كيفية قضاء صلاة الجمعة لمن فاتته
تاريخ النشر: 7th, September 2023 GMT
قالت دار الإفتاء المصرية، إن جمهور الفقهاء قرَّر أنَّ صلاة الجمعة واجبة على كلِّ مسلمٍ حر بالغ عاقل مقيم صحيحٍ ليس به علة، -فلا تجب على الصبي، ولا المرأة، ولا المريض، ولا المسافر-، ولا يجوز تركها أو التَّخلف عنها إلَّا لعذرٍ شرعي، وأنَّ من تخلَّف عنها لغير عذر كان آثمًا.
. الإفتاء توضح
أضافت الإفتاء، أنه إذا فاتت صلاة الجمعة على المكلف لعذرٍ؛ كالنوم والمرض ونحوه -أو لغير عذر-؛ وجب عليه قضاؤها بالإجماع؛ قال العلامة ابن بزيزة في "روضة المستبين": [وقد انعقد الإجماع على وجوب قضاء الصلوات الفوائت بنسيان أو نوم].
صلاة الجمعة الفائتهأوضحت الإفتاء أنه يدل على ذلك: ما أخرجه الإمام مسلم في "صحيحه" عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ نَسِيَ صَلَاةً أَوْ نَامَ عَنْهَا فَكَفَّارَتُهَا أَنْ يُصَلِّيَهَا إِذَا ذَكَرَهَا».
وبينت الإفتاء أن قضاء الجمعة أن يصلِّيَها المكلف ظهرًا أربع ركعات بالإجماع؛ قال الإمام ابن المنذر في "الأوسط في السنن والإجماع والاختلاف": [أجمع كل من نحفظ عنه من أهل العلم على أنَّ من فاتته الجمعة أن يصلي أربعًا]، وقال العلامة ابن الملقن في "عجالة المحتاج إلى توجيه المنهاج": [ولا تقضى إذا فاتت جُمعةً، بل ظهرًا إجماعًا].
وقال الإمام ابن قدامة في "المغني": [فأمَّا إذا فاتته الجمعة فإنَّه يصير إلى الظهر؛ لأنَّ الجمعة لا يمكن قضاؤها؛ لأنَّها لا تصح إلا بشروطها، ولا يوجد ذلك في قضائها، فتعيَّن المصير إلى الظهر عند عدمها، وهذا حال البدل].
واختتمت الإفتاء قائلة: "وبناءً على ذلك وفي واقعة السؤال: فإنَّ مَن فاتته صلاة الجمعة لعذر من غير تهاونٍ ولا تقصيرٍ لا يكون آثما شرعًا، ويلزمه قضاؤها ظهرًا اتفاقًا".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: قضاء صلاة الجمعة صلاة الجمعة دار الافتاء الإفتاء دار الإفتاء المصرية قضاء الجمعة صلاة الجمعة
إقرأ أيضاً:
هل يجوز صيام العشر من ذي الحجة بنية القضاء ونيل الثواب معًا.. الإفتاء توضح
مع اقتراب شهر ذي الحجة، يتساءل كثير من المسلمين عن حكم الجمع بين نية صيام هذه الأيام المباركة، وبين أداء ما فاتهم من صيام رمضان.
وفي هذا السياق، أوضح الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أنه لا مانع شرعًا من صيام العشر من ذي الحجة بنية مزدوجة تشمل قضاء ما على المسلم من صيام رمضان، إلى جانب نية تحصيل فضل هذه الأيام.
وأشار وسام إلى أن صيام قضاء رمضان واجب، ويشترط فيه تبييت النية قبل الفجر، بينما صيام العشر من ذي الحجة من السنن المستحبة التي لها مكانة عظيمة.
وأكد أنه إذا نوى المسلم قضاء ما عليه في هذه الأيام مع نية موافقة السنة؛ نال بذلك أجرين: أجر الفرض وأجر موافقة السنة.
من جهته، أكد الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى أيضًا، أن ما ينطبق على الجمع بين صيام شوال والقضاء، يمكن تطبيقه على العشر من ذي الحجة. فبالرغم من أن هذه الأيام لا ترتبط بثواب صيام رمضان والست من شوال؛ إلا أن فضل العمل الصالح فيها عظيم، كما بيّن النبي- صلى الله عليه وسلم-.
وأوضح الورداني أن من صام في العشر الأوائل من ذي الحجة بنية قضاء أيام أفطرها بسبب عذر شرعي، كالسفر أو المرض؛ نال ثواب القضاء وثواب العمل الصالح في هذه الأيام، امتثالًا لتوجيه النبي صلى الله عليه وسلم.
وشدد على أن الملائكة تسجل للعبد صيامه في ذي الحجة، حتى وإن كانت نيته أداء الفرض، معتبرًا ذلك من بركات رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسعة رحمته بالأمة الإسلامية، حيث يوفق المسلم لتحصيل الأجرين في وقت واحد دون تعارض.
حكم صيام النفل قبل القضاء
اختلف الفقهاء في هذه المسألة، ويمكن تلخيص الآراء كالتالي:
الرأي الأول: وجوب تقديم القضاء على النفل
يرى بعض الفقهاء أنه يجب على المسلم أن يقدم قضاء ما عليه من صيام رمضان قبل أن يصوم صيام التطوع (النفل)، بما في ذلك صيام العشر من ذي الحجة. واستدلوا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: “من صام رمضان وأتبعه بست من شوال فكأنما صام الدهر” (رواه مسلم)، حيث قالوا أن المقصود هو إتمام رمضان أولا ثم صيام النفل.
الرأي الثاني: جواز صيام النفل قبل القضاء مع الكراهة
يرى فريق آخر من الفقهاء أنه يجوز صيام النفل قبل قضاء رمضان، لكن مع الكراهة، وذلك لأن قضاء الواجب أولى. هؤلاء العلماء استدلوا بحديث عائشة رضي الله عنها: “كان يكون علي الصيام من رمضان فما أستطيع أن أقضيه إلا في شعبان” (رواه البخاري ومسلم)، حيث فهموا من الحديث أنه يجوز تأخير القضاء طالما أن الوقت متسع.
الرأي الثالث: جواز صيام النفل قبل القضاء بلا كراهة
يري فريق ثالث أنه لا مانع من صيام النفل قبل القضاء دون كراهة، خاصة إذا كانت النية هي اغتنام فضل صيام أيام معينة كالعشر من ذي الحجة أو الست من شوال. واعتبروا أن النصوص الشرعية تفتح المجال للمرونة في ترتيب القضاء والنفل، طالما أن القضاء يتم قبل دخول رمضان التالي.