قال  الدكتور شوقي علام -مفتي الجمهورية: "إن التفكُّك الأسري من الموضوعات المهمة التي تؤرِّق المجتمع وتحتاج إلى العديد من المراكز البحثية لبحث هذه الظاهرة ووضع الحلول لها".

وأضاف أن هناك عدة أمور يمكن أن ننظر إليها ونحن نبحث قضية الأسرة، وهي أن القرآن الكريم اهتم كثيرًا بعَقد الزواج ووصفه بالميثاق الغليظ، وهو ما يؤكِّد أننا أمام عقد من أجلِّ العقود، ويجب الاهتمام به وبكل تفاصيله من أول مراحله التكوينية بكيفية اختيار أحد الزوجين للآخر حتى إتمام العقد.

وأشار المفتي إلى أنَّ عقد الزواج لا بد أن يحتلَّ هذه الأهمية لأنه مشروع الحياة، ومن ثم لا بدَّ من البحث والتقصي حول كل ما يلزم أن تقوم به الحياة الزوجية قيامًا حقيقيًّا صحيحًا، مثل الإجراءات الطبية قبل الزواج وغيرها، لتلافي كل ما من شأنه أن يعكر هذه الحياة مستقبلًا والسلبيات التي تعكر صفو الحياة الزوجية.

كما أوضح شوقي علام  أن غلاء المهور يحتاج إلى وعي، وأن علينا الاختيار الصحيح، لأن هناك شكليات يلتزم بها الناس من غلاء في المهور وتجهيزات الزواج وإرهاق النفس إرهاقًا شديدًا يفوق الإمكانيات، موضحًا أن الإحصائيات بيَّنت وجود الكثير من الغارمات في السجون بسبب مثل هذه الأمور.

ووجَّه المفتي النُّصح إلى أولياء الأمور، قائلًا: "إذا ارتضيت فلانًا زوجًا لابنتكم فلا داعي لمثل هذه الشكليات"، مشددًا على أن هذه العادات لا بد أن تُعدَّل وتصوَّب.

وقال: إن تجهيزات الزواج من شبكة وتجهيزات منزل الزوجية هي أمور ثانوية، وعلينا تصحيح المسار مرة ثانية، والنظر في المتطلبات الضرورية والأساسية التي تتطلبها الحياة الزوجية، ذلك لأن الله أراد لعقد الزواج أن يكون مكونًا حقيقيًّا للحياة الزوجية، وبدايةً لبناء مجتمع سَوِيٍّ وحقيقي، لذا علينا النظر في الأدوار التي تحقِّق قدسية هذا العقد حتى لا نأتي إلى هذه اللحظة التي نلجأ فيها إلى الطلاق الذي يشرِّد الأسرة ويفككها.

كما دعا مفتي الجمهورية إلى ضرورة الالتزام بالإجراءات التي وضعتها الدولة من ناحية سن الزواج، وتوثيقه، أو الإجراءات الطبية المطلوبة لأنها تدفع مفاسد كثيرة قد تحدث وتثبت حقوق الزوجين.

وحول الزواج العُرفي والأسئلة التي ترد بشأنه، أكد المفتي أن مبرراته ليست مقنعة، وقد تؤدي إلى محرم، مشيرًا إلى وصول أسئلة كثيرة لدار الإفتاء حول بعض الناس الذين يلجئون إلى الزواج العُرفي لرغبتهم في الحصول على المعاش، وعدم قطعه؛ تحايلًا على القانون بعدم توثيق الزواج، وأن هذا يعدُّ من باب المال الحرام والاحتيال، مؤكدًا أن دار الإفتاء لديها فتاوى كثيرة صادرة في ذلك.

 مشددًا على ضرورة توثيق الطلاق، داعيًا إلى اتخاذ كافة الوسائل والحلول للإبقاء على الحياة الزوجية وعلاج المشاكل قبل اتخاذ قرار الطلاق والتلفظ به، فإذا ما استحالت العِشرة في هذه الحالة يكون الطلاق بمثابة العلاج.

