الفيالقة.. بكتيريا قاتلة تنتقل عبر زراعة أعضاء من أجساد متوفين
تاريخ النشر: 16th, September 2023 GMT
شفق نيوز / رجح تقرير أمريكي، يوم السبت، أن تكون عملية زراعة أعضاء استخرجت من أجساد أشخاص متوفين، قد تسببت في انتشار بكتيريا "الفيلقيّة" الخطيرة.
وذكر التقرير، الذي نشرته المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، أن "الشخصين اللذين أصيبا بداء (الفيالقة) تلقيا رئتين من رجل توفي غرقاً العام الماضي بعد سقوطه في نهر بولاية بنسلفانيا، وأُعلن أن الرجل الذي كان في الثلاثينيات من عمره، توفي دماغيًا بعد فشل محاولات إنعاشه".
وتمكن الأطباء من نقل الرئة اليمنى للمتوفى إلى امرأة في السبعينيات من عمرها. أما رئته اليسرى فذهبت إلى رجل في الستينيات من عمره. وفي النهاية، أصيب كلاهما بداء الفيالقة، الذي يعد أشد أشكال التهاب الرئة ويسبّبه بكتيريا تُعرف باسم الفيلقيّة.
ويعد الأشخاص الذين يخضعون لعملية زراعة أعضاء معرضين بشكل خاص للإصابة بالعدوى، إذ يتعين عليهم تناول دواء يثبط جهاز المناعة لديهم لبقية حياتهم لمنعه من مهاجمة العضو المتبرع به.
وفي هذه الحالة، أصيبت متلقية الرئة اليمنى بالمرض وثبتت إيجابية فحصها لبكتيريا الفيلقيّة في يونيو/ حزيران عام 2022، بعد حوالي شهر من خضوعها لعملية زرع الرئة. وقد عالجها الأطباء بالمضاد الحيوي، وقد تعافت تماماً.
أما متلقي الرئة اليسرى، فقد تعرض لعدة مضاعفات بعد عملية الزراعة وثبت إصابته بالبكتيريا في يونيو/ حزيران. وفي البداية، بدا أنه يتعافى، ولكنه توفي بعد حوالي ستة أشهر من جراحة زرع الأعضاء بسبب فشل في الجهاز التنفسي.
وقام الأطباء بفحص ثلاثة أشخاص آخرين تلقوا أعضاءً من المتبرع ذاته، ولكنهم لم يظهروا أي أعراض تدل على انتقال عدوى البكتيريا.
وبعد معرفة السلطات بهاتين الحالتين، قامت إدارة الصحة في ولاية بنسلفانيا بالبحث عن مصدر البكتيريا.
وقامت الإدارة بفحص مياه المستشفى حيث أُجريت عمليات زراعة الأعضاء، ولكنها لم تجد أي دليل على وجود بكتيريا الفيلقيّة.
وفي النهاية، بدأ المسؤولون في الاشتباه بأن البكتيريا جاءت من المتبرع الذي توفي غرقا، إذ يمكن العثور على بكتيريا الفيلقيّة بشكل طبيعي في المياه العذبة. وقد يكون من الممكن أن البكتيريا انتقلت إليه عندما استنشق المياه أثناء غرقه.
وتحذّر مراكز مكافحة الأمراض من أن حالات الإصابة بداء الفيالقة زادت "بشكل كبير" خلال العقد الماضي. وتزدهر البكتيريا في الماء الدافئ، ومع ارتفاع درجات الحرارة بسبب أزمة المناخ، أصبح هناك العديد من الفرص لنموها.
ويأمل العلماء أن يكون التقرير الجديد بمثابة تحذير لمقدمي الرعاية الصحية ليكونوا على اطلاع على العدوى المحتملة لبكتيريا الفيلقيّة لدى متلقي الأعضاء.
وذكرت الدراسة التي أجراها باحثون في ولاية بنسلفانيا وفي مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها: "تسلط هذه المجموعة الضوء على الحاجة إلى زيادة الوعي السريري باحتمال الإصابة بالبكتيريا الفيلقيّة لدى متلقي الرئتين من متبرعين غرقوا في المياه العذبة قبل التبرع بأعضائهم".
