مساجد تاريخية وقصور أثرية.. أبرز المواقع التي دمرها زلزال المغرب
تاريخ النشر: 12th, September 2023 GMT
في الساعات الأخيرة من مساء الجمعة، 8 سبتمبر 2023، شهدت المغرب زلزالًا كارثيًا هز مساحات شاسعة أراضيها أودى بحياة الآلاف وتسبب في نزوح مئات الآلاف وألحق أضرارًا جسيمة بالبنية التحتية والكثير من المواقع الأثرية والتاريخية.
وأظهرت صور ومقاطع فيديو الدمار الشامل الذي أضرّ العديد من المعالم البارزة في المدن المغربية المتضررة بالزلزال المميت حتى تحولت إلى أكوامٍ من الأنقاض.
تُعد المدينة القديمة في مراكش، والتي تعود للقرون الوسطى وتم أدرجتها اليونسكو كموقع للتراث العالمي في عام 1985 (وفي عام 2009، تمت إضافتها إلى قائمة التراث الثقافي غير المادي للمنظمة).
بعد ساعات قليلة من وقوع الزلزال المدمّر، عاين فريق من مكتب اليونسكو المدينة القديمة في مراكش لتحديد الأضرار التي لحقت بالموقع الأثري.
وقال إريك فالت، المدير الإقليمي لمكتب اليونسكو للمغرب العربي، السبت: "بعد كارثة كهذه، أهم شيء هو الحفاظ على حياة البشر، يمكن القول بالفعل أن الضرر أكبر بكثير مما كان متوقعًا، ومن الضروري التخطيط فورًا للمرحلة الثانية، التي ستشمل إعادة بناء المدارس والأصول الثقافية المتضررة من الزلزال".
تأسست مدينة مراكش في الفترة ما بين 1070 و1072 على يد المرابطين، وهم سلالة مسلمة أمازيغية، وكانت قوة سياسية واقتصادية وثقافية لعدة قرون، وأثرت على العالم الإسلامي الغربي، من شمال أفريقيا إلى الأندلس.
صومعة جامع الكتبيةكما تعرضت صومعة جامع الكتبية في مدينة مراكش، والتي يزيد عمرها عن 830 عامًا، لأضرارٍ عدة وانهيار جزء منها.
وأظهرت اللقطات المتداولة هيكل الصومعة التاريخي وهو يهتز يمينًا ويسارًا فيما تصاعد الغبار منها على إثر الزلزال الذي بلغت قوته 6.8 درجة على مقياس ريختر.
مسجد تينملتسبب زلازل الجمعة بتدمير أجزاء كبيرة من مسجد تينمل الواقع في جبال الأطلس الكبير.
وأظهرت الصور المتداولة عبر منصات التواصل الاجتماعي الأضرار التي لحقت بالجامع الذي كان في السابق موقعًا للحج، وجرى ترميمه جزئيًا في منتصف القرن العشرين ومرة أخرى في التسعينيات، وتم إدراجه على قائمة اليونسكو المؤقتة للتراث العالمي منذ عام 1995.
وقبل سبعة أشهر فقط، بدأت وزارة الشؤون الإسلامية مشروع مسجد تينمل، في مشروع كان من المقرر أن تستمر 18 شهرًا وتضمنت خططًا لإنشاء متحف جديد بجوار الموقع.
ويحمل مسجد تينمل أهمية كبيرة في تاريخ المغرب لأنها كانت نقطة انطلاق الحملات العسكرية الموحدية ضد دولة المرابطين، في بداية القرن الثاني عشر.
كما تم دفن حكام الموحدين في المنطقة المجاورة للمسجد وكانت موقع المواجهة الأخيرة للموحدين ضد الإمبراطورية المرينية في عام 1275.
قصبة أيت بن حدوتعرض قصبة أو قصر أيت بن حدو، المدرج في قائمة اليونسكو والواقع على طريق القوافل القديم بين الصحراء ومراكش، لأضرار جسيمة بسبب الزلزال.
وأظهرت الصور المتداولة جدران القصر المتضررة والمتصدعة.
مواقع أثرية دمرها زلزال المغربوتشمل الجواهر المعمارية المتضررة من الزلزال:
قصر بانديا
مسجد خربوش
مدرسة بن يوسف (مدرسة بنيت في القرن الرابع عشر)
مقابر السعديين
ساحة جامع الفنا، وهي الساحة التي لجأ إليها الكثيرون عندما هز الزلزال المدينة يوم الجمعة.
الحي اليهودي القديم
المصدر: البوابة
كلمات دلالية: التشابه الوصف التاريخ المغرب زلزال المغرب مراكش
إقرأ أيضاً:
تحذير عاجل.. قنبلة زلزالية موقوتة تحت إسطنبول بقوة 7 درجات
أطلق الخبير التركي البارز في علم الزلازل، ناجي جورير، تحذيراً مقلقاً بشأن إمكانية وقوع زلزال مدمر بقوة تصل إلى 7 درجات على مقياس ريختر، ناجم عن صدع كومبورجاز النشط في بحر مرمرة، والذي يمتد على طول 75 كيلومتراً ولم ينكسر معظمه بعد، هذا الصدع يُعد أحد ثلاثة صدوع رئيسية في بحر مرمرة، ويشكل تهديداً مباشراً على مدينة إسطنبول، أكبر مدن تركيا وأكثرها كثافة سكانية.
