سواليف:
2025-06-30@06:34:11 GMT

شرٌ لا بد منه / منه أبو فلاح

تاريخ النشر: 30th, September 2023 GMT

شرٌ لا بد منه / منه أبو فلاح

مهند أبو فلاح

الحرب شر لا بد منه يلجأ إليها صانع القرار السياسي و العسكري مجبرا في نهاية المطاف احيانا عندما تكون الظروف الموضوعية دافعة بقوة لاتخاذ قرار كهذا في مواجهة خطر وجودي لا يمكن غض الطرف عنه تماما كما كان عليه الحال في أيلول / سبتمبر ١٩٨٠ عندما اتخذت القيادة العراقية قرارا جريئا شجاعا بالرد على الاعتداءات الإيرانية المتكررة على الأراضي و الأجواء العراقية .

من المؤسف حقا أنه لحد وقتنا الحاضر مازال هنالك من يتوهم أن القيادة العراقية قد بادرت إلى شن هذه الحرب طمعا في التنصل من التزاماتها المنصوص عليها في اتفاق الجزائر الذي ابرمته مع إيران الشاه في آذار / مارس من العام ١٩٧٥ بينما أن الحقيقة هي خلاف ذلك تماما .

مقالات ذات صلة لماذا نؤمن بسقوط التطبيع المجاني مع سرطان الصهيونية 2023/09/30

لقد تعرض العراق لسلسلة من الاعتداءات الإيرانية السافرة منذ صيف العام ١٩٧٩ و حتى اندلاع الحرب فعليا في الرابع من ايلول سبتمبر عام ١٩٨٠ و تدلل على ذلك العشرات بل المئات من مذكرات الاحتجاج العراقية المقدمة للأمم المتحدة ضد الانتهاكات الإيرانية السافرة للسيادة العراقية و التي طالت العديد من القصبات و المواقع المدنية كما المخافر الحدودية العراقية الأمامية كما حصل في زين القوس و سيف سعد و مندلي و زرباطية و غيرها على امتداد سنة و نصف في انتهاك واضح و صريح لاتفاقية الجزائر من قبل نظام ولاية الفقيه الحاكم في طهران في وقت مارس فيه العراق أقصى درجات ضبط النفس و لجأ إلى كافة الأساليب الدبلوماسية السلمية لحل الأزمة مع طهران بلغة الحوار بعيدا عن فوهات البنادق و المدافع دونما جدوى و هو الأمر الذي أكده الرئيس الإيراني الأسبق ابو الحسن بني صدر في مقابلة تلفزيونية أجرته معه قناة روسيا اليوم قبل بضع سنوات .

إن الحقيقة التي لا يجب أن نغفل عنها لحظة واحدة في معرض تحديد المسؤولية عن اندلاع الحرب بين العراق و ايران تتمثل في أن القيادة العراقية المؤمنة بعروبتها و قيمها الأصيلة الراسخة قدمت الملاذ الآمن لعرّاب ولاية الفقيه اي الخميني شخصيا على مدار أكثر من عقد من الزمن منذ استلام حزب البعث السلطة في بغداد في أعقاب ثورة ١٧ / ٣٠ تموز المجيدة و عوضا أن يرد الخميني هذا الجميل للعراق العظيم بالاحسان قابل هذا الموقف الأخلاقي النبيل بالجحود و النكران محرضا و مألبا العملاء الصغار ضد السلطات العراقية كما حدث في نيسان ابريل من العام ١٩٨٠ عندما أقدم عملاء الأجهزة الإيرانية على محاولة اغتيال الاستاذ طارق عزيز نائب رئيس الوزراء العراقي في حينها عند مدخل الجامعة المستنصرية .

مما لا شك فيه أن هنالك جهات سياسية و دوائر استخباراتية غربية متصهينة أسهمت إلى أقصى الحدود و أبعدها في إيصال الخميني إلى سدة الحكم في طهران مكرسة وسائل إعلامها لتلميعه و رفع أسهمه و شعبيته بين أبناء الشعوب الإيرانية ليس ذلك فحسب بل إنها أكثر من ذلك ضالعة في تصفية خصومه و منافسيه المحتملين و على رأسهم يبرز المفكر التقدمي المستنير علي شريعتي الذي لقى حتفه فجأة و دون مقدمات في ظروف و ملابسات غامضة في ١٨ حزيران / يونيو من العام ١٩٧٧ في مدينة ساوثهامبتون إلى الجنوب من العاصمة البريطانية لندن .

الشواهد و القرائن التي تؤكد ضلوع الإمبريالية الغربية في صناعة النظام الشعوبي الطائفي في إيران أكثر من أن تعد أو تحصى بيد أن التحليل المنطقي الموضوعي يقتضي منا الإشارة بوضوح إلى أن الدور الوظيفي لنظام الشاه الحاكم في طهران قد انتهى عمليا في أعقاب اتفاق الجزائر و توقفه عن دعم الحركات الانفصالية الكردية في شمالي بلاد الرافدين التي كانت تؤدي دورا فعالا في استنزاف مقدرات العراق و موارده البشرية و المالية لمنعه من الاضطلاع بدوره القومي الريادي في مواجهة الكيان الصهيوني.

تمكن عراق البعث الشرعي الاصيل بعد إبرام اتفاقية الجزائر من إنهاء العصيان المسلح في شماله و التفرغ لدعم الثورة الفلسطينية المعاصرة لاسيما في لبنان اولا في مواجهة القوى اليمينية الانعزالية ثم ثانيا في مواجهة التدخل العسكري السوري الاسدي في العام ١٩٧٦ ثم ثالثا في مواجهة الاجتياح الصهيوني الاول لجنوبي بلاد الارز في آذار/ مارس من العام ١٩٧٨ ز هو الأمر الذي دفع الدوائر الغربية الى التسريع من إحلال نظام ولاية الفقيه محل نظام الشاه في سدة الحكم في إيران خلال فترة زمنية قصيرة قياسية و هو أمر لا يمكن إنكاره من قبل من يدعون أنهم من أنصار المقاومة و الممانعة ضد الورم السرطاني الخبيث المزروع في قلب الوطن العربي و المسمى بإسرائيل و الذي مازالون يمارسون الخداع و التضليل بحق الجماهير العربية عبر محاولة إنحاء اللائمة على العراق في حربه الضروس ضد إيران ولاية الفقيه .

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: فی مواجهة من العام

إقرأ أيضاً:

عشر سنوات على جريمة الغدر.. «هشام بركات» شهيد العدالة الذي ارتقى صائما

تحل اليوم 29 يونيو الذكرى العاشرة لاستشهاد المستشار هشام بركات النائب العام، الذي اغتيل غدرًا في الثامنة والنصف من صباح يوم 12 رمضان الموافق 29 يونيو عام 2015، إثر تفجير سيارة مفخخة قرب موكبه بشارع عمار بن ياسر بمنطقة مصر الجديدة باستخدام نحو 50 كيلو جرامًا من المواد المتفجرة، في واحدة من أبشع العمليات الإرهابية التي استهدفت أحد أعمدة العدالة في مصر.

وُلد المستشار هشام بركات في 21 نوفمبر 1950، وتخرج في كلية الحقوق بجامعة القاهرة عام 1973، ليبدأ مسيرة حافلة في سلك القضاء.

عُيّن وكيلاً للنائب العام ثم أصبح رئيسًا بمحكمة الاستئناف، كما تولى رئاسة المكتب الفني والمتابعة بمحكمة استئناف الإسماعيلية خلال القضايا الكبرى مثل قضية أحداث ستاد بورسعيد وهروب العناصر الإرهابية من سجن وادي النطرون إبان أحداث يناير.

قبل حادث الاغتيال الناجح بأربعة أشهر فقط، نجا المستشار هشام بركات من محاولة اغتيال فاشلة حين زرعت الجماعات الإرهابية عبوة ناسفة أسفل مكتبه في 2 مارس 2015، بالتزامن مع وقت خروج الموظفين بقصد إيقاع أكبر عدد من الضحايا لكن تلك المحاولة الفاشلة لم ترهب الشهيد الذي صمد في مكتبه، مؤكدًا أن الإرهاب لن يثني رجال النيابة العامة عن أداء رسالتهم، مشددًا على أن اختيار موقع التفجير أمام دار القضاء العالي كان رسالة يائسة للتأثير على رجال القضاء لكنها لن تفلح أبدًا.

