تراجع نسبة المواليد يهدد الصين.. عزوف نسبة كبيرة عن الزواج.. و«الجارديان»: انخفاض أعداد السكان إنذار قوي لمشكلات اقتصادية خطيرة
تاريخ النشر: 29th, September 2023 GMT
تشهد الصين تراجعًا في نسبة المواليد، وذلك بسبب عزوف جيل كامل من الشباب عن الزواج والإنجاب، وبسبب ضغوط تكاليف المعيشة، فإن الاقتصاد الصيني قد يخرج عن مساره بسبب العدد المتزايد من الشيب والشيخوخة.
وفي تقرير لصحيفة "جارديان" البريطانية، قالت شابة صينية تدعى "سيسي" عمرها 27 سنة، إنها لا ترغب في الإنجاب قبل بلوغ سن الخامسة والثلاثين، على الرغم من ضغط والدتها من أجل الزواج والإنجاب.
ولفتت الشابة إلى أن وظيفتها بإحدى شركات التكنولوجيا في بكين تستهلك منها وقتًا طويلا، بجانب إكمالها أيضًا دراستها للحصول على درجة الماجستير في القانون، وبالتالي لا تملك الوقت الكافي للتفكير في تكوين أسرة.
وذكرت "جارديان" أن حالة "سيسي" ليست فريدة من نوعها، إذ تنتشر حول العالم، لكن الظاهرة تهيمن بشدة في الصين، لدرجة أنه خلال العام الماضي انخفض عدد السكان في البلاد بنحو 850 ألف نسمة، وهو الانخفاض الأول منذ أكثر من خمسين عاما. ويعود هذا التطور إلى نسبة المواليد المتراجعة بشدة.
ويمثل هذا التراجع في أعداد السكان إنذارا قويًا بشأن مشكلات خطيرة قد تواجه اقتصاد الصين، بحسب "جارديان".
ربما يكون ما تعيشه "سيسي" مألوفا لدى جيل الألفية في البلدان الغنية في العالم، لكن بحسب البنك الدولي، فالدولة ذات الدخل المرتفع هي التي يزيد فيها الدخل السنوي الإجمالي للفرد عن 13845 دولارا، لكن متوسط حجم الدخل في الصين وصل خلال العام الماضي إلى 12850 دولارا، ما يجعل هناك مخاوف من أن تصاب الصين "بالشيخوخة" قبل أن تصبح دولة "غنية".
وتصل نسبة سكان الصين فوق 65 سنة إلى 14% من المواطنين في البلاد، وحدثت قفزة في هذه النسبة خلال السنوات الـ6 الماضية فقط.
وخلال العقدين المقبلين، بحسب "جارديان"، سوف تكون نسبة السكان فوق 65 سنة من بين الأعلى، مقارنة مثلا بدولة مثل الولايات المتحدة.
تدرك الحكومة الصينية هذا الأمر جيدًا، وقررت عام 2016 التخلي عن سياسة الطفل الواحد التي عملت بها لقرون طويلة، واستبدلتها لتسمح بإنجاب 3 أطفال، فيما تخلت مقاطعات بعينها عن الحد الأقصى للأطفال في الأسرة، من أجل تشجيع السيدات على الإنجاب.
ومن بين السياسات التي انتهجتها بكين أيضًا، منح 30 يوم إجازة مدفوعة الأجر للمتزوجين الجدد، وخصومات على عمليات التلقيح الصناعي، ومنح إعانات نقدية للأسر التي تحظى بالطفل الثاني والثالث.
في عام 2019، حذر مركز الأبحاث الحكومي، الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، من أن صندوق التقاعد الحكومي الرئيسي قد ينفد من الأموال بحلول عام 2035. وكان ذلك قبل التباطؤ الهائل في السنوات القليلة الماضية، والذي أضر بمساهمات المعاشات التقاعدية.
وكإجراء إغاثة طارئ خلال الوباء، سمحت الحكومة للشركات بإيقاف مساهمات الضمان الاجتماعي مؤقتًا لمدة تصل إلى ستة أشهر. وقد أدى ذلك إلى توفير 1.54 تريليون يوان للشركات، لكنه أدى أيضًا إلى ضرب إيرادات صناديق التقاعد بنسبة 13%، مما أدى إلى عجز النظام لأول مرة.
ومع زيادة عدد كبار السن، وتأثر الاقتصاد بفعل كورونا، قالت الزميلة في مركز أبحاث مجلس العلاقات الخارجية، زوي زونخوان ليو، إن هناك عجزا كبيرا في معاشات التقاعد ومع تراجع أعداد السكان "سيكون من الصعب زيادة قاعدة المعاشات، ويجب زيادة الاستثمارات.
