الوطن:
2025-08-11@22:37:36 GMT

محمد عامر يكتب: الأسوة الحسنة

تاريخ النشر: 27th, September 2023 GMT

محمد عامر يكتب: الأسوة الحسنة

تباينت الأخلاق عند العرب قبل الإسلام، مثلهم فى ذلك مثل باقى شعوب الأرض، فكما انتشر فيما بينهم بعض الأخلاق التى تنكرها الفطرة السليمة، تحلوا أيضاً بسجايا وشمائل طيبة وأخلاق كريمة، حتى ولد أشرف الخلق وخاتم الأنبياء فى شهر ربيع الأول من عام الفيل، فى مكة المكرمة، التى أضاءها بجماله صلى الله عليه وسلم، حساً ومعنى.

وقد بعثه الله تعالى بالإسلام الذى هو دين مكارم الأخلاق، حتى إن سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، جعل غاية بعثته تتميم محاسن الأخلاق فقال صلى الله عليه وسلم: ««إنَّما بُعثتُ لأُتممَ صالحَ الأخلاقِ». وفى رواية: «مكارم الأخلاقِ»، وكيف لا؟! وهو مَن وصفه الله سبحانه وتعالى بقوله: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ)، وقد كان خلقه القرآن كما قالت أم المؤمنين السيدة عائشة، رضى الله عنها.

ولهذا وجب على كل أسرة وبيت ومؤسسة ومجتمع ترسيخ معانى الاحتفال بالمولد النبوي الشريف من خلال إحياء سنة سيدنا النبي، صلى الله عليه وسلم، فيما اصطفاه رب العزة من أجله، وهو إتمام مكارم الأخلاق، التى لها عظيم الأثر فى استقامة الأفراد وتماسك المجتمعات، وعلينا أن نعلم أولادنا أن الثمار الطيبة تنتج عن التحلى بالأخلاق الكريمة، ويعود نفعها على الفرد والمجتمع والأمة، فالأخلاق تطهر النفس الإنسانية وتزكيها، قال الله تعالى: (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا)، وبالقيم الأخلاقية تنتشر الفضيلة وتختفى الرذيلة، ويسعد الفرد والجماعة، وترتقى الأمم فى سلم التطور والحضارة بسواعد شبابها الصالحين أصحاب القيم والمبادئ الأخلاقية السامية.

فبالنظر إلى دعوة النبى، محمد صلى الله عليه وسلم، نجدها مبنية على معالى الأخلاق وحسنها، فكل ما فى الدين من عبادات لا يمثل سوى خمسة فى المائة (5%)، فى حين أن (خمسة وتسعين فى المائة) (95%) معاملات وأخلاق وقيم بين الناس، فأساس الدين أخلاق وهو الأخلاق المحمدية، التى يجب على كل مسلم الاقتداء بها، فعن سعد بن هشام قال: أتيت عائشة، فقلت: يا أم المؤمنين، إنى أريد أن أتبتل، فقالت: لا تفعل، ألم تقرأ: «لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِى رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ»؟ فقد تزوج رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وولد له.

فكل معاملات سيدنا محمد أخلاق وكل سنته الشريفة أخلاق، فالنبى، صلى الله عليه وسلم، أرسى دولة المدينة المنورة على القيم والأخلاق والتعاملات فكانت دولة قوية، واليوم علينا الاقتداء بما فعله سيدنا محمد، صلى الله عليه وسلم، ببناء أوطاننا على الأخلاق التى تعتبر الدستور الأقوى، الذى يبنى ويعمر العقول بالعلم والنور، ويحقق مصالح البلاد والعباد، ويحفظ الأسر والمجتمعات، ويحفظ التنمية والرخاء، ويقضى على الجهل والتطرف، ويربى أجيالاً مخلصة محبة للوطن مستميتة فى الدفاع عن كل حبة رمل. فبناء الأوطان يؤسس على عقائد وفلسفات يحدد عليها سلوك الإنسان، فالحضارات الكبرى بنت نفسها على أساس مبادئ وقيم أخلاقية، وها نحن أكرمنا الله بمنحة إلهية وهى مولد سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ومن خلال هذه الذكرى العطرة نحيى الأرواح والأنفس بحب سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فتحيا فى قلوبنا سنته، وفى سلوكِنا أخلاقه، فنرعى مجتمعاتنا، وننهض بأوطاننا.

