سلط تقرير إخباري نشرته صحيفة «الجارديان» البريطانية الضوء على التهديد الذي وجهته الولايات المتحدة لكوريا الشمالية في حال قيام بيونج يانج بتزويد روسيا بالأسلحة على ضوء التقدم الملحوظ في المباحثات بين روسيا وكوريا الشمالية لتعزيز التعاون العسكري بين الطرفين.

وأشار التقرير، في هذا السياق إلى تصريحات مستشار الأمن القومي الأمريكي جاك سوليفان، خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض، والتي يؤكد فيها أن كوريا الشمالية سوف تدفع ثمن تعاونها مع روسيا في المجال العسكري، محذرا رئيس كوريا الشمالية كيم جونج أون من أن تزويد بيونج يانج لموسكو بالسلاح لاستخدامها في حرب أوكرانيا لن يكون في مصلحة كوريا الشمالية وسوف يلقي بظلاله السلبية عليها.

ويردف سوليفان، خلال تصريحاته الصحفية، أن الإدارة الأمريكية بذلت قصارى جهدها من أجل تقليص قدرات روسيا العسكرية، موضحا أن موسكو تسعى في الوقت الراهن للبحث عن مصادر أخرى للحصول على السلاح.

وأضاف أن الولايات المتحدة سوف تستمر في مطالبتها لكوريا الشمالية بالالتزام بتعهداتها المعلنة بعدم تزويد روسيا بالسلاح والذي تستخدمه في حربها في أوكرانيا.

وفي الوقت نفسه يلفت التقرير إلى أن الكرملين أكد في تصريحات، أمس الثلاثاء، أنه ليس لديه ما يقوله حول تصريحات صادرة عن الإدارة الأمريكية حول الزيارة المرتقبة لرئيس كوريا الشمالية لروسيا وعقده مباحثات مع الرئيس فلاديمير بوتين حول تزويد موسكو بالأسلحة.

ويوضح التقرير أن المتحدثة الرسمية باسم مجلس الأمن القومي أدريان واتسون كانت قد أعلنت أول أمس الإثنين أن زعيم كوريا الشمالية سوف يلتقي بالرئيس بوتين أثناء زيارة لروسيا خلال الشهر الجاري، إلا أن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أوضح في تصريحات صحفية أنه ليس لديه ما يقوله حول تلك الزيارة وذلك اللقاء.

ويضيف التقرير أن زيارة رئيس كوريا الشمالية في حال القيام بها ستكون الأولى من نوعها خارج البلاد منذ ما يزيد على أربعة أعوام.

ويشير التقرير إلى أراء المحللين السياسيين، في هذا الصدد حيث، يعربون عن اعتقادهم بأن المساعي الغربية لعزل روسيا عن المجتمع الدولي على خلفية العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، دفعت موسكو إلى تعزيز علاقاتها بكوريا الشمالية في الوقت الذي ترى فيه بيونج يانج أنه يمكنها تحقيق مكاسب كبيرة من احتياج روسيا لتوطيد علاقاتها بدول صديقة في ظل الظروف الحالية.

وينوه التقرير، في الختام، إلى تصريحات وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو، الذي قام في شهر يوليو الماضي بزيارة لكوريا الشمالية لحضور عرض عسكري للأسلحة الكورية بما فيها الصواريخ الباليستية المحظورة دوليا، والتي يؤكد فيها أن البلدين بصدد مباحثات هامة حول إمكانية إجراء مناورات عسكرية مشتركة.

اقرأ أيضاًروسيا تحذر اليابان من تداعيات قرارها تزويد أوكرانيا بالأسلحة

روسيا: التصريحات الأمريكية بشأن تزويد أوكرانيا بالأسلحة يجعل واشنطن جزءا من الصراع

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: روسيا واشنطن الولايات المتحدة أمريكا وزير الدفاع الروسي الأسلحة الروسية كوريا الشمالية تزويد روسيا بالأسلحة تزويد كوريا الشمالية روسيا بالأسلحة لکوریا الشمالیة کوریا الشمالیة

إقرأ أيضاً:

الرئيس العليمي يطلب من روسيا تزويد اليمن بمنظومة دفاع جوي ويكشف: الحوثيون هددوا بقصف مطاراتنا (شاهد المقابلة كاملة)

طالب الرئيس اليمني رشاد العليمي، من روسيا، تزويد بلاده بمنظومات دفاع جوي، معربا عن تطلعه بأن تلعب موسكو في مجلس الأمن دورا لرفع اليمن من تحت البند السابع الذي يحول دون وصول مثل هذه المنظومة الى اليمن.

وقال رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، رشاد العليمي، إن اليمن بحاجة ماسة إلى منظومات دفاع جوي لحماية المطارات والبنية التحتية المدنية من هجمات جماعة الحوثي المستمرة، غير أن القيود الدولية المفروضة على البلاد بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، تعيق تزوّد الحكومة بهذه الأنظمة.

