أزمتا بورما وبحر جنوب الصين تهيمنان على قمة آسيان بإندونيسيا
تاريخ النشر: 5th, September 2023 GMT
يجتمع زعماء رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) اليوم الثلاثاء في إندونيسيا لإجراء محادثات من المتوقع أن تهيمن عليها أزمتا بورما وإصرار بكين على فرض سيادتها على بحر جنوب الصين.
وستعقب القمة محادثات مع بكين وواشنطن وقوى أخرى، حيث تسعى كامالا هاريس نائبة الرئيس الأميركي إلى الضغط على بكين لإجبارها على التراجع عن تأكيد سيادتها على الممر المائي المتنازع عليه.
ويكافح أعضاء رابطة آسيان، المؤلفة من 10 دول والتي يُنظر إليها دائما باعتبارها تجمعا غير فاعل، لتوحيد موقفهم حيال أزمة بورما منذ أن أطاح انقلاب عام 2021 بالحكومة المنتخبة ديمقراطيا في الدولة العضو في التكتل.
ويجتمع أعضاء رابطة آسيان لصياغة إعلان يستوعب مواقف كافة الأعضاء بشأن بورما، حيث يشن الانقلاب العسكري حملة قمع دامية على المعارضة.
وفي مسودة البيان الختامي التي اطلعت عليها وكالة الصحافة الفرنسية، تُرك قسم فارغ بشأن بورما، مما يعكس عدم وجود توافق في الآراء بين الدول الأعضاء.
وكانت إندونيسيا رئيسة القمة قد حضت المجلس العسكري في بورما، الممنوعة من حضور اجتماعات آسيان، على تطبيق خطة من 5 نقاط تم التوافق عليها قبل عامين لإنهاء العنف.
لكن هذه الجهود لم تثمر، إذ يتجاهل المجلس العسكري الانتقادات الدولية ويرفض التعامل مع معارضيه.
وبدلا من ذلك، عقدت تايلند اجتماعات أحادية مع المجلس العسكري وأيضا الزعيمة المخلوعة أونغ سان سو تشي، مما أدى إلى تعميق الانقسامات داخل آسيان.
وأفاد دبلوماسي من إحدى دول جنوب شرق آسيا بأن بعض البلدان تضغط من أجل دعوة المجلس العسكري البورمي مجددا إلى اجتماعات الرابطة.
بحر جنوب الصينوفي موضوع آخر، ستتناول القمة سلوك بكين في بحر جنوب الصين في أعقاب إصدارها خريطة جديدة الأسبوع الماضي تتعارض مع مطالبات العديد من أعضاء آسيان فيما يتعلق بالبحر.
وأثارت الخريطة غضب الدول في جميع أنحاء منطقة آسيا والمحيط الهادي، والرفض الشديد من الهند وماليزيا وفيتنام والفلبين.
وبحسب المسودة، سيعرب زعماء آسيان عن قلقهم بشأن "الأنشطة والحوادث الخطيرة" في البحر المتنازع عليه، التي يمكن أن تؤدي إلى "تقويض السلام والأمن والاستقرار في المنطقة".
دول شرق آسياويوم الخميس، تنعقد قمة دول شرق آسيا التي تضم 18 دولة ويغيب عنها هذه المرة الرؤساء الأميركي جو بايدن والصيني شي جين بينغ والروسي فلاديمير بوتين.
وسيمثل بكين رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ، في حين يمثل موسكو وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.
وفي هذه القمة التي تضم الولايات المتحدة والصين واليابان والهند وروسيا، من المتوقع أن تصطدم هاريس مع نظيرها لافروف على غرار مواجهات مماثلة في اجتماعات سابقة بشأن حرب أوكرانيا.
وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان إن هاريس ستركز خلال اجتماعاتها على "أزمة المناخ والأمن البحري".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: المجلس العسکری جنوب الصین شرق آسیا
إقرأ أيضاً:
أكثر من ألف شخص ضحايا الفيضانات بإندونيسيا وتايلاند وسريلانكا
تجاوزت حصيلة ضحايا الفيضانات وانهيارات التربة التي ضربت مناطق واسعة من آسيا ألف قتيل حتى اليوم الاثنين، في وقت نشرت السلطات في كل من سريلانكا وإندونيسيا قوات عسكرية للمساهمة في عمليات الإنقاذ والوصول إلى المناطق المعزولة.
