قال الرئيس عبدالفتاح السيسي، إنّ الاحتفال بالمولد النبوي الشريف هذا العام، يأتي بينما يمر العالم بظروف دقيقة تعيد إلى الأذهان ذكريات من التوتر والقلق والاضطراب لم تحدث منذ عقود طويلة، بين الكارثة الصحية التي تسببت فيها جائحة كورونا وتداعياتها الاقتصادية عميقة الأثر الناجمة عن توقف عملية الإنتاج في كبرى دول العالم، وما أعقبه من موجة ارتفاع أسعار عالمية تسببت الأزمة الروسية الأوكرانية في تفاقمها بشدة، ما دفع الدول الكبرى إلى رفع أسعار الفائدة على نحو غير مسبوق، أملا في احتواء التضخم، وهو ما استدعى نزوحا كثيفا لرؤوس الأموال من الدول النامية إلى الدول الغنية.

وأضاف الرئيس السيسي، خلال كلمته في احتفالية وزارة الأوقاف بالمولد النبوي الشريف: «من هنا جاءت أزمة النقد الأجنبي التي يمر بها اقتصادنا والعديد من الاقتصادات الناشئة، والحق أقول لكم إنّ عاصفة طاغية كتلك كانت كفيلة في الظروف العادية باقتلاع اقتصادنا بشكل كلي، والعصف بالعديد من مكتسبات الشعب المصري».

وتابع الرئيس، أنّ السنوات الثماني الأخيرة من العمل التنموي المكثف غير المسبوق في حجمه ونطاقه وسرعته، أثمرت عن صلابة وصمودا ومرونة كبيرة لاقتصادنا القومي، بما يدفعنا من اليقين بأنّ الصعّاب الحالية إلى زوال قريب بإذن الله، ولا سيما أنّنا نبذل أقصى ما في الجهد والطاقة للتخفيف من آثارها على أبناء شعبنا، مع الحفاظ على قوة الدفع اللازمة لاستكمال مشروعات التنمية ونمو الاقتصاد والحفاظ على معدلات التشغيل المرتفعة، ويضمن قدرة الدولة على حماية الأمن الغذائي والطاقة رغم الظروف العالمية الصعبة في هذين المجالين.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: المولد النبوي السيسي

إقرأ أيضاً:

وصول الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى أرض الوطن عائدا من روسيا

وصل الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى أرض الوطن عائداً من موسكو بعد حضور احتفالات عيد النصر في العاصمة الروسية.

إعمار غزة ورفض تهجير الفلسطينيين.. تفاصيل مباحثات الرئيس عبد الفتاح السيسي وأمير قطر

في لحظة خاصة، شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي، أمس الجمعة، في فعاليات العرض العسكري الذي أقيم في الساحة الحمراء بالعاصمة الروسية موسكو، احتفالاً بالذكرى الثمانين لعيد النصر، وهو الحدث الذي يخلد انتصار الاتحاد السوفيتي على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية. 

وتأتي هذه المشاركة لتعكس عمق العلاقات التاريخيةوالاستراتيجية بين مصر وروسيا، والتي تعود جذورها إلى ما يقرب من ثمانية عقود.


استقبال رسمي ولقاء استثنائي

واستقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، نظيره المصري عبد الفتاح السيسي في الساحة الحمراء بموسكو، وسط مراسم رسمية مهيبة تجسد أهمية المناسبة. 

وتبادل الزعيمان التحية والتقطا الصور التذكارية في موقع الاحتفال، إلى جانب عدد من القادة والزعماء ورؤساء الوفود المشاركين في هذه الذكرى التاريخية.

وهذه المشاركة الرمزية حملت دلالات قوية حول متانة العلاقات بين البلدين، وأظهرت التقدير الروسي الكبير للدور المصري على الساحة الدولية.

إحياء لذكرى الأبطال

 ضمن فعاليات الذكرى، شارك الرئيس السيسي نظراءه من القادة في وضع أكاليل الزهور على النصب التذكاري للجندي المجهول في حديقة ألكسندروفسكي، في لفتة إنسانية تعبّر عن الامتنان لتضحيات الجنود الذين ساهموا في دحر النازية وإنهاء الحرب العالمية الثانية.

العلاقات المصرية الروسية.. إرث من التعاون المتجدد

وأكد اللواء عادل العمدة مستشار الأكاديمية العسكرية العليا، أن مشاركة مصر في احتفالات عيد النصر تعكس عمق العلاقات الدبلوماسية التي تربط القاهرة وموسكو منذ عام 1943. 

وأوضح أن هذه العلاقة لم تكن يوماً علاقات بروتوكولية فحسب، بل امتدت إلى شراكات استراتيجية كبرى، أبرزها مشروع محطة الضبعة النووية، الذي يُعد أحد أكبر مشروعات التعاون المصري الروسي في الوقت الحالي.

رؤية متجددة وتعزيز للدور المصري

وأشار اللواء العمدة إلى أن العلاقات الثنائية بين البلدين شهدت تطوراً ملحوظاً في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، خاصة في الجوانب العسكرية والدبلوماسية، فضلاً عن الشراكات الاقتصادية المتنامية. 

وأضاف أن لقاءات السيسي المتكررة مع زعماء العالم، سواء في هذه المناسبة أو في محافل أخرى، تؤكد مكانة مصر المتزايدة على الساحة الدولية.

مصر على خريطة القوى العالمية

وختم العمدة تصريحاته بأن دعوة مصر للمشاركة في هذا الحدث التاريخي خاصة تعكس احترام العالم لدور مصر وموقعها الجيوسياسي، وتؤكد أن صوتها مسموع في القضايا الدولية، وأن لها وزناً متزايداً في دوائر صنع القرار العالمية.