وفي مقابلة مع قناة "روسيا اليوم" خلال زيارته التي أجراها إلى روسيا، عبّر العليمي عن أمله في أن تلعب موسكو دوراً إيجابياً في هذا الإطار، قائلاً: "نحتاج إلى الدفاع الجوي، روسيا لديها من الأنظمة ما يمكن أن يساعدنا، لكننا تحت الفصل السابع، وهذا يُعقد الأمور"، مضيفاً أن "أي دعم لليمن يجب أن يأخذ في الاعتبار هذه القيود القانونية والدولية".

واستبعد العليمي، وفقا لخبر المقابلة المنشور على موقع القناة، الادعاءات التي تروّج حول وجود دعم روسي للحوثيين، مؤكداً أن "روسيا، بتاريخها ومواقفها، لا يمكن أن تقف مع جماعة عنصرية وثيوقراطية مثل الحوثيين".

وأضاف: "روسيا وقفت مع الجمهورية اليمنية في الستينيات ضد ذات الجماعة التي تدّعي اليوم أحقيتها بالحكم بموجب النسب والسلالة، ولن تكون اليوم في صفهم وهم يحملون ذات الفكر السلالي، الذي يتناقض جذرياً مع قيم روسيا التاريخية في مناهضة النازية والعنصرية".

وشدد العليمي على أن موسكو دعمت القرارات الدولية المتعلقة باليمن، وخصوصاً القرار 2216، وأن مواقفها في مجلس الأمن أثبتت أنها تتعامل وفق مصالحها الاستراتيجية بعيداً عن الاصطفافات الطائفية، مشيراً إلى أن "موسكو حريصة على علاقتها مع دول الخليج، وتفهم جيداً أن الحوثيين يشكلون ذراعاً عسكرية لمشروع إيراني توسعي في المنطقة".

وفي سياق حديثه عن عرقلة الحوثيين للعمليات الإنسانية والمدنية، كشف العليمي تفاصيل لافتة تتعلق بأزمة وقعت خلال موسم الحج العام الماضي، حين حاولت الحكومة الشرعية إعادة حجاج يمنيين من جدة إلى صنعاء، عبر طائرات خاصة تم استئجارها خصيصاً لهذا الغرض.

وقال إن الحكومة أرسلت ثلاث طائرات إلى مطار صنعاء، لكن الحوثيين احتجزوها هناك، رغم تحذيرات من خطر استهداف إسرائيلي متوقع.

وأوضح: "قلنا لهم دعونا نُخرج الطائرات إلى عدن أو حضرموت أو حتى إلى سلطنة عمان، فقط حفاظاً على سلامة الأرواح والممتلكات، لكنهم رفضوا، فجاءت الضربات الإسرائيلية وأحرقت الطائرات الثلاث في أرض المطار"، مضيفاً أن طائرة رابعة أُرسلت بعد أيام، وتم تدميرها لاحقاً بنفس الطريقة بسبب الإصرار الحوثي على تعطيل أي نشاط لا يخضع لسيطرتهم الكاملة.

ورداً على سؤال حول فرص السلام مع الحوثيين، قال العليمي إن مجلس القيادة الرئاسي وتحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية والإمارات لا يزالان متمسكين بخيار الحل السياسي، غير أن كل المحاولات – بما في ذلك خارطة الطريق التي ترعاها الرياض – اصطدمت بجدار رفض حوثي صلب، نتيجة "عقيدة الجماعة الرافضة لفكرة الدولة والمواطنة".

وتابع: "الحوثيون لا يؤمنون بالشراكة، ولا يعترفون بالسلام. هم جماعة ترى نفسها مصطفاة من الله لحكم اليمن، وبالتالي لا يمكن أن تقبل بانتخابات أو شراكة سياسية أو تداول سلمي للسلطة"، مشدداً على أن هذا الفكر "السلالي الطائفي لا يمكن أن يقبل به اليمنيون الذين ثاروا من أجل دولة جمهورية ومواطنة متساوية".

وتطرق العليمي إلى تصاعد الأنشطة الحوثية في البحر الأحمر، قائلاً إن الجماعة تستغل شعار دعم غزة من أجل تمرير أجندتها التوسعية المرتبطة بطهران، مضيفاً: "هم يدّعون أنهم يقصفون إسرائيل، لكن صواريخهم تنفجر في الجو ولا تصل أصلاً، بينما تسببوا في تدمير الموانئ والمطارات والمصانع في اليمن بحجة الدفاع عن القضية الفلسطينية".

وشدد على أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر وضد السفن التجارية أثارت قلقاً دولياً واسعاً، وأعادت الجماعة إلى واجهة الاهتمام الأمني العالمي باعتبارها تهديداً للملاحة الدولية.

