سواليف:
2025-05-07@17:23:44 GMT

الخطأ الشائع في تعريف العلم النافع

تاريخ النشر: 8th, September 2023 GMT

الخطأ الشائع في تعريف العلم النافع

#الخطأ_الشائع في تعريف #العلم_النافع

د. #عبدالله_البركات

في الحديث الشريف (اللهم اني اعوذ بك من علم لا ينفع )دعاء نبوي عظيم يجب ان يعاد فهمه في سياق العلم الحديث والتجربة الانسانية الطويلة.
فقد كان يفهم منه ان العلم الذي لا ينفع معروف للجميع او على الاقل يمكن للفقيه تحديده.
وقالوا (هو العلم الذي لا يحتاج إليه، ولا يوجد إذن شرعي في تعلمه، ولا تصل بركته إلى قلب صاحبه)،

هذا التعريف قد يكون قيداً على العقول فما دخل الفقيه بالموضوع اذا كانت العلوم اكثر مما يمكن حصره.

وما معرفة الفقيه بمآلات العلوم والى اي نتيجة تنتهي بداياتها.
فمن كان يدري ما تنتهي اليه عمليات الرصد التي قام بها علماء الفلك الاوائل قبل قرون وهل كانت تبدو للفقيه ولعامة الناس اكثر من لهو صبياني. ومن كان يدري ان معادلات الخوارزمي لها ما بعدها بعد قرون ومن كان يعلم ان محاولات عباس بن فرناس والاخوين رايتس ستجعلنا ننعم بالبث المباشر من البيت الابيض. ( قد يعترض احد على المثال) ومن كان سيقرر هل تجارب رونتجن ستؤدي الى الصورة الطبقية بعد السينية. وما نفع من انكب على حساب سرعة الضوء وما فائدة اكوام التراب التي عفرت وجه ماري كوري ومن ضمن لها ان تكتشف الراديوم وما حاجتنا إلى الراديوم اصلاً.
هم لم يكونوا يعلمون مآلات ابحاثهم. فما بالكم بالفقيه.
لا نهاية للامثلة المفحمة. ولكنني معني بالحديث الشريف وكيف نفهمه اليوم الفهم الصحيح.
لقد استعاذ النبي صلى الله عليه وسلم في جملة ما استعاذ منه بالاضافة الى العلم الذي لا ينفع، بالقلب الذي لا يخشع والعين التي لا تدمع ودعوة لا تستجاب.
وهذه الامور يجمعها رابط واحد. الا وهو انها ليست مما يختاره الانسان. فليس ضمن اختيارك ان يخشع قلبك او لا يفعل او ان تدمع عينك او لا تفعل. والاوضح من هذه كلها انه ليس بارادتك ان تستجاب دعوتك او لا تستجاب. اذاً النبي علمنا الدعاء بها ليهدينا الله الى العلم النافع ويشرفنا عن العلم الفارغ لا لنقرر نحن او الفقيه ما هو الفعل النافع. عليك ان تعمل وان تتابع كل ما يثير شغفك واهتمامك وان تدعو ان لا يكون ذلك بلا فائدة لك او لغيرك في زمنك او اي زمن قادم. انها كالاستعاذة من الدعوة التي لا تستجاب تماماً فأنت تدعو ولا تعلم هل تستجاب دعوتك وانت تتعلم ولا تعلم هل سيكون ذلك علماً نافعا ام لا.
ويبقى ان أقول إن الانشغال بما هو لازم فوراً أولى من الانشغال بما لا يعلم مآله ولكن يجب ان يكون لكل فن من يقوم به. وذلك استفادة من قوله تعالى. (وما كان المؤمنون لينفروا كافة، فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة).

مقالات ذات صلة أجهزة الجامعات.. وضروره إعادة النظر ؟ 2023/09/07

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: الذی لا

إقرأ أيضاً:

ومضة المجد بين دفتي الرسالة

 

 

د. عبدالله بن سليمان المفرجي

 

في زمنٍ تلاشى فيه وهجُ القيمِ خلفَ أستارِ الضجيج، وانحسرت فيه المطامحُ الصادقةُ تحتَ ركامِ الشعاراتِ الزائفة، ينهضُ صاحبنا من بحر العطاءِ كرجلٍ لا يعرفُ الضحالة، ولا يُؤمنُ إلا بأنَّ الرسالةَ هي من تُعلي شأنَ صاحبها، لا اللقب ولا المنصب. وكأنما في صمته بيانٌ، وفي خُطاه نورٌ يشقُّ العتمةَ بلا ضجيج.

يقول غازي القصيبي: "القيادة مسؤولية، لا امتياز؛ وتكليف، لا تشريف." وهو كذلك، لم يحمل عبءَ الرسالةِ كعبءٍ وظيفيٍّ، بل كنذرٍ داخليٍّ، وكما قيل: "ما وُلّينا أمر الناس إلا لنكون خُدّامًا لهم، لا سادةً عليهم".

هو ذلك الرجل، الذي آمن أن الفكرَ أشرفُ من الزينةِ، وأنَّ العلمَ لا يُحملُ على الأكتافِ، بل على القلوبِ والضمائر. لا يتحدثُ عن نفسه؛ بل تتحدثُ عنه إنجازاته التي لا تُرصَدُ في تقاريرٍ جامدة، بل تُقرأُ في وجوهِ من ألهمهم، وفي خطواتِ من ساروا على هديه.