وختاما فأن مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي في احتفالات الذكرى الثمانين لعيد النصر في موسكو لم تكن مجرد حضور بروتوكولي، بل كانت رسالة سياسية وعسكرية تعبر عن مكانة مصر الراسخة على الساحة الدولية.

كما جاءت تأكيداً جديداً على عمق العلاقات الاستراتيجية بين القاهرة وموسكو، واستمرار التعاون في مختلف المجالات، وسط عالم يشهد تغيرات متسارعة وتحديات معقدة.

تقارب سياسي وثقة متبادلة
التقارب السياسي بين مصر وروسيا لم يكن وليد اللحظة، بل جاء نتيجة سلسلة من اللقاءات المتبادلة بين الرئيسين السيسي وبوتين، عززت التفاهم الاستراتيجي بين البلدين في ملفات الأمن الإقليمي ومكافحة الإرهاب والتعاون في المجالات الدفاعية والاقتصادية. هذا التفاهم يُترجم إلى توافق فعلي في المواقف تجاه العديد من القضايا الدولية، مما جعل من العلاقات الثنائية نموذجًا يحتذى به في التوازن الدبلوماسي.

نمو اقتصادي واستثمارات روسية متزايدة

منذ عام 2015، شهدت العلاقات الاقتصادية المصرية الروسية نموًا مطردًا، حيث تجاوزت صادرات مصر إلى روسيا 4.495 مليار دولار حتى عام 2025. وحدها صادرات يناير 2025 سجلت 71.22 مليون دولار، ما يؤكد على الديناميكية المتزايدة في التبادل التجاري بين البلدين. هذا الزخم يعكس تنامي الثقة الروسية في السوق المصري، وتزايد فرص الاستثمار في قطاعات متنوعة.

المنطقة الصناعية الروسية.. بوابة للتكامل الصناعي

أحد أبرز ملامح الشراكة الاقتصادية هو مشروع المنطقة الصناعية الروسية بمحور قناة السويس، والتي يُتوقع أن تستقطب استثمارات بقيمة 7 مليارات دولار وتوفر نحو 35 ألف فرصة عمل. وتغطي هذه المنطقة مشاريع استراتيجية تشمل صناعة السيارات، والمعدات الزراعية، والأدوية، وبناء السفن، والتكنولوجيا، وإعادة التدوير. هذه المبادرة تُعد ترجمة عملية لرؤية اقتصادية مشتركة بين البلدين.

الضبعة النووية.. حلم يتحقق بتعاون روسي

في عام 2015، وقّعت مصر وروسيا اتفاقاً لإنشاء أول محطة نووية مصرية بمدينة الضبعة، بطاقة إجمالية تصل إلى 4800 ميجاوات. المشروع الذي تنفذه شركة "روساتوم" الروسية بتمويل ميسر يغطي 80% من التكلفة، يمثل حجر زاوية في التعاون بين البلدين، وركيزة لطموح مصر في تنويع مصادر الطاقة وتعزيز الأمن القومي.

وفي يناير 2024، شارك الرئيسان السيسي وبوتين في تدشين القاعدة الخاصة بوحدة الكهرباء الرابعة ضمن المشروع، في إشارة جديدة إلى التقدم المحرز والأهمية الاستراتيجية للمشروع.

رسالة قوة وشراكة طويلة الأمد

مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي في احتفالات الذكرى الثمانين لعيد النصر بموسكو لم تكن مجرد حضور شرفي، بل مثلت رسالة سياسية تعكس الحضور المصري المتنامي في المحافل الدولية، وتأكيداً على متانة العلاقات المصرية الروسية الممتدة لعقود.

إنه حضور يُعبّر عن مصر الجديدة، التي تنتهج سياسة خارجية متوازنة، قوامها التعاون مع القوى الدولية، وتعزيز المصالح الوطنية في عالم لا يعترف إلا بمن يمتلك الرؤية والقوة. العلاقات بين القاهرة وموسكو ليست فقط قصة ماضٍ مشترك، بل شراكة مستقبلية تُبنى على الثقة والتكامل والمصالح المشتركة.

طباعة شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي عبد الفتاح السيسي جمهورية مصر العربية احتفالات عيد النصر موسكو روسيا

مقالات مشابهة

  • تنطلق من الرياض.. ما هي الدول والملفات التي تتضمنها زيارة ترامب للخليج؟
  • مكتبة الإسكندرية تشارك في النسخة الأولى من المعرض العربي للاستدامة 2025
  • الأونكتاد تحذر: نقص النحاس يهدد مستقبل الاقتصاد الأخضر والرقمي العالمي
  • عاجل- السيسي يبحث مع رئيس البنك الأفريقي للتنمية دعم التعاون التنموي وتعزيز الشراكة في مشروعات الطاقة والبنية التحتية
  • مدبولي: الاضطربات في المنطقة تسببت في تداعيات سلبية على الاقتصاد المصري
  • «مدبولي»: الاضطرابات في المنطقة تسببت في تداعيات سلبية على الاقتصاد المصري
  • السوداني يؤكد دعم الحكومة المستمر لشريحة الأطباء
  • زيادة الإنتاج وحماية العمال وتوفير الوظائف .. جبران يستعرض جهود وزارة العمل أمام الرئيس السيسي
  • الرئيس السيسي في موسكو.. مشاركة في احتفالات عيد النصر ومباحثات مع بوتين وقادة الدول (فيديو)
  • وصول الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى أرض الوطن عائدا من روسيا