محللون سياسيون: ما حدث في صنعاء زلزال كبير هز أركان مخلفات الإمامة ولحظة جمهورية نسفت جهود السلالة طوال سنوات
تاريخ النشر: 27th, September 2023 GMT
أكد محللون سياسيون أن الخروج العفوي الحاشد لجماهير سبتمبر وأكتوبر في أمانة العاصمة صنعاء، خلال الساعات الماضية، هو زلزال حقيقي بكل ما تحمله الكلمة من معنى، هز أركان مخلفات الإمامة الكهنوتية.
وأكدوا في تعليقهم على الانتفاضة الشعبية الغاضبة التي شهدتها صنعاء، احتفالا بالعيد الـ 61 لثورة اليمنيين الخالدة السادس والعشرين من سبتمبر المجيدة، أن ذلك الخروج الجمهوري المشرف أربك كل حسابات السلالة العنصرية البغيضة، بعدما استفزت اليمنيين ووصلت أياديها القذرة لتنديس العلم اليمني المقدس.
وقال المحللون في حديث لقنوات تلفزيونية، تابعهم المشهد اليمني، أن مليشيات عبدالملك الحوثي الكهنوتية تحشد المواطنين في مناطق سيطرتها منذ شهور طويلة لفعاليات طائفية، مسخرة لذلك كل إمكانيات الدولة التي نهبتها، لكنها وبلحظة لا تتوقعها، ضاعت كل جهودها واختلطت جميع أوراقها.
وأضافوا أنه ما أن دخلت الدقيقة الأولى لليلة السادس والعشرين من سبتمبر العظيمة، حتى تدفق الناس إلى الشوارع بشكل عفوي وخرجت الحشود تلقائيا ما هز أركان السلالة الفاجرة وهي ترى ذلك الزخم الجماهيري السبتمبري الكبير، بعد أن كان شيطان فارس قد وسوس لها بأن الشعب قد خضع للأمر الواقع وتخلى عن جمهوريته المقدسة.
اقرأ أيضاً ثورة 26 سبتمبر 1962م تتصدر الترند وتصبح حديث منصات التواصل الإجتماعي ثورة 26 سبتمبر 1962م .. نهاية الحكم الامامي الكهنوتي إلى غير رجعة (تقرير) الرئيس العليمي يتلقى برقية تهنئة من الملك سلمان وولي عهده بمناسبة ثورة 26 سبتمبر المجيدة نساء اليمن الجمهوري ترعب مليشيات الكهنوت المتخلفة.. والأخيرة تستدعي ”الزينبيات” إلى شوارع صنعاء ”فيديو” بالغمز واللمز بأعراضهن .. جماعة الحوثي تنفذ حملة إعلامية للنيل من حرائر اليمن بعد خروجهن للأحتفال بثورة 26 سبتمبر دعوات شعبية لـ”الضباط الأحرار” بصنعاء للثورة المسلحة على مخلفات الإمامة الكهنوتية وإعادة أمجاد ملحمة 26 سبتمبر صنعاء تنتفض على مخلفات الإمامة.. فيديو جديد للمواجهات بين جيل 26 سبتمبر ومليشيات الكهنوت المواجهات تقترب من ميدان السبعين بصنعاء والمحتفلين بـ26 سبتمبر يهتفون في وجه مليشيا الكهنوت: بالروح بالدم نفديك يا يمن ”فيديو” توثيق اعتداء مسلح حوثي على أحد المحتفلين العزل بثورة 26 سبتمبر بمحافظة إب ”فيديو” عاجل: أنباء عن حصار المليشيات الحوثية لمنزل الشيخ صادق أبوراس وقيادات المؤتمر بصنعاء عاجل: اشتباكات في ”جولة ريماس” وسط صنعاء بين الحوثيين والمحتفلين بثورة 26 سبتمبر ”فيديو” بعبارة ” 26 - سبتمبر سنعود ” .. مواطنون يوزعون بسكويت على المحتفلين بصنعاء متوعدين الحوثي بثورة سبتمبرية جديدة (صورة)وقال محللون إن قيادات الجماعة الحوثية العنصرية، مستعدون للتخلي عن كل ما نهبوه من الدولة وأموال الشعب طوال السنوات الماضية، مقابل أن يتخلى الشعب اليمني عن الانتماء للجمهورية وثورته الخالدة.
