بعد الدعوات لتدخل دولي.. ماذا يعني إعلان مناطق ليبية منكوبة؟
تاريخ النشر: 12th, September 2023 GMT
أعلن المجلس الرئاسي في ليبيا، الاثنين، مدنا وبلدات بشرق البلاد، "مناطق منكوبة" بسبب السيول والفيضانات التي اجتاحتها وتركت الآلاف بين قتلى ومفقودين.
وطالب المجلس الرئاسي الليبي في بيان، الدول الشقيقة والصديقة والمنظمات الدولية بتقديم المساعدة والدعم، مشيرا إلى أن التداعيات الجسيمة للكارثة التي لحقت بمدن درنة وشحات والبيضاء في برقة، كان وراء إعلانها "منطقة منكوبة".
من جهته، أصدر رئيس حكومة الوحدة الوطنية (غرب)، عبد الحميد الدبيبة، قرارا، الاثنين، باعتبار المناطق التي تعرضت للفيضانات والأمطار الغزيرة "منكوبة"، موجها "كافة الجهات العامة والمختصة باتخاذ التدابير العاجلة والاستثنائية، لمواجهة أضرار الفيضانات والسيول".
وأعلنت الحكومة الليبية في الشرق، الثلاثاء، الحداد وتنكيس الأعلام 3 أيام، معتبرة درنة مدينة "منكوبة" بعد تعرضها لسيول وأمطار جارفة أضرت بالمدينة وسكانها.
ودعت الحكومة "كافة الجهات المعنية إلى اتخاذ الإجراءات والتدابير الاستثنائية اللازمة للتعامل مع الوضع في درنة، وحماية السكان ومساعدتهم على تجاوز هذه الأزمة".
وطالت أضرار جسيمة مدن ليبيا الساحلية، بعد أن اجتاح الإعصار "دانيال" البحر المتوسط، مما تسبب في غمر الطرق بالمياه وتدمير مبان في درنة، وألحق أضرارا بتجمعات سكنية أخرى على امتداد الساحل، بما في ذلك بمدينة بنغازي ثاني أكبر المدن الليبية.
وتعرضت مدينة درنة الساحلية لخسائر بشرية ومادية كبيرة، عقب اجتياح سيل عارم بعد عاصفة عاتية وأمطار غزيرة.
متى يتم إعلان منطقة منكوبة؟وتصف سلطات دولة ما أو منظمات دولية منطقة ما بـ"المنكوبة" عندما تتعرض لأضرار بليغة ناتجة عن وقوع كارثة طبيعية مثل الأعاصير والزلازل والفيضانات، أو كوارث صناعية أو نووية.
ويمكن للكوارث التي يتسبب فيها العامل البشري المباشر من قبيل أعمال العنف الواسعة والهجمات الإرهابية والحروب والنزاعات، أن تؤدي أيضا إلى إعلان منطقة أو مناطق منكوبةً.
وتؤثر الكوارث التي تعرفها المناطق التي تعلن منكوبة على السكان والبنية التحتية والخدمات الأساسية، وتنتج عنها معاناة إنسانية جسيمة، مثل نقص في الغذاء والمياه الصالحة للشرب والرعاية الطبية، وتشريد السكان وتدمير وضياع الممتلكات، ما يعني أنها مسرح لحالة طوارئ وبالتالي فهي مؤهلة لتلقي إمدادات الإغاثة والمساعدات المحلية والدولية.
ويحدد البروتوكول الإضافي الأول الملحق باتفاقيات جنيف الصادر عام 1977، أن من شروط الإعلان عن منطقة منكوبة، أن تكون تأثيرات الكارثة ألحقت خسائر فادحة في البنية التحتية والأرواح وتعذر على السلطات المحلية تأمين الاحتياجات الأساسية للسكان.
كيف يتم التعامل مع المناطق المنكوبة؟وطالب المجلس البلدي لمدينة درنة الليبية بالتدخل الدولي من أجل إنقاذ المنطقة من خسائر إضافية محتملة، بسبب التداعيات التي خلفتها فيضانات إعصار "دانيال".
