بوابة الوفد:
2025-05-14@18:51:20 GMT

تعرف على عذاب قوم شعيب المذكور في القرآن الكريم

تاريخ النشر: 19th, September 2023 GMT

جمع الله -سبحانه وتعالى- لقوم سيدنا شعيب -عليه السلام- صنوفاً من العذاب، وأنواعاً من العقوبات، وأشكالاً من البلايا المتنوعة؛ وذلك لما اتصفوا به من قبح الأفعال والأعمال، وتكذيب الرسل والأنبياء، والاستهانة بالإنذار والإمهال الإلهي؛ فكان عذابهم بالرجفة والصيحة والظُّلة.

 

وقد جمع بعض المفسرين والمؤلفين بين هذه العذابات فقالوا: إنّ أول ما بُدأ بهم كان بالرجفة، فخرجوا من بيوتهم خوفاً من سقوط الأبنيّة عليهم، فصهرتهم الشمس بحرارتها، فكانت لهم الظُّلة التي أُحرقوا بها؛ ثمّ عمّتهم الصيحة فهمدوا بعدها.



جاء ذكر الرجفة في سورة الأعراف؛ حيث ناسب الحديث عنها في هذه السورة؛ لأنّ قوم شعيب -عليه السلام- أرجفوه ومن معه من المؤمنين بالإخراج من القرية، وأخافوهم من الإكراه على اتباع ملّة الكفر والشرك؛ فكان الإرجاف للقوم مقابل الإرجاف للمؤمنين، والخيفة مقابل الإخافة.

 

قال -تعالى-: (وَقَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَوْمِهِ لَئِنِ اتَّبَعْتُمْ شُعَيْبًا إِنَّكُمْ إِذَاً لَّخَاسِرُونَ* فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ* الَّذِينَ كَذَّبُواْ شُعَيْبًا كَأَن لَّمْ يَغْنَوْا فِيهَا الَّذِينَ كَذَّبُواْ شُعَيْبًا كَانُواْ هُمُ الْخَاسِرِينَ)؛ والرجفة هي شدّة الحركة والاضطراب، فأخذت الأرض تزعزعهم وتشتدّ بحركتها عليهم حتى كانوا خامدين هالكين.

 

 الصيحة قال -تعالى- في سورة هود: (وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْبًا وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ)؛ والحديث عن عذاب الصيحة في هذه السورة الكريمة مناسب لما ذُكر فيها من حوار شعيب -عليه السلام- وقومه. الذين رموا نبيّهم بالكلام القبيح والاستهزاء والنقص، والتهكم على العبادة التي جاء بها هذا النبيّ الكريم، فكانت الصيحة مناسبة لإسكاتهم وزجرهم، ونهيهم عن هذا التعاطي، فجاءتهم صيحة تُسكتهم، بعد رجفة أسكنتهم بأن صاح بهم جبريل -عليه السلام- بصوت شديد مرتفع، أخرجت أرواحهم من أجسادهم، وصُرعوا على ركبهم من هول ما سمعوه.

 

أخبر الله -سبحانه- في سورة الشعراء أنّ عذاب قوم شعيب -عليه السلام- كان بالظُّلة؛ وذلك إجابةً لما طلبوه من نبيّهم -عليه السلام- بأن يُسقط عليهم السماء، فكان الجواب لما رغبوا به؛ قال -تعالى-: (قَالُوا إِنَّمَا أَنتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ* وَمَا أَنتَ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا وَإِن نَّظُنُّكَ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ* فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفًا مِّنَ السَّمَاء إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ* قَالَ رَبِّي أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ* فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ).

 

 وقد ذكر بعض أهل العلم أنّ قوم شعيب -عليه السلام- أصابهم الحرّ الشديد، إذ بعث الله -تعالى- عليهم حرّاً حارقاً لم تنفعهم بيوتهم في الوقاية من ذلك، فأرسل الله -سبحانه- عليهم سحابة كبيرة، أسرع القوم إليها ونادوا بعضهم بعضاً ليستظلوا بها.

 

ولمّا وصلوها كانت أشدّ حرّاً مما سبق، فأهلكهم الله -تعالى- تحتها، وقيل إنّ أدمغتهم غلت في رؤوسهم كما يغلي الماء في القدر الموضوع على النار؛ وذلك من شدّة ما نالهم من الحرّ والغمّ، وقيل إنّ الحرّ تسلّط عليهم سبعة أيام، فخرج أحد القوم يبتغي مكاناً يستظلّ فيه، فرأى سحابة أرسلها الله -تعالى-، فلمّا جلس عندها وجد الراحة وبرد الظلّ؛ فانطلق يدعو القوم، ولمّا اجتمعوا تحتها تأججت ناراً فهلكوا.
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: علیه السلام

إقرأ أيضاً:

ماذا كان يقول الرسول الكريم قبل الخلود إلى النوم؟

ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الكثير من الأذكار التي كان يداوم عليها عندما يأوي إلى فراشه ليخلد إلى النوم وسار على خطاه الصحابة والتابعون وتابعو التابعين إلى يومنا هذا، ويجب على كل المسلم اتباع هذه السنة النبوية الكريمة والتي وردت من خلال أحاديثه الشريفة صلى الله عليه وسلم.