ولفتوا إلى أن المليشيات الحوثية الكهنوتية، انتفخ غرورها كما انتفخت كروشها، خلال السنوات الماضية، وغلب عليهم الظن بأن الجمهورية وثورة 26 من سبتمبر المجيدة قد توارت وفقد الشعب في مناطق سيطرتها، ارتباطه بها، ولكنها وبلحظة واحدة، انصدمت بالزلزال البشري الهادر والمستمر عشية ذكرى الثورة المجيدة، ويومها الأغر.
وأشاروا إلى أن المليشيا الكهنوتية، فشلت في احتواء الجماهير المتدفقة أو إيقافها رغم انتشار كتائب عقائدية في الشوراع وقطع الطرقات ومصادرة الأعلام وتكسير السيارات وشن حملة اعتقالات وإرهاب مختلف لم يجدي نفعا لقتل الروح السبتمبرية لدى الجماهير الغاضبة.
وقال بعضهم: "احتفالات اليمنيين في المناطق المسيطر عليها من الحوثيين ب ثورة 26 سبتمبر ،ليس إعلان موقف فقط بل علامة تحدي ..اليوم يعلنون موقفهم وغدا يحملون السلاح".
وأضافوا أنه "منذ السادس والعشرين 1962, وحتى السادس والعشرين 2023، لم يصل ارتباط اليمنيين بثورتهم حد الكمال كما هو اليوم ، لم يحتفلوا بهذا القدر من الولاء والجمال والأهم : بهذا القدر من التلقائية" .
وعلق صحفيون على حوادث تدنيس العلم الجمهوري بشكل ممنهج ومتكررمن قبل كتائب الحوثي بصنعاء، بالقول: "ما أغباهم استفزوا الشعب في ثوابته الوطنية وأغبى الجماعات من تستفز الشعب في ثوابته الوطنية، هذه أشياء مقدسة لانقاش حولها ولا جدال وكلما حاولت إخماد نارها تحولت الى بركان ثائر يجتثك ومن معك.. ".
وأضافوا: "هاهي صنعاء تزمجر من اقصاها الى اقصاها بالروح بالدم نفديك يايمن ولاعزاء لمشاريع الإمامة..".
وكانت شوارع العاصمة صنعاء، شهدت خلال أمس الثلاثاء والليلة الماضية مسيرات ثورية للاحتفال بذكرى ثورة 26 سبتمبر الخالدة، وتنديدا بتدنيس مليشيات عبدالملك الحوثي الكهنوتية المتخلفة، للعلم الجمهوري.
واندلعت مواجهات عنيفة بين المليشيات الحوثية والشباب المحتفلون بالثورة في جولة ريماس بمنطقة حدة، بعدما قامت مليشيات الكهنوت الحوثي المتخلف بمصادرة الأعلام الوطنية وإطلاق الرصاص الحي على المحتفلين لتفريقهم.
وفي حين كانت عناصر المليشيات تصرخ شعارها المستورد من إيران: "الموت لأمريكا الموت لإسرائيل"، كان زئير الشباب اليمني يصدح في كل أرجاء العاصمة: "جمهورية جمهورية .. بالروح بالدم نفديك يا يمن".
وتتواصل حالة الاحتفالات الشعبية بأمانة العاصمة صنعاء، وارياف المحافظة والقبائل المحيطة، ابتهاجا بالثورة الخالدة التي نقلت اليمنين من العبودية إلى الحرية، ومن العنصرية إلى المساواة، ومن الظلمات إلى النور، ومن الخرافة إلى الحقيقة، ومن الجهل والتخلف إلى العلم، ومن حكم الفرد إلى حكم الشعب. ومن جحيم وسجن الإمامة إلى جنة ورحاب الجمهورية.
https://twitter.com/Twitter/status/1706815886701539501
المصدر: المشهد اليمني
كلمات دلالية: السادس والعشرین مخلفات الإمامة ثورة 26 سبتمبر
إقرأ أيضاً:
خامنئي والحوثي.. لمن الإمامة بعد ضربة إسرائيل
بعد حرب الاثني عشر يومًا المذلّة، التي سُحقت فيها أوراق إيران في لبنان وغزة، وانهارت خلالها سردية المقاومة من بيروت إلى صعدة، خرج علي خامنئي للعلن، لا ليعتذر، ولا ليعلن تحمّلًا للمسؤولية، بل ليُصفّق له الحرس والفقهاء على كونه.. حيًّا! تلك كانت لحظة “النصر” في قم: أن الإمام ما زال يتنفّس، لم تكن لحظة تقويم أو مراجعة أو مساءلة، بل لحظة تأليه جديدة لزعيم لم يشهد ساحة قتال، ولا رفع سلاحًا، لكنه أصبح وحده معيار البقاء ومعنى الوجود، وكأن النظام الذي لطالما روّج لفكرة الشهادة، لا يُجيزها إلا على أتباعه، أما رأسه، فمُحرَّم على القدَر.
