اليمن يرفع أسعار البنزين نحو 10.9%
تاريخ النشر: 20th, September 2023 GMT
قال مسؤولون وسكان في مدينة عدن الساحلية باليمن إن شركة النفط الحكومية رفعت أسعار وقود السيارات في محافظات جنوب البلاد بنحو 10.9% تقريبا، تماشيا مع هبوط العملة المحلية لأدنى مستوياتها والارتفاع في أسعار الوقود العالمية.
وقال مسؤول رفيع في الشركة لـ "رويترز" إنه بموجب القرار الذي بدأ سريانه اليوم الأربعاء، ارتفع سعر صفيحة البنزين سعة 20 لترا إلى 25000 ريال (17.
وأرجع سبب الزيادة إلى اعتماد الشركة لمادة البنزين المستورد السوبر الممتاز (95) بالسعر الجديد بدلا عن البنزين الخفيف المحلي الذي تنتجه محافظة مأرب بشمال شرق البلاد بعد تزايد الشكاوي من رداءته.
وسجل سعر صرف الدولار في عدن والمناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليوم الأربعاء انخفاضا جديدا إلى نحو 1435 ريالا للدولار مقارنة مع 1420 ريالا أمس الثلاثاء.
وأبدى ناشطون وسكان في عدن غضبهم من قرار رفع أسعار الوقود بصورة مفاجئة وكبيرة.
وقال عبد الناصر حسين المقيم في عدن لرويترز "الوضع صعب لا يطاق، لا كهرباء لساعات طويلة في ظل صيف ساخن، ولا توجد مياه وهناك تدهور في الخدمات والأوضاع الاقتصادية... وجاءت زيادة أسعار البنزين الكبيرة مجددا لتزيد من معاناة الناس".
مادة إعلانية تابعوا آخر أخبار العربية عبر Google News سعر صرف الدولار مقابل الريال اليمني أسعار وقود السيارات أسعار الوقود العالمية زيادة أسعار البنزين أسعار الوقود البنزين اقتصاد اليمنالمصدر: العربية
كلمات دلالية: زيادة أسعار البنزين أسعار الوقود البنزين اقتصاد اليمن أسعار الوقود
إقرأ أيضاً:
"اقتصاد الانتباه".. كيف تُباع عقولنا كل يوم دون أن نشعر؟!
محمد بن زاهر العبري
في عالمٍ غارق بالمعلومات، لم يعد النفط أو الذهب الثروة الأغلى؛ بل أصبح "الانتباه" هو السلعة الأهم.
"اقتصاد الانتباه" ليس مجرد مصطلح؛ بل هو واقع نعيشه في كل لحظة ونحن نتصفح هواتفنا أو نشاهد فيديوهات أو نقرأ منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي.
فمُنذُ لحظة استيقاظك، تتسابق التطبيقات والإعلانات والمنصات الرقمية لجذب انتباهك، لأن كل ثانية تقضيها على إحداها تساوي مالًا؛ إذ يتم تحليل سلوكك وتفضيلاتك بدقة، لتُعرض عليك محتويات مُصمَّمة خصيصًا لك، لا لغاية التسلية فقط؛ بل لتطيل مدة بقائك على المنصة، وتزيد من احتمالية استجابتك للإعلانات أو الأفكار المعروضة.
هذه الأفلام القصيرة جدًا، أو الـReels، الذين يصممونها يستلمون رواتبهم مقابل "جذب انتباهك" وكلما تمكنوا من التفوق عليه وإخراجه من طبيعته وجعله تحت سيطرتها، أغدقت تلك المؤسسات على أولئك الموظفين رواتبا عالية.
المطلوب عندهم "شراء" انتباهك، فهو السلعة، والبائع أنت ليس أحدا سواك. إنه مُنتج لا يُقدر بثمن. هذا الانتباه أو الوعي الذي به ندرك مصالحنا ونشخص نقاط ضعفنا، وإذا بنا قد عرضناه للبيع دون أن ندري، لأننا لا نقبض ثمنه، وإنما مصممو هذه الـReels هم من يقبضون الثمن، مقابل إقناعك ببيع "انتباهك".
كما إن كُل "لايك" (إعجاب) تنقره، وكل فيديو تشاهده، وكل كلمة تكتبها، تتحول إلى بيانات تُستثمر وتُباع إلى المعلنين وصنّاع القرار. هكذا تُبنى إمبراطوريات الهيمنة على القدرة على الانتباه بمليارات الدولارات، فهل كنَّا يوما نعي بأنَّ وعينا وانتباهنا لا يُقَّدرُ بثمن؟ والأمر لا يتوقف عند الإعلانات التجارية؛ بل يمتد إلى التأثير في الرأي العام، والتلاعب بالاتجاهات السياسية، وحتى تشكيل نظرتك للعالم. عندما يُعاد تشكيل المحتوى ليخاطب غرائزك أو مخاوفك، فأنت لا تختار بقدر ما يتم توجيهك دون أن تدري.
في هذا المشهد، لم تعد المشكلة في كثرة المعلومات؛ بل في ندرة الانتباه. عقولنا أصبحت عُملة تتداولها الأسواق الرقمية دون أن نشعر. ولذلك، فإنَّ الوعي بهذه الآليات هو أول خطوة لاستعادة السيطرة على وقتنا وتفكيرنا.
الحل ليس في مقاطعة التكنولوجيا؛ بل في أن نكون أذكى من خوارزمياتها. أن نختار متى وأين نمنح انتباهنا، وأن ندرك أن ما يبدو مجانيًا، غالبًا ما ندفع ثمنه من تركيزنا، وهدوئنا، واستقلال تفكيرنا.
خاتمة المطاف، نحن لسنا مجرد مستخدمين. نحن المادة الخام لهذا الاقتصاد الجديد. والسؤال الذي يجب أن نطرحه على أنفسنا يوميًا: من يملك انتباهي؟ ولماذا أسلمته إياه؟
وأصدق موعظة تصلح لأن تكون خاتمة لهذا المقال هي قوله تعالى في سورة "الحاقة": "وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ"، نلاحظ كيف ألزم تعالى الوعي والانتباه للأذن، فليس للأذن أن يسد صوتًا يريد المرور عبره، ولكن للانتباه والوعي أن يقول كلمته.