في العمق : حرائق المناطق الصناعية .. ما الدلالات التي تحملها؟
تاريخ النشر: 9th, September 2023 GMT
على الرغم من أنَّ حالات الحرائق بكُلِّ أنواعها في سلطنة عُمان قَدْ شهدت انخفاضًا في السنوات الماضية، حيث تراجعت في عام 2019 وبلغت (3864) حالة، وفي عام 2020م (3409) حالة بانخفاض بلغ (455) حالة، وبنسبة 12%.؛ إلَّا أنَّها بدأت في الارتفاع في عام 2021 حيث بلغ إجمالي الحرائق فيه (4057) حالة، واستمرَّ الارتفاع في إجمالي حالات الحرائق في 2022 حيث بلغ 4186 حالة في مختلف محافظات سلطنة عُمان، مسجِّلةً بذلك ارتفاعًا بـ(129) حالة وبنسبة 3% مقارنة بعام 2021م.
ومع ما قَدْ يُثار من تساؤل حَوْلَ ما تظهره المؤشِّرات من تصدُّر المنشآت السكنيَّة لأعداد حالات الحرائق، وأنَّ المنشآت الصناعيَّة الأقلَّ في أعداد الحرائق، فإنَّ الإجابة عن ذلك في ظلِّ الإحصائيَّات المشار إليها، يرجع إلى أنَّ حديثنا عن المناطق الصناعيَّة في حدودها المكانيَّة والجغرافيَّة التي تضمم في المنشآت الصناعيَّة والتجاريَّة، والسكنيَّة ممثَّلة في مساكن العمَّال الثابتة وغير الثابتة والتي قَدْ يقطنها الآلاف من العمَّال الوافدين أو غيرهم المشتغلين في هذه المناطق، حيث يتزاحم فيها العدد الكبير من العمَّال، وفي مناطق قَدْ لا تراعي درجات الأمان والسَّلامة والنَّظافة أحيانًا لوجود هذه التراكمات بشكلٍ يومي، والاستخدام غير المتقن للأجهزة الكهربائيَّة وأجهزة الطبخ، أو عدم تقيُّد القائمين على هذه المنشآت والمباني باشتراطات الأمن والسَّلامة ـ رغم جهود المؤسَّسات المعنيَّة في الأمْرِ ـ من حيث توافر طفايات الحريق وجرس الإنذار وكاشف الدخان وأجهزة الاستشعار عن بُعد للكشف عن حالات الخلل في توصيلات الكهرباء أو تسريب للغاز، والتساهل وعدم المبالاة من الأيدي الوافدة أحيانًا، في اتباع إجراءات السَّلامة العامَّة من الحرائق، سواء على مستوى الأفراد العاملين في المناطق الصناعيَّة، وضعف مستوى الصيانة والمتابعة الدَّوريَّة لها، الأمْرُ الذي يترتب عليه حدوث هذه الحرائق.
وبالتَّالي التوقُّعات باتِّساع حالات الحرائق في ظلِّ عدم كفاية البيانات الدقيقة والعميقة التي يُمكِن استقراؤها من خلال المتغيِّرات التي تشخِّص هذه الحالات، بالإضافة إلى مشكلات تخطيطيَّة وتنظيميَّة في المناطق الصناعيَّة القديمة، ذلك أنَّ الصناعيَّات القديمة ما زالت تعاني من العديد من التحدِّيات والمشكلات، على عكس المناطق الصناعيَّة الجديدة التي تمَّت فيها مراجعة الكثير من الأمور المرتبطة بأنظمة الأمن والسَّلامة، وانسيابيَّة الحركة، والمخارج والمداخل، وأجهزة الكشف عن الدخان، وتوصيلات الغاز والمولدات الكهربائيَّة وغيرها من الأمور، وهذا يُمكِن إسقاطه على محافظة مسقط التي شهدت أكثر الحرائق، والتي قَدْ يكُونُ المُبرِّر فيها وجود هذه الصناعيَّات القديمة، مِثل صناعيَّات المعبيلة وصناعيَّة الوادي الكبير وغيرها، بَيْنَما قَدْ يقلُّ عدد الحرائق في منطقة سندان الصناعيَّة نظرًا لفرص التنظيم والتخطيط وفق مواصفات عالميَّة تراعي توافر اشتراطات الأمن والسَّلامة التي تتميز بها وتبنِّي أدوات حديثة في معالجة المخلَّفات الصناعيَّة وإبعادها عن أماكن الخطر أو اشتراط وجودها وفق إجراءات أكثر التزامًا بتوفيرها من قِبل المستخدمين لها من الأفراد والشركات والمؤسَّسات، هذا الأمْرُ قَدْ ينطبق أيضًا على المنطقة الاقتصاديَّة الخاصَّة بالدقم، إذ إنَّ محافظة الوسطى حسب ما تشير إليها الإحصائيَّات أقلُّ المحافظات تعرُّضًا لهذه الحرائق رغم أنَّها تضمُّ أضخم وأكبر منطقة اقتصاديَّة في سلطنة عُمان، وتحوي على موانئ ومنشآت اقتصاديَّة وصناعيَّة كبيرة جدًّا. ولعلَّ ذلك يرجع إلى فضل التنظيم والتخطيط ومعايير الأمن والسَّلامة وغيرها من الاعتبارات التي تمَّ الأخذ بها في تأسيس هذه المنطقة الاقتصاديَّة لضمان استقطاب المستثمرين العالَميِّين وتوفير بيئة أعمال جاذبة.
