بسم الله الرحمن الرحيم و أفضل الصلاة و أتم التسليم على سيدنا محمد.

بلاد السودان تذخر بالموارد المتنوعة و الثروات الهآئلة ، و الكثير من السودانيين يَدَّعُون حيازة القيم و العلم و المعرفة و الخبرة و الريادة في كل مجالات الحياة و جميع ضروبها و دروبها ، و بعضٌ/كثيرٌ من السودانيين يَدَّعُون/يعتقدون أنهم قد ساهموا في تأسيس/إدارة/بنآء العديد من البلدان في أفريقيا و الشرق الأوسط ، و رغم ذلك تعجز الشعوب السودانية عجزاً تآماً عن تقديم/تخريج/إنتاج قيادات وطنية صادقة تمتلك المعرفة و المؤهلات و الخبرات و القدرة على إحداث التغيير ، قيادات تتولى أمور السلطة و إدارة الدولة السودانية: تفض النزاعات ، توقف/تمنع الإحتراب ، تثبت الأمن ، تُفَعِّلُ الإستقرار بما يحقق التنمية و الإنتاج و البنآء و من ثم مجتمع العدل و الكفاية و الرفاهية.

..
و الشاهد هو أن الشعوب السودانية قد جنت على أنفسها كثيراً بخضوعها/مساندتها/دعمها لقيادة المغامر و المهووس و المعتوه و المأفون و الجاهل و الخآئن و اللص و الكذوب و المنافق و الفاشل و كذلك الرَّبَّاط و كَاتِل الكُتَلَة ، و يبدوا أن بعضاً من السودانيين من العسكريين و المدنيين من أصحاب الصفات المذكورة في السطور السابقة ، من غير المؤهلين و الذين تنقصهم الكفآءات و الخبرات و جميع صفات القيادة ، قد أَلُوْا على أنفسهم إختطاف السلطة و تولي الأمر العام عنوةً مع السعي الجآد و الإجتهاد في الفساد و الإفساد و خراب الدولة و تدميرها بصورة ممنهجة و ذلك بهدف تفتيتها و تقسيمها إلى دويلات على خطوط الجهة و القبيلة و العرق ، و يبدوا أن تلك الإستراتيجية تخدم مصالح العديد من الجماعات/الجهات المحلية و كذلك الإقليمية و العالمية الضالعة/الوالغة في الشأن السوداني ، و يبدوا أن تلك الجهود قد أصابت قدراً/حظاً عالياً من التقدم و النجاح...
و يعتقد كثيرون أن الدَّقسَة الكبرى/العظمى كانت في تسليم زمام ثورة ديسمبر ٢٠١٨ ميلادية إلى غير مستحقيها من ثلة عسكر اللجنة الأمنية العليا لنظام الجماعة الإنقاذية المتأسلمة (الكيزان) و أمرآء حروب التمرد المسلح ”الكفاح المسلح“ و جماعات الأرزقية و الطفيلية السياسية و الإقتصادية و السواقط الحزبية و الفواقد التربوية و المجتمعية المتعطشين دوماً إلى السلطة و النفوذ و المال و الشهرة ، و كانت المحصلة النهآئية لتلك الدقسة أنها أجبرت الشعوب السودانية على خوض و عيش تجربة/كابوس المرحلة الإنتقالية الفاشلة...
و كانت قمة الفشل في التهاون في خطوات تفكيك نظام إنقلاب الثلاثين من يونيو ١٩٨٩ ميلادية ، و في التعامل الرخو اللامبالي و الغير جآد في محاسبة و محاكمة و معاقبة رموز و قيادات الجماعة الإنقاذية المتأسلمة (الكيزان) على ما إرتكبوه من جرم و فساد و إفساد و مخالفات و مظالم/فظآئع في حق الشعوب السودانية ، و عوضاً عن ذلك كان الإنشغال العظيم بالمحاصصات الوزارية و المناصب التنفيذية و المناورات و المكايدات و تكبير الكيمان...
ثم إختطفت/أغتصبت الثورة السودانية من قبل أعضآء اللجنة الأمنية العليا لنظام الجماعة الإنقاذية المتأسلمة (الكيزان) بمساعدة و مساندة كوادر الجماعة المتغلغلين في كل مفاصل السلطة و مرافق الدولة ، و تم ذلك بينما الشعوب السودانية منقسمة بين المساند و المعارض و المندد و المتفرج/المراقب/الصامت...