وفي ما يتعلق بالأداء الداخلي لمجلس القيادة الرئاسي، قال العليمي إن المجلس يعكس تركيبة متوازنة تمثل مختلف الأطياف والمناطق اليمنية من صعدة حتى المهرة، مؤكداً أن الخلافات داخله طبيعية وتُحسم وفق آليات محددة، منها اللجوء إلى صوت الرئيس المرجّح في حال تعادل الأصوات.

وأضاف: "انتقلنا من صراعات داخل الشرعية إلى إطار تمثيلي جامع يتيح العمل المنظم"، مشيراً إلى أن مجلس القيادة يمثل مرحلة انتقالية هدفها نقل البلاد نحو حوار شامل لتحديد شكل الدولة الجديدة، سواء كان اتحادياً أو غير ذلك، بما يتوافق عليه اليمنيون لاحقاً.

وفي سياق الحديث عن القضية الجنوبية، شدد العليمي على أن الدولة اليمنية لا تؤمن بفرض الوحدة بالقوة، ولا بقبول الانفصال بالعنف: "نحن مع حوار وطني شامل يشارك فيه كل اليمنيين بعد استعادة الدولة، يقررون فيه مستقبلهم. لا يمكن فرض الوحدة بالقوة، ولا نقبل بالانفصال بالقوة".

وفي ما يتعلق بالعلاقة مع الولايات المتحدة، قال العليمي إن واشنطن دعمت الشرعية اليمنية، لكنه أبدى خيبة أمل من ما وصفه بـ"المد والجزر" في الموقف الأميركي، خاصة خلال فترات سابقة حين تم الضغط على الحكومة للانسحاب من مشارف الحديدة بموجب اتفاق ستوكهولم، ما منح الحوثيين فرصة لإعادة التموضع وتوسيع نفوذهم.

كما انتقد قرار إدارة بايدن المبكر برفع الحوثيين من قائمة الإرهاب، قائلاً إن الجماعة استغلت ذلك لتكثيف هجماتها، قبل أن تضطر الإدارة الأميركية لاحقاً لإعادة تصنيفهم بعد استهدافهم للسفن في البحر الأحمر. وأردف: "الحوثيون لا يفهمون إلا لغة القوة. حين ضربت الولايات المتحدة بعض مخازنهم وقياداتهم توقفوا عن الهجمات فوراً".

واختتم العليمي المقابلة بالتأكيد على أن معركة اليمنيين ليست فقط عسكرية، بل أيضاً سياسية واقتصادية وثقافية، ضد مشروع طائفي توسعي تدعمه إيران عبر جماعة الحوثي.

وقال: "نحن نمثل كل اليمن، من صعدة إلى المهرة، وهم يمثلون أنفسهم، وسنستعيد دولتنا، سلماً أو حرباً، ولن نقبل بالعيش تحت حكم جماعة ترى نفسها فوق الشعب".

وأكد أن المجلس الرئاسي ليس نهاية المطاف، بل محطة مؤقتة نحو عملية سياسية أوسع يشارك فيها جميع اليمنيين لتحديد مستقبلهم ونظامهم السياسي، مشدداً: "نحن مع الدولة، مع الجمهورية، مع المواطنة المتساوية، وهم مع السلالة والولاية والغلبة. ولهذا لا يمكن أن نلتقي".

  

مقالات مشابهة

  • زعيم كوريا الشمالية: المسابقات الطريق المختصر لبناء جيش قوي – كيف؟
  • ماكرون يحذَر الصين: أبعدوا كوريا الشمالية عن أوكرانيا وإلا ستجدون الناتو في آسيا
  • جنود وذخائر وصواريخ باليستية.. كيف سلحت كوريا الشمالية الجيش الروسي خلال حرب أوكرانيا؟
  • الجيش الكوري الجنوبي يطلق النار عن طريق الخطأ من مدفع رشاش باتجاه كوريا الشمالية
  • ماكرون يحذر الصين من إبقاء كوريا الشمالية بعيدة عن حرب أوكرانيا أو المخاطرة بتدخل الناتو في آسيا
  • وزير الخارجية الألماني يكشف موقف بلاده من تزويد الاحتلال بالأسلحة
  • الرئيس العليمي يطلب من روسيا تزويد اليمن بمنظومة دفاع جوي ويكشف: الحوثيون هددوا بقصف مطاراتنا (شاهد المقابلة كاملة)
  • تقرير دولي: كوريا الشمالية أرسلت آلاف الجنود وملايين الذخائر إلى روسيا
  • روسيا تشن هجوماً واسعا على أوكرانيا بـ 90 مسيّرة
  • رويترز: كوريا الشمالية قدمت لروسيا 9 ملايين طلقة من ذخيرة المدفعية وقاذفات الصواريخ