ساعات قليلة فقط قد تفصل الولايات المتحدة عن إغلاق حكومي هو الأول إن حدث في عهد الرئيس الأميركي جو بايدن والرابع خلال الـ10 سنوات الماضية، وذلك بعد تضاؤل الآمال في التوصل إلى اتفاق بين الحزبين الجمهوري والديموقراطي بشأن التمويل الحكومي.

منذ عدة أسابيع يتفاوض الحزبان على صيغة تمنع، ولو مؤقتا، حصول الإغلاق المقرر أن يبدأ في الأول من أكتوبر (الأحد) ما لم يقر الكونغرس إما قرار استمرار قصير المدى أو مشروع قانون تمويل لمدة عام كامل.

حتى الآن فشل الجمهوريون في مجلس النواب في التوافق بشأن أي من الاحتمالين، كما أن الأفكار التي بحثوها لا تحظى إلا بدعم الجمهوريين، مما يجعل من غير المرجح أن يفوزوا بتأييد في مجلس الشيوخ ذي الأغلبية الديمقراطية أو أن يوقعها الرئيس جو بايدن لتصبح قانونا.

كيف يحصل الإغلاق؟

تبدأ السنة المالية في الولايات المتحدة في الأول من أكتوبر، وبالتالي يتوجب على الكونغرس بشقيه (الشيوخ والنواب) أن يوافق على تمويل الحكومة الفيدرالية.

الموافقة على التمويل تعني أنه يجب أن يتم تمرير نحو 12 مشروع قانون تتضمن مخصصات مالية تشكل ميزانية الإنفاق التقديرية وتحدد مستويات التمويل للحكومة الفيدرالية.

إقرار هذه القوانين مجتمعة ضروري لإبقاء الحكومة الفيدرالية ممولة ومفتوحة، أما إقرار بعض منها فلن يمنع الولايات المتحدة من مواجهة تداعيات الإغلاق.

ماذا يحدث؟

لدى الكونغرس حتى الساعة الـ12 من مساء السبت بالتوقيت المحلي من أجل التوصل لاتفاق وبخلافه فإن العديد من العمليات الحكومية ستبدأ مباشرة بالتوقف.

أول المتضررين هم الموظفون الفيدراليون حيث سيصبح مئات آلاف منهم في إجازة غير مدفوعة الأجر، بالمقابل سيستمر أفراد الجيش والموظفون الأساسيون في العمل لكن من دون الحصول على رواتب.

تشير التقديرات إلى أن عدد الموظفين الذين قد لا يحصلون على رواتب خلال فترة الإغلاق قد يصل لنحو 1.8 مليون.

أما الموظفين غير الأساسيين فسيصل عددهم لنحو 850 ألفا، وهؤلاء سيمنحون إجازة من دون راتب. 

ومع ذلك عند انتهاء الإغلاق سيتم رفع هذه القيود ودفع الرواتب لكافة الموظفين بمفعول رجعي.

ونتيجة لغياب هؤلاء الموظفين، فإن العديد من الخدمات تتوقف أو تتباطأ، ومنها المتنزهات الوطنية والمتاحف وغيرها من المواقع التي تعمل بتمويل فيدرالي، مما سيؤثر على الحياة اليومية للعديد من الأميركيين.

الموظفون الذين يعتبرون "أساسيين"، مثل العاملين في الخدمات التي تحمي السلامة العامة أو الأمن القومي، سيستمرون في العمل. لكن في الماضي، كان الإيقاف يشمل خدمات مثل تطبيق القانون الفيدرالي ومراقبة الحركة الجوية.

خلال الإغلاقات السابقة، تواصل دفع شيكات المعونة الاجتماعية، وبقي مراقبو الحركة الجوية وحرس الحدود وموظفو المستشفيات على رأس عملهم.

لكن مع ذلك من المرجح أن تتأثر العديد من الخدمات، بينها الطلبات الجديدة للضمان الاجتماعي والرعاية الطبية وعمليات تفتيش المواقع الغذائية والبيئية.

بالنسبة للمتعاقدين الحكوميين، وعددهم بالملايين، فالوضع أسوأ، على اعتبار أن ليس لديهم ضمان باسترداد رواتبهم بمجرد إعادة فتح الحكومة. 

من بين هؤلاء المتعاقدين شركات تعمل لصالح وكالة ناسا، ووزارة الأمن الداخلي وإدارة الطيران الفيدرالية ووكالات فيدرالية أخرى، تقدم مجموعة من الخدمات مثل تكنولوجيا المعلومات أو إصلاح البنية التحتية، وفقا لشبكة "سي إن إن".

تداعيات اقتصادية

يتصاعد تأثير الإغلاق كلما زادت مدته، حيث ستكون له تداعيات على النمو الاقتصادي في البلاد وتراجع مؤشرات الأسهم الرئيسية ويعزز حالة عدم اليقين في الاقتصاد الأميركي.

ويمكن أيضا أن يؤدي إلى توقف مكتب إحصاءات العمل عن نشر البيانات، مثل الأرقام الرئيسية حول التضخم والبطالة، مما يشكل مصدر قلق للاحتياطي الفيدرالي الذي قال إنه سيسترشد بهذه البيانات لإقرار التعديلات المحتملة على معدلات الفائدة. 

هل يتأثر العالم؟

على المدى القصير لن تحصل تأثيرات حقيقة على الاقتصاد العالمي، لكن في حال استمر الإغلاق لفترة طويلة فيمكن أن يؤثر ذلك على الاقتصاد الأميركي والأسواق المالية في الولايات المتحدة.

وبالتالي يمكن أن تكون هناك تداعيات سلبية على قدرة الحكومة الفيدرالية في التعامل مع الديون السيادية للولايات المتحدة والوضع الائتماني للبلاد الذي يؤثر سلبا على الاقتصاد العالمي.

على صعيد السياسة الخارجية، ستظل السفارات والقنصليات الأميركية مفتوحة وستستمر معالجة جوازات السفر والتأشيرات طالما كانت هناك أموال كافية لتغطية العمليات. 

بالمقابل سيتم تقليص سفر الموظفين الحكوميين غير الضروري وكذلك قد تنفد الأموال المخصصة لبعض برامج المساعدات الخارجية أو تواجه صعوبة في أداء مهامها. 

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

وزير الاقتصاد يلتقي المواطنين خلال اليوم المفتوح

وخلال اللقاء الذي حضره نائب الوزير احمد محمد الشوتري  ووكيل الوزارة لقطاع الخدمات  القاضي عبدالفتاح الذويد استمع وزير الاقتصاد الى شكاوى ومشاكل المواطنين ورواد الاعمال والأسر المنتجة والقطاع الخاص ووجه القطاعات والإدارات المعنية بسرعة البت فيها وإيجاد المعالجات المنصفة .

منوها الى ان الوزارة بصدد العمل على عدد من مشاريع تعديل القوانين بهدف تطوير البيئة الاستثمارية والحد من  المعوقات والإشكاليات التي يعاني منها القطاع الخاص اليمني .

وأكد الوزير المحاقري ان الوزارة حريصة عل إيجاد بيئة اعمال مشجعة لكافة القطاعات الاقتصادية وتشجيع صغار المنتجين و رواد الاعمال  والاسر المنتجة وأصحاب المشاريع الصغيرة والأصغر وبما يسهم في إيجاد حراك اقتصادي متنامي يعمل على إيجاد فرص عمل جديدة ويمتص البطالة .

كما اكد حرص الوزارة على استفادة المستثمرين في القطاعات الإنتاجية المختلفة وكذا صغار المنتجين من الحوافر والامتيازات الممنوحة لهم بهدف تشجيع راس المال للتوجه نحو الاستثمار في المشاريع الإنتاجية .

كما التقى وزير الاقتصاد والصناعة والاستثمار ، موظفي الوزارة عقب إجازة عيد الأضحى المبارك وتبادل معهم التهاني بالعيد .

وحث وزير الاقتصاد موظفي وكواد الوزارة على مضاعفة الجهود والحرص على مواكبة خطط وتوجهات الوزارة لتحسين بيئة الاعمال ، خصوصا بعد استكمال الوزارة تقديم كافة خدماتها عبر البوابة الالكترونية .

مشددا على أهمية تطوير وتجويد الخدمات واستيعاب ملاحظات المستفيدين من خدمات الوزارة ، لضمان سلاسة الحصول الخدمات ومواكبة التطورات والمتغيرات في عالم المال والاعمال محليا ودوليا .

يذكر ان وزارة الاقتصاد والصناعة والاستثمار حددت يوم الثلاثاء من كل أسبوع يوما مفتوحا للقاء قيادة الوزارة مع المواطنين .

مقالات مشابهة

  • الآباء المؤسسون شخصيات رائدة مهّدت لنهضة أميركا
  • ماذا لو دخلت أميركا الحرب مباشرة؟ وما الأهداف التي لا تتنازل عنها؟
  • بسبب غياب الموظفين.. إحالة سكرتير وحدة محلية للتحقيق في المنوفية
  • إيران تحذر أميركا من “رد حاسم”
  • أحوال القطاع العام وعمل ادارات الدولة بين مدير تعاونية الموظفين ومحافظ الجنوب
  • ماذا لو دخلت أميركا في الحرب؟
  • ملتقى التطوير الحكومي بالشارقة يبحث تعزيز تجربة المتعامل
  • إسرائيل ترجح انضمام الولايات المتحدة للحرب ضد إيران الليلة
  • وزير الاقتصاد يلتقي المواطنين خلال اليوم المفتوح
  • هل تُجَرّ أميركا للحرب الإسرائيلية على إيران؟