و معلومٌ أن أعضآء الجماعة (الكيزان) و كما إعترف و وَثَّقَ رئيسها و زعيم تنظيمها ، حسن الترابي ، قد مردوا على النفاق و ممارسة فقه التقية و الكذب هذا إلى جانب الفساد و الإفساد و الخبث و القتل و التعذيب و نقض العهود و المواثيق ، و لم يكن مستغرباً أن يواصل مختطف/مغتصب السلطة ، الموالي للجماعة و المدين لها بالترقيات و المناصب ، ممارسة أساليب و سياسات الجماعة ، ففي مساعيه و بحثه عن الدعم و المساندة و العون السياسي/المادي لتحقيق حلمه في السلطة و الحكم لم يجد حرجاً في منافقة/مداهنة الخصوم و الأعدآء و قدامى الحلفآء في الخليج الفارسي و شبه الجزيرة الأعرابية مستغلي/مستنزفي الموارد السودانية و جمهورية مصر العربية المحتلة للأراضي السودانية و المستغلة للكثير من الموارد و الثروات السودانية ، و دول أرتريا و جنوب السودان التي تأوي و تدعم التمرد المسلح...
و كان الهوان ببلاد السودان قد بلغ دركاً أسفلاً غير مسبوق جعل قادة مليشيات الجَنجَوِيد (الدعم السريع) من الهالكين و الهاربين و الذين من دونهم من المعتوهين و المأفونين يتصدرون المنابر و المنتديات و الأخبار و شاشات التلڨزيونات الأعرابية و الوسآئط الإجتماعية و أسافير الشبكة العنكبوتية بتهديداتهم و خطاباتهم و بياناتهم الكاذبة الرديئة/الركيكة المفردات ، يتحدثون فيها عن إنتصارات ”أشاوس“ مليشيات الجنجويد (الدعم السريع) و عن تأسيس دولة الديمقراطية و الحرية و العدالة و الشورى و المساواة و السلام ، و ما عرفهم الناس إلا من خلال: ولوغهم في قطع الطريق و الحروب الجهوية/القبلية و الإرتزاق العسكري و التورط في أعمال القتل و الحرق و الإنتهاكات المخالفة للقيم و حقوق الإنسان و إجادة حملات الإبادة الجماعية العرقية و إحداث النزوح في أقاليم دارفور و كردفان و إرتكاب المجازر في العاصمة السودانية و بقاع أخرى من أقاليم بلاد السودان ، هذا عدا عمليات تهريب الثروات و النشاط الإقتصادي الطفيلي الغير خاضع لسيطرة الدولة...
و كان العبث و الفوضى و الجُوطَة في الساحات السياسية/العسكرية/الإقتصادية/الإجتماعية في بلاد السودان قد بلغت مداها و درجات غير مسبوقة من اللامعقول أذهلت/ألجمت عقول المراقبين و المحلليين و الخبرآء حتى إختلط عليهم الأمر فأصبحوا لا يدرون إن كانوا هم شهود عيان يتابعون أحداث مأساوية تاريخية حقيقية تتكشف أمام أعينهم ، أم هم من مشاهدي مسلسل درامي/تراجيدي موغل في الخيال و أحداث العنف ، أم هم جمهور مسرحية كوميدية رديئة الإخراج و التنفيذ ، أم هم قرآء رواية عبثية!!!...
و مما أربك العقول و ألجمها و أذهلها كثيراً أن الساحة/اللوحة السريالية السودانية قد إحتوت على خليط معقد و مركب من الأحداث وثقته وسآئط التواصل الإجتماعي فيها مشاهد المدنيين المتابعين في نهمٍ و شغفٍ لأدق تفاصيل عمليات (البَل) و (الجَغِم) و التمثيل بالجثث و النهب و السرقة و الإغتصاب و إحتلال بيوت السكان الذين نزحوا/فروا بسبب ضرواة القتال و الإنتهاكات التي إرتكبتها مليشيات الجنجويد (الدعم السريع) و من والاهم من عصابات العاصمة و الأقاليم ، و قد إحتوت اللوحة على فصول عديدة تجسد/تحكي أخبار النازحين و الفارين في مرافيء النزوح و اللجوء و تفاصيل حياتهم الجديدة و مناشطهم و بما يوحي أن ذاكراتهم القريبة قد تجاوزت فظآئع الحرب و مآسي النزوح/الفرار!!! ، و قد وثقت اللوحة أيضاً فعاليات و لحظات تغيير/تبديل الولآءات السياسية و العسكرية التي أصبحت ظاهرة عادية/روتينية يتنافس فيها الخصوم و الأعدآء بغرض تسجيل السبق و الأرقام القياسية في الفساد و الإرتزاق العسكري/السياسي و العمالة ، كما عكست اللوحة كل ما يدور في وسآئط التواصل الإجتماعي من نقاش و جدل موغل في العنصرية و الحقد و التطرف على خطوط الجهة و القبيلة و العرق...
