،  تطرق الأديب الكبير محمد سلماوى، في مذكراته «العصف والريحان» إلى لحظة فوز نجيب محفوظ بجائزة نوبل، وروى سلماوي، أسرارًا عن رفضه أخطر طلب لنجيب محفوظ. 

يقول: «كنت فى مكتبى بوزارة الثقافة ١٣ أكتوبر ١٩٨٨ عندما جاءنى اتصال من الدكتور مصطفى عبدالمعطى الذى كان مديرًا للأكاديمية المصرية بروما، التابعة للعلاقات الثقافية الخارجية وسأله إن كان قد حدث شىء لنجيب، فأخبره بأنه بصحة جيدة، فقال له عبدالمعطى إن الكثيرين اتصلوا يطلبون سيرة نجيب محفوظ الذاتية، فاتصل "سلماوى" بالأهرام ليزف إليه محمد باشا، مدير التحرير، خبر فوز محفوظ بنوبل، وأنه أبلغ زوجة محفوظ السيدة عطية الله التى بدورها أيقظت زوجها وأخبرته بأمر الجائزة، فطلب محفوظ منها أن تكف عن الدعابات وتجعله يكمل نومه، وهنا اتصل سفير دولة السويد فى القاهرة لارس- أولوفبريليوت وطلب أن يأتى لزيارة محفوظ ليبلغه الخبر بنفسه».

وحكى أن «محفوظ» لم يسافر للسويد بسبب اعتلال صحته كما قيل، ولكن لعدم حبه للسفر وعدم ميله الشخصى للمهرجانات والاحتفالات، وبعد الجائزة اعتبر الكل أن عيد ميلاد محفوظ مناسبة قومية فكانوا يتوافدون على مجلسه وقد حمل كل منهم كعكة تعلوها الشموع، بينما لم يكن محفوظ يقرب الحلوى أصلًا بسبب إصابته بمرض البول السكرى لكنه يضطر لمجاراة زواره، وتستمر الاحتفالات ليس أقل من أسبوع وكان محفوظ يسميه «أسبوع الآلام».

ويعرج سلماوى على اختيار «نجيب» له ليتسلم جائزة نوبل بعد أن تبين له أن السفير المصرى لا يصح أن يتسلمها بدلًا عنه، وكيف أن اختياره أثار الكثير من اللغط حتى إن أحد أقرباء محفوظ اتصل بأديب نوبل ليقول له إنه كان الأولى من سلماوى، فرد عليه «محفوظ»: إن أمى كانت أقرب لى منكما فهل كان يصح أن أرسلها لتسلُم الجائزة؟».

وتابع: «عندئذ قال له محدثه: هذه جائزتنا كلنا وليس من حقك أن تختار وحدك من يتسلمها، فأغلق «نجيب» الخط، ونشرت الصحف أن اختيار سلماوى ليس نهائيًا وأن رئاسة الجمهورية ستتدخل لتحدد من يمثل محفوظ ليتسلم الجائزة وذكرت أسماء من بينهم ثروت عكاشة ولويس عوض وثروت أباظة».

وأشفق سلماوى على محفوظ فكتب رسالة يقول فيها: «لقد شرفتنى باختيارى من دون الناس جميعًا لأكون ممثلك الشخصى فى احتفالات نوبل، وهذا الشرف لن يستطيع أحد أن يسلبنى إياه بعد أن كرمتنى بإبلاغه رسميًا للجنة نوبل، ثم إعلانه بعد ذلك على الملأ، هو شرف أفخر له وأتمسك به، أما السفر لاستوكهولم فاسمح لى أن أعتذر عنه مكتفيًا بهذا الاختيار الكريم الذى سأظل أعتز به مدى الحياة».

وزار سلماوى نجيب محفوظ فى الأهرام وسلمه الرسالة، لكن «محفوظ» تمسك بأن يؤدى هو المهمة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: نجيب محفوظ بجائزة نوبل جائزة نوبل

إقرأ أيضاً:

علاء عبد الهادي يفوز بمنصب الأمين العام لاتحاد الأدباء والكتاب العرب

فاز المرشح المصري الدكتور علاء عبد الهادي بمنصب الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب بإجماع الحاضرين.

تمت الدعوة إلى عقد المؤتمر العام لاتحاد الأدباء والكتاب العرب الثامن والعشرون في بلد الأمين العام على أن يكون النصاب بمن حضر، وذلك بعد الممارسات المتعمدة من بعض الاتحادات والروابط والأسر العربية التي أدت إلى عدم اكتمال النصاب القانوني للانعقاد في دولة تونس الشقيقة في منتصف مايو الجاري.

وذلك استنادا إلى القوانين واللوائح والأعراف السائدة في المنظمات الدولية كافة، وفي مقدمتها هيئة الأمم المتحدة، على نحو ما هو وارد في المواد ١٢٤، ١٢٥، ١٢٦ من النظام الداخلي للأمم المتحدة التي تؤكد أنه في حال تعمد الغياب أو الامتناع عن التصويت من بعض الأطراف يكون التصويت بمن حضر.

وهو العرف نفسه السائد في الاتحادات العربية في الأقطار كافة.

وقد جاءت الدعوة انطلاقا من حرص مصر على ألا يقع فراغ في المراكز القانونية، وحماية للاتحاد العام من كل محاولات الفرقة أو الانقسام.

وكانت مصر بلد الأمين العام لاتحاد الأدباء والكتاب العرب حاولت بكل الطرق لم الشمل لجميع الإخوة الأشقاء أعضاء الاتحاد العام للحضور إلى مصر من خلال إرسال دعوات إلى جميع رؤساء الاتحادات والروابط والأسر والجمعيات الثقافية ولكن البعض رفض الحضور ومن أجل الحفاظ على الاتحاد العام وحتى لا يحدث فراغ، تمت إقامة المؤتمر الثامن والعشرين بالقاهرة وسط حضور ثقافي غير مسبوق وتم افتتاح أعمال المؤتمر بحضور كبار المسؤولين في مصر ولفيف من المثقفين والمبدعين.

مقالات مشابهة

  • هل الشوكلاتة الداكنة أقل ضررا من البيضاء؟.. «القومي للسكر» يوضح
  • علاء عبد الهادي يفوز بمنصب الأمين العام لاتحاد الأدباء والكتاب العرب
  • مصر تحتفظ بمنصب الأمين العام لاتحاد الأدباء والكتاب العرب
  • البنتاغون يكشف مدة إصلاح الرصيف العائم في غزة
  • الشاعر محمد إبراهيم أبوسنة: متفائل بعودة مصر لريادتها الثقافية
  • أسرار أزمة حسين الشحات والشيبي.. من صفع لاعب إلى المحكمة «فيديو»
  • مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث يكرّم الفائزين في الدورة العاشرة من “جائزة المتوصّف “
  • {الألق الذي لا يأفل}.. مسرحية الخير والشر
  • محمد فاضل يكشف تفاصيل حصوله على جائزة النيل للفنون عام 2024
  • محفوظ: استمرار حالة الانقسام سيؤدي إلى المزيد من حالات التأميم للاستثمارات الليبية في الخارج