وأضافت "زوي زونخوان ليو": ومن أجل ذلك بدأت الحكومة في تطوير برامج تسمح باستخدام المعاشات التقاعدية في أنواع مختلفة من الأصول.. لكن هذا سيعتمد على مسار الاقتصاد بشكل عام"، وتابعت: "لو لم يكن الأداء الاقتصادي جيدا، فسوف تتفاقم مشكلة العجز".
ومما يزيد الأمر صعوبة أن الصين تمتلك أصغر سن للتقاعد في العالم، فيمكن للرجال التقاعد عند بلوغ الستين والنساء عند الخامسة والخمسين، بينما أصحاب الياقات الزرقاء من العمال يمكنهم التقاعد عند 50 عاما. وحينما تم مناقشة فكرة رفع سن التقاعد، كان هناك غضب شعبي كبير.
لكن على الرغم من ذلك، قالت وسائل إعلام صينية رسمية إن بكين ماضية في خطط رفع سن التقاعد، ولكن على الرغم من ذلك يبدو أن مشكلة "الشيخوخة" ستستمر في كونها عبئًا على الاقتصاد الصيني.
المصدر: البوابة نيوز
إقرأ أيضاً:
انخفاض جديد في عيار 21.. تراجع أسعار الذهب اليوم الثلاثاء 27 مايو
تشهد أسعار الذهب في مصر حالة من التراجع الملحوظ خلال تعاملات اليوم، وذلك بالتزامن مع التراجع الذي شهدته الأسواق العالمية نتيجة لعدد من العوامل المؤثرة، أبرزها ارتفاع مؤشر الدولار الأمريكي وتراجع شهية المستثمرين تجاه الأصول الآمنة مثل الذهب.
ويأتي هذا الانخفاض في الأسعار بعد فترة من التذبذب الذي ساد أسواق الذهب العالمية والمحلية، في ظل ترقب المستثمرين لعدد من البيانات الاقتصادية المهمة التي قد تحدد مسار الفائدة الأمريكية خلال الفترة المقبلة.
يُعتبر الذهب أداة استثمارية مهمة لحماية الثروات وتنويع المحافظ الاستثمارية، ولذلك يتابع الكثيرون تغيرات أسعاره عن كثب، خاصة مع ارتباطه الوثيق بالتطورات الاقتصادية العالمية وحركة الدولار الأمريكي. في هذا السياق، نستعرض في التقرير التالي تفاصيل أسعار الذهب في مصر خلال تعاملات اليوم.
أسعار الذهب اليوم في مصر
تراجع سعر جرام الذهب عيار 21، الأكثر انتشارًا في الأسواق المحلية المصرية، خلال تعاملات اليوم بمقدار 30 جنيهًا، ليسجل 4610 جنيهات.
كما جاءت أسعار الأعيرة الأخرى كالتالي:
جرام الذهب عيار 24: 5269 جنيهًا.
جرام الذهب عيار 18: 3952 جنيهًا.
جرام الذهب عيار 14: 3074 جنيهًا.
سعر الجنيه الذهب: 36880 جنيهًا.
العوامل المؤثرة
أوضح سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة "آي صاغة" لتداول الذهب والمجوهرات، أن التراجع في أسعار الذهب جاء متأثرًا بعدة عوامل، أبرزها ارتفاع مؤشر الدولار الأمريكي، إلى جانب تراجع شهية المستثمرين تجاه الأصول الآمنة مثل الذهب.
وأشار إلى أن الأسواق العالمية في حالة ترقب لعدد من البيانات الاقتصادية الأمريكية، ما يعزز حالة الحذر والتذبذب بين المستثمرين.
كما أشار إمبابي إلى أن أسعار الذهب قد شهدت تراجعًا بنحو 70 جنيهًا خلال اليومين الماضيين في اتجاه هبوطي مؤقت لكنه لا يقلل من أهمية الذهب كأداة فعالة للتحوط ضد التضخم وتقلبات الأسواق.
الذهب أداة استثمارية مهمة وسعر عيار 21 جاذب للمستثمرين
أكد إمبابي أن سعر جرام الذهب عيار 21 عند مستوى 4610 جنيهات يعد سعرًا جاذبًا للمستثمرين الراغبين في تنويع محافظهم الاستثمارية.
وأوضح أن الذهب يظل وسيلة مهمة للحفاظ على قيمة الأموال، خاصة في ظل التقلبات الاقتصادية التي يشهدها العالم، ومخاطر التضخم التي تهدد القوة الشرائية للأصول النقدية.
ترقب المستثمرين
يترقب المستثمرون حول العالم حاليًا صدور محضر اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة المقرر غدًا، والذي قد يقدم إشارات مهمة حول اتجاه أسعار الفائدة الأمريكية خلال الفترة المقبلة.
كما تترقب الأسواق أيضًا صدور بيانات مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسية المقياس المفضل لدى الفيدرالي الأمريكي لمتابعة التضخم المقرر صدوره يوم الجمعة المقبل، وهو ما قد يكون له تأثير مباشر على حركة أسعار الذهب عالميًا ومحليًا.