يافع((عدن الغد )) جلال القيدعي

شهدت منطقة ذي صراء - بمديرية لبعوس عصر يوم الجمعة الموافق 2023/9/15 ، صلحاً قبلياً أنهى قضية حادث مروري بالخط العام ، والذي راح ضحيته الشاب حسين صالح بن حُليس بتاريخ 2023/9/6 .

حيث وصل وفد قبلي ورسمي من مديرية المفلحي - الذراحن - شيهج يتقدمهم مدير عام المديرية عمار الذرحاني ومشائخ واعيان ووجهاء وشخصيات اجتماعية وجمع غفير المواطنين .

ووفق الأعراف القبلية اصطف الوفد القبلي القادم من مديرية المفلحي في ميدان الراحة - ذي صراء والذي استقبلهم بالجانب الاخر شقيق الفقيد واولاد عمه ،  والشيخ عبدالسلام بن عاطف جابر ، ومدير عام مديرية لبعوس عبدالفتاح الصلاحي ، ورئيس مجلس انتقالي لبعوس علي بن علي المطري ، وعددا من المشائخ والشخصيات الاجتماعية .

وتحدث الشيخ عبدالقوي الحمدني نيابة عن الوفد القبلي القادم من المفلحي ، وبعد السلام والتحيه والترحيب ، ووفقاً  للاحكام والتحكيم القبلي تبادل الطرفين الحديث عن الحادثة.

ثم تم قراءة وثيقة التنازل والعفو من قبل اولياء الفقيد بن حُليس ، ايماناً بقضاء الله وقدره وابتغاء مرضاة الله عز وجل .

وفي اللقاء القبلي عبر الحاضرين عن شكرهم وتقديرهم لأولياء التوفي على موقفهم الإنساني الذي تكلل بالعفو ، وعبروا ايضاً عن شكرهم وتقديرهم للابناء المفلحي وابناء الدكام على حرصهم وتفاعلهم مع الحادثة منذ بدايتها .

وبعد ذلك تصافحت الوفود القبلية ، وتم أستضافة وفد المفلحي بديوان المنطقة .

وخلال الاجتماع القبلي والرسمي الكبير جراء مناقشة عدد من القضايا الهامة التي تخص مديريات يافع ، واستمع الحاضرين لرجل المرور الملازم احمد الكعبي عن شرح مفصل عن ما تعانية شرطة المرور الذي قال انها تُركت وحيده وتخلى عنها الجميع ، مناشداً الجهات الرسمية في لبعوس الى مد العون والدعم لشرطة السير التي تبذل جهود جباره فوق طاقتها دون ان يقدر تلك الجهود احد .

وعلى هامش اللقاء الرسمي والقبلي تم طرح عدد من الاقتراحات والافكار التي من شأنها ان تساهم في ضبط  الدراجات النارية وتقنينها ،  والتقليل من هول الحوادث الاليمة التي تتسبب بها الدراجات النارية وتتكرر بين فتره اخرى .

وانتهى الاجتماع بتبادل الشكر والعرفان لجميع الاطراف على الحرص والعقلانية والتفاهم الذي تعاملوا به الطرفين منذ بداية وقوع الحادثة الاليمة ، مثمنيين من بذل وسعى بهذا المسار ، داعين الله عزوجل ان يتغمد الشاب حسين صالح بن حُليس بواسع رحمته وان يسكنه فسيح جناته ويصبر اهله وذويه  .

المصدر: عدن الغد

كلمات دلالية: بن ح لیس

إقرأ أيضاً:

الكوكب الذي غاب عن السماء.. زاهر البوسعيدي في ذمة الله

 

 

 

حمود بن علي الطوقي

 

 

لم يكن رحيل الأخ والصديق زاهر بن سالم البوسعيدي مجرد غياب جسد، بل كان لحظة فارقة، حملت معها الكثير من المعاني، وأيقظت فينا الحنين إلى زمن الطفولة وصفاء البدايات.

كان رحيله في يوم غير عادي، يوم جمعة مُبارك، اجتمعت فيه الأسرة كما اعتادت، على مائدة الغداء، في مشهد يفيض بأريج المحبة ودفء الأخوة. تبادلوا أطراف الحديث، تدارسوا القرآن الكريم، كما كانوا يفعلون في عهد والدهم، الشيخ الجليل سالم بن خليفة البوسعيدي، رحمه الله. كأن الرحيل أراد أن يكون تذكرة بما كانت عليه الأسرة، وأن يختم حياة زاهر بجلسة عامرة بالألفة، بين اثني عشر كوكبًا، كان هو كوكبهم الأوسط.

ولعل من أعمق ما يربطني بزاهر، رحمه الله، أن علاقتنا لم تكن وليدة يوم أو صدفة، بل جذورها تمتد إلى جيل الآباء. فقد كان والدي، الشيخ الجليل علي بن محمد الطوقي الحارثي، يرتبط بصداقة متينة بوالد زاهر، الشيخ الجليل سالم بن خليفة البوسعيدي، رحمهما الله جميعًا. ومن تلك العلاقة الأبوية المُباركة نبتت علاقة الصداقة بيني وبين زاهر، فترسخت، واتسعت لتشمل إخوانه الكرام، أحبّتي أحمد وسعيد ومحمد وبقية الإخوة، علي وسليمان وحافظ وخلفان وخليفة حتى صرنا نعد أنفسنا أسرة واحدة، تربطنا محبة صادقة ووئام دائم، قَلَّ أن نجد له نظيرًا.

أكتب هذه الكلمات لا لأرثي زاهر فحسب، بل لأحيي ذكراه، وأخلّد أثره. فهو لم يكن صديق الطفولة فقط، بل رفيق الدراسة في المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية، وزميل حلقات تحفيظ القرآن الكريم في جامع السلطان قابوس بروي. عرفته رفيق درب ذكيًا، وشابًا طموحًا، ورجلًا لا يعرف الكلل ولا الملل.

تميّز زاهر منذ صغره بحب الرياضة وروح القيادة، فأسس فريق كرة اليد في نادي فنجا، وبذل فيه من الجهد ما جعله فريقًا منافسًا على الساحة الرياضية، فكانت النتيجة أن أُسندت إليه مهمة تدريب المنتخب الوطني لكرة اليد، وهو إنجاز لم يأتِ من فراغ، بل من عزيمة صادقة وإيمان راسخ بقدراته.

لكن زاهر، رحمه الله، لم يكن رياضيًا فقط، بل كان إنسانًا واسع القلب، له قاعدة عريضة من الأصدقاء الذين ظلوا أوفياء له حتى اللحظة الأخيرة، وقد لمسنا ذلك في مجلس العزاء، حيث توافد الأحبة من كل حدب وصوب لتقديم التعازي، واستحضار ذكراه الطيبة.

رغم أن لقاءاتنا تباعدت في السنوات الأخيرة، بسبب مشاغل الدنيا التي لا تنتهي. إلا أن زاهر ظل حاضرًا في القلب. والوجدان، أذكر أنني التقيته ذات مرة، فقلت له ممازحًا: "مختفي يا كابتن زاهر!" فكنت أحب أناديه بالكابتن فضحك وقال: "بعد التقاعد من مستشفى السلطاني، اشتريت مزرعة صغيرة في مدينة المصنعة.. فبعد التقاعد وجدت ضالتي في الزراعة أحب الزراعة، وأدعوك لتناول الخضروات الطازجة من مزرعتي." وما زال صدى تلك الدعوة يتردد في أذني، وقد حالت مشاغل الدنيا بيني وبين تلبيتها.

رحل زاهر، ولكنه ترك خلفه سيرة عطرة، وعلاقات طيبة، وإنجازات باقية. رحل بعد حياة حافلة بالعطاء، والطاعة، والعمل، تاركًا قلوبًا مُحبة، وذكريات لا تُنسى.

نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يجزيه عنّا وعن وطنه وأسرته خير الجزاء.

وداعًا يا أبا سالم.. إلى جنات الخلد بإذن الله.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • ضربة شمس .. تسبب بوفاة وإصابة 9 من من طلاب الكلية العسكرية جنوبي العراق
  • جواهر القاسمي تعزي حرم سلطان عمان بوفاة والدتها
  • صلح قبلي في إب ينهي قضية قتل بين أسر الواصلي والدميني والشهاري
  • مصرع شقيقين إثر حادث مروري مروّع خلال عودتهما من الامتحانات باقليم كوردستان
  • إصابة 17 موظفًا بمحطة كهرباء سيدي كرير في حادث مروري -تفاصيل
  • محامي حفيد الدجوي: الأرقام التي تم تداولها في حادث السرقة غير دقيقة
  • الكوكب الذي غاب عن السماء.. زاهر البوسعيدي في ذمة الله
  • جرمهم كصنيعة الأشرار.. تفاصيل وأسباب منطوق الحكم فى قضية حادث قطارى الشرقية
  • فناء المسيرية
  • الكائنات الغريبة التي لم نعهدها