كما أكَّد أن توثيق الطلاق هو بمنزلة ضمانة للزوجين، وأن القانون المصري عالج رعونة بعض الأزواج في التلفظ بالطلاق ثلاثًا، فحسب الطلاق ثلاثًا طلقة واحدة اختيارًا لأحد الآراء الفقهية.

فقد أوضح المفتي بخصوص فترة العدة  أنها فترة لا بد من أن يراجع كل طرف فيها نفسه، لتتاح الفسحة لأن يحافظا على بيتهما.

جاء ذلك خلال لقائه الأسبوعي مع الإعلامي حمدي رزق في برنامج نظرة على فضائية صدى البلد.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: مفتي الجمهورية القرآن الكريم قضية الزوجين الحياة الزوجية المجتمع المال الحرام الاسري السلبيات لحياة الزوجية الحصول على المعاش الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية الحیاة الزوجیة

إقرأ أيضاً:

زوجة بمحكمة الأسرة: زوجى طردنى وسجل شقة الزوجية باسم زوجته الجديدة

أقامت زوجة دعوي طلاق للضرر، أمام محكمة الأسرة بأكتوبر، طالبت فيها بالتفريق بينها وزوجها بسبب زواجه بأخري دون إعلانها بشكل رسمي، وادعت قيامه بطردها من مسكن الزوجية بعد زواج دام بينهما 7 أشهر رغم حملها منه ورفضه تطليقها، لتؤكد الزوجة بدعواها:" زوجي تزوج ولم يعلنني بشكل رسمي بزواجه، وسجل مسكن الزوجية باسم زوجته الجديدة،  رغم أنني وعائلتي من سدد أقساط المسكن طوال فترة الخطوبة".

وأشارت الزوجة بدعواها أمام محكمة الأسرة:" زوجي تخلي عني، وتزوج وألقي بي في الشارع رغم حملي منه، لأعيش في جحيم بعد أن قام زوجي بنكران وقوفي بجواره طوال فترة الخطوبة، ورفض منحي حقوقي الشرعية، وهدد بعد الاعتراف بحملي وانكاره للنسب، وشهر بي، وتعدي علي بالضرب المبرح في محاولة لإلحاق الأذي بي ومحاولة اجهاضي".

وأكدت:" قام زوجي بإرتكاب جريمة الغش والتدليس، حتي يسقط حقوقي الشرعية المسجلة بعقد الزواج وذلك بسبب جبروته وخداعه لي، وأنتهى بى الحال مطرودة من منزلي انتقاما مني، ومنح كل متعلقاتي ومصوغاتي ومنقولاتي لزوجته الجديدة،  ولاحقني بدعوى نشوز".


يذكر أن قانون الأحوال الشخصية نص على أن نفقة الصغار على أبيهم حتى بلوغهم السن القانونى للتكفل بأنفسهم، وذلك بعد ثبوت أنه قادر على سداد ما يحكم به، بجميع طرق الإثبات وتقبل فى ذلك التحريات الإدارية وشهادة الشهود.

 







مشاركة

مقالات مشابهة

  • 1.3 مليون درهم مساهمات مجتمعيــة لـ «وقــف الحيــاة»
  • 1.3 مليون درهم مساهمات مجتمعية لدعم حملة “وقف الحياة”
  • زوجة بمحكمة الأسرة: زوجى طردنى وسجل شقة الزوجية باسم زوجته الجديدة
  • اجتهاد قضائي يقضي بثبوت الزوجية رغم تعذر حصول الزوج على الإذن بالتعدد
  • شيخ العقل تلقى اتصالا معايدة من مفتي الجمهورية
  • مفتي الجمهورية ينعى الدكتور محمد عبد الحليم الباحث بمرصد الأزهر
  • من الزواج إلى الطلاق.. ماذا حدث خلال عام بين بشرى وخالد حميدة؟
  • “حماس “تطالب المجتمع الدولي بوقف الآلية الدموية التي استحدثها العدو الصهيوني لتكريس التجويع والإبادة
  • وزير الإسكان يتابع موقف مشروعات المرافق التي تقوم الوزارة بتنفيذها على مستوى الجمهورية
  • الزعاق يفسر ظاهرة الانفجار التي حدثت بسماء المملكة وشغلت المواطنين.. فيديو