ووفق جورير، تعد تركيا واحدة من أكثر المناطق عرضة للنشاط الزلزالي في العالم، حيث تقع على حدود عدة صفائح تكتونية نشطة، أبرزها الصفيحة الأناضولية التي تشهد تحركات مستمرة تسبب زلازل متكررة، وفي عام 1999، ضرب زلزالان مدمران منطقة مرمرة، أسفرا عن وفاة أكثر من 17,000 شخص وتدمير آلاف المباني، وأثرا بشكل كبير على شبكة الصدوع النشطة، ما نقل ضغوطاً زلزالية إلى صدع كومبورجاز.
ورغم مرور أكثر من عقدين على تلك الكارثة، يشير جورير إلى أن صدع كومبورجاز لم ينكسر بعد، لكنه محمّل بكم هائل من الطاقة الزلزالية التي قد تُطلق فجأة مسببة زلزالاً عنيفاً.
وأضاف جورير أن منطقة سيلفري الواقعة على الساحل الغربي لبحر مرمرة تمثل منطقة ذات مخاطر خاصة بسبب طبيعة تربتها المفككة والمشبعة بالمياه، والتي لا تمتص موجات الزلزال بل تقوم بتضخيمها، ما يزيد من قوتها عند وصولها إلى المباني ويُضاعف حجم الأضرار المحتملة.
وحذر من أن البناء في مثل هذه التربة يجب أن يراعي دراسات جيولوجية دقيقة، مع الالتزام بمعايير إنشائية صارمة لتجنب وقوع خسائر بشرية ومادية جسيمة.
وأكد جورير أن الزلازل في هذه المنطقة أمر محتوم لا يمكن تجنبه، مشدداً على أهمية الاستعداد والتخطيط للحد من الأضرار.
وقال: “السؤال ليس عما إذا كان الزلزال سيحدث، بل كيف سنتعامل معه، الاستعداد الجيد والتخطيط المتقن يمكن أن يمنع تحول هذه الظاهرة الطبيعية إلى كارثة إنسانية، في حين أن الإهمال سيؤدي إلى خسائر فادحة.”
ويأتي هذا التحذير في ظل تسجيل تركيا خلال الأيام الماضية زلزالاً قوياً ضرب مدينة قونيا في وسط البلاد، تلاه هزات ارتدادية في العاصمة أنقرة، مما يؤكد على النشاط الزلزالي المتزايد في البلاد ويعزز المخاوف من حدوث زلزال كبير في منطقة مرمرة.
تأثير الزلازل على إسطنبول والمناطق الساحلية
تقع إسطنبول، التي يزيد عدد سكانها عن 15 مليون نسمة، في قلب منطقة مرمرة وهي معرضة بشكل خاص لمخاطر الزلازل نتيجة لقربها من صدع كومبورجاز، وتشكل الكثافة السكانية العالية والبنية التحتية القديمة تحديات كبيرة في مواجهة زلزال قوي، خصوصاً مع وجود مناطق سكنية غير ملتزمة بالمعايير الإنشائية الحديثة.
وتعمل السلطات التركية حالياً على تطوير خطط الطوارئ وتعزيز معايير البناء، بالإضافة إلى توعية السكان بأهمية الاستعداد للزلازل من خلال تدريبات وبرامج توعوية، في محاولة للحد من الخسائر المحتملة في حال وقوع زلزال كبير.
يذكر أنه في 6 فبراير 2023، ضرب زلزال قوي بلغت قوته حوالي 7.8 درجات على مقياس ريختر شمال غربي سوريا وجنوب شرق تركيا، متبوعاً بهزات ارتدادية عنيفة، مما تسبب في كارثة إنسانية هائلة في كلا البلدين، ووقع الزلزال في منطقة قرب الحدود بين تركيا وسوريا، وتأثرت به مناطق واسعة في كل من محافظات هاتاي، غازي عنتاب، ومرسين في تركيا، إضافة إلى محافظات إدلب، حلب، وحماة في سوريا. أسفر الزلزال عن مقتل عشرات الآلاف من المدنيين، فضلاً عن تدمير واسع للبنية التحتية والمباني السكنية والتجارية، ولا سيما في المناطق التي تعاني أصلاً من ظروف إنسانية صعبة بسبب الصراع المستمر في سوريا، وتسبب الزلزال في انهيار العديد من المباني، خاصة القديمة وغير المطابقة لمعايير البناء المقاوم للزلازل، مما أدى إلى خسائر بشرية ومادية ضخمة، كما عرّضت الهزات المستمرة السكان لمخاطر إضافية، ما زاد من صعوبة جهود الإنقاذ والإغاثة.
آخر تحديث: 1 يونيو 2025 - 09:25