إنَّ الحدَّ من انتشار حوادث الحرائق عامَّة وحرائق الصناعيَّات والمنشآت الصناعيَّة خاصَّة يؤكِّد أنَّ الرهان الأكبر اليوم في الثقافة الوقائيَّة، وترسيخ قواعد وأُسس التعامل مع الأجهزة الكهربائيَّة وغيرها ذات الصِّلة بالحرائق، والتقيُّد باشتراطات الأمن والسَّلامة التي تتنوع بحسب طبيعة هذه المنشآت والظروف التي تؤدِّي إلى اشتعال الحرائق فيها، وهي جميعها تشترك في موجِّهات ومرتكزات واضحة، من حيث توفير وتبنِّي مبادرات توعويَّة وإعلاميَّة تتشارك فيها كُلُّ قِطاعات الدولة المعنيَّة بما يضْمن مساعدة الفرد والمُجتمع والمؤسَّسات والمُجتمع الوظيفي والعمَّال على اتِّخاذ تدابير وقائيَّة وإجراءات احترافيَّة للحدِّ من الحرائق، وأن توجَّه برامج الإخلاء وغيرها إلى طلبة المدارس، والعمَّال في المصانع، وأولياء الأمور والأُسر في المنازل، وبيئات العمل، والشركات وغيرها، وضمان التوسُّع في هذه البرامج التوعويَّة والتثقيفيَّة وعَبْرَ توظيف الوسائط الإعلاميَّة ومنصَّات التواصل الاجتماعي، والتنويع في البرامج المرئيَّة والمسموعة والمقروءة، ووسائط التيك توك واليوتيوب وبرامج المحاكاة التي تقدِّم صورة متكاملة تتيح لمختلف فئات المُجتمع التعلُّم مِنها في آليَّة التصرُّف مع الحرائق.