في خضم هذه الفوضى و الأجوآء البالغة التعقيد سأل سآئل:
- كيف للسودانيين معالجة هذا العبث الهَردَبِيسِي من اللامعقول و الفوضى/الجوطة السياسية/العسكرية/الإقتصادية/الإجتماعية؟
- و كيف لهم العمل في أجوآء الإحتراب و القتل و الحرآئق و الفظآئع؟
- و كيف لهم ممارسة السياسة في بيئة متخمة بالفساد و الإرتزاق و العمالة و الإرتهان للأجنبي؟
- و كيف لهم مواصلة الثورة و تحقيق شعارتها في الحرية و السلام و العدالة في أجوآء: الظلم و الكره و الحقد و العداوة و الشحن الجهوي/القبلي/العرقي المتطرف؟
- و هل بلاد السودان آيلة إلى السقوط و التمزيق و التفتيت و الزوال؟
- و كيف و من أين يبدأ بنآء/إعادة بنآء الدولة السودانية الجديدة؟
و السآئل يسأل و هو يعلم علم اليقين أن الأمن و الإستقرار من ركآئز و شروط تحقيق شعارات الثورة السودانية ، و هو يعلم صعوبة/إستحالة تحقيق الأمن و البنآء و مؤسسات الدولة فاشلة/عاجزة تراوح ما بين حالات الحرب و الفوضى و العبث و اللأمن و اللادولة و الكارثة ، و كيف يتحقق الأمن و المؤسسات و الأجهزة المنوط بها تنفيذه و تحقيقه منهكة و قد فقدت قوامها/مصداقيتها/مهنيتها/إحترافيتها/أهليتها...
كما يعلم السآئل يقيناً أن الإحتراب تحت رايات الجهة/القبيلة/العرق و كفالة الأجنبي لن يتحقق له النصر أبداً ، و أن مليشيات الجنجويد (الدعم السريع) إن تغلبت فحينها و حتماً لن تكون هنالك دولة تسمى جمهورية السودان ، و أن الإحتراب تحت تلك الرايات البالية سوف يؤدي ، لا محالة ، إلى تأكيد فشل الدولة السودانية و إلى تمزق ما تبقى من جمهورية السودان و تشظيها إلى دويلات ، خصوصاً و أن أمر التقسيم يجد هوىً عظيماً و قبولاً كبيراً عند لاعبين أساسيين محليين و جهات إقليمية و عالمية...
و يبدوا أن اللاعبين/العابثين/الوالغين الحاليين من العسكر و أمرآء الحروب و المدنيين ليسوا قادرين و غير مؤهلين لتحقيق مهمة إيقاف الحرب و حل النزاعات و إنجاز السلام و الأمن و الإستقرار ، و يبدوا أن الخطاب الجهوي/القبلي/العرقي سوف يسود إلى حين ، و يبدوا أن أمد الحرب الدآئرة حالياً سوف يطول...
و الأحوال هكذا فلا مفر لبلاد السودان و الشعوب السودانية من حتمية مواصلة مشوار الحرب و الفشل و الدمار حتى نهاياته ، و لن تكون هنالك نهايات قبل بلوغ المتحاربين/المتصارعين مرحلة الإرهاق التآم و العجز النهآئي بسبب نفاذ/نضوب مخزون الدوافع و الموارد و الأرصدة و نفاد صبر الداعمين الإقليميين و العالميين ، و عندها ربما يختفي عن المشهد السياسي بعض/كل الفاسدين و الفاشلين و المجرمين و الظالمين من العسكر و المليشيات و أمرآء حروب ”الكفاح المسلح“ و الأرزقية الطفيلية السياسية و الإقتصادية و السواقط الحزبية و الفواقد التربوية و المجتمعية و ذلك بدواعي التغييب بسبب الموت أو الإعاقة أو الإبعاد أو الهروب أو العار أو الإختشآء!!! ، و عندها لن يكون أمام ما تبقى من الأحيآء من العقلآء و الحكمآء سوى الجلوس و التفاكر حول كيفية لم الشمل/الأشلآء و سبل البحث عن الأمن و الإستقرار و تحقيق شعارات الثورة: حرية ، سلام و عدالة...
أما الحالمين بحدوث المعجزات و سيناريو ظهور المنقذ العادل الحازم فعليهم إنتظار أيهم أسرع حدوثاً: ظهور نبي أو رسول أو مجيء علامات و أشراط الساعة أو النفخ في الصور...
و الحمد لله رب العالمين و أفضل الصلاة و أتم التسليم على سيدنا محمد.