وأكدت الدراسة أن "التشخيص والعلاج الفوري لداء الفيالقة يزيد من احتمالية الشفاء التام."
المصدر: شفق نيوز
كلمات دلالية: العراق هاكان فيدان تركيا محمد شياع السوداني انتخابات مجالس المحافظات بغداد ديالى نينوى ذي قار ميسان اقليم كوردستان السليمانية اربيل نيجيرفان بارزاني إقليم كوردستان العراق بغداد اربيل تركيا اسعار الدولار روسيا ايران يفغيني بريغوجين اوكرانيا امريكا كرة اليد كرة القدم المنتخب الاولمبي العراقي المنتخب العراقي بطولة الجمهورية خانقين البطاقة الوطنية مطالبات العراق بغداد ذي قار ديالى حادث سير عاشوراء شهر تموز مندلي أطباء بكتيريا اعضاء بشرية
إقرأ أيضاً:
الأساليب الذكية الحديثة ساعدت على علاج المراحل المتقدمة للمرض
بحضور 42 عالماً وطبيباً من دول العالم وبرعاية وحضور وزارتى الصحة والسكان والتعليم العالى اختتمت فعاليات المؤتمر الدولى التاسع لسرطان الصدر والرئة الذى أقامته الرابطة الدولية لأورام الصدر والرئة ONTIC بالتعاون مع جامعة أوهايو فى الولايات المتحدة الأمريكية. ومشاركة نخبة من العلماء والخبراء والقادة العالميين والإقليميين فى مجال مكافحة سرطان الرئة من مصر, والدول العربية ودول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا, وأوروبا, وكندا والولايات المتحدة.
ناقش المؤتمر على مدار يومين جميع محاور رعاية ومشاكل وتحديات المرض والتشخيص والعلاج والكشف المبكر عن سرطان الرئة والصدر الحديثة، من خلال الطب الجينومى والتشخيص الجزيئى الدقيق، وخزعات السائل، والعلاجات الذكية الموجهة والمناعية، والعلاج فى المراحل المبكرة وما حول الجراحة، وصولاً إلى برامج الكشف المبكر، والسياسات الصحية، وضمان العدالة فى إتاحة الابتكار الدوائى، وبناء شبكات التجارب الإكلينيكية والطب الشخصى.
أكدت الدكتورة علا خورشيد، رئيس الرابطة الدولية لأورام الصدر ورئيس قسم الأورام بالمعهد القومى للأورام– جامعة القاهرة، أن مؤتمر هذا العام يمثل دعوة عملية للتحرك فى مواجهة العبء المتزايد لسرطان الرئة، ولا سيما فى الدول منخفضة ومتوسطة الدخل، وأوصى على دعم وتوسيع قدرات التشخيص والفحوصات الجزيئية.
وتحقيق العدالة فى إتاحة العلاجات المبتكرة لجميع المرضى.
ووضع أطر إقليمية للكشف المبكر والفحص الدورى.
وتعزيز البحث العلمى وبناء شبكات للتجارب الإكلينيكية فى المنطقة وتطوير إرشادات علاجية مشتركة تراعى تفاوت الموارد بين الدول.
شهد المؤتمر 30 جلسة علمية وعدداً من ورش العمل المتقدمة حول العلاج الإشعاعى، والتصوير الطبى المدعوم بالذكاء الاصطناعى، وإدارة الألم، بما يعكس التوجه العالمى نحو دمج التكنولوجيا والطب الدقيق فى منظومة الرعاية.
كما شهد جلسة توافق دولية رفيعة المستوى عن علاج سرطان الرئة القابل للجراحة فى الدول محدودة الموارد، بهدف الخروج ببيان إقليمى ودعوة للعمل، إضافة إلى مناقشات استراتيجية حول السجل القومى المصرى للأورام وبناء البنية التحتية للبحث الإكلينيكى.
وذكرت الدكتورة علا خورشيد أن الكشف المبكر قد يفضى إلى شفاء تام إذا تم تشخيص المرض بشكل دقيق وتلقى العلاج المناسب، وهو ما تسعى إليه المبادرات الرئاسية التى ساهمت فى تعزيز الكشف المبكر. كما أشارت إلى أن الكشف المبكر يمثل حجر الأساس لتحسين نتائج العلاجات الحديثة وتوفيرها بشكل أوسع للمرضى.