ومع الإشادة بالجهود التي تقوم بها هيئة الدفاع المدني والإسعاف على المستوى المركزي والقيادات الجغرافيَّة بالمحافظات وجهود شُرطة عُمان السُّلطانيَّة والجهات المعنيَّة المساندة، التي لَنْ تألوَ جهدًا في التعامل مع حالات الحرائق بكُلِّ مهنيَّة واحترافيَّة، إلَّا أنَّنا نؤكِّد أنَّ التوسُّع الحاصل في الصناعيَّات والمنشآت الصناعيَّة والتجاريَّة وسكنات العمَّال، وانتشار المناطق الصناعيَّة في مختلف ولايات سلطنة عُمان ـ الأمْرُ الذي يُمكِن أن يتَّخذَ كمبرّر لارتفاع الحرائق ـ يُلقي اليوم بمسؤوليَّاته على الجميع ـ أفرادًا ومؤسَّسات ومُجتمعًا ـ بكُلِّ شرائحه في الوقوف على التجاوزات الحاصلة في هذا الشَّأن والتي كانت سببًا في حدوث حالات الحرائق، بوضع التعليمات الواردة من الهيئة والاشتراطات محلَّ تقدير واهتمام ومتابعة وتنفيذ لها في واقع الممارسة، بما يؤكِّد في الوقت نَفْسِه أهمِّية اتِّخاذ التدابير الوقائيَّة والعلاجيَّة في رفع مستوى الثقافة الوقائيَّة والجاهزيَّة المؤسَّسيَّة في التعامل مع الحرائق، سواء على مستوى الوعي المُجتمعي وترسيخ مهارات الإخلاء والتعامل مع الحرائق واستخدام طفايات الحريق، وغيرها ممَّا يُعزِّز وعي المُجتمع بمخاطر الحرائق وتداعياتها السلبيَّة على حياة الأرواح والممتلكات، ومع تنوُّع الخيارات والبدائل التي يُمكِن الإشارة إليها، سواء ما يتعلَّق بالفرد من حيث تعليمه وتدريبه وصقل مهاراته، أو المنشأة من حيث عمليَّات التخزين والتنظيم والمتابعة، أو المبنى الصناعي أو التجاري أو السكني والتزامه بمعايير الحماية المَدنيَّة، واستخدام الأدوات ذات الجودة المناسبة والعالية التي تحافظ على درجة استخدام هذه الأدوات، مع مراقبة التجاوزات الحاصلة في توصيلات الكهرباء وزيادة الأثقال والأحمال على الكهرباء أو عدم التصرُّف الصحيح والآمن مع المخلَّفات الصناعيَّة وغيرها ممَّا يصعب حصره أو استقصاؤه.
أخيرًا ومع تعدُّد الحلول وتنوُّع الخيارات للحدِّ من الحرائق في المناطق الصناعيَّة، والتي ـ أشرنا سلفًا إلى بعضها ـ نختم مقالنا بمقترحَيْنِ في الحدِّ من حرائق المناطق الصناعيَّة في محافظة مسقط، وهما:
ـ أهمِّية إعادة تقييم وجود المناطق الصناعيَّة القديمة في ظلِّ وضعها الحالي، وهنا أشير بوضوح إلى صناعيَّة المعبيلة وصناعيَّة الوادي الكبير في محافظة مسقط مع الاستفادة من الاستراتيجيَّة العمرانيَّة، والتي تعاني اليوم بسبب غياب التخطيط السَّليم لها، وتنوُّع الأنشطة التجاريَّة والصناعيَّة التي تضمُّها، وكثرة الأيدي العاملة الوافدة بها، والتي قَدْ لا تستوعبها المباني الداخليَّة في هذه الصناعيَّات، يطرح اليوم البحث عن خيار التطوير وإعادة التأهيل لهذه الصناعيَّات، ورفع درجة الأمن والسَّلامة فيها، وضمان الحدِّ من مسبِّبات الحرائق عَبْرَ ضبط الممارسات وتقنين السلوك العمَّالي والحدِّ من سكنات العمَّال غير الثابتة، أو كذلك تقديم خدمة توصيل أنابيب الغاز للمناطق الصناعيَّة بما يضْمَن اختفاء عبوَّات الغاز الحاليَّة ـ التي باتت مصدرًا رئيسًا للحرائق ـ وهذا الأمْرُ سيكُونُ له آثاره الإيجابيَّة في تعزيز توجُّه سلطنة عُمان نَحْوَ الحياد الصفري الكربوني، والحدِّ من انبعاثات الغازات والروائح نتيجة المخلَّفات الخطرة، والتي باتت تعانيها المناطق السكنيَّة المحيطة بها، بحيث يأخذ تطوير الصناعيَّات بأفضل الممارسات العالَميَّة في هذا المجال للوصول إلى بيئات صناعيَّة ذكيَّة تستفيد من توظيف التقنية، وهذا من شأنه أيضًا إعادة توزيع الأنشطة الصناعيَّة والتجاريَّة بحسب تقسيمات معيَّنة تراعي تجانس هذه الأنشطة في تقديم خدماتها للجمهور، كما تراعي انسيابيَّة الحركة المروريَّة والتوسُّع في المداخل والمخارج، وإجراءات الإخلاء ونقاط التجمُّعات، وتبنِّي مُجمَّعات إسكان العمَّال خارج الصناعيَّات وتوفير حافلات نقل عامَّة مجهَّزة لإيصالهم إلى المنطقة الصناعيَّة في فترتَي الصباح والمساء.