وقال العضو في المجلس البلدي لدرنة، أحمد مدورد، "نعلن مدينة درنة منطقة منكوبة، وهي تحتاج إلى تدخل دولي من أجل فتح الممرات البحرية لأن جميع الطرق الواصلة إلى المدينة أصبحت مقطوعة"، حسبما نقلته "أصوات مغاربية".
وأفاد مدورد بأن "الدخول إلى مدينة درنة أضحى يعتمد على طريق واحد محفوف بالعديد من المشاكل، ما يتطلب فتح ممر بحري عاجل لأن المدينة منكوبة بكل ما تحمل الكلمة من معنى وتتواجد تحت خط الموت".
وتنظم قوانين واتفاقيات دولية طرق التدخل والتعامل مع مناطق الكوارث المنكوبة، حيث حدد "القانون الدولي الإنساني" سبل حماية المدنيين والمستشفيات والموظفين الإنسانيين أوقات الكوارث، وانطلاقا من بنوده يمكن للمجتمع الدولي اتخاذ إجراءات لتقديم المساعدة الإنسانية في هذه المناطق.
وأشارت المادة 61 من البروتوكول المذكور إلى صلاحيات سلطات الإغاثة والإنقاذ لحماية المدنيين من المخاطر ومساعدتهم على التعافي من الآثار المباشرة للكوارث الطبيعية أو أعمال العنف، وتشمل هذه التدخلات: التحذير والإنقاذ، الإخلاء، إدارة الملاجئ، الكشف عن المخاطر ووضع علامات عليها لتمييزها، وتقديم الخدمات الطبية والإسعافات الأولية، إضافة إلى المساعدة الطارئة في أعمال الترميم والصيانة للمرافق العامة التي لا غنى عنها.
وحددت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضا مجموعة من المبادئ الخاصة بالتدخل الإنساني في هذه المناطق، أُطلق عليها "مبادئ روسو التوجيهية"، والتي تهدف إلى توجيه الجهود الإنسانية في مجال تقديم يد العون للضحايا في النزاعات والكوارث.
وتعد هذه المبادئ إطارا أساسيا للعمل الإنساني وتقديم المساعدة الإنسانية في المناطق المنكوبة.
ولمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة صلاحيات اتخاذ إجراءات للتدخل في المناطق المنكوبة، كما أن بإمكانه أيضا التدخل لإعلان عقوبات اقتصادية أو تأسيس قوات دولية للحفاظ على الأمن والسلام في هذه المناطق.
ومن ضمن المنظمات الأممية التي يعهد إليها التعامل مع المناطق التي تعلن منكوبة، مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، التابع للأمم المتحدة والذي تم تأسيسه في 19 ديسمبر 1991 بموجب قرار الجمعية العامة 46/182.
ويسعى المكتب لتعزيز استجابة الأمم المتحدة لحالات الطوارئ المعقدة والكوارث الطبيعية.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: منطقة منکوبة مدینة درنة
إقرأ أيضاً:
ما القبة الحرارية التي تتأثر بها دول المنطقة؟
تشير التحليلات والبيانات الجوية إلى تعاظم المرتفع الجوي على منطقة شبه الجزيرة العربية والعراق، وتطور ما يُعرَف بالقبة الحرارية، والتي تترافق عادة مع أجواء حارة ودرجات حرارة مرتفعة في المناطق التي تؤثر عليها.
ويُتوقع أن تطال تأثيرات القبة الحرارية أجزاء واسعة من جنوب العراق، وبشكل خاص محافظة البصرة، إضافة إلى الأجزاء الداخلية من الكويت، وكذلك أجزاء من المنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية، حيث من المنتظر أن تلامس درجات الحرارة حاجز الـ50 درجة مئوية أو أكثر قليلا خلال فترة الظهيرة، وفق موقع طقس العرب.
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4الاحتباس الحراري.. تعريفه وأسبابه وآثارهlist 2 of 4ما الغازات المسببة للاحتباس الحراري؟list 3 of 4حرارة الصيف.. كيف تحمي نفسك من الإرهاق الحراري؟list 4 of 4قبة حرارية تحاصرها.. صراع إيران مع درجات الحرارة المرتفعة غير المسبوقةend of listومع بداية فصل الصيف في نصف الكرة الأرضية الشمالي والذي يبدأ فلكيا في الـ21 من شهر يونيو/حزيران، بدأت المرتفعات الجوية بالتعاظم في منطقة شبه الجزيرة العربية والمناطق المدارية وشبه المدارية.