أشارت إلى أن التشخيص اليوم أصبح سهلا فيمكننا أخذ عينة دم للكشف عن سرطان الرئة بدلاً من أخذ عينة من الورم لرصد الطفرات الجينية. وأوضحت أن عدد الطفرات المعروفة ارتفع من ثلاث إلى أكثر من اثنتى عشرة طفرة عبر تحليل الدم. وبناءً على هذه الطفرات يمكن تحديد العلاج الموجه الأنسب للمريض ووضع الخطة العلاجية بدقة أعلى. وأشارت إلى أن أدوية الجيل الثالث تعوق انتشار الورم إلى المخ وتقلل أعراضه، مع تقليل المضاعفات.
وقال العالم المصرى الدكتور حسين خالد، وزير التعليم والبحث العلمى وعميد معهد الأورام الأسبق، إن سرطان الرئة يشهد ارتفاعاً مستمراً فى معدلات الإصابة فى مصر وفقاً لبيانات السجل القومى للأورام، والسبب الرئيسى لهذا الارتفاع هو انتشار التدخين بكل أنواعه فى المجتمع المصرى.
ودعا إلى إطلاق مبادرة رئاسية قوية للوقاية من المرض عبر الحد من التدخين ومحاربة مسبباته، وشدد على ضرورة تطبيق جميع محاور الاستراتيجيات العالمية والوطنية لمكافحة الأورام على سرطان الرئة، بما يشمل الوقاية، والاكتشاف المبكر، والتشخيص الدقيق، والعلاج المتكامل.
وحذر من التدخين بكل أشكاله. وبشكل خاص من انتشار السجائر الإلكترونية والشيشة، لأن حجراً واحداً من الشيشة يساوى تدخين 70 سيجارة، وهو ما يضاعف خطورة الإصابة بسرطان الرئة. ولا بد من ترسيخ التوعية الصحية منذ المرحلة الابتدائية.
أكد العالم الأمريكى ديفيد كاربونا أستاذ علم الأورام بجامعة أوهايو ومدير مركز جيمس للصدر أن العلاج المناعى احدث تحولاً حقيقياً فى علاج سرطان الرئة المتقدم، ومكننا من إطالة فترة بقاء المرضى. لكن التحدى الحالى يكمن فى وجود بعض المرضى الذين لديهم مقاومة مكتسبة.
إن الاستراتيجية الواعدة لمواجهة ذلك هى المزج بين العلاجات المناعية المختلفة أو إضافة علاجات أخرى لتحقيق استجابة أعمق وأكثر دواماً.
قالت الدكتورة نادية زخارى، وزير البحث العلمى الأسبق وأستاذة علم طب الأورام بمعهد الأورام القومى، إن الوقاية والكشف المبكر من أسباب النجاة من سرطان الرئة بنسب تصل إلى 90%.
بينما أكدت رائدة علاج الأورام والباثولوجى د. نادية مختار، على الجانب العملى لإدخال الابتكارات، أن العلاج قد أصبح معقداً ويعتمد على الطب الشخصى.
أجمع العلماء من كل دول العالم أن المعركة ضد سرطان الرئة قد انتقلت من ساحة «العلاج الكيماوى الشامل» إلى «الطب الجزيئى الفردى». فالقواعد الجديدة تعتمد على تفكيك الشفرة الجينية للورم واستهدافها بدقة فائقة توافقت آراء العلماء الأجانب على أن المستقبل فى علاج سرطان الرئة يكمن فى الطب الشخصى الذى يعتمد على الفهم العميق لتركيب الورم الجينى والمناعى لكل مريض.
التعامل مع المرض والشفاء الجزئى أو الكامل، يكمن فى تطوير التشخيص الجزيئى، ودمج التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعى، وتوحيد البروتوكولات العلاجية، وضمان إتاحة العلاجات المبتكرة لجميع المرضى وهذه أبرز التوصيات التى خرج بها المؤتمر الدولى.