ـ تعزيزًا للجهود النوعيَّة لشُرطة عُمان السُّلطانيَّة في التوسُّع في خدمات مراكز الدفاع المَدني بالولايات في إطار تعزيز كفاءة القيادات الجغرافيَّة، فإنَّنا نؤكِّد من خلال مقالنا على أهمِّية العمل نَحْوَ إيجاد مركز متكامل للدفاع المدني في المنطقة الصناعيَّة بالمعبيلة وغلا الصناعيَّة والوادي الكبير وغيرها من المناطق الصناعيَّة النشطة والمستحدثة، مزوَّدًا بكافَّة الوسائل والأدوات التي تتيح له التعامل مع طبيعة الحرائق الحاصلة في المنطقة الصناعيَّة، كما يمتلك أدوات رقميَّة حديثة في الاستشعار عن بُعد حَوْلَ وجود حرائق أو تسريب للغاز، وله الصلاحيَّات الكافية بالتنسيق مع الجهات ذات الصِّلة في التعامل مع الممارسات غير السليمة فيما يتعلق بعدم تقيُّد القائمين على المصانع والمراكز التجاريَّة والعمَّال في سكناتهم باشتراطات الأمن والسَّلامة، وعَبْرَ عمليَّات التفتيش الدَّوريَّة والتعامل مع البلاغات العاجلة وغيرها من الأمور ذات الصِّلة، هذا الأمْرُ من شأنه أن يسرِّعَ في عمليَّات الإسعاف والإطفاء والاستجابة الفوريَّة من قِبل مركز الدفاع المدني في ظلِّ الاختناقات المروريَّة الحاصلة في الطُّرق المؤدِّية إلى الصناعيَّات، الأمْرُ الذي قَدْ يؤخِّر من فرص استجابة فِرق الإطفاء في الوقت المناسب.
د.رجب بن علي العويسي
Rajab.2020@hotmail.com
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: المناطق الصناعی المنشآت الصناعی محافظة مسقط التعامل مع الحاصلة فی الحرائق فی وغیرها من ة وغیرها الم جتمع الأم ر من حیث ة التی
إقرأ أيضاً:
تدمير الغابات الاستوائية يصل إلى مستويات قياسية بسبب الحرائق
وصل تدمير الغابات الاستوائية الأولية العام الماضي إلى أعلى مستوى منذ 20 عاما على الأقل، بسبب الحرائق التي يؤججها تغير المناخ وتدهور الوضع مجددا في البرازيل.خسائر فادحة بسبب الحرائقفقدت المناطق الاستوائية 6,7 ملايين هكتار من الغابات الأولية العام الماضي، وهي مساحة تعادل تقريبا مساحة بنما، في أعلى مستوى منذ بدأ جمع البيانات في عام 2002 بواسطة المرصد المرجعي "غلوبال فورست ووتش" Global Forest Watch الذي يديره معهد الموارد العالمية (WRI)، وهي مؤسسة بحثية أميركية، بالتعاون مع جامعة ميريلاند.
وقالت المديرة المشاركة للمرصد إليزابيث غولدمان إن هذا الرقم الذي يعكس زيادة بنسبة 80% عن عام 2023، "يوازي خسارة مساحة 18 ملعب كرة قدم في الدقيقة".
أخبار متعلقة زلزال بقوة 5.5 درجات يضرب مقاطعة "أوشوايا" بالأرجنتينكيف ردت بكين؟ قيود أمريكية جديدة على الرقائق الإلكترونية الصينيةوتتسبب الحرائق في ما يقرب من نصف هذه الخسائر، متقدمة لأول مرة على الزراعة.
وتمثل هذه المساحات المدمرة ما يعادل 3,1 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون المنبعثة إلى الغلاف الجوي، ما يزيد قليلا عن انبعاثات الهند في مجال الطاقة.
وقالت غولدمان "هذا المستوى من تدمير الغابات غير مسبوق على الإطلاق منذ أكثر من 20 عاما من البيانات"، مضيفة "هذا إنذار عالمي".
