تتواصل في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا اليوم الأحد أعمال الجولة الثانية من مفاوضات سد النهضة، بحضور وزراء الري لكل من السودان ومصر، وكبير المستشارين للأنهار العابرة في إثيوبيا.

ورحب وزير الخارجية الإثيوبي دميكي مكونين باستئناف المفاوضات بين إثيوبيا ومصر والسودان، مشيرا إلى أن سد النهضة من المشاريع التي ترمي إلى الاستجابة لتطلعات الإنمائية المشروعة للإثيوبيين، مؤكدا أن بلاده ملتزمة بمفاوضات تصب نتائجها في مصلحة الجميع.

وتبحث الدول الثلاث في المفاوضات الجارية 19 بندا تتعلق بمسوّدة المبادئ التوجيهية والقواعد المتعلقة بملء وتشغيل سد النهضة، بهدف التوصل إلى توافق في الآراء يتوافق مع تطلعات جميع الدول المشاركة.

وقالت وزارة الخارجية الإثيوبية على موقع إكس السبت إن "الجولة الثانية من المفاوضات الثلاثية بشأن (…) التشغيل السنوي لسد النهضة الإثيوبي انطلقت في 23 سبتمبر/أيلول 2023 في أديس أبابا".

وأضافت أن "إثيوبيا ملتزمة بإيجاد حل تفاوضي وودي ضمن العملية الثلاثية الجارية".

كان السد في صلب نزاع إقليمي منذ أن بدأت إثيوبيا أعمال البناء عام 2011 (رويترز) مواقف وتفاوض

من جهته، قال وزير الخارجية المصري سامح شكري أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك "رغم استمرار الممارسات الأحادية للأشقاء في إثيوبيا تحرص مصر على استمرار الانخراط بجدية في عمليات التفاوض الجارية".

وشدد على أنه "ما زلنا ننتظر أن يُقابل التفاعل المصري المخلص بعزم وسعي صادق من إثيوبيا للتوصل لاتفاق يراعي مصالح مصر والسودان وإثيوبيا"، مؤكدا أنه "ليس هناك مجال للاعتقاد الخاطئ بإمكانية فرض الأمر الواقع عندما يتصل الأمر بحياة ما يزيد عن 100 مليون مصري".

وأعلنت إثيوبيا في العاشر من سبتمبر/ أيلول إنجاز ملء سد النهضة، مما أثار تنديدا فوريا من القاهرة التي دانت عدم قانونية هذه الخطوة.

عملية توسعة كبيرة جرت للمنطقة الواقعة أمام مخرج التوربينات اليمنى من السد (بلانيت)

وقد أظهرت صور أقمار اصطناعية ملتقطة صباح يوم 17 سبتمبر/أيلول الجاري، مرور المياه من أعلى الممر الأوسط لسد النهضة الإثيوبي.

ووثقت الصور للجزيرة استمرار عمليات البناء في السد وتجهيز المنشآت الكهربائية المتعلقة به.

صور أقمار صناعية للجزيرة ترصد أعمال الإنشاءات في سد النهضة بعد إعلان إثيوبيا انتهاء الملء الرابع  (بلانيت)

وتعتبر مصر والسودان السد الذي كلف 4.2 مليارات دولار، تهديدا لإمداداتهما من المياه، وقد طلبتا مرارا من أديس أبابا التوقف عن ملئه إلى حين التوصل لاتفاق بشأن سبل تشغيله.

واستؤنفت المفاوضات بين الدول الثلاث في أغسطس/ آب بعد أن توقفت منذ أبريل/ نيسان 2021.

ጠቅላይ ሚኒስትር ዐቢይ አሕመድ እና ከፍተኛ የመንግስት አመራሮች በሕዳሴው ግድብ አራተኛና የመጨረሻ ሙሌት ወቅት።

PM Abiy Ahmed and high level government officials at the Grand Ethiopian Renaissance dam during the fourth and final filling. #PMOEthiopia pic.twitter.com/OlaI3dbg8h

— Office of the Prime Minister – Ethiopia (@PMEthiopia) September 10, 2023

اتفاق ولمسات

واتفق الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في يوليو/تموز على وضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق خلال 4 أشهر.

وكان السد في صلب نزاع إقليمي منذ أن بدأت إثيوبيا أعمال البناء عام 2011.

وتعتبر مصر السد تهديدا وجوديا، لأنها تعتمد على نهر النيل لتأمين 97% من حاجاتها المائية.

والسدّ في قلب خطط التنمية في إثيوبيا. وفي فبراير/شباط 2022 أعلنت أديس أبابا أنها بدأت توليد الكهرباء للمرة الأولى.

ويُتوقّع أن ينتج السد الكهرومائي الكبير الذي يبلغ طوله 1,8 كيلومتر وارتفاعه 145 مترا، عند تشغيله بكامل طاقته، أكثر من 5 آلاف ميغاوات. وهذا من شأنه أن يضاعف إنتاج الكهرباء في إثيوبيا التي تؤمن حاليا لنصف سكان البلاد فقط البالغ عددهم 120 مليون نسمة.

وتفيد تقديرات الأمم المتحدة بأن "المياه قد تنفد في مصر بحلول عام 2025″، وأن مناطق في السودان حيث كان النزاع في دارفور مرتبطا بشكل أساسي بإمدادات المياه، معرضة بشكل متزايد للجفاف بسبب تغير المناخ.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: أدیس أبابا فی إثیوبیا سد النهضة

إقرأ أيضاً:

الاحتلال يقدم خريطة محدثة للانسحاب من غزة خلال مفاوضات الدوحة

كشفت وسائل إعلام عبرية، اليوم الجمعة، أن تل أبيب قدمت خريطة محدثة للانسحاب من قطاع غزة إلى حركة حماس، خلال المفاوضات غير المباشرة الجارية في العاصمة القطرية الدوحة، تُبقي بموجبها مدينة رفح جنوب القطاع تحت سيطرتها.

