بوابة الوفد:
2025-12-13@10:13:10 GMT

الثورة الرقمية تهدد عرش الجمال والكهنوت! (2)

تاريخ النشر: 4th, October 2023 GMT

المعارك مع الناشرين لا توفر أحدًا ولو كان نبيل عبدالفتاح تغلب على جلسات الكتاب والمبدعين أحاديث عن واقع الثقافة والنشر المتردي، والتحولات التى طرأت على عمل دور النشر، بحيث أصبح الغالبية العظمى منهم يمارسون الخداع مع القارئ والكاتب نفسه! الجملة التى على لسان الناشر هى أن الكتاب نفد، أو أنه لم يبع نسخة واحدة، والنتيجة الوحيدة هى أن حقوق الكتاب ذهبت مع الريح!

صدق أو لا تصدق، أن نبيل - مدير سابق لمركز دراسات الأهرام وأحد ألمع خبرائه الآن - يدفع من حر ماله ليطبع كتابًا له على حسابه؟ دفع مبلغاً محترماً ليطبع مائة نسخة من كتابه الأخير «التدين والثورة الرقمية جدل الفعلى والرقمى»، كى يتجاوز مشكلات الناشرين، ويقدمها لأصدقائه على سبيل الإهداء، وتلك طريقته فى ممارسة الاحتجاج على واقع النشر! كان ذلك قبل أن تطلب دار نشر أخرى تكن له تقديراً مختلفًا نسخة المخطوط لتنشره فى طبعة جديدة، لا يزال النشر فى المنافذ التابعة لوزارة الثقافة هو الأفضل فى كل الظروف، فهناك نظام وأسلوب عمل وهناك بعض من يقدرون قيمة الكلمة والفكرة ويقدرون صاحبها.

على سبيل المثال الشاعر والكاتب جرجس شكرى مسئول النشر بهيئة قصور الثقافة «سابقاً» الذي قام قبل عامين بإعادة نشر ثلاثة كتب من أهم ما كتبه نبيل عبدالفتاح فى كتاب واحد، بمقدمة جديدة عصرية، وحمل الكتاب عنوان «تفكيك الوهم»، قام مؤخرًا بعمل عظيم وهو إعادة طبع مؤلفات طه حسين بمناسبة مرور نصف قرن على وفاته.

والحقيقة أن صاحب النص والرصاص، والمصحف والسيف، والإسلام والعولمة وتجديد الفكر الدينى، والنخبة والثورة والدولة، واليوتوبيا والجحيم، والمشرف على تقرير الحالة الدينية فى مصر منذ صدوره فى مصر عن مركز الأهرام للدراسات السياسية، يعد واحدًا من أهم المفكرين فى عصرنا الحديث، ويتمتع بمكانة مرموقة فى الأوساط الثقافية العربية، من بيروت ودمشق وصولاً إلى تونس ومراكش، حينما جاء الإخوان المفسدون إلى السلطة، قلموا أظافر مركز الدراسات بالأهرام، وتم التخلص منه، وكان ذلك مقدمة لتجميد عمل مركز لطالما ناقش أخطر القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدينية «الطائفية» فى مصر.

ساهم بالتفكير والنقاش والكتابة عن العولمة وقت ظهورها، واستشرف ضرورة تجديد الفكر الدينى قبل زمان طويل، وانشغل بالجدل الهوياتى، ودخل فى سجالات مع كثير من نظرائه ومن رموز الفكر العربى فى عصرنا الحديث، ثم كان شاهداً على التحولات السريعة التى حدثت مع تنامى سلطة السوشيال ميديا، فى الوقت الراهن يقف نبيل عبدالفتاح شاهداً على ما أسماه عصر العاديين الرقمي، المقصود بهم الأشخاص العاديين الذين غيروا قواعد اللعبة وبرزوا بما يكتبونه من بوستات وتغريدات وفيديوهات «ومضة» كقوة لا سيطرة عليها، ويبدو وكأنه «السوسيولوجى» الوحيد المشغول الآن بتأثيرات هؤلاء «العاديين»، ونظرة واحدة على كتابه الأخير وهو سفر يتجاوز الأربعمائة صفحة، يكشف مدى الجهد الذى بذله فى متابعة اهتماماتهم وأفكارهم ومنشوراتهم وتجاوزاتهم التى لا رادع لها، واتساق تفسيراته - أو نبوءاته - إلى حد كبير، حول انحسار سلطة الكهنوت الدينى، وبتحول النظرة المجتمعية عن الجمال الكلاسيكى لصالح الأجساد الضخمة المنحوتة «الكيرفى».. إلخ.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: محمود الشربيني الثورة الرقمية الغالبية العظمى وزارة الثقافة القارئ