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } تدمير الغابات الاستوائية يصل إلى مستويات قياسية بسبب الحرائق - مشاع إبداعيتأثير الحرائق على التنوع البيولوجييركز التقرير على الغابات الاستوائية الأكثر عرضة للخطر والتي لها أهمية كبيرة بالنسبة للتنوع البيولوجي خصوصا لقدرتها على امتصاص الكربون من الهواء. ويشمل ذلك الخسائر الناجمة عن الأسباب كافة، من إزالة الغابات طوعا، ولكن أيضا بفعل التدمير العرضي والحرائق.
- "ظروف قصوى" -وأشار معدو التقرير إلى أن الحرائق كانت بسبب "ظروف قصوى" جعلتها "أكثر كثافة" و"فاقمت صعوبة السيطرة عليها". وكان 2024 العام الأكثر سخونة على الإطلاق على مستوى العالم، بسبب تغير المناخ الناجم عن حرق الوقود الأحفوري على نطاق واسع وظاهرة "ال نينيو" الطبيعية.
رغم أن الحرائق قد تكون ناجمة عن أسباب طبيعية، إلا أنها في أغلب الأحيان تحدث بسبب أنشطة البشر في الغابات الاستوائية من أجل تطهير الأراضي.
وتأتي إزالة الغابات لتطهير الأراضي من أجل الزراعة، والتي كانت تاريخيا السبب الرئيسي للتدمير، في المرتبة الثانية ولكنها تظل سببا رئيسيا.
سجلت البرازيل تدمير 2,8 مليون هكتار من الغابات الأولية العام الماضي، نُسب ثلثاها إلى الحرائق التي بدأت في كثير من الأحيان لإفساح المجال لزراعة فول الصويا أو لرعاية المواشي.
لكن البلاد سجلت نتائج جيدة في عام 2023، إذ استفادت الغابات من تدابير الحماية التي قررها الرئيس لولا خلال العام الأول من ولايته الجديدة.
وتقول الباحثة في المعهد العالمي للموارد سارة كارتر إن "هذا التقدم مهدد بسبب التوسع الزراعي".منطقة الأمازون البرازيليةكانت منطقة الأمازون البرازيلية الأكثر تضررًا، إذ وصل تدمير الغابات فيها إلى أعلى مستوى له منذ عام 2016.
وتتناقض أرقام معهد الموارد العالمية مع تلك التي نشرتها شبكة الرصد البرازيلية "ماببيوماس" MapBiomas في 16مايو، والتي أفادت بانخفاض حاد في إزالة الغابات، لكن بياناتها لا تشمل الحرائق.
وتحتل حماية الغابات مرتبة عالية على قائمة أولويات الرئاسة البرازيلية لمؤتمر الأطراف الثلاثين ("كوب30")، المؤتمر السنوي الرئيسي للمناخ الذي تنظمه الأمم المتحدة، والمقرر عقده في بيليم بين العاشر من نوفمبر والحادي والعشرين منه.
- "ظاهرة جديدة" -تحتل بوليفيا المجاورة المركز الثاني في قائمة أكثر البلدان تضررا، إذ تضاعفت ثلاث مرات المناطق المدمرة العام الماضي، أيضا بسبب الحرائق الضخمة.
ويشير معدو التقرير إلى أن معظم هذه الحرائق "تهدف إلى إزالة الأراضي لإقامة مزارع على نطاق صناعي".
وأتت النتائج متضاربة في أماكن أخرى، مع تحسن في إندونيسيا وماليزيا، لكن مع تدهور واضح في الكونغو وجمهورية الكونغو الديموقراطية.
وتأتي الضغوط على الغابات تاريخيا من استغلال أربعة منتجات يُطلق عليها اسم "الأربعة الكبار": زيت النخيل وفول الصويا ولحوم الأبقار والأخشاب.
لكن التحسن في بعض القطاعات ــ مثل زيت النخيل ــ تزامن مع ظهور مشكلات جديدة، ترتبط على سبيل المثال بالأفوكادو في المكسيك، أو بالقهوة والكاكاو.
وبالتالي، فإن أسباب إزالة الغابات لن تظل بالضرورة "على حالها دائما"، وفق مدير برنامج الغابات في المعهد العالمي للموارد رود تايلور الذي يدعو إلى اتباع مقاربة شاملة للموضوع. ويحذر قائلا "إننا نشهد أيضا ظاهرة جديدة مرتبطة بصناعة التعدين والمعادن الأساسية".