعجع الى تفضيل الفراغ لأشهر وسنوات، معلناً الاستعداد: «لتحمل الفراغ لأشهر وسنوات، إلا أننا غير مستعدين أبداً لتحمل فسادهم وسرقاتهم وسوء ادارتهم وسيطرة دويلتهم على دولتنا بالدرجة الثانية». مؤكدا: «لن نرضى الا برئيس يجسّد، ولو بحد مقبول قناعاتنا وتطلعاتنا، فيكون بقدر مهمة الإنقاذ التي يحتاجها البلد».
ولئن نأى التيار الوطني الحر عن الرد على اتهامات جعجع له بصفقات مع حزب الله، فإنه في الوقت نفسه لم يبدِ حماساً قوياً لمبادرة بري، بانتظار اسئلة لديه، تنتظر اجابات اما عبر الوسطاء او الاعلام.

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله ة التی

إقرأ أيضاً:

قائد أركان القسام يرد على رسالة الحوثيين.. موقف تاريخي (صورة)

نشرت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، اليوم السبت، رسالة موجهة من قائد أركانها إلى قيادة جماعة الحوثي اليمنية، تزامنا مع تواصل حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة منذ 21 شهرا.

وحملت الرسالة توقيع قائد هيئة أركان كتائب القسام دون ذكر اسمه، وكانت موجهة إلى رئيس هيئة الأركان العامة لقوات الحوثي اللواء الركن محمد عبد الكريم الغماري.

وقال قائد أركان "القسام": "ما يبعث الفخر في نفوسنا موقفكم البطولي العظيم الذي سيدونه التاريخ وتتناقله الأجيال بحروف من نور على صفحات المجد والفخار، ومن قبل التاريخ وبعده فإن الله لن يضيع جهادكم وإيمانكم وتضحياتكم، كيف لا وقد وقفتم شامخين كالجبال في مواجهة قوى الظلم والطغيان، ودفعتم ثمنا باهظا يليق بالكبار من أمثالكم، من أجل نصرة إخوانكم في غزة بالقول والفعل".




وأردف بقوله: "كنتم أبرز ساحة في الأمة تقدما في القتال والمواجهة والإسناد العسكري والتظاهر المليوني والصوت الصادح المبارك في كل ميادين النصرة والكرامة".

وتابع حديثه لـ"الغماري" قائلا: "لقد وصلتنا رسالتكم الكريمة المفعمة بالأخوة الصادقة والنخوة والشهامة العربية اليمانية المباركة، والتي جاءت في عيد الأضحى المبارك، وإن ما يجعل لكلماتكم عظيم الأثر والتقدير لدينا، أنها مشفوعة بالموقف الفعلية العظيمة، والبطولات الجهادية الفذة من إخوان الصدق في يمن الحكمة والإيمان".



وختم قائد أركان القسام رسالته: "تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال والطاعات والجهات والتضحيات والقربات.. ونسأل الله رفيع الدرجات لشهدائنا وشهدائكم والشفاء للمصابين، والحرية للأسرى والنصر لأمتنا وشعبنا.. وإلى لقاءٍ في ساحات المسجد الأقصى المبارك محررا مطهرا (..)".

وكانت جماعة الحوثي اليمنية ورئيس أركانها الغماري قد بعث برسالة إلى كتائب القسام، بمناسبة عيد الأضحى، وتضمنت تأكيدات باستمرار الدعم اليمني للمقاومة الفلسطينية ولمعركة "طوفان الأقصى".

وجاء في نص الرسالة: " في هذه الأيام المباركة من شهر ذي الحجة، ومع حلول عيد الأضحى المبارك، يطيب للقوات المسلحة اليمنية أن ترفع إليكم قيادة وجنودا، أسمى آيات التهاني والتبريكات، مقرونة بالفخر والاعتزاز، بصمودكم الأسطوري، وبطولاتكم الخالدة التي سطرتموها في ميادين المواجهة مع العدو الصهيوني الغاصب".

وتابعت: " إن ما يجترحه مجاهدو القسام من عمليات نوعية، وضربات موجعة، ومواقف إيمانية راسخة، هو موضع إعجاب وإلهام لكل الأحرار، وهو دليل لا يدحض على أن من توكل على الله، وثبت في ساحات الوغى، فإن النصر حليفه، ولو اجتمعت عليه قوى الأرض".

واستكملت الرسالة الحوثية: "نشد على أياديكم الطاهرة، ونؤكد لكم أن اليمن شعبا وجيشا وقيادة سيبقى حاضرا في ميدان المعركة مع فلسطين، قلبا وسلاحا، مواقفا ودعاء، حتى يتحقق الوعد وتعود الأرض لأهلها، وإن غزة التي صارت رمزا للعزة، لن تُكسر ما دام في هذه الأمة من يشبه القسام، رجالا صدقوا ما عاهدوا الله عليه، آمنوا بأن الجهاد فريضة، وبأن النصر وعد من الله لعباده المستضعفين الصادقين".

وجدد الحوثيون العهد في هذا العيد، وقالوا: "درب الجهاد هو دربنا ومصير العدو هو الهزيمة، وأن فلسطين في قلب صنعاء، كما أن القدس في عقيدتنا ومناهجنا وبوصلتنا".

وختموا رسالتهم قائلين: "أعاده الله عليكم وعلى شعبنا الفلسطيني بالحرية والنصر، وعلى الأمة الإسلامية بالعزة والوحدة، وعلى المقاومين في كل الساحات بالنصر والتمكين".

مقالات مشابهة

  • أحمد حسن يصدم جمهور الزمالك بشأن عبد الله السعيد
  • حزب الله صامد على موقفه...بري: الحل بالعودة إلى الحوار الأميركي - الإيراني
  • رئيس الحكومة اللبنانية يدين التفجير الإرهابي الذي استهدف كنيسة بدمشق
  • رئيس وزراء الهند يعرب عن قلقه من التصعيد الإيراني الإسرائيلي ويدعو للعودة إلى الحوار
  • جعجع: بيت القصيد أن تعود البترون قلعة الجبهة اللبنانية السيادية والاستقلال
  • موقف الرئيس بري يُعَّول عليه
  • رئيس لجنة الصحة بمجلس الشيوخ: موقف مصر ثابت برفض أي عدوان عسكري يهدد أمن واستقرار المنطقة
  • رئيس إيران يعلن موقف طهران من التفاوض بشأن برنامجها النووي
  • قائد أركان القسام يرد على رسالة الحوثيين.. موقف تاريخي (صورة)
  • رئيس الوزراء الباكستاني ووزير الخارجية الأمريكي يبحثان العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية