بوابة الوفد:
2025-07-01@09:36:01 GMT

تعرف على عذاب قوم شعيب المذكور في القرآن الكريم

تاريخ النشر: 19th, September 2023 GMT

جمع الله -سبحانه وتعالى- لقوم سيدنا شعيب -عليه السلام- صنوفاً من العذاب، وأنواعاً من العقوبات، وأشكالاً من البلايا المتنوعة؛ وذلك لما اتصفوا به من قبح الأفعال والأعمال، وتكذيب الرسل والأنبياء، والاستهانة بالإنذار والإمهال الإلهي؛ فكان عذابهم بالرجفة والصيحة والظُّلة.

 

وقد جمع بعض المفسرين والمؤلفين بين هذه العذابات فقالوا: إنّ أول ما بُدأ بهم كان بالرجفة، فخرجوا من بيوتهم خوفاً من سقوط الأبنيّة عليهم، فصهرتهم الشمس بحرارتها، فكانت لهم الظُّلة التي أُحرقوا بها؛ ثمّ عمّتهم الصيحة فهمدوا بعدها.



جاء ذكر الرجفة في سورة الأعراف؛ حيث ناسب الحديث عنها في هذه السورة؛ لأنّ قوم شعيب -عليه السلام- أرجفوه ومن معه من المؤمنين بالإخراج من القرية، وأخافوهم من الإكراه على اتباع ملّة الكفر والشرك؛ فكان الإرجاف للقوم مقابل الإرجاف للمؤمنين، والخيفة مقابل الإخافة.

 

قال -تعالى-: (وَقَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَوْمِهِ لَئِنِ اتَّبَعْتُمْ شُعَيْبًا إِنَّكُمْ إِذَاً لَّخَاسِرُونَ* فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ* الَّذِينَ كَذَّبُواْ شُعَيْبًا كَأَن لَّمْ يَغْنَوْا فِيهَا الَّذِينَ كَذَّبُواْ شُعَيْبًا كَانُواْ هُمُ الْخَاسِرِينَ)؛ والرجفة هي شدّة الحركة والاضطراب، فأخذت الأرض تزعزعهم وتشتدّ بحركتها عليهم حتى كانوا خامدين هالكين.

 

 الصيحة قال -تعالى- في سورة هود: (وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْبًا وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ)؛ والحديث عن عذاب الصيحة في هذه السورة الكريمة مناسب لما ذُكر فيها من حوار شعيب -عليه السلام- وقومه. الذين رموا نبيّهم بالكلام القبيح والاستهزاء والنقص، والتهكم على العبادة التي جاء بها هذا النبيّ الكريم، فكانت الصيحة مناسبة لإسكاتهم وزجرهم، ونهيهم عن هذا التعاطي، فجاءتهم صيحة تُسكتهم، بعد رجفة أسكنتهم بأن صاح بهم جبريل -عليه السلام- بصوت شديد مرتفع، أخرجت أرواحهم من أجسادهم، وصُرعوا على ركبهم من هول ما سمعوه.

 

أخبر الله -سبحانه- في سورة الشعراء أنّ عذاب قوم شعيب -عليه السلام- كان بالظُّلة؛ وذلك إجابةً لما طلبوه من نبيّهم -عليه السلام- بأن يُسقط عليهم السماء، فكان الجواب لما رغبوا به؛ قال -تعالى-: (قَالُوا إِنَّمَا أَنتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ* وَمَا أَنتَ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا وَإِن نَّظُنُّكَ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ* فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفًا مِّنَ السَّمَاء إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ* قَالَ رَبِّي أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ* فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ).

 

 وقد ذكر بعض أهل العلم أنّ قوم شعيب -عليه السلام- أصابهم الحرّ الشديد، إذ بعث الله -تعالى- عليهم حرّاً حارقاً لم تنفعهم بيوتهم في الوقاية من ذلك، فأرسل الله -سبحانه- عليهم سحابة كبيرة، أسرع القوم إليها ونادوا بعضهم بعضاً ليستظلوا بها.

 

ولمّا وصلوها كانت أشدّ حرّاً مما سبق، فأهلكهم الله -تعالى- تحتها، وقيل إنّ أدمغتهم غلت في رؤوسهم كما يغلي الماء في القدر الموضوع على النار؛ وذلك من شدّة ما نالهم من الحرّ والغمّ، وقيل إنّ الحرّ تسلّط عليهم سبعة أيام، فخرج أحد القوم يبتغي مكاناً يستظلّ فيه، فرأى سحابة أرسلها الله -تعالى-، فلمّا جلس عندها وجد الراحة وبرد الظلّ؛ فانطلق يدعو القوم، ولمّا اجتمعوا تحتها تأججت ناراً فهلكوا.
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: علیه السلام

إقرأ أيضاً:

هل سورة يس لما قرأت له؟.. الإفتاء تصحح خطأ شائعا عن فضلها

ينبع سؤال هل يس لما قرأت له ؟، من فضل هذه السورة العظيم والمعروف ، وكثرة الحث النبوي ووصايا رسول الله -صلى الله عليه وسلم - بالحرص على قراءة سورة يس، حتى أنه شاع بين الناس الأحاديث فيها ، والذي يحسم أحدها مسألة هل يس لما قرأت له وهل هو حديث صحيح وارد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أم مجرد رواية منتشرة عن اعتقاد خاطئ لدى الكثيرين؟.

ماذا يحدث لمن يقرأ سورة النبأ بعد العصر؟.. النبي أوصى بها لـ 3 أسبابماذا يحدث لمن يقرأ سورة الفاتحة في الصباح؟.. 10 عجائبهل قراءة سورة يس بعد صلاة الفجر تقضي الحوائج؟.. فيها 5 عجائبسورة لا تتم الصلاة إلا بها.. الإفتاء توضحهل يس لما قرأت له؟

قال الشيخ أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن الحديث المنتشر بين الناس ونصه " يس لما قرأت له " هو حديث ضعيف من كل الطرق، لكن مسألة ان سورة يس تكون سببًا في قضاء الحوائج هو موضوع مجرب كأن تقرأها بنية قضاء حاجة معينة وتتوسل بالقرآن الكريم إلى الله عزو وجل .

و أجاب الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، عن سؤال : (هل يس لما قرأت له ؟ وهل يصح قرأتها لأكثر من نية ؟)، أن هذا حديث له شواهد كثيرة وهذا المعنى صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم، وورد من طرق كثيرة ان يس لما قرأت له في قضاء الحوائج.

واستشهد بما جاء في الأثر ( يا علي اكثر من يس فإن فيها 10 خصال) ما قرأت على ميتًا الا رحمه الله ولا مريضًا الا شفاءه الله ولا جائعًا الا شبع ولا عطشان الا روى، منوهًا بأن التجربة الطويلة للمسلمين عبر القرون فى الذكر والقراءة لسورة يس وقضاء الحوائج فهي من السور المباركة التى اكرم الله تعالى بها الأمة المحمدية لقضاء حوائجهم.

وأضاف أن فضل الله واسع لكن كلما كان الإنسان مخلص في نيته كلما فتح الله سبحانه وتعالى له باب القبول واكرمه لقضاء الحاجة فهذا كرمًا من الله عز وجل ، مشيرًا إلى أنه يجوز قراءة سورة يس لأكثر من أمر، ولكن هذا يرجع إلى تجربة الإنسان، فكل إنسان له مع الله سر ولذلك قال أهل الله أمر الذكر والدعاء على السعة حيثما وجدت قلبك فاذكر ربك، فهذا أمر مرده إلى حسن ظن الانسان بالله من جهة وتجربته الروحية مع هذه السورة من جهة أخرى.

وأكدت دار الإفتاء المصرية ، إن قراءة القرآن الكريم من الأمور التي تجلب لصاحبها البركة والثواب والأجر من الله عز وجل؛ ومن السور التي ورد في فضل قراءتها عدة أحاديث: سورة "يس"؛ فعن معقل بن يسار رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «و"يس" قَلْبُ الْقُرْآنِ، لَا يَقْرَؤُهَا رَجُلٌ يُرِيدُ اللهَ والدَّارَ الْآخِرَةَ إِلَّا غُفِرَ لَهُ، وَاقْرَءُوهَا عَلَى مَوْتَاكُمْ» رواه أحمد، فقراءة سورة "يس" لها فضل كبير، ولقارئها ثواب عظيم من الله عزَّ وجلَّ.

حديث سورة يس لما قرأت له

ورد عدة أحاديث منتشرة لا تصح في فضل سورة يس ، من بينها حديث: ((يس لِمَا قُرئت له))، ولا أصل له، وحديث: ((من قرأ يس في صدر النهار، قُضيت حوائجه))، وهو لا يصح ، فضلاً عن حديث: ((يا علي، اقرأ يس؛ فإن في يس عشر بركات: ما قرأها جائع إلا شبع، ولا ظمآن إلا روي، ولا عارٍ إلا كُسي، ولا عزَب إلا تزوَّج، ولا خائف إلا أمن، ولا مسجون إلا خرج، ولا مسافر إلا أُعين على سفره، ولا ضلَّت ضالته إلا وجدها، ولا مريض إلا بَرئ، ولا قُرئت عند ميت إلَّا خُفِّف عنه))، وهو حديث موضوع.

هل قراءة سورة يس والدعاء بعدها بدعة

أفاد الدكتور مجدي عاشور، مستشار مفتي الجمهورية السابق ، إن هناك حديثًا ضعيفًا يقول "يس لما قُرأت له" ، و"يس قلب القرآن"، مشيرًا إلى أنه يجوز قراءة أي سورة للتبرّك وقضاء الحاجة.

ونبه إلى أنه ينبغي ألا نضع في اعتقادنا أن الدعاء يكون مع سورة يس فقط، لكن ندعوا بأي دعاء بعد قراءة السورة لتسهيل أي أمر أو لفك كرب، لافتًا إلى أن محاور السورة تدور حول الصراع بين الحق والباطل، وآثار عظمة الله في التكوينات وفي الخلق، متسائلًا: كيف يكون في القرآن والدعاء بدعة، فدائرة البدعة لما اتسعت.. أوشك أن نقول إن حياتنا كلها بدعة.

سورة يس

تعدّ سورة يس من سور القرآن الكريم المكية، وعدد آياتها ثلاث وثمانون آية، وهي سورة عظيمة تركز على قضية البعث والنشور، كما تتطرق إلى مواضيع مهمة، سورة يس كالسور المكية تتناول قضية توحيد الربوبية والألوهية وعذاب من لا يؤمن بها، كما أنّ فواصل سورة يس قصيرة ولها إيقاع عجيب في نفوس المؤمنين، وقد وصف النبي –صلى الله عليه وسلم- سورة يس بأنها قلب القرآن.

طباعة شارك هل سورة يس لما قرأت له هل يس لما قرأت له سورة يس لما قرأت له يس لما قرأت له حديث سورة يس لما قرأت له حديث يس لما قرأت له سورة يس

مقالات مشابهة

  • هل سورة يس لما قرأت له؟.. الإفتاء تصحح خطأ شائعا عن فضلها
  • مقدمة في الفقه الأخلاقي
  • فنانين خالدين في وجدان يحيى الفخراني.. تعرف عليهم
  • فعاليتان ثقافيتان في مديرية همدان بذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام
  • الأوقاف: بدء الاختبارات التحريرية للمسابقة العالمية الـ32 للقرآن الكريم بمسجد النور
  • أفضل عمل عند الله بعد الصلاة المكتوبة.. تعرف عليه
  • معنى الظلم في دعاء سيدنا يونس إني كنت من الظالمين.. تعرف عليه
  • الحسين (عليه السلام) صرخة المظلومين من كربلاء إلى غزة .. الثورة التي لا تموت
  • وزارة الأوقاف تكرم الطلاب المتميزين في مراكز تعليم القرآن الكريم
  • كشف الأباطيل