وأكدت القناة الـ12 العبرية أنّ "الخلاف الرئيسي في مفاوضات الدوحة هو مدى انسحاب إسرائيل من الأراضي التي تسيطر عليها في قطاع غزة"، مدعية أن تل أبيب وافقت على الانسحاب من محور "موراج" الذي يفصل رفح عن خان يونس في جنوب القطاع، مقابل إبقاء سيطرتها على رفح.

ونقلت القناة عن مصدرين مطلعين على تفاصيل المفاوضات تأكيدهما أن "الخريطة الجديدة التي قدمتها إسرائيل تتضمن انسحابا من طريق موراج، الذي يبعد نحو 4-5 كيلومترات عن الحدود بين غزة ومصر".

غير أن القناة لفتت إلى أنه "وفقًا للخريطة نفسها، لا تزال إسرائيل تصر على إبقاء قوات جيشها على بعد نحو 2-3 كيلومترات شمال طريق فيلادلفيا (الحدود بين غزة ومصر)"، مضيفة: "هناك، تريد الحكومة إنشاء مخيم للاجئين يضم مئات آلاف الفلسطينيين، استعدادا لترحيلهم المحتمل (تهجيرهم) لاحقا".



والاثنين، كشف وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي يسرائيل كاتس عن ملامح خطة إسرائيلية جديدة لإقامة ما سماه "مدينة إنسانية" مكونة من خيام على أنقاض مدينة رفح، تتضمن نقل 600 ألف فلسطيني إليها في مرحلة أولى بعد خضوعهم لفحص أمني صارم، على ألا يُسمح لهم لاحقا بمغادرتها.

وسابقا، طالبت "حماس" بانسحاب الجيش الإسرائيلي إلى المواقع التي تواجد فيها قبل استئناف تل أبيب حرب الإبادة على القطاع في 18 آذار/ مارس الماضي.

ووفقًا للقناة العبرية، فإنّ تل أبيب تطالب أيضًا بإنشاء منطقة عازلة على حدود قطاع غزة، يتفاوت عرضها بين عدة مئات من الأمتار إلى نحو كيلومترين في بعض المناطق.

وذكرت: "أشارت المصادر إلى أن المفاوضات بشأن هذه المسألة لا تزال جارية في محاولة لسد الفجوات"، مضيفة: "في هذه المرحلة، من غير الواضح متى سيسافر المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف إلى الدوحة للانضمام إلى المحادثات".

والخميس، قالت هيئة البث العبرية الرسمية، إن ويتكوف سيصل الدوحة خلال أيام قليلة من أجل دفع المباحثات بين الطرفين قدما.

وعلى مدى نحو 20 شهرا، عُقدت عدة جولات من المفاوضات غير المباشرة بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس، بشأن وقف الحرب وتبادل الأسرى، بوساطة قادتها كل من مصر وقطر والولايات المتحدة.

وخلال هذه الفترة، تم التوصل إلى اتفاقين لوقف إطلاق النار، الأول في تشرين الأول/ نوفمبر 2023، والثاني في كانون الثاني/ يناير 2025، وشهدا اتفاقيات جزئية لتبادل أعداد من الأسرى.

وتهرب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، من استكمال الاتفاق الأخير، حيث استأنف الإبادة على غزة في 18 مارس الماضي.

وتؤكد المعارضة الإسرائيلية أن نتنياهو يرغب فقط بصفقات جزئية تضمن استمرار الحرب، لتحقيق مصالحه السياسية الشخصية، ولا سيما استمراره بالسلطة، وذلك استجابة للجناح اليميني الأكثر تطرفا في حكومته.

وتقدر تل أبيب وجود 50 أسيرا إسرائيليا بغزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع بسجونها أكثر من 10 آلاف و800 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.

ويرتكب الاحتلال بدعم أمريكي منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، إبادة جماعية بقطاع غزة، خلفت أكثر من 195 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال.

مقالات مشابهة

  • الدوحة تواصل الوساطة رغم جمود الملفات الفلسطينية
  • مفاوضات وقف إطلاق النار بغزة تواجه تعثّرا بسبب الموقف الإسرائيلي
  • الاحتلال يقدم خريطة محدثة للانسحاب من غزة خلال مفاوضات الدوحة
  • غير شرعى ونعانى من عبث فى مياه النيل .. وزير الرى: ملف سد النهضة حساس وأمن قومى للدولة المصرية .. ومسؤوليتنا الحفاظ على حقوق المصريين
  • وزير الرى : مفيش نقص في المياه ولو حصل السوشيال ميديا مش هتسكت
  • وزير الري: نتابع كل حركة في السد الاثيوبي بالأقمار الصناعية.. نعاني من عبث بمياه النيل
  • وزير الري: «كل نقطة مياه تُملأ في سد النهضة تُخصم من حصة مصر والسودان»
  • وزير الري: كل نقطة تملأ في سد النهضة تخصم من حصة مصر والسودان
  • وزير الري: سد النهضة غير شرعي.. وما تفعله إثيوبيا مناورات سياسية
  • وزير الري: ملف السد النهضة يمس الوجود والأمن القومي المصري