ماذا كان يقول الرسول عند المساء من أذكار؟

ومن أبرز ما ورد عما كان يقوله الرسول صلى الله عليه وسلم عند المساء، ما يلي:

قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا فُلانُ إِذَا أَوَيْتَ إِلى فِرَاشِكَ فَقُلْ: اللَّهُمَّ أَسْلَمْتُ نَفْسِي إِلَيْكَ، وَوَجَّهْتُ وَجْهِي إِلَيْكَ، وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ، وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ، رَغْبَةً وَرَهْبَةً إِلَيْكَ، لا مَلْجَأَ وَلا مَنْجَى مِنْكَ إِلَّا إِلَيْكَ، آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ، وَبِنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ، فَإِنَّكَ إِنْ مِتَّ مِنْ لَيْلَتِكَ مِتَّ عَلى الْفِطْرَةِ، وَإِنْ أَصْبَحْتَ أَصَبْتَ خَيْراً». رواه البخاري.

وَعَنْ أَبي سَعِيدٍ الْخدريِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: قَالَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَن قال حين يَأْوِي إلى فِراشِه، أَسْتَغْفِرُ اللهَ الذي لا إله إلا هو الحيَّ القيومَ، وأتوبُ إليه، ثلاثَ مرّاتٍ، غفر اللهُ له ذنوبَه، وإن كانت مِثْلَ زَبَدِ البحرِ، وإن كانت عددَ ورقِ الشّجرِ، وإن كانت عددَ رَمْلِ عالِجٍ، وإن كانت عددَ أيّامِ الدّنيا». رواه الترمذي.

ما كان يقوله الرسول عند المساء

أَنَسِ بنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ قَالَ إِذَا أَوَى إِلى فِرَاشِهِ: الْحَمْدُ للهِ الَّذِي كَفَاني وَآوَاني، والْحَمْدُ للهِ الَّذِي أَطْعَمَني وَسَقَاني، وَالْحَمْدُ للهِ الَّذِي مَنَّ عَلَيَّ فَأَفْضَلَ، فَقَدْ حَمِدَ اللهَ بِجَمِيعِ مَحَامِدِ الْخَلْقِ كُلِّهِمْ». رواه الألباني وروى الترمذي وغيره.

عن أنس بن مالك رضي الله عنه، أنّ رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - كان إذا أوى إلى فراشه قال: «الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وكفانا وآوانا، وكم ممن لا كافي له ولا مؤوي».

وفي صحيح مسلم، وسنن أبي داود، والترمذي، والنّسائي، وابن ماجه، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - أنّه كان يقول إذا أوى إلى فراشه: «اللهم ربّ السّماوات وربّ الأرض، وربّ العرش العظيم، ربّنا وربَّ كلّ شيء، فالق الحبّ والنّوى، منزل التوراة، والإنجيل، والقرآن، أعوذ بك من شرّ كلّ ذي شرّ أنت آخذ بناصيته، أنت الأوّل فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء، اقض عنّا الدّين، وأغنني من الفقر»، وفي رواية أبي داود: «واقض عنّي الدّين، وأغنني من الفقر».

اقرأ أيضاًأذكار الصباح اليوم الثلاثاء 13 مايو 2025

أذكار الصباح اليوم الإثنين 12 مايو 2025

أذكار الصباح اليوم الأحد 11 مايو 2025

مقالات مشابهة

  • سنن نبوية قبل عيد الأضحي .. تعرف عليها
  • مدارس الرواد العالمية تحتفي بخاتمات ومجازات القرآن الكريم في حفل روحاني مميز.. صور
  • فيتامينات تساعد على نمو الشعر والأظافر أسرع .. تعرف عليهم
  • ماذا كان يقول الرسول الكريم قبل الخلود إلى النوم؟
  • خالد الجندي: المجادِلون لا يصلون إلى حقائق.. وأشد كلمة عليهم الله أعلم
  • تكريم الفائزين في مسابقة القرآن الكريم بأدم
  • تحرك جديد في أسعار الذهب اليوم .. تعرف عليه
  • ما هو يوم الحج الذي أوجب الله عليه الناس؟ تعرف عليه
  • مراكش.. مجمع الملك فهد يبرز جهود المملكة في خدمة القرآن الكريم
  • ملتقى التفسير بالجامع الأزهر يستعرض الإعجاز في حديث القرآن عن اللبن