تلك ليست قراءة انفعالية، بل مقارنة ضرورية، ففي زمن الهزائم الكبرى، تتمايز القيادات، الزعيم جمال عبدالناصر، الذي تلقّى نكسة 1967 القاسية، خرج إلى شعبه معلنًا: “تحمّلتُ المسؤولية كاملة، وقررت أن أتنحى”، لم يُخفِ جسده، ولا صوته، ولا نظره في عين المصريين والعرب، أما خامنئي، فقد اختفى، كما يليق بالإمام الغائب، ثم خرج بعد ثلاثين يومًا في مناسبة عاشورائية، لا ليقدّم خطابًا، بل ليُظهِر وجهه أمام الكاميرا، ويُقال للناس، هو بخير.. إذن انتصرنا.
أيّ مستوى من الانحدار العقائدي هذا الذي يجعل مجرد بقاء الرجل على قيد الحياة حدثًا كافيًا لتجاوز خسارة نصرالله، وصفي الدين، والسنوار، وهنية؟ بل أي عقل يمكنه أن يبلع أن قائدًا محوريًا يسقط مثل السنوار، ولا تُعقد له جنازة سياسية؟ أن رجلًا مثل نصرالله، الذي تماهى مع صورة الولي الفقيه، يُمحى فجأة، وكأن وجوده لم يكن أكثر من زينة خطابية في خطاب محور طويل؟
المشكلة في “مركز العقيدة”، لا في تفصيلها، فخامنئي لم يكن، ولن يكون، نبيًّا، ولا مُلهمًا، ولا قائدًا عسكريًا، بل هو وليّ فقيه صعد إلى السلطة بوصفه بديلاً مؤقتًا عن الإمام الغائب في نظرية الاثني عشرية، تلك النظرية التي وُلدت من مأزق تاريخي، الإمام الثاني عشر اختفى، فمَن يحكم باسمه؟ جاء الخميني بفكرته العبقرية.. “النيابة العامة”، أي أن كل فقيه جامع للشرائط يصبح نائبًا عن الغائب، لكن حين أمسك الفقيه الدولة، لم يعد نائبًا.. بل إمامًا جديدًا. لا يخطئ، ولا يُنتقد، ولا يُساءل، لأنه، ببساطة، الحاكم بأمر الغياب.
وهنا، تظهر عقدة الحوثي في اليمن، إذ أن عبدالملك الحوثي لا يتبع هذا المسار، فالمذهب الزيدي الذي يستند إليه، لا يؤمن بإمام غائب، بل يشترط على الإمام أن يظهر، وأن يدعو الناس إلى طاعته، وأن يحمل السيف، بمعنى آخر، الحوثي، بمقتضى مذهبه، هو الإمام الشرعي، الحاضر، المجتهد، القائم، وهو بهذا، يتفوق على خامنئي، الذي لا يزال في عين مذهبه “نائبًا عن غائب.”
فهل تتحمّل طهران هذه المقارنة؟ وهل تقبل أن يكون إمام صعدة أعلى منزلة من إمام قم؟ وهل يسمح عبدالملك الحوثي لنفسه أصلًا أن يُفصح عن هذه الأولوية المذهبية، وهو الذي يدين بوجوده المالي والعسكري والسياسي لخامنئي؟ إننا أمام مأزق مزدوج: إمام يدّعي التفويض الإلهي من غائب لم يُشاهد، وآخر يدّعي الحضور الحي، لكنه لا يجرؤ على منازلة الإمام الأعلى سياسيًا.