فيصل بسمة

Faisal Basama

[email protected]  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

إبراهيم شقلاوي يكتب: العودة للخرطوم ورسائل مفضل

أصدر مجلس الوزراء الانتقالي التعميم رقم (18) لسنة 2025 موجّهًا وزارات العدل، الزراعة والري، المعادن، الثروة الحيوانية والسمكية، البنى التحتية والنقل، التحول الرقمي والاتصالات، التربية والتعليم، التعليم العالي، الموارد البشرية والرعاية الاجتماعية، الشؤون الدينية والأوقاف، والثقافة والإعلام والآثار والسياحة ببدء ترتيبات انتقالها من بورتسودان إلى الخرطوم.

وعلى الرغم من أن القرار يبدو إداريًا، إلا أنه لا يخلو من الدلالات السياسية فهذه الوزارات كانت تعمل في بورتسودان بطاقة محدودة ومهام محدودة ، وعودتها الآن تعني استدعاء كامل القوة العاملة للدولة مع توفير امكانات العمل واستعادة نبض الجهاز التنفيذي إلى مركز السلطة.

وفي الوقت نفسه، فإن انتقالها إلى مقار بديلة داخل الخرطوم، دون منطقة الوسط ، وفقا لتقديرات لجنة الفريق جابر التي تدرس إعادة تخطيط المنطقة المركزية لصناعة عاصمة حديثة. وهنا يكتسب القرار بعده الاستراتيجي: فالدولة لا تكتفي بالعودة إلى الخرطوم، بل تعود ربما وهي تعيد تعريف قلب العاصمة حيث الواقع الجديد ، في خطوة تجمع بين استعادة المؤسسات ، والشروع في هندسة شكل الدولة المقبلة.

عودة الحكومة الاتحادية إلى الخرطوم في ديسمبر الجاري تعيد رسم مركز السلطة في السودان بعد أكثر من عامين من التشتت القسري جراء تمرد مليشيا الدعم السريع . الخرطوم، التي شهدت خرابًا ممنهجًا وفقدت دورها كمسرح للقرار الوطني، تعود لتصبح رمزية الدولة ومرآة سلطتها على الأرض، في وقت ما تزال فيه التهديدات الأمنية والمخاطر السياسية قائمة.

هذا القرار ، إعادة تعريف العلاقة بين المركز والجهاز التنفيذي وإعادة ضبط الأداء المؤسسي على أساس يضمن استقرار العاصمة وقدرة الحكومة على فرض إرادتها لاسيما اننا مقبلون علي خطة للعام الجديد حملت الكثير من الاهداف والتحديات .

بالمقابل جات زيارة المدير العام لجهاز المخابرات العامة الفريق أول أحمد إبراهيم مفضل بالأمس لولاية الخرطوم في هذا التوقيت في صميم هذه الاستراتيجية، فهي رسالة مزدوجة: داخليًا تحذر من نشاط المتعاونين مع الميليشيات والخلايا النائمة، وتؤكد أن العودة ليست لحظة انتصار فحسب، بل بداية إدارة دقيقة لما بعد الحرب، وخارجيًا تؤكد قدرة الدولة على التحكم في الخرطوم، وتثبيت وجودها السياسي والأمني قبل أي ترتيبات.

اختيار مفضل لهذا التوقيت ليس صدفة، فهو يتزامن مع القرار الخاص بنقل الوزارات لذلك يهدف إلى ضبط المشهد الداخلي والسيطرة على النسق الأمني والسياسي في العاصمة، وشارة ذكية لتأكيد أن كل تحرك حكومي يتم ضمن خطة واضحة ومنسقة مع كافة الأجهزة الأمنية.

حديث مفضل أيضًا اكد الأهمية الرمزية للأمن والمجتمع المدني والثقافة في تثبيت الدولة: رتق النسيج الاجتماعي، نبذ خطاب الكراهية، وضمان مشاركة مؤسسات الدولة مع المجتمع، كلها أدوات تجعل السلطة ليست مجرد قوة مادية، بل قوة معنوية تستطيع أن تعيد رسم المشهد الداخلي.

لذلك العودة تحمل رسائل واضحة للجبهة الداخلية : أن انتظار القرار لن يكون خيارًا، وأن الخرطوم ستكون مركز المبادرة القادمة ، وأن أي تحرك سياسي داخلي يجب أن يأخذ في الاعتبار طبيعة السلطة المعاد تأسيسها في العاصمة. فالخطر الحقيقي الآن لا يكمن فقط في بقايا الميليشيات، بل في الفراغ السياسي أو التشتت المؤسسي الذي قد يسمح للقوى الداخلية المتربصة أو الخارجية الطامعة بإعادة صياغة الواقع على حساب الدولة.