والقبة الحرارية (Heat Dome) هي ظاهرة مناخية تحدث عندما ينحصر الهواء الساخن في منطقة معينة تحت ضغط جوي مرتفع، ويبقى عالقا فيها لفترة من الزمن، مما يؤدي إلى ارتفاع كبير في درجات الحرارة قد يستمر لأيام أو حتى أسابيع.
وتساهم عدة عوامل في تشكل القبب الحرارية، خاصة زيادة حرارة مياه سطح المحيطات والبحار والاحتباس الحراري، الذي يضعف ما يُعرَف بالتيار النفاث المار عبر شمال المحيط الأطلسي.
والتيار النفاث المتجول (أو التيار النفاث) هو تيار هوائي سريع وضيق يتدفق من الغرب إلى الشرق في طبقة التروبوسفير العليا من الغلاف الجوي، على ارتفاع حوالي 9 كيلومترات، ويتشكّل نتيجة لاختلاف درجات الحرارة بين الكتل الهوائية الباردة والدافئة.
فعندما يتشكّل نظام ضغط جوي مرتفع في طبقات الجو العليا، يقوم هذا المرتفع بمنع حركة الهواء رأسيا وأفقيا، مما يمنع الهواء الساخن من الصعود والتبدد.
وينحبس الهواء الساخن تحت هذا "الغطاء" أو "القبة"، ويستمر في التسخين مع الأيام بسبب الإشعاع الشمسي، كما لا يسمح هذا المرتفع بمرور الجبهات الباردة أو بحدوث أمطار تساعد على التبريد.
صيف لاهب
غالبا ما تتشكّل القبة الحرارية في فصل الصيف، خصوصا في المناطق القارية أو الجافة، تترافق عادة مع موجات حر شديدة وجفاف بسبب الاحترار العالمي وزيادة التغيرات في التيارات الهوائية العالمية.
وفي السنوات الأخيرة، خاصة في صيف 2021 و2022، شهد العراق درجات حرارة تجاوزت 50 درجة مئوية في بغداد والبصرة، وكانت تلك الموجات نتيجة قبة حرارية قوية استقرت فوق المنطقة، ومنعت تبدد الحرارة.
كما سجّلت الكويت واحدة من أعلى درجات الحرارة عالميا في صيف 2016، بلغت 54 درجة مئوية في منطقة مطربة، وكان ذلك نتيجة قبة حرارية واسعة غطت شبه الجزيرة العربية، واستمرت لفترة طويلة.
وشهدت السعودية موجات متكررة في الرياض والشرقية، وفي مناطق مثل الرياض والدمام غالبا ما تتعرض لقبات حرارية في الصيف، خاصة خلال شهرَي يوليو/تموز وأغسطس/آب، حيث سجلت درجات حرارة تقارب 52 درجة مئوية في بعض السنوات.
كما سجّلت المغرب والجزائر وتونس في صيف 2023 موجة حر غير مسبوقة، حيث تجاوزت درجات الحرارة 49 درجة في بعض المدن. وكانت مرتبطة بقبة حرارية ضخمة مصدرها الهواء الساخن القادم من الصحراء الكبرى.
وفي يوليو/تموز 2024 سجلت مدن إيرانية درجات حرارة أعلى من 48 درجة بقيت لمدة 25 يوما وأعلى من 50 درجة بقيت لمدة 6 أيام، وخصوصا بالمنطقة الجنوبية الغربية.
وبشكل عام تؤدي القبة الحرارية إلى ارتفاع شديد في درجات الحرارة، وزيادة خطر حرائق الغابات، وأضرار صحية مثل ضربات الشمس والإجهاد الحراري، كما تؤدي إلى ضغط على شبكات الكهرباء بسبب الاستخدام الزائد لأجهزة التبريد، وتأثيرات أخرى على الزراعة والمياه.