صدى البلد:
2025-12-14@18:51:37 GMT

شوقى علام: ليس عيبا أن يقول المفتي "لا أعلم"

تاريخ النشر: 8th, September 2023 GMT

قال الدكتور شوقي علام -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم: إن الفتوى ميراث نبوي عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بفهم صحيح سديد وبمنطلقات منضبطة نستطيع بها أن نحمي المجتمعات، ونراعي المتغيرات، والسياقات.

جاء ذلك خلال لقائه الأسبوعي في برنامج نظرة مع الإعلامي حمدي رزق على فضائية صدى البلد، مضيفًا أن الفتوى الرشيدة لا تنفصل عن الواقع، حيث إن تنزيل الأحكام الشرعية وتطبيقها على واقع الناس أمر دقيق، لا بد معه من إدراك الواقع، والإحاطة به، من خلال منظومة كاملة من العلوم، وتحري الواقع الاجتماعي والفكري، ومعرفة عالم الأشياء والأشخاص والأحداث والأفكار، وعلاقات تلك العوالم بعضها بالبعض، فمن كان معزولًا عن الواقع، أو لا يتابعه، أو يتابعه بصورة سطحية، فإن فهمه للشرع الشريف سيكون في المقابل منقوصًا ومشوَّهًا.

وأشار المفتي إلى أن منصب الفتوى مسئولية كبيرة، ومنصب خطير، وبالعناية جدير، فإن المفتي موقِّع عن رب العالمين، وخليفة الأنبياء والمرسلين. وحاجة الناس إلى الفتوى لا تكاد تنفك عن حاجتهم إلى حفظ الكليات الخمس، فقد تكون سبيلًا ومقدمة يتوقف عليها حفظ هذه الكليات، كما أنها تعين المسلم على أداء التكاليف الشرعية على الوجه الصحيح.

أوضح مفتي الجمهورية أن اللجوء للمتخصصين وأهل العلم أمر حثت عليه الشريعة الإسلامية ودعت إليه، وذلك تأكيدًا لدور العلم والتخصص في حياة الناس وصلاح المجتمعات، وهذا ما تقوم به دار الإفتاء؛ فتستعين بالمتخصصين كلٍّ في تخصصه؛ لضمان أن تخرج الفتوى على أساس علمي مؤصل مبني على تصور صحيح مرتبط بالواقع.

أكد مفتي الجمهورية على عِظم قدر العلماء وتوقيرهم، وأن العلوم النافعة في درجة واحدة، وأن الشرع الحنيف حضَّ على توقير أهل العلم؛ ولا توجد ازدواجية بين العلوم الدينية والدنيوية، ولا توجد خصومة بين الفتوى الرشيدة والعلم النافع، فطلب العلم بكافة تخصصاته من ضمن التكليفات الشرعية، بل يُعد من فروض الكفاية في الشرع الشريف.

أشار مفتي الجمهورية إلى أن المسائل الطبية في الأساس مرجعها إلى الأطباء والفتوى متوقفة في توصيفها على رأي الأطباء الثقات الأكفاء، مؤكدًا أنه ليس عيبًا أن يقول المفتي "لا أعلم"، فالإمام مالك عُرضت عليه 40 مسألة فأجاب في 36 منها بـ "لا أعلم".

أضاف المفتي أن الفتوى الرشيدة ليست تطويعًا للنص الشرعي بل حسن تطبيق النص الشرعي، مشيرًا إلى أن التقليد شُرع تخفيفًا على المكلفين، وفي اختلاف أئمة الاجتهاد رحمة للناس؛ قال تعالى: ﴿وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ﴾ [الحج: 78]، ولذلك لم يجب على المقلد التزام مذهب معين في جميع المسائل كما قال جمهور أهل العلم، بل يجوز له الأخذ في كل مسألة بأي مذهب شاء من مذاهب الأئمة المتبوعين إذا أفتاه به أحد المفتين، فهذا سعة ورخصة لمن لم يصل إلى درجة الاجتهاد، كما يجوز للمفتي المقلد أن يخرج عن مذهب إمامه ويفتي بمذهب إمام آخر؛ وذلك نظرًا لتطورات العصور والمجتمعات واختلاف موازين المصالح والمفاسد باختلاف الأزمنة والأمكنة والأشخاص والأحوال، فالجمود على اتِّباع مذهب واحد حتى لو صار غيره هو الملائم للواقع ليس من الفقه في شيء.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: مفتی الجمهوریة

إقرأ أيضاً:

مفتي الجمهورية يفتتح مسجدي الهادي البديع والواحد الأحد بـ«بشاير الخير 3، 5» بالإسكندرية

شهد الدكتور نظير محمد عياد مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الافتاء فى  العالم، اليوم الجمعة، افتتاح مسجدي الهادي البديع والواحد الأحد بمدينة «بشاير الخير3، 5»، بمحافظة الإسكندرية.

 

وأدى مفتي الجمهورية، صلاة الجمعة بمسجد الهادي البديع، حيث ألقى خطبة الجمعة الشيخ، بلال محمد رمضان، حول موضوع «الوسطية في الإسلام» مؤكدًا أن الوسطية في الإسلام تُعَدُّ منهجًا ربانيًّا يقوم على الاعتدال والتوازن في فهم الدين وتطبيقه، بعيدًا عن الغلو والإفراط والتفريط، فهي منهج يحفظ على الإنسان دينه وعقله ونفسه، ويحقق له الاستقامة دون تشدد، والرحمة دون تسيب. 