* مدير عام برامج قناة الناس

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: المولد النبوي سيدنا الحسين السيدة زينب الصوفية صلى الله علیه وسلم رسول الله

إقرأ أيضاً:

قطاع الأوقاف والإرشاد و العلوم الشرعية والعلماء في الحديدة يحيون ذكرى المولد النبوي

الثورة نت / يحيى كرد

نظم مكتبا الأوقاف والإرشاد وجامعة دار العلوم الشرعية ووحدة العلماء والمتعلمين بمحافظة الحديدة اليوم السبت، فعاليات ثقافية وتوعوية لإحياء الذكرى السنوية للمولد النبوي الشريف لعام 1447هـ، تحت شعار “لبيك يا رسول الله”

وخلال  الفعالية  بحضور وكلاء المحافظة محمد حليصي،  وعلي الكباري،  وأحمد دهموس،  أكد محافظ المحافظة عبدالله عبدة عطيفي،  أهمية الإحتفاء بذكرى المولد النبوي الشريف، صلى الله عليه واله وسلم. واستلهام الدروس والعبر من سيرته العطرة وأخلاقه السامية. والسير على نهجه قولا وفعلا.
مشددا على  دور العلماء  في مواجهة التحديات التي تمر بها الأمة الإسلامية، مشيدًا بصمود أبناء الحديدة ودورهم في التصدي للعدوان والحصار.
وأشار المحافظ عطيفي إلى أهمية توحيد الصفوف والتمسك بالقيم الدينية والإيمانية في ظل المحن التي تواجه اليمن والمنطقة.

منوها إلى جرائم القتل والتجويع التي يتعرض لها قطاع غزة من قبل العدو الصيهوني بدعم أمريكي وغربي، وسط صمت عربي إسلامي مخزي.

فيما  أشار  مدير مكتب الإرشاد بالمحافظة عبدالرحمن الورفي، إلى  أن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف هو مناسبة لإحياء الهوية الإيمانية والتذكير بسيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، داعياً إلى العودة إلى القرآن الكريم والسنة النبوية كأساس للهداية والتمسك بالعقيدة الصحيحة.

بدورة أكد  مدير هيئة الأوقاف عبد الله زيد شايم  على أهمية إحياء ذكرى النبي محمد صلى الله عليه وسلم كفرصة للتذكّر بسيرته والتمسّك بالقرآن والسنة. وبيّن أن الاحتفال بالمولد يُعد تجديدا للعهد مع تعاليم النبي والدعوة للثبات والعودة إلى القيم الإسلامية في مواجهة الظروف الراهنة.

فيما استعرض الشيخ درويش الوافي في كلمه العلماء مكانة المولد النبوي الشريف في التراث الإسلامي وأهميته في تعزيز محبة النبي والاقتداء به في جميع جوانب الحياة،
مشددا على أن الاحتفال بهذه المناسبة هو تجديد للعهد مع تعاليم النبي محمد صلى الله عليه وسلم، والدعوة إلى الوحدة والتمسك بالقيم الإسلامية الأصيلة.

وتخلل الفعالية بحضور عدد من العلماء ومدراء المديريات والمكاتب التنفيذية انشودة وقصبدة شعرية معبرة عن المناسبة

مقالات مشابهة

  • محافظة صعدة تُدشن أنشطة وفعاليات المولد النبوي الشريف
  • فضل سقيا الماء في الحر الشديد.. الإفتاء تعدد ثوابها ومكانة فاعلها عند الله
  • فرج عامر يكتب رسالة غامضة لمتابعيه
  • حكم قول سيدنا على النبي في الأذان والتشهد خلال الصلاة.. الإفتاء تجيب
  • تدشين فعاليات المولد النبوي في مديريات محافظة البيضاء 
  • هذا ما كان يفعله النبي في الحر الشديد.. تعرف عليه
  • اللجنة التحضيرية النسائية للمولد النبوي الشريف في الأمانة تدشن فعالياتها
  • كيفية صيام سيدنا داود عليه السلام.. تعرف عليه
  • قطاع الأوقاف والإرشاد و العلوم الشرعية والعلماء في الحديدة يحيون ذكرى المولد النبوي
  • في أولى جولاتها.. وزير البيئة تتابع سير العمل في محميتي وادي دجلة وقبة الحسنة