سياسيًا، القرار يعيد تشكيل القوة بين الدولة وشعبها ، ويؤكد أن الحكومة تتحرك وفق استراتيجية مركزية متدرجة: استعادة السيادة على العاصمة، إعادة ضبط الجهاز التنفيذي، ومزج الأداء الأمني مع العمل السياسي، ما يخلق قدرة أكبر على إدارة الأزمة واستشراف المرحلة المقبلة. هذه الإجراءات ترسل رسالة لكل القوى الإقليمية والدولية: الخرطوم قلب القرار الوطني، بعودتها يعود التوازن وتعود الإرادة الوطنية متماسكة .

العودة للخرطوم إذن ليست مجرد إعادة مقار وزارات او ضبط للأداء التنفيذي للحكومة ، بل إعادة بناء الدولة نفسها من داخل العاصمة، مع وضع جميع الأطراف القيادات العليا ، إداريين، أمنيّين، ومجتمعيين ،ضمن رؤية واضحة لتحقيق تماسك سياسي واستقرار استراتيجي.

بحسب #وجه_الحقيقة ، العودة تمثل تحركًا استراتيجيًا متعدد الأبعاد: داخليًا تؤكد قدرة الدولة على إدارة السلطة وتنظيم المشهد السياسي، أمنيًا تعيد ضبط العاصمة ومواجهة التهديدات، وإقليميًا ترسل إشارات قوية بأن الحكومة ما تزال قادرة على المبادرة والتحكم بزمام الأمور. الخرطوم اليوم ليست مجرد مقر، بل منصة لإعادة تعريف السلطة والسيادة، وقلب أي استراتيجية وطنية أو تفاوضية محتملة ، وما قاله حديث مفضل يؤكد أن المرحلة المقبلة ستُدار بحذر، مع مزج السياسة والأمن والإدارة المؤسسية في بوتقة واحدة لضمان استمرار الدولة واستقرارها.
دمتم بخير وعافية.
الأربعاء 9 ديسمبر 2025م [email protected]

إنضم لقناة النيلين على واتساب

Promotion Content

أعشاب ونباتات           رجيم وأنظمة غذائية            لحوم وأسماك

2025/12/09 فيسبوك ‫X لينكدإن واتساب تيلقرام مشاركة عبر البريد طباعة مقالات ذات صلة إسحق أحمد فضل الله يكتب: (يا أيها القبر… كم أنت حلو)2025/12/09 من ينطق2025/12/08 وجوه يجب أن تتقدم المشهد.. لماذا تتجاهل الدولة أصحاب الحجة؟2025/12/08 عائشة الماجدي تكتب ✍️ (يٌمه نحن الجيش)2025/12/08 الصين من الهامش إلي المركز2025/12/08 تحولات آلية دعاية تبرير الغزو2025/12/08شاهد أيضاً إغلاق رأي ومقالات غياب الدولة وتمدد المليشيا… ا 2025/12/08

الحقوق محفوظة النيلين 2025بنود الاستخدامسياسة الخصوصيةروابطة مهمة فيسبوك ‫X ماسنجر ماسنجر واتساب إغلاق البحث عن: فيسبوك إغلاق بحث عن

مقالات مشابهة

  • مستشار الرئيس الفلسطيني: قبلنا خطة ترامب لوقف الإبادة الجماعية في غزة
  • لتحقيق الأمن.. الهباش: يجب عودة السلطة الفلسطينية لإدارة غزة
  • تصنيف الإخوان المسلمين جماعة إرهابية.. نهاية للحرب أم تصعيد للصراع في السودان؟
  • رواتب وامتيازات السلطة المتضخمة مفتاح الفساد!
  • الدويري: أخشى أن تنقسم الجغرافيا السودانية كما هو الحال في ليبيا
  • وزير الخارجية: نتحرك بقوة لإنهاء الحرب في السودان وحماية مستقبل الدولة
  • نشأت الديهي يحذّر تركيا: خطر الإخوان عليكم قبل مصر
  • نشأت الديهي يوجّه نداءً لتركيا: انتبهوا لخطورة الإخوان على أراضيكم
  • الشعب يحاصر السلطة: كفى تواطؤاً… أين خبّأتُم نور زهير وأموال القرن؟
  • إبراهيم شقلاوي يكتب: العودة للخرطوم ورسائل مفضل