ووسط هذا الصراع اللامعلن، تسقط الحقائق على الأرض كأشجار اليابسة، إسرائيل، حين ضربت مقار “المحور”، لم تفرّق بين مذهبين، ولا بين وكالة وأصل، ضربت قادة، ومراكز، ومراقد، وكأنها تسأل العالم الشيعي بأسره.. أين هو الإمام؟ أليس من المفترض أن يكون حاضرًا في هذه اللحظة؟ أليس هو القادر على قلب المعادلة؟ فأين هو؟ في قم؟ في صعدة؟ في سرداب الغيبة؟ في صور الحائط؟ أم في ذاكرة خرافية لا تعرف كيف تصوغ ردًا واحدًا على صاروخ موجه؟
ومما يزيد فضيحة الهروب وضوحًا، أن منظومة الممانعة التي طالما تباهت بأنها لا تموت بموت أفرادها، عادت وكرّست المعنى المعاكس، الكل قابل للاستبدال ما عدا خامنئي، وكأن كل محور المقاومة، من نهر الليطاني إلى غزة إلى صنعاء، ليس أكثر من حزام ناسف يُرتدى حول “الإمام” ويُفجَّر عند الحاجة، وهل هناك أوضح من إعلان “الفيتو الأميركي” على استهداف خامنئي بينما يُترك حلفاؤه يُصفّون الواحد تلو الآخر؟
والمفارقة الأشد مرارة، أن هذا المشهد تكرّر من قبل، لكن في الطرف السني، جهيمان العتيبي، أسامة بن لادن، أيمن الظواهري، أبوبكر البغدادي.. كلهم نُصّبوا قادة، أو أئمة، أو خلفاء، وكلهم اختبأوا كالفئران ثم سقطوا، وكل الجماعات التي اتبعتهم، لم تسأل يومًا.. هل كانت العقيدة خطأ؟ بل أعادت تدوير الأزمة، وابتكرت قائدًا جديدًا، وشعارًا جديدًا، وشهادة جديدة، فقط لتُقتل مرة أخرى على يد خصوم يعرفون الحقيقة.. أن الأسطورة لا تقف أمام الطائرات.
العقل الشيّعيّ السياسي، الذي يصفق اليوم لظهور خامنئي، يكرّر نفس الفخ. لا مراجعة، لا نقد للأخطاء، لا وقوف أمام النفس، فقط، صورة، فقط، بقاء بيولوجي، فقط، مهرجان تمجيد، تُسقط فيه قامات حقيقية، ويُمسَح فيه تاريخ أناس قاتلوا، فقط لأنهم ليسوا “الإمام”، وكأن الجماعة لا تحتاج إلا صورة زعيم، أما الدماء، فتُهدى للإعلام.
هكذا تُختصر السياسة في صورة، وتُختزل العقيدة في نبض قلب واحد، بينما تختنق الجماهير في بيروت وصنعاء وغزة، ويخرج علينا الإعلام الإيراني ليبشّر بأن المرشد بخير، وكأن الأرض لا تحتاج خبزًا، بل حضورًا مقدّسًا، وكأن الأوطان لا تُبنى على المؤسسات، بل على السراديب.
قال ابن خلدون: “إذا رأيت الناس يعظمون القبور أكثر من الفكرة، فاعلم أن الدولة إلى زوال،” ونحن اليوم، لا نعظم القبور فقط، بل الصور، والظلال، وغياب الصوت، والبقاء الجسدي الذي لا يحمل مسؤولية، نكتب بيانات نصر على جثث حلفائنا، ونقيم المجالس لعاشوراء، بينما تسقط الخارطة الإيرانية تحت الضربات، وتُرسم خرائط جديدة لا نملك فيها قلمًا ولا مقعدًا.
فليخرج علينا الإمام، أيًّا كان اسمه، من طهران أو صعدة، وليقل لنا.. ماذا بقي من كل هذا المشروع؟ هل المشروع هو أن ينجو خامنئي فقط؟ هل الأمة تُبنى من خُطبة عاشوراء؟ هل الدولة تستمر لأن صورةً التُقطت لقائدٍ يرتجف؟ أم أن كل ما بناه محور الممانعة، من الدم إلى السلاح إلى التضحيات، قد تلاشى، فقط لأن الإمام الأعلى قرر أن يبقى ساكنًا؟
هذه مهزلة لا تليق بعقل، ولا بزمان، ولا بشعوبٍ سئمت أن تُقاد باسم الله، ثم تُقتل باسم الإمام.
• المصدر: صحيفة العرب اللندنية