 

وشدد على أن نصوص القرآن الكريم جاءت لتؤكد أن الأمة الإسلامية «أمة وسطا»، أي أمة قائمة على العدل والخيرية والرحمة، تُقيم ميزان الله في الأرض بالحكمة والموعظة الحسنة، وتدرك أن البناء الحقيقي للمجتمعات لا يتحقق إلا بروح الوسطية التي تُعلي من قيمة الإنسان وتحفظ كرامته، وتجمع بين قوة الإيمان ورحابة الفهم، وبين الالتزام بالنصوص ومراعاة مقاصدها في واقع الناس المتجدد.

 

ويؤكد مفتي الجمهورية، أن بناء المساجد وتهيئتها للقيام برسالتها الروحية والتربوية يُعد من أعظم وجوه عمارة الأرض، مشيرًا إلى أن دور المساجد لا يقتصر على أداء الشعائر فحسب، بل لتكون منارات للعلم والوعي، ومراكز تُرسِّخ الأخلاق، وتغرس القيم وتُعزِّز روح الانتماء بين أبناء الأمة، مشددًا على أهمية استمرار التعاون بين المؤسسات الدينية والتنفيذية؛ لنشر الفكر الوسطي المستنير، وصيانة الوعي الجمعي من أي أفكار منحرفة أو مغلوطة.

 

 

جاء ذلك بحضور الدكتور أسامة السيد الأزهري، وزير الأوقاف، والفريق، أحمد خالد، محافظ الإسكندرية، واللواء وليد عارف رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، واللواء ياسر الخطيب، قائد المنطقة الشمالية العسكرية، والدكتور عبد العزيز قنصوة، رئيس جامعة الإسكندرية.

 

 

كشفت مديرية الاوقاف بالإسكندرية، حقيقة ما تم تداوله بشأن قيام شخص بطعن مصلين داخل أحد مساجد الإسكندرية، مؤكدة أن الواقعة عبارة عن اعتداء شخص "مضطرب نفسيًا" على شخصين فقط أثناء الصلاة، وتم السيطرة عليه من قبل المتواجدين.

 

وأوضح رئيس القطاع الديني بالمديرية أن الواقعة حدثت اليوم الجمعة بمسجد الحديد والصلب بمنطقة البيطاش، وأن الأجهزة الأمنية تلقت بلاغاً بالحادث. بقيام  شخص يعانى من اضطراب نفسي طعن شخصين بسكين داخل  مسجد الحديد والصلب بطريق الإسكندرية - مطروح.

 

وكان المتهم قد حاول الهرب بعد طعن شخصين داخل المسجد إلا أن المصلين وعمال والمسجد تمكنوا من السيطرة عليه لحين وصول قوات الشرطة، وسيارات الإسعاف لنقل المصابين للمستشفى.كان قد تلقت إخطارًا من إدارة شرطة النجدة بورود بلاغ يفيد، بطعن شخصين داخل مسجد الحديد والصلب بنطاق قسم شرطة الدخيلة، وإصابتهما بجروح قطعية، وتمكن الأهالي من السيطرة على المتهم.، وألقي القبض على الشخص وأكد شهود عيان أنه بدا عليه الاضطراب النفسي، وجرى التحفظ علي كاميرات المراقبة بالمسجد ونقل المصابين للمستشفى. 

 

وبحسب شهود عيان،  فإنه أثناء الانتهاء من الصلاة قام شخص ضخم الجثة بطعن مصلٍّ يدعى محمد.ع  60 عامًا في رقبته، وصرخ المصلي، وأثناء ذلك حاول الفرار هاربا، وعند اعتراضه قام بمحاولة طعن شخص آخر يدعى علي.ا،  إلا أنه تصدى له بيده وتسبب بجرح قطعي له في الرقبة وأوتار يده، وتمكن عدد كبير من الأهالي من السيطرة عليه.

 

وجرى نقل المصابين إلى المستشفى وتبين إصابة محمد. ع 60 عامًا بجرح قطعي بالرقبة والعضلات وجرى علاجه وخياطه 20 غرزة بالرقبة. فيما تبين إصابة علي.ا بجرح عميق في الرقبة واليدين اليمنى واليسرى وعده أوتار باليد.

 

وأكدت مديرية الأوقاف لا علاقة للواقعة بأي دوافع إرهابية أو خلافات مرتبطة بالعمل المسجدي، بل هي حادثة فردية ناتجة عن حالة المعتدي النفسية.

مقالات مشابهة

  • د. محمد بشاري يكتب: الفتوى وسؤال الإنسان .. نحو بيان يستوعب الواقع ولا يضيع المقصد
  • مستشار المفتي: مبادرات ندوة الإفتاء نقلة نوعية في أدوات العمل الإفتائي
  • مفتي الجمهورية يستقبل وزير الأوقاف اليمني ونظيريه الأردني والفلسطيني
  • مفتي الجمهورية يحذر: الجهل والأمية الرقمية والدينية أخطر ما يهدد وعي المجتمعات
  • مفتي الجمهورية: الجهل والأمية الرقمية والدينية أخطر تحديات تواجه المجتمعات
  • الفتوى وقضايا الواقع الإنساني.. ندوة دولية نحو اجتهاد رشيد يواكب التحديات المعاصرة
  • مفتي الجمهورية يفتتح مسجدي الهادي البديع والواحد الأحد بـ«بشاير الخير 3، 5» بالإسكندرية
  • حكم ترك صلاة الجمعة بسبب البرد الشديد والمطر.. مفتي الجمهورية يوضح
  • حكم إخراج الزكاة في تسقيف البيوت.. مفتي الجمهورية يوضح
  • خدم العلم وأهله | مفتي الجمهورية ينعى ثروت مهنا أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر