يرأس أعلى عضو ملكي في إحدى أصغر دول العالم سلالة تقدر قيمة ثروتها بمليارات الدولارات والتي يعود تاريخها إلى ما يقرب من 1000 عام، وقد عانت من الحروب والفيضانات والفضائح.

واليوم، تزدهر الإمبراطورية المالية التي يقف وراءها أمير ليختنشتاين هانز آدم الثاني بفضل مجال خبرتها الرئيسي: إدارة الأموال لصالح أغنى أثرياء العالم.

أعلنت مجموعة "LGT"، الشركة المصرفية الخاصة وذراع إدارة الأصول التابعة للعائلة المالكة، عن أصول قياسية تحت الإدارة الشهر الماضي بلغت حوالي 306 مليارات فرنك سويسري (334 مليار دولار) اعتباراً من 30 يونيو، بزيادة قدرها 6% منذ نهاية العام الماضي.

ثاني أغنى شخص في العالم يخضع للتحقيق بقضية غسيل أموال! قصص اقتصادية ثرواتثاني أغنى شخص في العالم يخضع للتحقيق بقضية غسيل أموال! وأبرمت الشركة التي يقع مقرها في فادوز هذا الشهر صفقة شراء أعمال إدارة الأموال التقديرية لشركة "Abrdn Plc" في المملكة المتحدة وجيرسي، إضافة إلى 3 استثمارات خارجية أخرى على الأقل منذ عام 2021.

مضاعفة الأصول المُدارة ويعكس النمو السريع لشركة "LGT" عودة من نوع ما إلى ليختنشتاين، وهي دولة صغيرة في جبال الألب يبلغ عدد سكانها 39 ألف نسمة، وكانت ذات يوم من بين أسوأ الملاذات الضريبية في العالم.

ضاعفت الشركة التي يبلغ عمرها قرناً تقريباً الأصول الخاضعة للإدارة والدخل التشغيلي في العقد الماضي، وانتعشت من تعثر أعمالها بعد أن استهدفت الولايات المتحدة ودول أخرى المراكز المالية الخارجية في أعقاب الأزمة المالية عام 2008.

LGT هي من بين الشركات التي تقتنص موظفي بنك كريدي سويس بعد انهيار البنك الذي يقع مقره في زيوريخ واستحوذت عليه مجموعة "UBS Group AG"، مما ساعد على زيادة عدد موظفيها إلى حوالي 5000 موظف.

وفي أغسطس، انضم أجاي بنجابي، المدير التنفيذي السابق لبنك كريدي سويس، إلى وحدة الثروة الهندية التابعة لشركة "إل جي تي"، وهو واحد من ستة على الأقل من الموظفين السابقين في البنك السويسري الذين انضموا إلى الشركة هذا العام. ويساعد زخم شركة LGT أيضاً الأمير هانز آدم على الارتقاء في صفوف الأثرياء، مما يعزز مكانة الأمير البالغ من العمر 78 عاماً كأغنى فرد في العائلات الملكية في أوروبا.

الأمير، المستفيد الوحيد من LGT، هو رقم 215 في قائمة أغنى الأشخاص في العالم بثروة تبلغ حوالي 9.2 مليار دولار - 71 مركزاً أعلى مما كان عليه في بداية هذا العام، وفقاً لمؤشر "بلومبرغ للمليارديرات".

أقدم ثروة وعلى عكس الملوك الأوروبيين الآخرين، مثل ملك بريطانيا تشارلز الثالث، يمتلك الأمير أصول عائلته الأكثر قيمة شخصياً، مما يجعلها أقدم ثروة في تصنيف ثروة "بلومبرغ".

نشأت ثروة الأمير وعائلته من الأراضي التي تم الحصول عليها في القرن الثاني عشر والتي امتدت في وقت ما عبر مساحة واسعة مما يعرف الآن بألمانيا والنمسا والمجر وجمهورية التشيك. بدأت شركة LGT في عام 1921 بعشرة موظفين، واشترتها العائلة المالكة بعد حوالي عقد من الزمن، خلال فترة الكساد الكبير.

تولى الأمير هانز آدم زمام شركة LGT في السبعينيات عندما كلفه والده بإعادة تنظيم إمبراطورية العائلة، التي كانت في حالة من الفوضى بسبب عمليات المصادرة خلال الحرب العالمية الثانية وسوء الإدارة.

بعد تحقيق الاستقرار في الشركة، قام المتدرب السابق في بنك لندن بتوسيعها خارج وطنه، وافتتح أول فرع دولي له في هونغ كونغ في عام 1986 قبل وقت قصير من اعتلائه العرش كأمير ليختنشتاين السيادي.

وبعيداً عن شركة LGT، حيث يعد الأمير وعائلته أكبر العملاء، لا تزال الأسرة المالكة في ليختنشتاين تمتلك الأراضي والعقارات، بما في ذلك قلعة تطل على نهر الراين. لقد قاموا أيضاً بتجميع مجموعة فنية كبيرة تضم أعمال أنتوني فان دايك وبيتر بول روبنز وبارتولومي إستيبان موريللو، على الرغم من أن إمبراطوريتهم المالية هي القوة الدافعة وراء ثروتهم.

ارتفعت قيمة LGT بنسبة 25% تقريباً هذا العام، وفقاً لمؤشر بلومبرغ للثروة، متفوقة على مؤشر MSCI العالمي.

مثل سويسرا، كانت ليختنشتاين معروفة ذات يوم بقوانين السرية المصرفية، لكن الإمارة عززت شفافيتها بعد أن استخدمت ألمانيا البيانات المسروقة من شركة LGT لملاحقة المتهربين من الضرائب في عام 2008. وشهد بنك LGT، وهو أكبر بنك في ليختنشتاين، عملاء يسحبون الأموال في ذلك الوقت تقريباً، لكنه عكس الاتجاه في عام 2010.

ومنذ نهاية ذلك العام وحتى عام 2012، أضاف بنك LGT حوالي 22 مليار فرنك سويسري في صافي التدفقات الداخلة، أي أكثر من 3 أضعاف مبلغ السنوات الثلاث السابقة.

وذلك بحسب البيانات التي جمعتها بلومبرغ. ماكس، ثاني أكبر أبناء الأمير هانز آدم، يبلغ من العمر 54 عاماً، وهو مصرفي سابق في بنك جيه بي مورغان تشيس وشركاه، وهو الآن رئيس مجلس إدارة مجموعة LGT، التي تجني معظم أموالها من إدارة الثروات ولديها أيضاً ذراع استثماري مؤثر.

ويشارك هو وعائلته في قرارات كبرى تتعلق بإمبراطوريتهم المالية، بما في ذلك شراء أعمال إدارة الثروات التابعة لـ UBS في النمسا في عام 2021 وصفقات مماثلة تم الانتهاء منها العام الماضي لصالح شركة Crestone الأسترالية وشركة Validus Wealth الهندية.

عادت LGT أيضاً إلى ألمانيا في عام 2022 مع إطلاق مكتب للخدمات المصرفية الخاصة في هامبورغ.

وتخطط الشركة لمواصلة التوسع عالمياً، على الرغم من أنه من غير المرجح أن تدخل أي أسواق جديدة في المستقبل القريب.

وقال دي بيريجو: "نحن في المكان الذي نريد أن نكون فيه من حيث المناطق". "الآن يتعلق الأمر أكثر بالخروج من تلك المواقع

المصدر: مأرب برس

إقرأ أيضاً:

الهند تتهم باكستان بدعم جماعات مسلحة في كشمير.. ماذا تعرف عنها؟

تشهد العلاقات بين الهند وباكستان توتراً غير مسبوق منذ سنوات وتجدد في الأيام الماضية، في ظل تبادل الاتهامات بين الجانبين بشأن هجمات بطائرات مسيّرة استهدفت أراضي كل منهما خلال الأيام القليلة الماضية.

ويتصدر النزاع حول إقليم كشمير المتنازع عليه بين البلدين قائمة الأسباب وراء هذا التصعيد، حيث تتهم الهند إسلام آباد بدعم جماعات مسلّحة انفصالية تنشط في الإقليم.

وكانت جماعة تُطلق على نفسها اسم "جبهة المقاومة" (TRF) قد تبنّت هجوماً وقع الشهر الماضي في منطقة باهالغام الواقعة في كشمير الخاضعة للإدارة الهندية، وأدى إلى مقتل 26 شخصاً.

وتؤكد نيودلهي أن الجماعة ما هي إلا امتداد لتنظيم "لشكر طيبة" المسلح، الذي يتخذ من باكستان مقراً له، وتحمّل إسلام آباد مسؤولية تقديم الدعم لهذه المجموعات، الأمر الذي تنفيه الأخيرة بشدة، مؤكدة إدانتها للهجوم وداعية إلى فتح تحقيق مستقل.

وتاليا نستعرض جماعات مسلحة تتهم الهند باكستان بدعمها:

جبهة المقاومة (TRF)
ظهرت "جبهة المقاومة" في أعقاب قرار الحكومة الهندية عام 2019 بإلغاء المادة 370 من الدستور، التي كانت تمنح كشمير حكماً ذاتياً موسعاً. 

#Pakistan / #India ????????????????: "The Resistance Front" (#TRF) reportedly carried out a grenade attack on Indian Troops in #Pulwama, #Kashmir pic.twitter.com/AU1Nlv1qlV — Uncensored News (@Uncensorednewsw) May 10, 2025
لكن الجماعة لم تكتسب شهرة واسعة إلا بعد هجوم باهالغام، الذي أعلنت مسؤوليتها عنه عبر تطبيق "تلغرام"، مؤكدة معارضتها منح تصاريح الإقامة للوافدين من خارج الإقليم.

وقد أثار إلغاء المادة 370 مخاوف من مساعٍ حكومية لتغيير التركيبة السكانية للإقليم ذي الغالبية المسلمة. ويميز "جبهة المقاومة" عن غيرها من الجماعات المسلحة في كشمير غياب الطابع الديني عن تسميتها.


وترى الحكومة الهندية أن "جبهة المقاومة" تمثل واجهة جديدة لتنظيم "لشكر طيبة"، الذي يعرف باسم "جيش الطاهرين". 

ومنذ عام 2020، بدأت الجبهة تتبنى هجمات محدودة، منها عمليات اغتيال، وتضم عناصر من جماعات متمردة سابقة. وتشير التقارير الرسمية الهندية إلى أن غالبية المسلحين الذين قُتلوا في اشتباكات عام 2022 كانوا ينتمون إلى هذه الجبهة.

لشكر طيبة (LeT)
تأسس تنظيم "لشكر طيبة" مطلع التسعينيات بقيادة حافظ محمد سعيد، الذي نادي بـ"تحرير" كشمير من السيطرة الهندية. وقد وُجهت إليه اتهامات بتنفيذ عدة هجمات كبرى، أبرزها هجمات مومباي عام 2008 التي خلفت 166 قتيلاً. وعلى الرغم من نفي سعيد علاقته بالهجوم، إلا أن منفذ الهجوم الوحيد الذي تم القبض عليه، اعترف بانتمائه للتنظيم.

قيادات الجيش الباكستاني ترسل رسالة قوية للهند حيث يشاركون صلاة الجنازة على الضحايا مع قيادات جماعة "لشكر طيبة" التي اتهمتها الهند بالإرهاب واتخذتها ذريعة للهجوم على باكستان و جموع المصلين على الجنائز يدعون للجهاد ضد الهند التي خسرت 5 طائرات في مواجهات أمس pic.twitter.com/iM1aHWuNfO — A Mansour أحمد منصور (@amansouraja) May 7, 2025
وتربط الأمم المتحدة التنظيم بهجومين آخرين وقعا في الهند: أحدهما على البرلمان عام 2001، وآخر استهدف قطارات الركاب في مومباي عام 2006، وأسفر عن مقتل 189 شخصاً.

في 7 أيار/مايو الماضي، شنت القوات الهندية ضربات صاروخية استهدفت عدداً من المدن في باكستان وكشمير الخاضعة لإدارتها، بينها مدينة موريدكي في إقليم البنجاب، التي تقول نيودلهي إنها تضم مقر جمعية "جماعة الدعوة"، التي تعتبرها واجهة لتنظيم "لشكر طيبة". 


وزعمت القوات الهندية أنها استهدفت كذلك معسكر "مركز طيبة"، حيث تقول إن منفذ هجوم مومباي تلقى تدريبه هناك.

من جانبها، تؤكد باكستان حظر التنظيم، وأعادت فرض الحظر على "جماعة الدعوة" عقب هجوم بولواما عام 2019. وقد أُلقي القبض على حافظ سعيد في العام نفسه، وهو يقضي حالياً عقوبة بالسجن لمدة 31 عاماً بعد إدانته في قضايا تمويل الإرهاب.