إقرأ أيضاً:

قمة بريدج.. الإمارات للإعلام يوقّع 5 شراكات استراتيجية لدعم المحتوى المحلي في قطاع النشر

وقّع مجلس الإمارات للإعلام، خمس شراكات استراتيجية مع نخبة من دور النشر الوطنية، بهدف دعم المبدعين الإماراتيين وتمكينهم من إطلاق أعمالهم الأولى ضمن مبادرة "أول إصدار"، وذلك على هامش قمة بريدج التي تقام في العاصمة أبوظبي.

وجرت مراسم التوقيع بحضور محمد سعيد الشحي، الأمين العام لمجلس الإمارات للإعلام، وميثا السويدي، المدير التنفيذي لقطاع الاستراتيجية والسياسات الإعلامية، وبمشاركة ممثلي دور النشر: دار أجيال، ومنشورات غاف، ودار ملهمون، ودار سحب، ودار حزايا.

 

وقال محمد سعيد الشحي، إن هذه الشراكات تجسّد رؤية المجلس في دعم المواهب الوطنية وتطوير المحتوى المحلي في مختلف مجالاته، كما تعكس الإيمان بدور الشركات الوطنية كشريك رئيسي في بناء قطاع نشر قوي ومؤثر، لافتا إلى أن توقيع هذه الاتفاقيات يمثل خطوة مهمة لتعزيز حضور الأقلام الإماراتية، وتمكين المبدعين من الوصول إلى منصات النشر الاحترافية.

 

وأكد أن دور النشر الوطنية تمثل ركيزة أساسية في نجاح مبادرة "أول إصدار"، بما تمتلكه من خبرات وقدرات مهنية على صقل الإبداعات وتحويلها إلى أعمال إبداعية، تعكس مكانة دولة الإمارات وتطلعات شبابها.

 

أخبار ذات صلة «أبوظبي للإعلام» تُشارك في قمة «بريدج 2025» بمبادرات تفاعلية «قمة بريدج» تشهد تحالفات عالمية لحماية نزاهة المعلومات

تأتي هذه الشراكات في إطار جهود المجلس لدعم المواهب الإماراتية الشابة، وتسهيل دخولها عالم النشر عبر توفير منظومة دعم متكاملة تشمل الطباعة، والتحرير، والتدقيق، والإخراج الفني، لضمان تقديم إصدارات ذات جودة عالية تعكس صورة المحتوى المحلي.

 

وبموجب هذه الشراكات، ستتولى دور النشر المشاركة مراجعة وتدقيق وإنتاج الأعمال التي يقدمها المستفيدون من مبادرة "أول إصدار"، ما يعزز حضور الأصوات الإماراتية الجديدة، ويفتح المجال أمام جيل جديد من الكتّاب والمبدعين.

 

وتندرج مبادرة "أول إصدار" ضمن برنامج متكامل أطلقه مجلس الإمارات للإعلام لدعم صناعة النشر، وتوفير قناة تساعد الكتّاب الجدد على تجاوز التحديات، وتتيح لهم خوض تجربة النشر لأول مرة في بيئة احترافية، بالتعاون مع دور نشر وطنية تمتلك خبرات واسعة في هذا القطاع.

المصدر: وام

مقالات مشابهة

  • تجليات يُتم الفكر في الفضاء الإسلامي (6-11)
  • رحيل محمد هاشم.. صوت النشر الحر صنع أجيالا وأضاء قلب القاهرة الثقافي
  • واشنطن تهدد الأونروا والمحكمة الدولية
  • أزمة ملكة جمال الكون.. هل فقدت مسابقات الجمال بريقها؟
  • نقيب الصحفيين: مجلس الوزراء اختار الطريق العكسي لمواجهة الشائعات
  • أحمد موسى: ضرورة فرض غرامات على مروّجي الأكاذيب
  • محاضرة حول أصول الفكر المتطرف بمركز الثقافة الإسلامية بدمنهور
  • بقيمة ١٥٠ ألف دولار... أفلام "رحيل نبيل" و"ضل" و"بيت وبيت" يحصدون جوائز قنوات ART بسوق مهرجان البحر الأحمر السينمائي بجدة
  • بقرار وزير الرياضة.. حل مجلس إدارة مركز شباب في كفر الشيخ
  • قمة بريدج.. الإمارات للإعلام يوقّع 5 شراكات استراتيجية لدعم المحتوى المحلي في قطاع النشر