وتسببت تقلبات جوية حادة في هطول أمطار غزيرة شملت كامل جزيرة سريلانكا، وأجزاء واسعة من جزيرة سومطرة في إندونيسيا، إضافة إلى جنوب تايلاند وشمال ماليزيا خلال الأيام الماضية.
ودفعت شدة الفيضانات مئات السكان إلى الاحتماء فوق أسطح منازلهم في انتظار إنقاذهم عبر القوارب أو المروحيات، بينما عُزلت قرى بأكملها وانقطعت عنها المساعدات.
وخلال زيارته إلى شمال سومطرة، قال الرئيس الإندونيسي برابوو سوبيانتو إنه يأمل أن تكون “المرحلة الأسوأ قد مرّت”، مؤكداً أن أولوية الحكومة الآن هي إيصال المساعدات الضرورية فوراً إلى المناطق المنكوبة، ولا سيما تلك التي لا تزال معزولة.
وتواجه الحكومة الإندونيسية ضغوطًا متزايدة لإعلان حالة طوارئ وطنية، بعد أن ارتفعت حصيلة القتلى إلى 502 على الأقل، مع بقاء أكثر من 500 مفقود وسط مخاوف من ارتفاع العدد.
ورغم الدمار الواسع، لم تطلب جاكرتا حتى الآن مساعدة دولية.
وتُعد هذه أسوأ كارثة طبيعية تشهدها البلاد منذ زلزال وتسونامي عام 2018، الذي خلّف أكثر من ألفي قتيل في جزيرة سولاويسي.
وقد أرسلت الحكومة ثلاث سفن حربية محمّلة بالمساعدات، إضافة إلى سفينتين طبيتين إلى المناطق الأكثر تضررًا، مع استمرار قطع عدد من الطرق الحيوية.
وفي سريلانكا، ناشدت الحكومة المجتمع الدولي تقديم مساعدات عاجلة، واستخدمت مروحيات عسكرية للوصول إلى العالقين بسبب الفيضانات وانهيارات التربة الناتجة عن إعصار ديتواه.
إعلانوأفاد مسؤولون محليون بأن حصيلة الضحايا بلغت 340 قتيلاً، فيما تستمر عمليات البحث عن عشرات المفقودين.
ومع توقف الأمطار، بدأت المياه بالانحسار تدريجيًا، ما أتاح إعادة فتح بعض المتاجر والمكاتب. لكن السلطات تؤكد أن حجم الأضرار، خاصة في المناطق الجبلية الوسطى، لا يزال يتكشف مع شروع فرق الإغاثة في فتح الطرق المقطوعة.
وأعلن الرئيس أنورا كومارا ديساناياكي حالة الطوارئ للتعامل مع الكارثة، قائلاً في خطاب للأمة: نواجه أكبر وأصعب كارثة طبيعية في تاريخنا… وبالتأكيد سنبني أمة أفضل مما كانت عليه".
وتُعد هذه الخسائر الأسوأ في سريلانكا منذ تسونامي 2004 الذي قتل نحو 31 ألف شخص وشرّد أكثر من مليون آخرين.
وفي جنوب تايلند، أعلنت السلطات أن الفيضانات الناتجة عن الأمطار الغزيرة أودت بحياة 176 شخصًا، لتصبح من أعنف الفيضانات في البلاد خلال العقد الأخير.
ورغم إطلاق الحكومة عمليات إغاثة واسعة، تواجه انتقادات شعبية تتهمها بالتقصير في الاستجابة، ما أدى إلى تعليق عمل مسؤولَين محليَّين بتهمة "الإهمال".
وتشهد آسيا حاليًا موسم الرياح الموسمية الذي يتسبب سنويًا في هطول أمطار كثيفة وانهيارات تربة، لكن خبراء الأرصاد يؤكدون أن التغيّر المناخي زاد من شدة العواصف ووتيرتها، وجعلها أكثر تدميرًا من السابق، مع أمطار غزيرة وفيضانات مفاجئة ورياح عاتية.
ويقول مراقبون إن العاصفة الاستوائية النادرة التي ضربت أجزاء من سومطرة أسهمت في تعميق الفيضانات في إندونيسيا وتايلاند وماليزيا، وسط خشية من استمرار الأحوال الجوية غير المستقرة في الأيام المقبلة.