يقال: "الحكمةُ أساس الملك، والعدلُ عماده، والعلمُ نوره." فكان هذا الرجل مزيجًا من الثلاثة: حكمةٌ تُوزنُ بالأيام، وعدلٌ يَزِنُ به المواقف، وعلمٌ يُنيرُ به دروبَ الغافلين.

يؤمن بأنَّ التعليمَ ليس تلقينًا، بل إصلاحٌ للنفوسِ قبل العقول. وكما يقول المثل العربي: "العلم في الصغر كالنقش على الحجر"، كان يحفرُ في وجدانِ تلامذتهِ بأزاميلِ المحبةِ والنيةِ الصافيةِ، لا بالتكرارِ الآليِّ للعبارات.

لم يكن مهووسًا بالسلطةِ، بل كما قيل: "العلمُ سلطانٌ لا يُقهر، وسلاحٌ لا يُفلّ، من امتلكه ساد." وقد ساد صاحبنا القلوبَ لا بالكلماتِ الجوفاء، بل بالصدقِ والقدوة.

ففي فِكره منظوماتٌ تربويةٌ حديثةٌ تلتقي فيها نظرية "بندورا"، وتتآلفُ فيها مدارسُ التحفيزِ مع أصالةِ القيم. يرى في تلاميذه مشروعَ نهضة، وفي كلِّ سؤالٍ منهم بذرةَ فكرٍ، وفي كلِّ ترددٍ فرصةً للتماسكِ لا للضعف. يقال: "صلاح الأمة يبدأ من المعلم؛ فإذا صلح، صلح كل شيء"، وكان هو الدليلُ على صدقِ المقولة.

يستلهم من نموذج "SWOT" رؤيةً إداريةً توازنُ بين مكاشفةِ الذاتِ واستثمارِ الإمكانات، ويُذيبُ تهديداتِ الواقعِ في بوتقةِ الفرص، ليصوغَ منها أملًا، وكما قيل: "العقلُ نورٌ تُشعلُه المعرفة."

لم يعرفِ الرياءَ، ولا جثا على عتباتِ المنابر، بل عاش على مبدأ أن "الأوطانَ ليست أبنيةً وأعلامًا، بل أرواحٌ تعملُ، وأفكارٌ تثمر." وهو من تلك الأرواح، التي تعملُ وإن لم تُصفَّق، وتثمرُ وإن لم تحتفِ.

صوته في قاعة المحاضرات والتدريب ليس صوتَ المعلِّمِ التقليديِّ؛ بل هو هُتافُ الضميرِ، يُوقظُ العقولَ، ويزرعُ الأسئلةَ، ويُربّي على الفضيلةِ لا الانقياد. وكما قيل: "الطالب يُربَّى على الخُلقِ قبلَ أن يُعلَّمَ العلمَ".

استقى من الإمام أحمد بن سعيد البوسعيدي صلابته في المبادئ، ومن أبي مسلم البهلاني عزيمته في وجه الزمان وتكالب الأيام، ومن سيبويه قناعته بأنَّ المعنى سابقٌ على اللفظ. فكان في تعليمه حريةٌ تُحرِّرُ لا تُقيد، وتفكيرٌ يُبدعُ لا يُقلد.

وإذا سألته عن إنجازه، لا يُريك شريحة عرضٍ أو جدولَ مؤشرات، بل يذكّرك بالمقولة: "المعلمُ الحقّ من يجعلُ طلابَه يحبون السؤالَ لا الإجابة، الرحلةَ لا الوصول، الحقيقةَ لا التصفيق."

فهو مربٍ في زمنِ التزييف، وواعٍٍ في عصرِ الزحام، لا يسكنُه اللقب، بل تسكنه الرسالة. يمشي بثباتٍ، وإن أخفتهُ الأضواء، ويُنجزُ بعطاءٍ، وإن لم يُذكر في تقارير. بل يكتبُ اسمه في قلوبِ العارفين، لا في سطورِ المجاملين.

فليس كل من نالَ المنصبَ قائدًا، ولا من تكلَّمَ واعيًا؛ بل من حملَ هذا الفكر، هو القائدُ الحقُّ، والمُعلمُ الخالد، وإن لم يُمنح لقبًا، فهو يستحقُّ ذاكرةً تحفظُه، وتاريخًا يُخلِّده.

مقالات مشابهة

  • 3 سنوات حبسا نافذا لمتهمين منحوا جوازات سفر وبطاقات تعريف جزائرية لسوريين
  • "فلاورد" تعيد تعريف معاني التقدير في العصر الرقمي بتطوير تجربة الإهداء
  • تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك نايل سات 2025.. تاريخ الحروب بين الهند وباكستان
  • تحذير من مكتب التحقيقات الفيدرالي.. خدعة رسائل نصية تنتشر بسرعة وتستهدف مستخدمي iOS وأندرويد
  • ترامب: كان من الخطأ طرد روسيا من مجموعة السبع… وربما تسبب بالحرب في أوكرانيا
  • فضيحة هروب بالخطأ تهزّ فرنسا.. السلطات تطارد سجيناً أُفرج عنه دون قصد
  • ومضة المجد بين دفتي الرسالة
  • لوفيغارو: الدور الغامض الذي لعبته النساء في هروب محمد عمرا
  • طلقة خطأ تُدخل خفيرًا في غيبوبة داخل مزرعة بالشيخ زايد
  • العين صابتني ورب العرش نجاني .. نجاة المحامي عمر هريدي من المـ.وت بأعجوبة