جيش محمد (JeM)
تأسس تنظيم "جيش محمد" مطلع الألفية الجديدة على يد مسعود أظهر، الذي أُفرج عنه من سجون الهند عام 1999 مقابل الإفراج عن رهائن طائرة هندية مختطفة. وكان أظهر ينشط سابقاً ضمن جماعة "حركة المجاهدين"، التي تدعو لضم كشمير إلى باكستان.

وتربط الأمم المتحدة "جيش محمد" بتنظيم القاعدة وزعيمه السابق أسامة بن لادن، إلى جانب حركة طالبان. 

وبالرغم من أن باكستان حظرت التنظيم عام 2002 بعد تورطه المفترض مع "لشكر طيبة" في هجوم البرلمان الهندي، إلا أن السلطات الهندية تؤكد أن التنظيم لا يزال ينشط في مدينة بهاولبور بإقليم البنجاب.

في 7 أيار/مايو الماضي أكدت نيودلهي أن هجماتها استهدفت أيضاً مقر التنظيم في بهاولبور. وكان "جيش محمد" قد تبنّى هجوم بولواما الانتحاري في 2019، الذي أسفر عن مقتل 40 عنصراً من القوات شبه العسكرية الهندية. ورغم اعتقاله مرتين، لم تُوجَّه إلى أظهر أي تهمة، وقد توارى عن الأنظار منذ فترة.


حزب المجاهدين (HuM)
تأسس "حزب المجاهدين" عام 1989 على يد القيادي الكشميري محمد إحسان دار، مستلهماً احتجاجات عام 1988 ضد الحكومة الهندية. 

ويعد الحزب أكبر تنظيم مسلح محلي في كشمير الخاضعة للإدارة الهندية، ويدعو إلى انضمام الإقليم إلى باكستان بدلاً من المطالبة بالاستقلال.

وللحزب حضور واسع في مناطق شوبيان وكولغام وبولواما جنوبي كشمير. وقد أثار مقتل قائده الميداني برهان واني عام 2016 احتجاجات حاشدة أعقبتها حملة أمنية مشددة.

وفي عام 2017، صنّفت الولايات المتحدة الحزب كـ"منظمة إرهابية أجنبية". وفي مقابلة مع قناة الجزيرة عام 2018، صرّح القيادي رياز نايكو بأن "الاحتلال الهندي هو ما يدفعنا إلى استخدام المقاومة المسلحة"، مؤكداً أن "الحرية" تعني – من وجهة نظر الجماعة – إنهاء ما وصفه بـ"الاحتلال الهندي" لكشمير. 

وأشار إلى أن باكستان تمثل "حليفاً عقائدياً وأخلاقياً"، لدعمها المستمر للقضية الكشميرية في المحافل الدولية.

وشهدت منطقة كشمير، ذات الأغلبية المسلمة، تحولات دراماتيكية في أعقاب الحرب الهندية الباكستانية الأخيرة التي اندلعت في نيسان/أبريل 2025، وذلك إثر تصعيد عسكري غير مسبوق بين الجارتين النوويتين. وقد انعكست آثار هذا التصعيد بشكل مباشر وعميق على حياة المسلمين في كشمير، حيث تفاقمت الأوضاع الإنسانية، وتزايدت الانتهاكات، وسط صمت دولي مقلق. 

مقالات مشابهة

  • جوازات مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز بالمدينة المنورة تستقبل أولى رحلات ضيوف الرحمن القادمين من الصومال
  • الأمير علي يعرب عن أمله بنجاح المنتخب الوطني بالتأهل إلى مونديال
  • ماذا حدث بالشجاعية؟ تعرف على التطورات عبر الخريطة التفاعلية
  • الهند تتهم باكستان بدعم جماعات مسلحة في كشمير.. ماذا تعرف عنها؟
  • ماذا تعرف عن القدرات العسكرية للجيشين الباكستاني والهندي؟
  • مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز بالمدينة المنورة يستقبل أولى رحلات ضيوف الرحمن القادمين من جيبوتي لأداء فريضة الحج
  • جوازات مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز تستقبل أولى رحلات ضيوف الرحمن القادمين من جيبوتي للأداء فريضة الحج
  • فرنسا تفتح أبواب أوروبا أمام الرئيس الشرع: ماذا في المقابل؟
  • بيل غيتس يتهم إيلون ماسك بـ"قتل أفقر أطفال العالم"
  • مسيرة إسرائيلية في حرب الهند وباكستان..ماذا تعرف عن "هاروب"؟