FT: خصوم ترامب يشعرون بخيبة أمل.. مشاكله القانونية جعلته بطلا مخالفا للعرف
تاريخ النشر: 4th, September 2023 GMT
يتناول مقال في صحيفة "فايننشال تايمز" للكاتبة جيميما كيلي محاكمة الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، أمام محكمة في ولاية جورجيا الأمريكية مؤخرا بتهمة التآمر لقلب نتائج الانتخابات الرئاسية لعام 2020، وما كان يأمله خصومه من أن ذلك قد يؤدي إلى تراجع شعبيته.
وعلى الرغم من أن ترامب أصبح أول رئيس أمريكي سابق يتم التقاط صورة شخصية له من قبل الشرطة، في تجربة قد يراها البعض مهينة ومذلة، ورغم توجيه أربع لوائح اتهام و91 تهمة جنائية، وقيامه بجولة قسرية في قاعات المحاكم في فترة تسبق الانتخابات الرئاسية المرتقبة، إلا أن خصومه حتما يشعرون الآن بدرجة ما من خيبة الأمل، حسب الكاتبة.
"صورة أيقونية"
وقالت كيلي: "منذ نشر صورة ترامب في سجن مقاطعة فولتون بولاية جورجيا - والتي تظهره وهو يتخذ وضعية بلطجي، ويقطب حاجبيه ويحدق عينيه بعناد نحو الكاميرا - فقد زاد تقدمه فقط".
ويتقدم ترامب الآن بأكثر من 50 نقطة عن أقرب منافسيه الجمهوريين، رون ديسانتيس، في بعض الاستطلاعات، وأظهر استطلاع للرأي أجرته مجلة "ذا إيكونوميست" وشركة "YouGov" للأبحاث هذا الأسبوع أنه سيفوز في جولة الإعادة بينه وبين جو بايدن، حسب كيلي.
وفي متوسط استطلاعات موقع RealClearPolitics""، لا يزال الرئيس الحالي متقدما، ولكن بأقل من نقطة مئوية.
وبعيدا عن العمل ضده، أصبحت صورة ترامب أيقونية على الفور كما قال إيلون ماسك على موقع "إكس" (تويتر سابقا) بل إن ترامب نفسه استخدم منصة ماسك لأول مرة منذ أن تم حظره في كانون الثاني/ يناير عام 2021 لمشاركة الصورة، إلى جانب رابط لموقعه على الإنترنت حيث يمكن لمؤيديه تقديم التبرعات.
"وقالت حملته إنها حققت أكثر من 9.4 مليون دولار منذ نشر الصورة، بما في ذلك 864 ألف دولار من بيع 24 ألف كوب قهوة مطبوع عليها الصورة، و1.7 مليون دولار من القمصان".
وترى الكاتبة أن كثيرين يشعرون بالقلق من أن كل مشاكل ترامب القانونية تحوله إلى "شهيد"، لكن الأمر ربما ليس كذلك لأن هذا يعني أن ترامب يتعرض للاضطهاد بسبب نوع ما من المعتقدات أو المبادئ الراسخة لديه، بينما هو لا يملك أيا منهما، باستثناء الإيمان بنفسه.
"ترامب هو البطل الأمريكي المخالف للعرف"
وتوضح الكاتبة أن هذا المصطلح يرتبط عادة بالشخصيات الخيالية، أو الشخص الذي يلعب الدور المركزي في القصة على الرغم من عدم امتلاكه لأي من الفضائل المرتبطة بالشخصية البطولية التقليدية.
وتوضح أن البطل في الرواية قد يرتكب أفعالا شريرة أو يتورط فيها، لكنه ليس شريرا خالصا.
"وعلى نحو مماثل، قد يكون ترامب كاذبا ومحتالا، ويظهر ازدراء للديمقراطية، وقد أُدين بتهمة الاعتداء الجنسي، لكنه لا يخلو من كل أنواع السمات التعويضية: الكاريزما، والجاذبية، والقدرة على التواصل، والقدرة الهائلة على التحمل، والقدرة على أن يكون شخصا مضحكا جدا من بين أمور أخرى".
وترى الكاتبة أن هناك نقطة قوة أخرى تلعب دورا كبيرا في جاذبية ترامب، وهي أنه لا يخشى أن يقول أشياء لن يقولها الآخرون.