في صباح يوم الجريمة، وضع الإرهابيون سيارة مفخخة محملة ببرميل مواد شديدة الانفجار يصل وزنها إلى 50 كيلو جرامًا في مسار موكب النائب العام. كان المخطط بقيادة الإرهابي الهارب يحيى موسى، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة في حكم الإخوان، والذي أعطى تعليمات مباشرة لتنفيذ عملية الاغتيال، مستغلًا عناصر متطرفة معظمهم من طلاب جامعة الأزهر ممن حضروا اعتصام رابعة وتشبعوا بالأفكار الإرهابية. حاولت الخلية تنفيذ الجريمة يوم 28 يونيو، لكن تغيير مسار موكب النائب العام أحبط المحاولة، ليُعاد التنفيذ في اليوم التالي مع خروج الموكب صباحًا من منزله بمصر الجديدة إلى مكتبه بدار القضاء العالي وما إن اقترب موكب الشهيد من السيارة المفخخة حتى ضغط أحد العناصر الإرهابية على زر التفجير، ليهتز الشارع بموجة انفجار هائلة أوقعت الشهيد بإصابات بالغة ونزيف داخلي خطير.

وقرر النائب العام السابق المستشار نبيل صادق في شهر مايو عام 2016، إحالة 67 متهماً في القضية رقم 314 لسنة 2016، والنظر في هذه القضية التي أطلق عليها “القصاص لهشام بركات”، ليصدر حكم الإعدام في عام 22 يوليو 2017، بإعدام 28 متهماً في القضية والمؤبد لـ15 متهماً، والسجن 15 عاماً لـ8 متهمين، والسجن 10 أعوام لـ 15 متهماً.

لم تتوقف الدولة عند القصاص القضائي فقط، بل حرصت على تخليد اسم الشهيد البطل، فأُطلق اسمه في 16 يوليو 2015 على ميدان رابعة العدوية الذي اغتيل بالقرب منه، كما حملت إحدى محطات المرحلة الرابعة من الخط الثالث لمترو الأنفاق اسم «النزهة 2 - الشهيد هشام بركات»، فضلًا عن إطلاق اسمه على عدد من المدارس في مختلف المحافظات لتظل ذكراه عنوانًا للعدالة. وفي إبريل 2020 أُطلق اسم الشهيد أيضًا على كوبري الطيران بمدينة نصر، وفي أكتوبر 2021 منح الرئيس عبد الفتاح السيسي اسم الشهيد المستشار هشام بركات وسام «وشاح النيل» تقديرًا لدوره وتضحياته التي ستظل محفورة في ذاكرة الوطن وقلوب المصريين.

اقرأ أيضاًوزير الداخلية يرقي الشهيد محمود أحمد عبد الصبور سعد لرتبة رائد

إطلاق اسم الشهيد «خالد شوقي عبد العال» على شارع في العاشر من رمضان - صور

مقالات مشابهة

  • بدء منافسات بطولة الفقيد طاهر الفقيه لكرة القدم في العدين غرب إب
  • ما الذي يخفيه وقف النار بين طهران وتل أبيب؟
  • جنرال التغريدات.. كاتس وزير الدفاع الإسرائيلي الذي وعد بحرق طهران
  • عشر سنوات على جريمة الغدر.. «هشام بركات» شهيد العدالة الذي ارتقى صائما
  • السوداني:لن ننسى “شهداء” أحزاب إيران في اسقاط الدولة العراقية
  • الهيئة الوطنية للرقابة النووية:لايوجد نشاط اشعاعي بعد إنتهاء الحرب الإيرانية الإسرائيلية
  • استيرادات العراق تتجاوز 21 مليار دولار للربع الأول من العام 2025
  • انطلاق مراسم تشييع حاشد ومهيب لشهداء العدوان الإسرائيلي في العاصمة الإيرانية طهران
  • كاتس: أوعزت للجيش بتحضير خطة للعمل الدائم ضد التهديدات الإيرانية
  • معادلة متداخلة بين أربيل وبغداد وحلفاء طهران دفعت العراق نحو التهدئة الإقليمية