وتساءلت: هل يستطيع أحد التغلب على بطل مخالف للعرف، وكيف؟ معتبرة أن عالمنا الحقيقي يعاني نقصا في الفضائل المرتبطة بالبطولة التقليدية مثل الشجاعة، والتواضع، والصدق، والثبات، و"هذا للأسف يجعل وضع ترامب - الذي يترسخ كبطل مخالف للعرف - يشكل تهديدا متزايدا".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية ترامب امريكا قضاء ترامب سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
إيلون ماسك يغادر البيت الأبيض.. ماذا أنجز خلال 129 يوما؟
بعد 129 يومًا على رأس وزارة "الكفاءة الحكومية" في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، طوى الملياردير إيلون ماسك، الخميس، صفحة مثيرة في العمل الحكومي، كانت حافلة بالتحركات الجذرية والتخفيضات القاسية، والجدل واسع النطاق.
وقدم ماسك، الذي تولى هذا المنصب المستحدث مطلع شباط / فبراير الماضي نفسه كقائد لحرب تقشف غير مسبوقة، معلنًا سعيه لتقليص الإنفاق الفيدرالي بمقدار 2 تريليون دولار، وتراجع الهدف لاحقًا، الهدف إلى 1 تريليون، ثم إلى 150 مليار دولار فقط.
وبحسب تصريحات رسمية للوزارة، نجحت حملة ماسك في تقليص الإنفاق بنحو 175 مليار دولار، عبر بيع أصول وإلغاء عقود وخفض أعداد الموظفين بواقع 260 ألفًا من أصل 2.3 مليون موظف فيدرالي.
لكنّ تحليلًا أجرته شبكةبي بي سي أظهر غيابًا للأدلة الدامغة على بعض إعلانات التوفير، كما رصد انتهاكات قانونية في عمليات التسريح، دفعت القضاء الفيدرالي للتدخل ووقف بعضها، خاصة في قطاعات حساسة كالأمن النووي، حيث تمّ تجميد فصل موظفين مختصين بالترسانة الأمريكية.
تراجع في النفوذ الأمريكي الخارجي
ولم تقتصر سياسات ماسك على الداخل، بل طالت وكالة "USAID" الأمريكية، حيث تم إلغاء أكثر من 80 بالمئة من برامجها، وتحويل ما تبقى إلى وزارة الخارجية، وأثرت قرارات على برامج إنسانية أساسية مثل مكافحة الجوع، والتعليم، والتطعيم في دول عدة بينها السودان، أفغانستان، والهند.
وبحسب تقرير البي بي سي اعتبر خبراء في الشأن الدولي أنّ هذه الخطوة تمثل تراجعًا في أدوات "القوة الناعمة" الأمريكية، وأنها تُضعف الدور التقليدي للولايات المتحدة في إدارة الأزمات العالمية.
تضارب مصالح ونظريات مؤامرة
ورغم الدعم العلني الذي تلقاه ماسك من ترامب، تعرّض الثنائي لانتقادات حادة بسبب تضارب المصالح، فشركات ماسك، وعلى رأسها "سبيس إكس" و"تسلا" و"ستارلينك"، ترتبط بعقود حكومية ضخمة، أبرزها عقد فضائي بقيمة 22 مليار دولار، ما أثار شكوكا حول استغلاله لمنصبه لتعزيز مصالحه التجارية.
كما اتهم ماسك بنشر معلومات مضللة، بينها مزاعم حول اختفاء احتياطي الذهب الأمريكي من قاعدة "فورت نوكس"، وادعاءات بحدوث "إبادة جماعية" ضد الأقلية الأفريكانية البيضاء في جنوب أفريقيا، وهو ما أثّر على العلاقات مع بريتوريا بعد أن نقل ترامب هذه المزاعم إلى الرئيس رامافوزا خلال لقائهما الأخير.
ورغم إشادة ترامب المتكررة بماسك، تحدثت تقارير عن توترات داخلية، خاصة من وزراء رأوا أن سياسات التقشف أضرت بوزاراتهم، وهو ما ظهر جليًا مع انتقاد ماسك العلني لمشروع قانون الموازنة الذي تبناه ترامب، واصفًا إياه بـ"الضخم والمخيب"، بسبب ما يتضمنه من إعفاءات ضريبية وزيادات في الإنفاق الدفاعي، وهو ما قال ماسك إنه "يُقوّض" جهوده في خفض النفقات.
في تغريدة وداعية عبر منصة "إكس"، شكر ماسك ترامب على الفرصة، مؤكداً أنه "سوف يواصل دعم الإدارة من الخارج"، بينما علّق ترامب قائلاً: "لن يغادر إيلون فعلياً... سيبقى دائماً معنا".